Error loading files/general/dalel_img/رياض بدير- طولكرم.jpg مؤسسة مهجة القدس
26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    آخر تحديث: 2022-09-20

    رياض محمد علي بدير

    البيانات الشخصية

    رقم الهوية: 992966275

    تاريخ الميلاد: 1947-05-08

    الوضع الاجتماعي: متزوج

    عدد الزوجات: 1

    عدد الأبناء: 7

    الجنس: ذكر

    المنطقة: الضفة الغربية

    المحافظة: طولكرم

    مكان السكن: الحارة الشرقية

    البيانات الأكاديمية والمهنية

    المؤهل العلمي: جامعي

    المهنة: مدرس تربية إسلامية

    مكان العمل: حكومي

    بيانات الاستشهاد

    تاريخ الاستشهاد: 2002-04-22

    كيفية الاستشهاد: اغتيال

    مكان الاستشهاد: جنين

    تفاصيل الاستشهاد:

    شيخ المقاومين والمجاهدين في الدفاع عن مخيم جنين الشهيد المجاهد رمح سرايا القدس رياض محمد بدير العمر: 56عاماً  السكن: مدينة طولكرم يعد الشيخ الشهيد: رياض بدير من مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، ومن أبرز المطلوبين لجيش الاحتلال الصهيوني وسبق أن اعتقلته أجهزة أمن السلطة، خرج بعد أن قصفت الطائرات الحربية الصهيونية من طراز (F16) مقر المقاطعة التي يوجد فيها السجن وقد تمكن عدد من المجاهدين الفلسطينيين من اقتحام مقر السجن بعد الصاروخ الأول وتم إنقاذ حياتهم وتهريبهم من سجن السلطة, أصيب الشيخ المجاهد قبل شهور عدة بجروح في ساقه أثناء التصدي لقوات الاحتلال أثناء محاولتها اقتحام مخيم نور شمس. أبى الشيخ المجاهد الذي طالما دعا إلى الجهاد والاستشهاد إلا أن يخرج شاهراً سلاحه ملتحقاً بإخوانه المجاهدين المدافعين عن مخيم جنين البطولة, وظل صامداً مقاوماً ضد جنود العدو حتى نفاذ ذخيرته, أبى الشيخ الشهيد الاستسلام رغم الجوع والعطش ونفاذ الذخيرة, وقالت حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري "سرايا القدس" في بيان نعييها للشهيد القائد أن الشيخ المجاهد بقي مقاوماً صامداً في أحد البيوت حتى حاصرته قوات الاحتلال طالبة منه الاستسلام, فرفض الخروج مستسلماً فقامت قوات العدو الإرهابية بقصف وهدم البيت عليه, ووجد الأهالي جثته الطاهرة تحت الأنقاض محتضنا سلاحه وقرآنه كان قد أكد المجاهدون المحاصرون في مخيم جنين عبر اتصالاتهم مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي بأن آخر جيوب المقاومة كان مؤلفاً من سبع وعشرين مجاهداً على رأسهم الشيخ المجاهد: رياض بدير الذي ظل صامداً حتى الحادي عشر من نيسان رافضاً الاستسلام حتى لقي الله شهيداً مقبلاً غير مدبر. يا شيخ المجاهدين: إن دمك يتوزع على دماء الآباء والأمهات لينجبن من أمثالك وأمثال إخوانك المجاهدين, فسلام على المجاهدين في جنين ومخيمها وفي نابلس وقلعتها وفي بيت لحم وكنيستها وفي الخليل وحرمها سلام على هذا الشعب الذي كشف هشاشة هذا الاحتلال وأكد حقيقة هذه الدولة العبرية السائرة نحو الزوال. رحم الله شهدائنا وأسكنهم فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

    نبذة عن الشهيد:

    الشهيد الشيخ " رياض بدير" عاش في طلب الشهادة فباع الدنيا واشترى الجنة الشيخ رياض محمد علي بدير حياته مدرسة وسنوات جهاده تاريخ مكتنز بالعطاء لم ينته يوم ترجل في ميدان الشرف والبطولة في السادسة والخمسين من عمره وليس بيده غير المصحف والسلاح. ولد الشيخ الشهيد "أبو العبد" في قرية فرعون جنوب غرب طولكرم في العام 1947 والتحق بمدارس المدينة قبل أن يكمل تعليمه العالي في معهد خضوري الزراعي ليتخرج منه ويلتحق بسلك التربية والتعليم أستاذا يعلم طلبته فنون التضحية والفداء ويقول كلمة الحق لا يبالي في سبيلها بأشواك الطريق وعذابات الاحتلال . أبرز مؤسسي حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية، ومع انطلاق الانتفاضة المباركة الأولى كان الشيخ الشهيد أحد رموزها وقادتها وموجه فعالياتها حتى اعتقل في العام 1988 في أول دفعة أسرى تفتتح سجن النقب الصحراوي، حيث أمضى فيه ستة شهور معتقلا إداريا لم يتوقف خلالها عن نشاطه التربوي والتعبوي للأسرى ليعدهم لما بعد الإفراج من دور في ميدان الانتفاضة. وبعد خروجه من المعتقل تعرض الشيخ للفصل التعسفي من سلك التربية والتعليم كأسلوب مارسه الاحتلال في محاربة المجاهدين في أرزاقهم وأقوات عيالهم ولما كان يشكله الشيخ من إزعاج لهم من خلال تربيته لتلاميذه على التمسك بالأرض والدفاع عنها وصونها وان بالدماء، غير أن الحرب الاقتصادية التي أعلنها الاحتلال على الشيخ كانت أصغر من أن تنال فالتحق بالعمل في المجالات الاجتماعية والإنسانية لتخفيف أعباء الممارسات الاحتلالية على أبناء شعبه من خلال عمله في دور الأيتام والمؤسسات الشعبية واللجان الوطنية والخيرية مثل لجنة الزكاة. فاكسر ضلوعي وانصرف ولم تتوقف حرب الاحتلال على الشيخ بفصله من التدريس بل واصل المحتلون اعتقاله وتعريضه لأبشع أشكال التحقيق، حيث اعتقل مجددا في العام 1990Ùˆ 1991 وخضع لتحقيق قاس تحدى خلاله المحققين في مسالخ إجرامهم ليخرج في كل مرة منهك الجسد قوي الروح يدوس عظام السجان بجرحه الذي لا يبرأ إلا برفضه الاعتراف. وخلال حملة الإرهابي رابين على قادة حماس والجهاد الإسلامي في العام 1992(وإبعادهم إلى مرج الزهور) اعتقل الشيخ مجددا وأخضع للتحقيق ولم يقل كلمة واحدة يمكن أن تفيد عدوه الذي يخوض معه حربا مفتوحة على كافة الصعد. ولم تسلم سيرة الشيخ الاعتقالية من الاعتقال في سجون السلطة حيث اعتقل في العام 1995 ليقضي في سجونها عدة أشهر ثمنا لتمسكه بخيار الجهاد في عهد التسوية.  الشهيد في انتفاضة الأقصى ومع انطلاق انتفاضة الأقصى المبارك كان الشيخ يشتد حنينا إلى الرحيل وكان يحدث أبناءه أن عمره قد طال أكثر مما ينبغي وأنه قد آن له أن يقضي شهيدا في سبيل الله تحقيقا لأعز حلم راوده وأغلى أمنية تمناها فطارد الشهادة مرات ومرات وبحث عنها في كل جولاته مع الاحتلال كقائد لسرايا القدس الجناح العسكري لحرك  الجهاد الإسلامي ØŒ إذ لم يقنع الشيخ رغم تقدمه في السن وإعالته لأسرة كبيرة بقصر جهاده على كلمة الحق والموقف الصلب والتوعية والإعداد والتربية والتأهيل لمدرسة الجهاد بل التحق بجناح الجهاد الإسلامي العسكري ينصب الكمائن ويطارد المحتلين ويشارك في الاشتباكات المسلحة رغم توليه جانبا كبيرا في إدارة الانتفاضة كممثل لحركة الجهاد الإسلامي في لجنة التنسيق الفصائلي. ولتمويل عمله العسكري باع الشيخ بيتا بناه ولم يسكنه وسيارة كان يعمل على نقل الناس بها كمصدر لرزقه واشترى بثمنها السلاح الذي وجد فيه الضمان لتحقيق الحلم الأكبر بالشهادة. وحين كان يسأله الناس ماذا تركت لأسرتك ØŸ كان يجيب.. الله ورسوله، وكانت الشهادة على مرمى لحظات من الشيخ مرتين قبل أن ينالها فعلا الأولى حين أصيب برصاصة في ساقه خلال اشتباك مسلح تصدى فيه مع رفاقه في السلاح لمحاولة اجتياح صهيونية لمخيم نور شمس، والثانية بعد أن تعرض سجن المقاطعة في طولكرم للقصف بصواريخ طائرات الـ(ف16) حيث كان محتجزا لدى السلطة إثر موقفه الرافض لوقف إطلاق النار، وقد أتت الصواريخ على مبنى المقاطعة بالكامل وتمكن ورفاقه داخل السجن من الخروج رغم إصابتهم.

    إنجازات الشهيد:

    لماذا نجاهد في فلسطين ؟

    الشهيد الشيخ: رياض بدير

    الشهيد البطل والشيخ المجاهد رياض بدير (55 عاماً) شيخ الجهاد الإسلامي في طولكرم، فور سماعه نبأ اجتياح الجيش الصهيوني لمخيم جنين البطل، مخيم الاستشهاديين الأطهار، حمل الشيخ بندقيته وانطلق على خطى القسام ليشارك إخوانه وأهله شرف الدفاع عن مخيم جنين، تاركاً خلفه أسرته وأولاده والدينا بما فيها. وفي ملحمة جنين الأسطورية قاد الشيخ أحد التشكيلات القتالية لسرايا القدس وأبلى بلاءً حسناً في القتال حتى آخر رصاصة. ومساء العاشر من أبريل نيسان، آخر يوم في معركة المخيم، وعندما نفذت ذخيرة المجاهدين حوصر الشيخ المجاهد في أحد البيوت بالمخيم ونادي ضباط الاحتلال عليه بمكبرات الصوت أن يستسلم فأبى.. وبعد انتهاء المعركة بأيام وجد جثمان الشيخ الطاهر تحت أنقاض المنزل الذي هدمته جرافات الاحتلال فوق رأسه، وكان يحتضن بندقيته وفي قبضته مصحفه وقرآنه الذي لم يفارقه.

    "المجاهد" تكرم الشيخ البطل بنشر سلسلة من مساهمات الشيخ التي جمعتها من أوراقه ومراسلاته وأحاديث الشيخ المربي والشهيد السعيد في التعبئة والحض على الجهاد في سبيل الله.

    لعل من بديهيات الحياة أن نقاش البديهيات يعد نوعاً من الترف العقلي أو العبث الفكري. فلو سأل أحدهم لماذا يتنفس الإنسان؟ أو اقترح إخراج السمك من الماء ليحيى في الهواء الطلق، لقال عنه الناس، بكل تأكيد، إنه مجنون. لكنه لو سأل، لماذا يجاهد الشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا يلقي السلاح ويرتاح من عناء الصراع مع عدو يحتل أرضه ويسفك دمه لقالوا إن هذا عين العقل أو قمة العقلانية والإنسانية والحضارة!!

    لهذا السبب، صار لزاماً علينا أن نتحدث في البديهيات، وأن نجيب على سؤال لماذا نجاهد؟ بل لماذا نصر على الجهاد في فلسطين اليوم ونتمسك بخيار الجهاد والاستشهاد، برغم التكاليف الباهظة لهذا الخيار، وبرغم خذلان حكام العرب والمسلمين لشعب فلسطين وقضية فلسطين، وبرغم اختلال موازين القوة، لدرجة تجعل الصراع بين الشعب الفلسطيني أو حركات المقاومة وبين الكيان الصهيوني المدعوم بلا حدود من القوة العظمى الأولى في العالم أمريكا، هو مثل مباراة مصارعة بين النملة والفيل!!

    إن دعوة الناس لمشاهدة المباراة تبدو وكأنها درب من الجنون واللامعقول.. لكن الشعب الفلسطيني صنع المعجزة، واستطاع أن يفرض هذه المباراة على كل الفضائيات ومختلف وسائل الإعلام في العالم.. وقد بدا العالم مشدوداً ومشدوهاً وهو يرى كل يوم على حلبة المصارعة عجب العجب!!

    لكن ما هو أعجب من العجب، هو حال الحكام العرب، الذين تعبوا من الفرجة، وبعضهم رق قلبه، وذرف الدمع حزناً على ما فعلته النملة بالفيل، وقد أدمت عينيه وأشبعت جسمه لسعاً، فراح يتخبط كالثور الهائج، فأفزع جمهور المشاهدين من العرب، فولّوا الأدبار هاربين، وهم يصبون لعناتهم على النملة، ويتهمونها بالإرهاب والتطرف والهمجية والبربرية ويهددونها بوقف فرجتهم على المباراة إذا لم تكف عن إيلام الفيل!!

    نعم.. لماذا يجاهد الشعب الفلسطيني؟ لماذا القتال والدمار والدماء والأشلاء؟ لماذا يحول الإنسان الفلسطيني نفسه إلى قنبلة بشرية ويفجر نفسه في الجنود والمستوطنين الصهاينة، في الحافلات والمطاعم والأسواق وشوارع المدن الصهيونية؟ ما هي دوافعه؟ وما هي غاياته؟ وماذا يمكن أن يحقق بذلك؟

    هذه التساؤلات اليوم تكاد تكون مطروحة في عقل كل غربي وأيضاً وللأسف في عقول كثير من العرب والمسلمين!

    وتتسابق مراكز الأبحاث والدراسات والمعاهد والجامعات والمؤسسات الحكومية والدولية في عقد الندوات والمؤتمرات وإجراء البحوث والدراسات المختصة للإجابة على هذه الأسئلة..

    وكعادة المستشرقين والغربيين فإنهم مازالوا يتخبطون في الإجابة، أو يلوون عنق الحقيقة بخبث وعداء سافر للإسلام والمسلمين. تارة يتحدثون عن "الحور العين في الجنة" والدوافع الجنسية للاستشهاديين!! وتارة يتحدثون عن دوافع اقتصادية، وتارة عن دوافع سياسية للحركات الإسلامية، وتارة عن دوافع دينية، وغيرها من التفسيرات التي وإن لامس بعضها الحقيقة، فإنه لا يحيط بها، لأنهم لا يريدون ذلك، فهم أعداء الحقيقة والحق وأهل الباطل وأدعياؤه.

    وإذا أردنا أن نجيب نحن على هذه التساؤلات فإننا لا نقدم إجاباتنا لنقنع بها الغرب ببراءة الإسلام والمسلمين من التهم التي يلصقونها بنا. فطالما أن الولايات المتحدة هي التي تقود العالم الغربي اليوم، وتتحكم في عقله وفكره وسياساته، فالغرب بالنسبة لنا أصبح حالة ميئوس منها، لأن أمريكا بإدارتها وسياساتها الحالية المعادية للعرب والمسلمين والمستضعفين في العالم هي الشيطان بل الشيطان الأكبر.. وليس في عقيدتنا أو تصورنا من رجاء بتوبة أو هداية الشيطان أو رجوعه إلى الحق.

    لذلك نقول لمن يبددون طاقاتهم وجهودهم من العرب والمسلمين على إثبات حسن سلوكهم لدى أمريكا، وفّروا جهودكم، فلن يصدقوكم، وطالما أنكم تنتمون إلى هذه الأمة، فقد صدر الحكم بحقكم مثل سائر العرب والمسلمين المحكوم عليهم بالطرد من رحمة أمريكا والخروج من جنتها!! اللهم إلا إذا ارتضيتم أن تكونوا عبيداً لها تعبدونها وتخشون قوتها، من دون الله!!

    ليس في عقيدتنا فصل بين دوافع دينية وأخرى دنيوية. فهذا الفصل مرجعه الفكر العلماني والعلمانية التي تضع الدين مقابل الدنيا. إن ثنائية الدين والدنيا مرفوضة في التصور الإسلامي وبديلها الصحيح هو ثنائية "الدنيا والآخرة".

    وفي الدعوة للجهاد والقتال في سبيل الله، يقول الله عز وجل "فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً".

    فالمعادلة ليست "دنيا ودين" بل "دنيا وآخرة" والدين بما فيه من عقيدة وشريعة يشملهما معاً ويضبط حركة الإنسان ومصيره في الدنيا والآخرة.

    وبناء على ذلك، يكون الدافع الديني هو الدافع الرئيس في جهادنا. وهذا لا يعني أن الجهاد بالنسبة لنا يعني إعلان حرب دينية على الآخرين بسبب عقيدتهم وكونهم يهوداً أو نصارى أو غير ذلك. فهذا ليس هو مناط الحكم في جهادنا في فلسطين، بل العلة هي وجود الاغتصاب والاحتلال الصهيوني لأرضنا والعدوان المتواصل ضدنا من قبل اليهود. والله سبحانه وتعالى يقول "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" … "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين".

    وعندما نتحدث عن الدافع الديني فهذا لا يعني أننا ننفي الدوافع الأخرى، ولكن حتى لا نقع في التصور العلماني بفصل الدين عن الدنيا أو الدين عن الحياة، فإننا نتحدث عن الدافع الديني الذي له أبعاد مختلفة، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو استراتيجي، ومنها ما هو إنساني.. وهكذا. وهذا التصور ينبع من التصور الإسلامي للحياة وللإنسان ودوره وتكاليفه في الحياة.

    فالجهاد في هذا الإطار هو واجب شرعي، وتكليف رباني يجب الالتزام به من منطلق الالتزام بالتكليف الإلهي، في قوله تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم" وقوله عز وجل "انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله" وغيرها من النصوص التي تفيد أن الجهاد فرض على المسلمين وهو في حال وقوع العدوان على ديار الإسلام يكون "فرض عين" على أهل هذه الديار.

    وحتى نفهم علاقة الديني بالدنيوي في فرض الجهاد ونزيل الالتباس الحاصل في الذهن من جراء الفهم العلماني للمسألة في ظل فصل الدين عن الحياة، ونضرب مثالاً بالصيام. فصوم رمضان فرض على المسلم، وركن من أركان الإسلام، ألزمنا الله به في قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام". فهذا تكليف إلهي للمؤمنين بالصيام، وقد حث الإسلام المسلمين على الصيام بالترغيب والترهيب حيث وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تتحدث عن فضل الصيام وثوابه العظيم عند الله سبحانه وتعالى. والأحاديث التي تتحدث عن فضل الصيام وأجره العظيم بمغفرة الذنوب والجزاء بالجنة تبدو وكأنها تتحدث عن علاقة الفرد بربه سبحانه وتعالى، خاصة حديث "كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". ولكن من ناحية أخرى هناك جوانب أخرى، في الصيام تتعلق بحياة الإنسان في بعدها المادي والإنساني، وهذا يشمل فوائد الصيام لصحة الإنسان "صوموا تصحوا" وأثره على العلاقات الاجتماعية والإنسانية حيث إحساس الصائم بمعاناة وحاجات الآخرين من الجياع والفقراء، وما يترتب على ذلك من تسابق المسلمين على الإنفاق والبذل في سبيل الله في شهر رمضان. إذن نحن أمام تكليف إلهي، أو قل ديني إن شئت، لكن له أبعاده وترجمته الدنيوية، فالدنيا غير منفصلة عن الدين في الإسلام. بل إن القرآن يترجم الدين، تصديقاً أو تكذيباً، بأفعال دنيوية "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين" فالتكذيب بالدين هنا يساوي صد اليتيم وعدم الحض على إطعام المسكين بما يعني أن الدين ترجم بالمعاملة الحسنة لليتيم وبإطعام المسكين.

    هذا الكلام ينطبق على الجهاد في سبيل الله. فالجهاد فرض وتكليف إلهي. والآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضل الجهاد والترغيب فيه كثيرة منها ما رواه البخاري والترمذي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها". وما رواه النسائي والترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". وحديث مسلم وأبو داود والنسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبه من نفاق" وفي رواية "مات ميتة جاهلية". وغيرها من الأحاديث التي تتحدث عن فضل الشهادة والشهداء التي سنتعرض لها في حديث خاص إن شاء الله.

    نحن أمام توجيه رباني وإرشاد نبوي يحض على الجهاد والقتال في سبيل الله، مع تركيز على جانب الخلاص الشخصي للفرد المسلم، لاسيما في علاقته مع الله عز وجل والنجاة يوم القيامة. والقرآن يقول "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم. وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين".

    فالتجارة الرابحة هنا هي الإيمان ثم الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس. وثمرة هذه التجارة الخير "خير لكم" في الدنيا والآخرة. ومغفرة الذنوب ودخول الجنة ـ في الآخرة. ثم عودة إلى البشارة في الدنيا بتحقيق "نصر من الله وفتح قريب". إذن هناك تداخل دنيوي آخروي في ثمرة وفضل الجهاد تماماً كما تحدثنا عن الصيام. وإذا كان من الفوائد والآثار الدنيوية للصيام "صوموا تصحوا" فهناك آثار وفوائد دنيوية للجهاد نستشفها من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا".. وهذا يفهم منه أن الجهاد هو طريق التحرر من الذل والهوان ومن العبودية للطواغيت والأعداء، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا: جاهدوا تتحرروا.. جاهدوا تتطهروا.. جاهدوا تكون لكم العزة والكرامة.. "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"..

    والآن إذا أردنا أن نجيب بشكل محدد على سؤال لماذا نجاهد في فلسطين؟ فإننا نكتفي هنا بتسجيل ثلاثة أسباب رئيسية هي:

    1- الجهاد طريق النجاة مع الله..

    العنوان الرئيس لجهادنا أنه جهاد في سبيل الله. وسبيل الله هنا يقول لنا إن فلسطين أرض عربية إسلامية احتلها الأعداء الصهاينة، وقتلوا وشردوا أهلها وما زالت الحرب اليهودية مستعرة ضد كل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين سواء على صعيد الإنسان أو المكان. ما هو موقف الإسلام من هذا الوضع؟ الإسلام شرع لنا الجهاد وجعله ركناً سادساً من أركان الدين. هذا هو السبيل "سبيل الله" هذا هو الطريق والخيار الصحيح. فمن رأى العدو يحتل الأرض ويسفك الدم ولا يلقى بنفسه في آتون المعركة أو يحدث نفسه ويستجمع أمره للدخول فيها.. مات على شعبه من النفاق أو مات ميتة جاهلية، أي على عقيدة أهل النفاق والجاهلية فلم ينفعه إسلامه ولا صلاته ولا صيامه لو كان مسلماً مصلياً قائماً صائماً‍!

    إذن جهادنا هو في سبيل الله، ومن أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى، لأن ما يرضي الله عند وقوع الظلم والعدوان هو مقاومته وليس الاستسلام له والقبول به.

    وعندما نقول إنه "جهاد في سبيل الله" يجب أن لا نخجل من ذلك ولا نجامل أحداً بحذف أو تغييب صبغة الله، صبغة الدين في خطابنا، ونقول إن جهادنا هو في سبيل الوطن أو في سبيل الأرض فقط. إنه جهاد في سبيل الله من أجل تحرير الأرض والوطن. والقرآن الكريم يقول "ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين.." أي أنه قتال في سبيل الله من أجل نصرة المستضعفين وتحريرهم من الظلم والطغيان. وصدق الله القائل: "الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً".

    2- الجهاد طريق النصر والتحرير..

    يحدثنا التاريخ أن كل الأمم والشعوب التي تعرضت لغزو أجنبي واستعمار خارجي اغتصب أرضها وديارها قاومت الغزو والاستعمار وانتصرت.. وفي فلسطين انطلقت مسيرة الكفاح والجهاد منذ أكثر من قرن تتصدى للمشروع الصهيوني والدولة اليهودية إلى أن جاءونا بخدعة "السلام" ووهم وسراب التسوية اللعينة، فكان "اتفاق أوسلو" المشؤوم الذي لم يجلب لنا سوى الخراب والدمار، ومكن لليهود أكثر وأكثر من أرضنا ورقابنا، وجعل البعض منا حراساً لأمنه ومستوطنيه!! لكن الشعب الفلسطيني أخيراً أفاق من غفوته وقال كلمته فصاح في وجه الحلف الصهيوني الأمريكي "هيهات منا الذلة" فانطلقت الانتفاضة المباركة التي سرعان ما تحولت إلى الكفاح المسلح والعمليات الاستشهادية، التي كان لحركة الجهاد الإسلامي، بفضل الله شرف السبق في إطلاق شرارتها بالاستشهادي الأول في هذه الانتفاضة المجاهد البطل نبيل العرعير في غزة.

    إن فشل مشروع التسوية ووصوله إلى طريق مسدود، وتجربة انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله البطل، وما تحققه الانتفاضة والمقاومة الآن في فلسطين، كل ذلك يثبت أن الجهاد هو طريق النصر والتحرير بإذن الله.

    وهذه ليست مجرد أمنيات بل إننا ننطلق من رصيد التجربة للمقاومة الإسلامية في لبنان، ومن رصيد الواقع في فلسطين.. و كلاهما تؤيده الشواهد القرآنية والغيبية التي تربط النصر بالإيمان وتربط مسيرة الجهاد بالله عز وجل. بمعنى أن للنصر شروطاً ذاتية وموضوعية. فالسلاح والعتاد والخبرة وكل أسباب القوة المادية لا تكفي لتحقيق النصر للمسلمين، إذا لم يستوفوا الشرط الذاتي، شرط الإيمان والتقوى وابتغاء مرضاة الله. قال الله عز وجل "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وقال "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" وقال "إن جندنا لهم الغالبون". هذه قوانين إلهية لا تخطئ وإذا لم يتحقق النصر في حياتنا كمسلمين فعلينا أن نراجع أنفسنا لنعرف: هل نصرنا الله عز وجل بإقامة دينه وتطبيق شرعه؟ هل نحن مؤمنون حقاً؟ وهل نحن من جند الله حتى تكون لنا الغلبة؟

    3- الجهاد طريق الردع..

    في ظل اختلال موازين القوى لصالح العدو، بينما هذا العدو يواصل القتل والدمار وسفك دمائنا صباح مساء، فليس أمامنا من طريق سوى أن ندافع عن أنفسنا وأن نحول أنفسنا إلى قنابل بشرية تنفجر في قلب هذا العدو في المدن والمستوطنات وكل مكان في فلسطين، لنزرع الرعب والفزع في قلوب الصهاينة، بل نحقق ما نطلق عليه الآن "توازن الرعب" بدلاً من توازن القوة وأول من استخدم مصطلح "توازن الرعب" في وصف ما تحققه العمليات الاستشهادية هي حركة الجهاد الإسلامي التي استعار قادتها الوصف من سباق التسلح النووي في ظل الحرب الباردة.. نحن لا نملك طائرات ولا صواريخ ولا دبابات، ولكن نملك أرواحنا وإرادتنا التي نحولها إلى سلاح استراتيجي يزلزل أركان هذا الكيان ويخلع أفئدة اليهود، ويحول حياتهم في فلسطين إلى جحيم لا يطاق فيجبروا على الرحيل. كذلك فإن العمليات الاستشهادية اليوم هي أداة تحرير أيضاً، ويجب أن لا نتخلى عنها تحت ضغوط أمريكا والحكام العرب الذين يخشون على كراسيهم، أو تحت طائل وصف العمليات الاستشهادية "بالإرهاب" من قبل أمريكا والغرب والصهاينة.

    إن كلمة "إرهاب" يجب أن لا ترهبنا ويجب أن لا نخجل منها فهي في لغتنا كلمة قرآنية، ونحن مأمورون شرعاً بإرهاب العدو. فالله سبحانه يطالبنا بإعداد القوة والقدرة العسكرية" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" والهدف من ذلك "ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" وعدو الله وعدو الإسلام والمسلمين اليوم هو أمريكا والدولة اليهودية. ولاحظ قول الله تعالى "وآخرين من دونهم" هؤلاء الآخرين غير مصنفين في العقل المسلم كأعداء لأن القرآن يقول "لا تعلمونهم" أي لا تعلمون عداوتهم لكم وغير مدرجين بأذهانكم في خانة العدو، لكن الله المطلع على أحوالهم وأسرارهم يعلمهم ويعلم عدواتهم لكم وهذا دليل على أن المقصود بهؤلاء هم المنافقين من بني جلدتنا والمحسوبين على هذه الأمة.. لكن الله يفضحهم ويضعهم في مركب واحد مع الأعداء من الأمريكان والصهاينة وهم جميعاً (الأعداء والمنافقين) ترهبهم قوة الإسلام وقوة المجاهدين، لذلك هم جميعاً يستنكرون الفعل الجهادي والعمليات الاستشهادية ويصمونها بالإرهاب لأنها فعلاً ترهبهم. وهذه بشارة خير للمجاهدين أنهم وصلوا إلى مستوى امتلاك القوة الذي يتحقق به إرهاب الأعداء وترويعهم.

    الملاحظة الأخرى في موضوع "الإرهاب" هي ما نستنبطها من قول الله تعالى في سورة الحشر عن اليهود "لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله".. فالمعروف أن الإيمان بالله عند اليهود هو إيمان حسي أي لا يؤمنون إلا بالمحسوس ولا يقيمون أي اعتبار للجوانب الغيبية أو المعنوية.

     

    فالآية توضح لنا أن اليهود إذا عرض عليهم المسلمون كبشر لديهم القوة والقدرة على القتال وإيقاع الأذى باليهود، مقابل قوة الله وجبروت الله، فإنهم يخشون المسلمين البشر ولا يخشون الله.. لأن قوة البشر بالنسبة لهم قوة مادية محسوسة ومرئية، بينما قوة الله قوة غيبية غير ظاهرة بشكل حسي.

    والدرس العظيم في هذه الآية أن نركز على جانب القوة المحسوسة وجانب الفعل الجهادي الذي يراه اليهود ويحسونه، فهو الذي يرهبهم ويرعبهم أما الحديث عن الجوانب المعنوية مثل مخاطبة الضمير العالمي أو الرأي العام العالمي ليناشد اليهود بأن يكفوا عن الظلم والعدوان وأن يتوخوا العدل مع الشعب الفلسطيني فهذه أمور لا يقيم لها اليهود أي وزن وسجلهم في ذلك حافل لأن قيم العدل والحق المرتبطة بالله سبحانه وتعالى لا تعنيهم في شيء و قوة الله ـ بشهادة القرآن ـ لا ترهبهم لأنها غيبية، ولا يرهبهم ولا يردعهم إلا الاستشهاديون وهم في هذا الزمان ولا أحد غيرهم المخاطبون بقول الله تعالى "لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله".

    نعم.. لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله.. ومن الأمم المتحدة ومن الأنظمة العربية.. ومن الشرعية الدولية ومن كل الأكاذيب الموجودة في السياسة العالمية اليوم..

    بيانات الاعتقال السابقة

    عدد الاعتقالات: 3

    مدة الاعتقالات: 6 شهر, 1 سنوات

    جهة الاعتقال: احتلال

    تاريخ الاعتقال: 1988-03-01

    تاريخ الإفراج: 1988-09-01

    مدة الاعتقال: 6 شهر, سنة

    جهة الاعتقال: احتلال

    تاريخ الاعتقال: 1990-00-00

    تاريخ الإفراج: 1991-00-00

    مدة الاعتقال: 0 شهر, 1 سنة

    جهة الاعتقال: سلطة

    تاريخ الاعتقال: 1995-00-00

    تاريخ الإفراج: 1995-00-00

    مدة الاعتقال: 0 شهر, 0 سنة

    التنظيم الذي ينتمي إليه: الجهاد الإسلامي

    تاريخ الإنتماء للتنظيم: 1986

    المصدر: مؤسسة مهجة القدس

    تحميل شهادة فخر واعتزاز بالشهيد


    إرسال رسالة تعزية بالشهيد


    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية