الإثنين 29 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أبو صلاح كان شرارة الإضراب وفاء لفلذتي كبده

    آخر تحديث: الأحد، 13 مايو 2012 ، 00:00 ص

    أطلق شرارة الإضراب التضامني مع الأسرى من خيمة اعتصام الصليب الأحمر في مدينة غزة، من أجل من يحترقون داخل زنازين الموت الصهيونية إحياءً لوطنهم فلسطين.
    انتظر أربعة أيام بعد بدء الأسرى إضرابهم المفتوح في السابع عشر من ابريل الماضي، أملا في استنهاض جماهيري سريع، ولكن أمله خاب فقرر أن يكون "الشمعة" الأولى التي تذوب من أجل أبنائه ورفاق دربه الذين يريدون كرامة ليس إلا. الأسير المحرر أسعد أبو صلاح في العقد السادس من عمره، اعتقل خمس مرات لدى الاحتلال الصهيوني، آخرها كان في العام 2008 ، مع ابنيه وأخيه ابنه، وحكم (25) سنة، وتحرر في صفقة وفاء الأحرار، على أمل مواصلة نضاله حتى تحرير فلذات كبده.
    الحاج أبو صلاح الشيب غطى رأسه ولحيته مع مرارة الاعتقال الذي ذاقها خمس مرات، وفي المرة السادسة ترك روحه وقلبه معلقة بابنيه فهمي وصلاح وأخيه سعيد وابنه غسان، بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار.
    تحدث الأسير المحرر وهو يحتضن حفيده: "قطعت على نفسي عهدا بخوض الإضراب مع الأسرى، ولأوصل رسالة لأبنائي أنني لم أخرج بل روحي بقيت معلقة بكم، وأحلامي وطموحاتي باقية معكم، ومشاعري اتجاهكم لا تستطيع وصفها الكلمات".
    بوجه بشوش وابتسامة لا تغيب استقبلنا، رغم مرور عشرين يوما على إضرابه، وهو يقول: "من يقدم على الإضراب، يضحي بنفسه وهو في كامل شموخه وكرامته، فكل الاحترام لمن يواصلون تضحياتهم من أجل أن نحيا بكرامة، فروحي أمانة لدي ولا بد أن أستغلها بالشكل الصحيح".
    فهمي أبو صلاح الابن لأكبر للحاج أسعد، حكم (24) سنة، وابنه الصغير صلاح حكم (15) سنة، وأخوه سعيد حكم سبع سنوات ونصف، وابنه غسان حكم سبع سنوات، وقبض عليهم مع الحاج أسعد في ليلة واحدة على يد وحدة خاصة من الجنود الصهاينة في بلدة بيت حانون، في الثامن عشر من شهر أغسطس للعام 2008 .
    وخاض الحاج أبو فهمي إضرابه وهو يعاني من مرض السكري والضغط، لعله يحرك ضمائر جماهير شعبه للالتفاف حول قضية الأسرى، للمساندة والإحساس بمعاناة وآلام الأسرى، وتشكيل ضغط شعبي ودولي على سلطات الاحتلال لتحقيق مطالبهم.
    جذبتني صورة طفلة صغيرة تعلو رأس الحاج أسعد تلبس غطاء رأس أبيض كالحمامة، وإذ بها طفلة الأسير فهمي الذي تركها ولم يمض على ولادتها أربعون يوما، فهو لا يعرفها ولا تعرفه إلا من خلال الصور.
    ويقول والدموع حبيسة في عينيه: "لدي ثمانية رجال أستعد لتقديمهم مشاريع شهادة من أجل تحرير إخوتهم في السجن، فالسجن ظلمات وهو "كلية" سيدنا يوسف التي تخرج لنا رجالاً، فهم يتمتعون بعزيمة وإرادة لا تلين ويصرون على مواصلة إضرابهم رغم الألم".
    ويشير أبو فهمي إلى أن ابنه فهمي يعاني من جرثومة في المعدة، ورغم ذلك فإنه يُصر على خوض الإضراب والعطاء لإخوانه الأسرى.
    حالة التضامن والإضراب انتقلت بالعدوى لدى أبنائه في البيت، طفله يعاني من شلل نصفي، "أضرب ثلاثة أيام رغم توسلاتي له بالأكل خوفا على حياته"، فكان رده علي: "طالما أنت لن تأكل معي لن أتذوق الطعام حتى تشاركني".
    ويعود بذاكرته إلى سنوات الاعتقال الأخيرة التي جمعته بابنيه في زنزانة واحدة، فيقول: "حينما عرفت بأني من ضمن المحررين في صفقة وفاء الاحتلال، لم تدخل الفرحة قلبي، كيف يمكن للفرحة أن تدخل قلبي وفلذات كبدي سأتركهم في زنزانة شهدت رطوبتها القاتلة لحظات الفرح والحزن التي جمعتني بهم، لم أستطع التحدث معهم فدموعنا هي من كانت توصل الكلام الذي لم يستطع لساننا قوله، وعاهدتهم بمواصلة النضال حتى تحريرهم".

    "أريد أن نوصل رسالتنا كفلسطينيين وكأسرى ولو بالدم، إلى متى سننتظر ونقف مكتوفي الأيدي إلى حين أن يعودوا لنا جثثاً هامدة!!، أناشد العالم وقفة عز مع أسرى فلسطين، هم يطلبون الكرامة، مطالبهم إنسانية عادلة، لا تتركوهم في الميدان يصارعون الموت لوحدهم".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 13/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد نضال اسماعيل عبيات من سرايا القدس على أيدي الوحدات الصهيونية الخاصة في بيت لحم

29 إبريل 2002

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب عدة مجازر في قرى كفر عانة وسلمة والخيرية قضاء مدينة يافا

29 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية