بيان صادر عن أسرى سجن عوفر

بينما كان جيش الاستعمار الصهيوني الاستيطاني يتوغل في الدم الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، لكن المحاصر والصامد، كان جهاز أمنهم المسمى (الشاباك) يُمعن ويُصعد من استهدافه للنشطاء المجتمعيين الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة عبر سياسة الاعتقال الإداري التعسفية المتناقضة مع أحكام القانون الدولي بشقيه قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني والذي فرض شروطًا صارمة على ممارسة هذا الشكل من الاعتقال.

وخلال الأيام الأخيرة أقدمت السلطة الاستعمارية الصهيونية على اعتقال العشرات من النشطاء المجتمعيين من أبناء شعبنا دون أي دليل علني قابل للدحض، أو قدرة للدفاع عن النفس، فقط بهدف القمع والتعذيب ليس للمعتقلين فحسب، وإنما أيضًا بذويهم وبشكل خاص أطفالهم وزوجاتهم.

وحالة الاعتقال الأبرز خلال الأيام الأخيرة الماضية كانت ضد الناشط المجتمعي نضال أبو عكر (54) عام من مخيم الدهيشة، لم يحظى بأمر من (الشاباك) سوى (75) يوم من الحرية النسبية قبل أن يجري اعتقاله إداريًا مجددًا لمدة ستة أشهر بعد أن كان قد أفرج عنه بتاريخ 15/5/2022م إثر قضائه 23 شهرًا من هذا الاعتقال التعسفي ونحو 15 عامًا من الاعتقال الإداري التراكمي منذ الانتفاضة الأولى.

لقد كان أبو عكر يبحث عن فسحة صغيرة من الفرح بين أفراد عائلته، كان ينتظر مشاركة ابنه بفرحته بالتخرج من الجامعة ومشاركة ابن شقيقه فرحته بالزفاف، تطلع إلى لم شمل أطول مع زوجته وابنتيه وابنه ووالدته وأشقائه، لقد كان فاشيوا جهاز (الشاباك) بالمرصاد لأفراحه الصغيرة المنتزعة من بين أنيابهم، كما حالوا دون تمكنه من معالجة أمراضه العديدة، ولم يُخفي ضابط (الشاباك) المسؤول عن مخيمه نازيته حين قال له عند اعتقاله قبل أيام "حتى أرتاح مع بناتي يجب أن تبقى في السجن"، وقال أيضًا: "لن أدعك تحضر فرح ابنك"، وسبق أن قال له ضابط (الشاباك) خلال اعتقال سابق "أتيت لاعتقالك لأمنعك من وداع والدك" الذي كان على فراش الموت.

وإن ما يواجهه أبو عكر وأسرته من تعذيب ممنهج وممارسات نازية تتكرر يوميًا مع المئات من أبناء شعبنا، وحين نقف بأنه ممارسة نازية واستبدادية وغير أخلاقية فإننا نقتبس ما قاله المسؤول الصهيوني مناحم بيغن الذي يرأس المعارضة عن هذا الشكل من الاعتقال صيف عام 1951م حين اعتقلت حكومتهم 53 يهوديًا متدينًا اعتقالًا إداريًا.

أمام هذا التغول المستمر على حق أبناء شعبنا في الحرية، وهي واحدة من أبسط حقوق الإنسان، وأمام مواصلة جهاز (الشاباك) باستهداف النشطاء المجتمعيين بادعاء ما يسمونه خطر على أمن المنطقة والجمهور والاعتقال الوقائي، فإننا،

قررنا الشروع بسلسلة من الخطوات النضالية الجماعية ضد القرار التعسفي بحق المناضل أبو عكر، بدأنا خطواتنا بإضراب 20 معتقلًا إداريًا عن الطعام أمس الثلاثاء وسنتصاعد خلال الأيام المقبلة بالضغط على السلطة الاستعمارية بالإفراج عن الناشط المجتمعي أبو عكر، وبهدف فضح دموية هذه السياسة النازية بما يشمل البدء مجددًا بنقاش معمق وجدي لبلورة موقف نهائي وواضح من منظومة القضاء الاستعمارية التي تنظر في الاعتقال الإداري باعتبارها أداة طيعة في يد جهاز (الشاباك).

إننا نتطلع إلى أوسع تضامن ودعم إعلامي وجماهيري ومؤسساتي وحقوقي من نضالنا العادل، وكلنا ثقة بأنكم لن تدخرون جهدًا لنصرتنا.

إخوانكم

الحركة الوطنية والإسلامية في سجن عوفر

10/08/2022Ù…