شيفرة جميل

✍️ بقلم الأسير المجاهد: حمزة الحج محمد

🔗 سجن رامون الاحتلالي 🔗

في ساحة السجن يجتمع بعض الفتية من الأسرى المعتقلين حديثًا يتجاذبون أطراف الحديث عن نجمهم ومثالهم الأعلى.

قد يتبادر إلى ذهن الواقف بعيدًا عنهم أن ذلك النجم هو لاعب كرة أو ممثل مشهور أو لعله فنان صاروخي النجومية، والحقيقة أن نجمهم المفدى هو الشهيد جميل العموري.

لفتتني هذه الواقعة فالشباب المجتمعون ينتمون لفصائل متنوعة، وهم من مناطق مختلفة، فما سر شيفرة جميل؟!

أهو اجتماع بهاء الشهودية مع حداثة السن وروح الزمن! أم هو مَثَلُهم لأنه مِثلُهم ويشبههم؛ يأكل الوجبات السريعة، ويستخدم الهاتف الذكي، ويلبس بنطلون جينز، وقد يمارس الرياضة البدنية حتى يرتسم جسده كمنحوتة يونانية عتيقة!

ما هو سرك يا جميل؟ ألأنك استعجلت الرحيل؟ على صهوة الشهادة فكنت جميل الاسم والرسم والمصرع المقدس امتثالًا لمقولة من قال سابقًا (السلاح زينة الرجال)!

لعل شيفرة جميل هي نتاج اجتماع كل ذلك فيه.

فالمقاوم اليوم هو ابن زمانه ونظير أقرانه؛ يشبههم ويتحدث بكلام يفهمونه، وهو مع ذلك كله يلعن سجانه ويطارد محتله ويقاوم.

يعيش كما يعيش الناس، ويقاتل كما يقاتل الأبطال، ويستشهد كما يريد الله مقبلًا مشتبكًا باسمًا.

البطولة كما يعلمنا جميل هي أن نكون كما نحن تمامًا ولكن بروح المقاومين وبإحساس الأباة المقاتلين الذين يرفضون سعة العيش تحت لعنة الاحتلال. تراهم يبتسمون للقتل ابتسامهم للحياة سواء بسواء. فإن سقط منهم بطل مضرجًا بالدماء أحيا برحيله شعبًا كاملًا ضرجه الحلم العتيق للحرية والنصر.

جميل يا جميل سلام الله على روحك وطوبى للشهداء.

21/06/2022Ù…