المحرَّر جعفر عوض.. شاهدٌ جديدٌ على إجرام الاحتلال

الأسير المحرر المريض/ جعفر عوض

موضوعات ذات صلةً

• الاحتلال يفرج عن الأسير المجاهد جهاد فلنة من قرية صفا بمحافظة رام الله*
• محررو الجهاد ينظمون (جولة زيارات الواجب) لذوي الأسرى والمحررين في الأغوار

"أنا رجل مؤمن بقضاء الله وقدره ومؤمن بأن ما أصاب ابني لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، هذا ابتلاء من الله تعالى، والله أحَبَّ جعفر لذلك ابتلاه، ورجائي أن يمنّ الله عليه بالشفاء العاجل"، هذه الكلمات تُظهر حال المؤمن بقضاء الله وقدره بعد أن يُصاب بالابتلاء.
بدأ المسن إبراهيم عوض والد الأسير المحرر جعفر عوض حديثه عند سؤاله عن الحالة الصحية التي وصل إليها ابنه بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد تدهور وضعه الصحي.
وكانت سلطات الاحتلال أفرجت مساء الأربعاء الماضي عن الأسير المريض جعفر عوض (23 عامًا) من بلدة بيت أمّر شمال محافظة الخليل بالضّفة الغربية المحتلة بعد (15 شهرًا) من الاعتقال، ولكن وفق شروط من بينها دفع غرامة مالية بقيمة 40 ألف شيكل.
وبصوت خافت ممزوج بالحزن، أوضح والد عوض أن ابنه يتلقّى العلاج حاليًا في مستشفى المطّلع بمدينة القدس المحتلة، حيث يعاني من تدهور كبير في حالته الصحية نتيجة لإصابته بالتهاب رئوي حاد، إضافة إلى عدة أمراض منها مشاكل في العينين، والسكري، وتضخّم في الغدة الدرقية، مؤكدًا أن ابنه لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أيّة مشاكل صحيّة.

مسؤولية الاحتلال
وأشار عوض إلى أن تشخيص حالة ابنه الصحية من قِبل مستشفى "أساف هروفيه" أثبت إصابته بمرض نادر وخطير جدًا لا يُصاب به إلّا القليلون حول العالم، محملًا ما يسمى بإدارة مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية الذي يعاني منها جعفر.
وشدّد والد عوض على أن الحالة التي يعاني منها ابنه حاليًا خير شاهد ودليل على سياسة الإهمال الطبيّ المتعمد التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى في سجونه، مطالبًا المؤسسات الإنسانية والحقوقية، وكافّة وسائل الإعلام لا سيما الفلسطينية منها بالتوجه لمستشفى المطّلع من أجل النظر عن قرب والوقوف على جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وتدويل معاناتهم للعالم.
ويعتبر الأسير "جعفر عوض" واحداً من بين عشرات الأسرى الفلسطينيين المرضى الذين أفرجت سلطات الاحتلال عنهم من سجونها بعد تدهور حالتهم الصحية ووصولهم إلى مرحلة الخطر الشديد نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تنتهجها ما تسمى بإدارة مصلحة السجون بحق الأسرى.

مؤشر على الإجرام
من جانبه، رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، وصف الحالة الصحيّة للمحرر عوض بـ" الخطير والنادرة"، مبينًا أن حالته بحاجة ماسّة للعلاج، وأن عدداً قليلاً جدًا ممن هم حول العالم مصابون بالمرض الذي يعاني منه جعفر.
ولفت فارس إلى أن الإهمال الطبيّ المتعمّد للأسرى في سجون الاحتلال، والمماطلة في علاجهم مؤشر على إجرام الكيان الذي يحتل فلسطين، وطبيعة العقلية التي تحكم هذا الكيان، مبينًا أن عدد الأسرى المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة وخطيرة داخل سجون الاحتلال أكثر من 100 أسير.
وأضاف رئيس نادي الأسير "إنهم لا يدخرون جهدًا من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى كما حدث مع المحرر المريض جعفر عوض"، مطالبًا كافّة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالاستمرار في العمل والنضال دون كلل أو ملل حتى تحرير جميع الأسرى من السجون، ورحيل الاحتلال عن أرض فلسطين.

وضع حرج
من جهته، الطبيب عبد الرؤوف البيّاع، مدير قسم الإنعاش والعناية المركزّة في مستشفى المطلّع بالقدس، والمشرف على حالة عوض، أكّد أنه يعاني من وضع صحي حرج ومتدهور، مشددًا على أن ما سبّب ذلك هو الاعتقال في سجون الاحتلال، ورفض علاجه، وإهماله طبيا وبشكل متعمّد من قِبل إدارة مصلحة السجون.
وقال البيّاع "إن المحرر جعفر يعاني من التهاب رئوي حاد ومشاكل في التنفس، إضافة إلى أمراض: السكري، وخلل في الغدّة الدرقية والبنكرياس، و هو ما أشبه بشلل بشلل في تفاحات العين"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول التهرب من تحمّل مسؤولية تدهور الحالة الصحية لجعفر من خلال الادعاء بأنه يحمل مرضاً وراثياً قبل اعتقاله.
وبيّن الطبيب المشرف على حالة عوض في مستشفى المطّلع أنه بحاجة للعلاج وإجراء الفحوصات بشكل مستمر لحين استقرار وضعه الصحي، مؤكدًا أن الفريق الطبي الفلسطيني المشرف على حالته سيواصل العمل من أجل دحض الرواية الصهيونية وكشف الحقيقة، وعدم ادخار أي جهد من أجل إتمام ذلك، ووصوله للشفاء التام.
يُذكر أن الأسير المحرر عوض وُلد بتاريخ 08/11/1992م؛ وهو أعزب من بلدة بيت أمر قضاء محافظة الخليل، وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قد قامت باعتقاله بتاريخ 01/11/2013م؛ ولم يصدر حكم بحقه بعد؛ وكان قد تعرض للاعتقال في مرة سابقة أمضى خلالها ما يزيد عن ثلاث سنوات في سجون الاحتلال الصهيوني على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

المصدر: صحيفة الاستقلال

تعليقات الفيسبوك