الخميس 09 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المحرر لؤي نوفل.. فرح بخروجه وحزين على من تركهم وراء القضبان

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    في‎ ‎منزله‎ ‎الذي‎ ‎تفوح‎ ‎منه‎ ‎رائحة‎ ‎بساطة الريف‎ ‎الفلسطيني‎ ‎في‎ ‎‎قريةِ‎ ‎دير‎ ‎شرف‎ ‎إلى‎ ‎الغرب من‎ ‎مدينةٍ‎ ‎نابلس، باشر‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎لؤي‎ ‎راجح نوفل‎ ‎بصوت‎ ‎مليءٍ‎ ‎بالحيرةِ‎ ‎‎والحزن‎ ‎حديثه‎ ‎قائلا:‎‏ أنه‎ ‎فرح‎ ‎بتحرره‎ ‎من‎ ‎الأسر، لكنه‎ ‎حزين‎ ‎على‎ ‎كل من‎ ‎فارقهم‎ ‎من‎ ‎إخوته‎ ‎ورفاقهِ‎ ‎ممن‎ ‎تركهم‎ ‎‎خلفه في‎ ‎السجن.
    ترعرعَ‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل‎ ‎الذي‎ ‎شارفَ‎ ‎على‎ ‎إنهاءِ العقد‎ ‎الثالث‎ ‎من‎ ‎عمره، في‎ ‎قريته‎ ‎ونشأ‎ ‎‎يتيماً، فمنذ‎ ‎نعومة‎ ‎أظفاره، لا‎ ‎يستذكر‎ ‎ملامح‎ ‎وجه أبيه، هذا‎ ‎ما‎ ‎جعله‎ ‎عصامياً‎ ‎وإخوته‎ ‎الثلاثة‎ ‎الذي تجمعه‎ ‎‎بهم‎ ‎العلاقة‎ ‎القوية‎ ‎والمتينة، منهم‎ ‎شقيقه الأكبر‎ ‎أشرف‎ ‎رفيق‎ ‎دربه‎ ‎في‎ ‎النضال، والذي‎ ‎أعتقل معه‎ ‎في‎ ‎ذات‎ ‎اليوم‎ ‎‎وعاش‎ ‎معه‎ ‎طوال‎ ‎فترة‎ ‎الأسر، وأخويه‎ ‎الآخرين‎ ‎اللذين‎ ‎ترك‎ ‎لهما‎ ‎العبء‎ ‎الأكبر لتلبية‎ ‎حاجاته‎ ‎داخل‎ ‎الأسر، ‎‎وعائلته‎ ‎التي‎ ‎كانت تعاني‎ ‎ظروفا‎ ‎قاسية.‏ بعد‎ ‎صمتٍ‎ ‎ليس‎ ‎بالطويل، ونظراتِ‎ ‎حيرةٍ وأمل‎ ‎وحزن‎ ‎ممزوجة‎ ‎‎ببعضها، يقول‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل أن‎ ‎حياته‎ ‎كانت‎ ‎مليئة‎ ‎بالمشقة‎ ‎والمتاعب‎ ‎لعمله الشاق‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎البناء‎ ‎منذ‎ ‎وفاة‎ ‎والده‎ ‎‎في‎ ‎منتصف ثمانينات‎ ‎القرن‎ ‎الماضي، وتحمل‎ ‎أعباء‎ ‎الحياةِ‎ ‎رغم صغر‎ ‎سنه‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت، ويضيف: "كان‎ ‎‎لوفاة والدي‎ ‎الأثر‎ ‎الأكبر‎ ‎في‎ ‎حياتي، فاضطررت‎ ‎لترك الدراسة‎ ‎مبكرا، وانخرطت‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎عمل‎ ‎البناء حتى‎ ‎‎يوم‎ ‎اعتقالي، فأنا‎ ‎اعتبر‎ ‎هذه‎ ‎الفترة‎ ‎محطة نضالية‎ ‎وكفاحية‎ ‎تجاه‎ ‎الأسرة".
    ويشير‎ ‎نوفل‎ ‎إلى‎ ‎بداية‎ ‎انخراطه‎ ‎في‎ ‎‎العمل النقابي‎ ‎والعمالي‎ ‎وانتمائه‎ ‎للجبهة‎ ‎الديمقراطية في‎ ‎بداية‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الأولى، يقول: "بعد‎ ‎انتمائي للجبهة‎ ‎‎الديمقراطية، بدأت‎ ‎العمل‎ ‎بنشاطاتٍ‎ ‎ذات طابع‎ ‎نقابي‎ ‎وعمالي‎ ‎وسياسي‎ ‎وطلابي، وكان‎ ‎التركيز على‎ ‎التحريض‎ ‎‎والإضرابات‎ ‎لمناسبات‎ ‎وطنية‎ ‎كيوم الأرض، وغيرها‎ ‎من‎ ‎الفعاليات‎ ‎الأخرى". ‎‏ وبصوت‎ ‎متقطع‎ ‎استذكر‎ ‎نوفل‎ ‎‎أصدقائه وإخوته‎ ‎ممن‎ ‎كانوا‎ ‎معه‎ ‎في‎ ‎النضال‎ ‎في‎ ‎المواجهات بالحجارة‎ ‎مع‎ ‎الاحتلال‎ ‎في‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الأولى، ‏كالشهيد‎ ‎وائل‎ ‎نوفل‎ ‎الذي‎ ‎قضى‎ ‎إلى‎ ‎جانبه‎ ‎في‎ ‎ذكرى يوم‎ ‎الأرض‎ ‎من‎ ‎العام‎ ‎‏1994‏‎ ‎برصاص‎ ‎مستوطني مستوطنة ‎‎‎"‎شافي‎ ‎شمرون"ØŒ نتيجة‎ ‎المواجهات‎ ‎التي كانت‎ ‎تحدث‎ ‎معهم‎ ‎بشكل‎ ‎مستمر.‏ في‎ ‎بداية‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى، رأى‎ ‎‎نوفل‎ ‎انه كان‎ ‎من‎ ‎الواجب‎ ‎اتخاذ‎ ‎الرد‎ ‎المناسب‎ ‎والمماثل‎ ‎على الجرائم‎ ‎التي‎ ‎اقترفها‎ ‎الاحتلال‎ ‎بحق‎ ‎أبناء‎ ‎شعبه، ‏فتوجه‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎رفاق‎ ‎دربه‎ ‎في‎ ‎تنظيمه‎ ‎الذي انتمى‎ ‎له‎ ‎منذ‎ ‎بدايات‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الفلسطينية الأولى، فبدأوا‎ ‎بتشكيل‎ ‎النواة‎ ‎الأولى‎ ‎للجناح العسكري‎ ‎للجبهة‎ ‎الديمقراطية "كتائب‎ ‎المقاومة الوطنية"‎ في‎ ‎‎المناطق‎ ‎الفلسطينية.‏
    ويقول‎ ‎نوفل‎ ‎انه‎ ‎كان‎ ‎يشعر‎ ‎بالفخر‎ ‎لقيامه بالأعمال‎ ‎العسكرية‎ ‎المناسبة‎ ‎رداً‎ ‎على‎ ‎اعتداءات ‏الاحتلال‎ ‎بحق‎ ‎الشعب‎ ‎الفلسطيني.‏ ويقول‎ ‎نوفل‎ ‎إن‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎يميز‎ ‎عمله‎ ‎النضالي، هو‎ ‎التنسيق‎ ‎مع‎ ‎كافةِ‎ ‎الأذرع‎ ‎‎العسكرية‎ ‎والتي كان‎ ‎يعطي‎ ‎فيها‎ ‎علاقة‎ ‎مميزة‎ ‎مع‎ ‎كتائب‎ ‎شهداء الأقصى، والذي‎ ‎عرف‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎انه‎ ‎أخاه‎ ‎‎الأكبر اشرف‎ ‎ضمن‎ ‎إحدى‎ ‎مجموعاتها.‏ ويسرد‎ ‎نوفل‎ ‎ذكرياته‎ ‎في‎ ‎المقاومة‎ ‎مع‎ ‎أبناء كتائب‎ ‎المقاومة‎ ‎الوطنية‎ ‎‎ممن‎ ‎عملوا‎ ‎معه‎ ‎في بدايات‎ ‎انتفاضة‎ ‎الأقصى، منهم‎ ‎من‎ ‎قضى‎ ‎نحبه كرفيقي‎ ‎دربه‎ ‎الشهيدين‎ ‎اشرف‎ ‎خلوص‎ ‎‎وإبراهيم العطاري‎ ‎اللذان‎ ‎استشهدا‎ ‎وهو‎ ‎قيد‎ ‎الأسر، ومنهم من‎ ‎اعتقل‎ ‎بعده‎ ‎كالأسيرين‎ ‎هيثم‎ ‎عنتري‎ ‎ووجدي ‏جودة، ويقول: "ذهبت‎ ‎ورفاق‎ ‎دربي‎ ‎إلى‎ ‎منطقة لخوض‎ ‎اشتباكٍ‎ ‎مسلح‎ ‎مع‎ ‎الاحتلال‎ ‎بعد‎ ‎مسح المنطقة‎ ‎ورصدها‎ ‎‎والتخطيط‎ ‎لتنفيذ‎ ‎العملية، وبعد‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎ذلك‎ ‎حددنا‎ ‎اليوم‎ ‎المنوي‎ ‎لتنفيذ العملية، وذهبنا‎ ‎إلى‎ ‎المنطقة، وعند‎ ‎‎وصولنا مباشرة‎ ‎سمعنا‎ ‎إطلاق‎ ‎نارٍ‎ ‎كثيف، فبدأنا‎ ‎بإطلاق النار‎ ‎ظنا‎ ‎منا‎ ‎بأن‎ ‎الاحتلال‎ ‎قد‎ ‎قام‎ ‎بكشفنا، وقد تبين‎ ‎‎لاحقاً‎ ‎أن‎ ‎مجموعة‎ ‎أخرى‎ ‎من‎ ‎المقاومين‎ ‎كانت متواجدة‎ ‎مسبقاً‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎ ‎لتنفيذ‎ ‎عمليةٍ‎ ‎أخرى، وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎كاد‎ ‎أن‎ ‎‎يؤدي‎ ‎إلى‎ ‎اشتباكٍ‎ ‎مسلح‎ ‎معهم لعدم‎ ‎معرفة‎ ‎الطرفين‎ ‎بوجود‎ ‎الأخر.
    ويصف‏‎ ‎نوفل‎ ‎ليلة‎ ‎اعتقاله‎ ‎وشقيقه‎ ‎اشرف ‏الذي‎ ‎ينتمي‎ ‎لحركة "‎فتح"Ø›‎ ‎ويقضي‎ ‎حكما‎ ‎بالسجن لمدة‎ ‎‏40‏‎ ‎عاما‎ ‎بالمفاجئة‎ ‎لدى‎ ‎العائلة، لعدم‎ ‎معرفتهم بما‎ ‎يقوم‎ ‎به‎ ‎‎من‎ ‎عمليات‎ ‎للمقاومة، خاصة‎ ‎وأن شقيقه‎ ‎الأكبر‎ ‎اشرف‎ ‎كان‎ ‎يعمل‎ ‎معه‎ ‎رغم‎ ‎اختلاف توجهه‎ ‎الفكري.‏ ويتذكر‎ ‎‎لؤي‎ ‎نوفل‎ ‎أولى‎ ‎لحظات‎ ‎اعتقاله‎ ‎في شهر‎ ‎أيار‎ ‎من‎ ‎العام‎ ‎‏2001‏‎ ‎والتحقيق‎ ‎الميداني القصير‎ ‎الذي‎ ‎جرى‎ ‎معه‎ ‎‎بعد‎ ‎اعتقاله‎ ‎مباشرة، وشقيقه‎ ‎اشرف‎ ‎ومن‎ ‎ثم‎ ‎نقلهما‎ ‎إلى‎ ‎التحقيق‎ ‎في الجلمة‎ ‎وهما‎ ‎معصوبي‎ ‎العينين‎ ‎ومقيدي‎ ‎اليدين ‏والقدمين‎ ‎ØŒ ويصف‎ ‎لحظات‎ ‎نقله‎ ‎إلى‎ ‎سجن‎ ‎عسقلان بعد‎ ‎الانتهاء‎ ‎من‎ ‎جولات‎ ‎التحقيق‎ ‎بالطويلة والصعبة، ويقول: "كان‎ ‎السجانون‎ ‎يتبعون‎ ‎معنا الأساليب‎ ‎البشعة‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎تهدف‎ ‎إلى‎ ‎كسر إرادة‎ ‎الأسير، والندم‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎‎فعله،فكانوا‎ ‎يلقون زجاجات‎ ‎الغاز‎ ‎المسيل‎ ‎للدموع‎ ‎داخل‎ ‎غرف‎ ‎الأسرى، ونبقى‎ ‎أياماً‎ ‎طويلة‎ ‎بلا‎ ‎ماء‎ ‎ولا‎ ‎كهرباء،ناهيك‎ ‎عن اقتحام‎ ‎الغرف‎ ‎في‎ ‎الليل، وإخراج‎ ‎الأسرى‎ ‎في‎ ‎البرد الشديد، وتعريتهم‎ ‎من‎ ‎ملابسهم‎ ‎ØŒ فضلاً‎ ‎عن‎ ‎‎حركة التنقلات‎ ‎الكثيرة‎ ‎للأسرى‎ ‎من‎ ‎معتقل‎ ‎الى‎ ‎آخر‎ ‎فيما يعرف‎ ‎بالبوسطة".
    ويصف‎ ‎لحظة‎ ‎إصدار‎ ‎الحكم‎ ‎‎الطويل‎ ‎الذي‎ ‎كان مدى‎ ‎الحياة‎ ‎بالصعب، ويقول: "كانت‎ ‎لحظات صعبة‎ ‎جداً، وخاصة‎ ‎أنني‎ ‎تركت‎ ‎خلفي‎ ‎والدتي ‏المسنة‎ ‎وزوجتي‎ ‎وأولادي‎ ‎الثلاثة، إلا‎ ‎أن‎ ‎الأمل‎ ‎كان كبيرا‎ ‎لدي، رغم‎ ‎أنني‎ ‎كنت‎ ‎أمام‎ ‎احتمال‎ ‎أن‎ ‎أمضي عشرات‎ ‎‎السنوات‎ ‎خلف‎ ‎القضبان‎ ‎أقارعها‎ ‎وسجاني.‏ ولم‎ ‎يكن‎ ‎لؤي‎ ‎بمنأى‎ ‎عن‎ ‎الإجراءات‎ ‎العقابية الكثيرة‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎‎تفرضها‎ ‎مصلحة‎ ‎السجون على‎ ‎الأسرى‎ ‎لكسر‎ ‎إرادتهم‎ ‎منها‎ ‎الغرامات‎ ‎المالية، والحرمان‎ ‎من‎ ‎زيارات‎ ‎الأهل‎ ‎التي‎ ‎‎حرم‎ ‎منها‎ ‎منذ اعتقاله‎ ‎حتى‎ ‎دخوله‎ ‎عامه‎ ‎الخامس‎ ‎في‎ ‎الأسر.‏
    ويصف‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل‎ ‎الزيارة‎ ‎الأولى‎ ‎لوالدته ‏وزوجته‎ ‎وأولاده‎ ‎الثلاثة‎ ‎بعد‎ ‎اعتقاله‎ ‎بثلاث‎ ‎سنوات بالمفرحة‎ ‎والجميلة، رغم‎ ‎مدتها‎ ‎القصيرة‎ ‎التي‎ ‎لا تتجاوز‎ ‎ال‎ ‎‎‏45‏‎ ‎دقيقة.‏ ويتابع‎ ‎حديثه‎ ‎عن‎ ‎الأسر‎ ‎بذكرياتٍ‎ ‎جميلة، فيقول:التربية‎ ‎التنظيمية‎ ‎عودت‎ ‎الإنسان‎ ‎أن‎ ‎لا يحيا‎ ‎بلا‎ ‎أمل‎ ‎‎وإرادة‎ ‎قوية‎ ‎تحتمل‎ ‎كل‎ ‎شيء، فكنت امضي‎ ‎وقتي‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎ ‎بالجلسات‎ ‎التنظيمية شبة‎ ‎الدورية، والمطالعة، والرياضة، والعلاقات الاجتماعية‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎زيارات‎ ‎الأسرى‎ ‎لبعضهم البعض"‎ØŒ مبديا‎ ‎فرحته‎ ‎وسعادته‎ ‎عن‎ ‎‎عدم‎ ‎تأثر العلاقات‎ ‎الاجتماعية‎ ‎بين‎ ‎الأسرى‎ ‎رغم‎ ‎الاختلاف التنظيمي، والذي‎ ‎لم‎ ‎يؤثر‎ ‎على‎ ‎علاقاتهم‎ ‎فيما بينهم‎ ‎‎داخل‎ ‎المعتقلات، ‎‎ويقول: "للأسرى‎ ‎شعار داخل‎ ‎الأسر‎ ‎أن‎ ‎الاحتلال‎ ‎خارج‎ ‎السجن‎ ‎واحد، وذله داخل‎ ‎السجن‎ ‎‎واحد".
    ويصف‎ ‎الأسير‎ ‎نوفل‎ ‎لحظة‎ ‎سماعه‎ ‎نبأ‎ ‎أسر الجندي‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط‎ ‎بالخبر‎ ‎السار‎ ‎والمفرح، ويقول: "عند‎ ‎‎سماعنا‎ ‎داخل‎ ‎الأسر‎ ‎عن‎ ‎خطف الجندي‎ ‎شاليط‎ ‎لم‎ ‎نصدق، وكنا‎ ‎نتوقع‎ ‎أن‎ ‎الجانب الصهيوني‎ ‎سيعيق‎ ‎أي‎ ‎اتفاق‎ ‎‎بهذا‎ ‎الخصوص، وكان القلق‎ ‎والخوف‎ ‎هو‎ ‎حديثنا‎ ‎اليومي، وخاصة‎ ‎عند بدء‎ ‎المفاوضات‎ ‎من‎ ‎اجل‎ ‎إبرام‎ ‎الصفقة، وفشلها مراتٍ‎ ‎عدة، وكان‎ ‎كل‎ ‎الأسرى‎ ‎يحلمون‎ ‎بخروجهم‎ ‎من الأسر‎ ‎عبر‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة، رغم‎ ‎معرفتهم‎ ‎المسبقة ‏بأنه‎ ‎من‎ ‎الصعب‎ ‎أن‎ ‎تشملهم‎ ‎جميعا، لعددهم‎ ‎الذي وصل‎ ‎في‎ ‎ذلك‎ ‎الوقت‎ ‎إلى‎ ‎‏11‏‎ ‎ألف‎ ‎أسير".
    ويضيف‎ ‎نوفل: "الإذاعات‎ ‎المحلية‎ ‎التي‎ ‎تصل إلى‎ ‎بعض‎ ‎السجون‎ ‎كانت‎ ‎المنفذ‎ ‎الوحيد‎ ‎الذي نسمع‎ ‎منه‎ ‎أخبارنا‎ ‎بشكل‎ ‎عام، وما‎ ‎‎يتعلق‎ ‎بصفقة التبادل‎ ‎بشكل‎ ‎خاص".
    ويختم‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎نوفل‎ ‎حديثة‎ ‎بحزنٍ وألم‎ ‎وهو‎ ‎ينظر‎ ‎لصورة‎ ‎أخيه‎ ‎‎اشرف‎ ‎التي‎ ‎تتصدر الحائط‎ ‎وذل‎ ‎Ùƒ‎ ‎بسبب‎ ‎الأثر‎ ‎الكبير‎ ‎الذي‎ ‎تركه اشرف‎ ‎ورفاق‎ ‎دربه‎ ‎ممن‎ ‎فارقهم‎ ‎‎وتركهم‎ ‎خلفه، فيصفهم‎ ‎بالعظماء‎ ‎ومناضلي‎ ‎السجون، وخاصة ممن‎ ‎أمضوا‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎سنوات‎ ‎طويلة، ويذكر ‏منهم‎ ‎رفاقه‎ ‎وجدي‎ ‎جودة، ومنذر‎ ‎صنوبر، وهيثم عنتري، وحسن‎ ‎البزور، وغيرهم‎ ‎ممن‎ ‎عايشهم خارج‎ ‎وداخل‎ ‎الأسر، ويؤكد‎ ‎بأنه‎ ‎أوفى‎ ‎بعهده بعد‎ ‎تحرره‎ ‎بزيارة‎ ‎قبور‎ ‎الشهداء‎ ‎والأقارب‎ ‎الذين فقدهم‎ ‎وهو‎ ‎في‎ ‎السجن.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد ناهض أبو هداف من سرايا القدس أثناء مواجهات مع قوات الاحتلال بمنطقة القرارة شمال خانيونس

09 مايو 2004

الأسرى في سجن مجدو يعلنون الاضراب عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم المعيشية

09 مايو 2002

قبول العرب بشروط الهدنة مع العصابات الصهيونية

09 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية