مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد عوض القيق: Øكاية رجل من زمن آخر
ميلاد قائد
ولد الشهيد المجاهد "عوض عبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ù‚ÙŠÙ‚" "أبو Ù…Øمد" (33 عاماً) بتاريخ 10/3/1975Ù… ÙÙŠ مخيم جباليا للاجئين لأسرة Ùلسطينية مؤمنة متواضعة الابن الوØيد بين خمسة بنات، بعدما Ùقدت أسرته شقيقه الوØيد من الذكور Ù…Øمد شهيداً داخل الأراضي المØتلة.
وينØدر شهيدنا المجاهد من قرية "عراق سويدان" التي دمرتها العصابات الصهيونية قبل ستين عاما داخل أراضينا المØتلة، Øيث عانت عائلته من رØلة التشرد والØرمان إلى أن استقر بها المقام ÙÙŠ مخيم رÙØ Ù„Ù„Ø§Ø¬Ø¦ÙŠÙ† الÙلسطينيين جنوب قطاع غزة، بعد أن مكثت عدة سنوات ÙÙŠ مخيم جباليا ÙÙŠ شمال القطاع.
أصغر مدير
تلقى شهيدنا مراØÙ„ تعليمه الأساسي ÙÙŠ مدراس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين بمخيم جباليا، Ùكان من الطلبة المتÙوقين والمتميزين ÙÙŠ كاÙØ© الأنشطة المدرسية الأمر الذي جعله Ù…ØØ· إعجاب وتقدير لدى أساتذته وزملائه، قبل أن ينتقل وأسرته إلى العيش ÙÙŠ مخيم رÙØ Øيث أكمل هناك تعليمه الثانوي بتÙوق، لينتقل بعدها إلى المرØلة الجامعية Øيث التØÙ‚ بقسم "الكيمياء والÙيزياء" ليتخرج منه بتقدير عام امتياز، وسرعان ما التØÙ‚ بعدها ÙÙŠ مجال التدريس بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الÙلسطينيين.
وما هي إلا سنوات قلائل Øتى ارتقى شهيدنا المجاهد السلم الإداري ÙÙŠ وظيÙته الإنسانية الرائعة، Ù„ÙŠØµØ¨Ø ÙˆÙƒÙŠÙ„Ø§ ÙÙŠ مدرسة ابن سينا، قبل أن تختاره الوكالة Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø¯ÙŠØ±Ø§ لمدرسة "هـ" الإعدادية Øتى استشهاده.
وكان شهيدنا عوض قد تØمل عبء الØياة الأسرية مبكراً Øيث تزوج وهو ما زال طالباً يكمل دراسته الجامعية نزولا عند رغبة أهله كونه الوØيد لهم، Ùرزقه الله أثناء دراسته الجامعية بالتوأم Ù…Øمد، وميرونا، ثم Ø£Øمد، ومØمود ومريم التي لم تتجاوز بعد العامين ونص٠من عمرها.
مسيرة التÙوق
واصل شهيدنا أبو Ù…Øمد مشوار التÙوق ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¯ÙˆÙ† كلل أو ملل تاركاً بصماته ÙÙŠ كل المجالات التي عمل بها، Ùكان نموذجاً Ùريداً للشاب المسلم المجاهد ÙˆØ§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø°Ùˆ الذكاء الخارق Øيث قال زميله ÙÙŠ مهنة التدريس أبو النور: "التØÙ‚ الشهيد بمهنة التعليم مبكرا، وعمل اغلب Ùترات تدريسه مدرساً للعلوم ÙÙŠ مدرسة (ابن سينا) الابتدائية، Ùكان نعم الزميل المعلم والمربي المØبوب من الجميع الذي لا يمل من Øديثه وابتسامته التي كانت لا تÙارق Ù…Øياه".
وأضا٠لم تتوق٠رØلة الشهيد المجاهد عند هذا الØد Ùعمل ÙÙŠ العديد من المؤسسات العلمية منها منتدى العلماء الصغار، Øيث ساهم من خلالها ÙÙŠ Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙŠØ¯ من التجارب العلمية، وأشر٠على العديد من الدورات العلمية ÙÙŠ Ùرع تكنولوجيا المعلومات، كما شارك مع مجموعة من المعلمين ÙÙŠ تشكيل منتدى المعلم الÙلسطيني كأول إطار نقابي يجمع معلمو الØكومة والوكالة معاً، بهد٠الدÙاع عن Øقوق المعلمين والارتقاء بمستوياتهم العلمية والأكاديمية ÙˆØتى المعيشية.
كما عمل شهيدنا بالإضاÙØ© إلى ما سبق مع جمعية التضامن الخيرية ومركز النور ومركز الإØسان الثقاÙÙŠ واليونيسي٠ووكالة الغوث ضمن مشروع الارتقاء بالطالب.
رجل عظيم
الØاج عبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ù‚ÙŠÙ‚ والد شهيدنا المجاهد "عوض" قال: الØمد لله على هذا الاصطÙاء والاختيار الرباني، لنجلي عوض، داعيا المولى عز وجل أن يعوضه ويعوض شعبنا خيرا منه.
ÙˆÙيما يتعلق بصÙات وأخلاق شهيدنا عوض قال والده الØاج "أبو Ù…Øمد": لقد كان عوض مثالا ÙŠØتذى للشباب المسلم المجاهد والمثابر من أجل الآخرين، Ùلذلك كنت تراه مدرسا ÙÙŠ النهار ومجاهدا ÙÙŠ الليل، كما كان عطوÙا بارا بوالديه رØيما بالضعÙاء والمساكين والمØتاجين.
Ùيما تØدث "Ù…Øمد" نجل الشهيد عوض اللØظات الأخيرة من Øياة والده قائلا: "أن Ø£Øداً لم يكن يعر٠بعمل والدي ÙÙŠ سرايا القدس Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي، وأن غيابه Ù„Ùترات طويلة كان رØمه الله يجد له مبرراً بØكم عمله ÙÙŠ مجال التعليم والمؤسسات التعليمية".
ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø "Ù…Øمد" أن عائلته تÙاجأت بنشاط والده الشهيد ÙÙŠ سرايا القدس وذلك بعد Ù…Øاولة الاغتيال الÙاشلة التي تعرض لها ÙÙŠ شهر رمضان من العام 2007ØŒ الأمر الذي زاد خوÙنا عليه Ùˆ تعلقنا به، لكنه قدر الله الذي اصطÙÙ‰ والدي ليكون شهيدا.
وأشار أن والده الشهيد عوض Øاول بعد اكتشا٠سّر عمله ÙÙŠ سرايا القدس إقناع زوجته وشقيقاته اللواتي تدخلنَّ لمنعه عن مواصلة عمله الجهادي بØكم أنه شقيقهم الوØيد، بأنه ترك هذا العمل دون رجعة، غير أن عملية اغتياله الأخيرة كشÙت عكس ذلك، مشيراً أن والده كان لديه إصرار كبير على مواصلة طريق ذات الشوكة مهما كلÙÙ‡ الأمر.
وكانت وكالة الغوث التي يعمل شهيدنا عوض ÙÙŠ Ø¥Øدى مؤسساتها التعليمية قد سارعت على قطع راتب الشهيد ÙˆØرمان ذويه من كاÙØ© مستØقاته المالية، بØجة نشاطه ضد قوات الاØتلال الصهيوني، وذلك ÙÙŠ Ù…Øاولة لإجبار كاÙØ© الموظÙين ÙÙŠ صÙÙˆÙها إلى قطع علاقاتهم التنظيمية والجهادية ضد العدو الصهيوني، ÙˆÙÙŠ هذا السياق تساءل Ù…Øمد عن الجريمة التي ارتكبها والده لكي ÙŠØرم من مستØقاته ÙˆØقوقه على وكالة الغوث التي سارعت إلى قطع راتبه ÙˆØرمان أطÙاله الصغار من كاÙØ© مستØقاته، مبيناً أن مقاومة الاØتلال الذي يمارس جرائمه ليل نهار بØÙ‚ الأطÙال والشيوخ والنساء، وسرقة الأرض والمقدسات أمام مسمع ومرأى العالم الصامت، ØÙ‚ مشروع ÙƒÙلته كاÙØ© القوانين والشرائع السماوية.
وذكر Ù…Øمد أن والده كان رجلاً عظيماً ÙÙŠ كل مواقÙÙ‡ Ùقد كان لا يتوانى عن تقديم يد العون لكل سائل ومØروم، وأن الكثير ممن ساعدهم والده جاءوا إلى بيت عزاءه، وتØدثوا عن أعماله التي ما كان Ø£Øداً يعلم بها ÙÙŠ Øياته.
وتابع Ù…Øمد، تلقينا نبأ استشهاد والدنا بØزن وغصة ÙÙŠ القلب لكنها سرعان ما تبددت وتØول موكب جنازته إلى عرس Øقيقي تعالت Ùيه أصوات التهليل والتكبير، وزغاريد النسوة، إضاÙØ© إلى مشاركة الآلا٠ÙÙŠ تشييع جثمان والدي وشاركت ÙÙŠ عرس شهادته قد أزالت كل معاني الØزن وأسكنت ÙÙŠ قلب الجميع الÙØ±Ø ÙˆØ§Ù„Ø³Ø±ÙˆØ±ØŒ سائلاً المولى عز وجل أن يجمعه ووالده وكل أسرته ÙÙŠ الÙردوس الأعلى مع الشهداء Ùˆ الصديقين ÙˆØسن أولئك رÙيقا.
الطÙلة مريم (عامين) كريمة الشهيد عوض قالت عن والدها: "بابا Ø±Ø§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الزنة" ÙÙŠ إشارة إلى الجنة التي وعد الله بها عباده المجاهدين والمؤمنين الصادقين.
Øياته الجهادية
قليلون من يعرÙون Øقيقة التØاق شهيدنا القائد عوض القيق بØركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين، Øيث تÙاجأ الكثير عند سماعهم بنبأ استشهاده، Ùقد ظل الشهيد رØمه الله Øريصاً على إخÙاء عمله وانضمامه Ù„Øركة الجهاد الإسلامي Øتى يوم استشهاده.
والØقيقة أن انضمام شهيدنا عوض إلى الخيار الأمل كان ÙÙŠ سن مبكرة، وتØديدا خلال دراسته ÙÙŠ المرØلة الثانوية العامة عندما التØÙ‚ بالجماعة الإسلامية Ùكان Ø£Øد المسئولين ÙÙŠ الهيئة الطلابية، وظل متواصلاً مع الجماعة الإسلامية، Øتى بعد التØاقه بجامعة الأزهر Øيث كان مسئولا عن أنشطة الجماعة داخل الØرم الجامعي، Ùكان نعم الطالب المجتهد والمتÙوق ÙÙŠ دراسته والمتواصل جماهيرياً مع زملائه ÙÙŠ الØركة الطلابية.
وكان إضاÙØ© إلى عمله ÙÙŠ الجماعة الإسلامية لا يتوانى عن المشاركة الجادة ÙÙŠ كاÙØ© أنشطة Øركة الجهاد الإسلامي ولا سيما الدعوية والÙكرية.
كما شارك شهيدنا بعد تخرجه من الجامعة وعمله كمدرس ÙÙŠ إنشاء منتدى المعلم الÙلسطيني الذي كان ولا زال له الدور الرائد والشمولي ÙÙŠ الدÙاع عن Øقوق المعلمين وتØقيق الكثير من الانجازات.
عمله العسكري
أما Ùيما يتعلق بعمله العسكري Ùإن الكثير منها لا زال طي الكتمان، وما تسرب عن عمله الجهادي أنه كان Ø£Øد القادة الÙنيين ومهندسي صواريخ سرايا القدس، والعاكÙين على تطويرها، ويسجل له إشراÙÙ‡ على تخريج عشرات الدورات من مهندسي صواريخ سرايا القدس، والعبوات الناسÙØ©ØŒ Ùيما لا تزال ÙˆØدة الهندسة والتصنيع ÙÙŠ سرايا القدس تتØÙظ على كش٠العديد من الانجازات التي Øققها الشهيد طوال Ùترة Øياته.
استشهاده
وقد تعرض الشهيد لعدة Ù…Øاولات اغتيال باءت معظمها بالÙشل Øتى ØµØ¨Ø§Ø ÙŠÙˆÙ… الثلاثاء المواÙÙ‚ 30/4/2008Ù… الذي ارتقت Ùيه روØÙ‡ العلياء إثر استهداÙÙ‡ بصاروخين على الأقل أطلقتهم طائرة أباتشي صهيونية باتجاهه ما أدى إلى استشهاده ورÙيقه المجاهد ÙÙŠ سرايا القدس أسامة الهوبي الذي أصيب Ø¨Ø¬Ø±Ø§Ø Ø¨Ø§Ù„ØºØ© ارتقى على أثرها شهيدا بعد يومين من جريمة الاستهداÙ.
(المصدر: سرايا القدس، 30/4/2008)