ستظل ليلة عملية الخليل ÙÙŠ تاريخ 15-11-2002 عنواناً لواØدة من أكثر العلامات سطوعاً ÙÙŠ تاريخ ÙƒÙØ§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ الÙلسطيني وجهاده، وأنموذجاً مبهراً قل نظيره، ÙÙŠ البطولة والتضØية والشجاعة الÙائقة ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ´Ù‡Ø§Ø¯ÙŠØ© العظيمة.
سو٠تبقى العملية تستدعي للذاكرة والØضور اسم "سرايا القدس" Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين، وصور مجاهديها الأبطال الثلاثة وهم يضربون قلب الاستيطان ÙÙŠ الخليل ويخوضون ÙˆØدهم أربع ساعات من القتال الضاري ضد ÙˆØدات متنوعة من خيرة قوات الجيش الصهيوني ÙˆØرس الØدود Ùيوقعونها ÙÙŠ برك من الدماء، ويوقعون معها المؤسستين العسكرية والسياسية، ويعيدون ÙÙŠ ذات الوقت، العربة وراء الØصان بتأكيد استراتيجية الجهاد والكÙØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø ÙÙŠ مواجهة الكيان الصهيوني وعدوانه.
الابتكار والمÙاجأة
تستØÙ‚ عملية ومعركة الخليل التي خاضها مجاهدو الجهاد الإسلامي ÙÙŠ عمق منطقة الاستيطان ÙÙŠ المدينة، وصÙها بأنها من بين أقسى الضربات ÙˆØ£Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ§Øª التي خاضها الÙلسطينيون ضد الكيان الصهيوني خلال مرØلة طويلة من عمر الصراع، وأنها الأقسى من Øيث خسائر العدو والأبرع تخطيطاً وابتكاراً وتوقيتاً منذ اندلاع انتÙاضة الأقصى قبل ما يزيد على عامين. Ùبعد سلسلة العمليات الاستشهادية المتلاØقة لـ "سرايا القدس" ÙÙŠ ØÙŠÙا ومجدو والخضيرة "كركور" كانت الأوساط الأمنية الصهيونية وقيادة جيش العدو تتوقع أن تكون العملية القادمة ÙÙŠ الشمال الÙلسطيني، لكن مجاهدي "سرايا القدس" Ùاجئوا جنود الاØتلال ومستوطنيه ÙÙŠ الجنوب، ÙÙŠ قلب معقل الاستيطان الصهيوني ÙÙŠ مدينة خليل الرØمن وعلى أرض منطقة تعتبر قلعة أمنية وعسكرية تتواجد قوات الاØتلال بكثاÙØ© Ùيها Ù„Øماية التجمع الاستيطاني الصهيوني ÙÙŠ قلب المدنية والذي يتشكل من قرابة (400) مستوطن، ومستوطنة كريات أربع التي تبعد مساÙØ© كيلو مترين عن مدينة الخليل .
وتؤكد مصادر "سرايا القدس" أن التØضيرات للعملية بدأت قبل أكثر من شهرين من تنÙيذ العملية.. وكان الإعداد عملية شاقة ومØÙÙˆÙØ© بالمخاطر، Ùقد توجب على المجاهدين الثلاثة الذين Ù†Ùذوا العملية، القيام بعدة جولات استطلاع مباشر لمكان الهجوم ÙˆØجم الوØدات العسكرية المراÙقة للمستوطنين على الطريق الممتد بين بوابة مستوطنة كريات أربع وبين الطريق الذي يطلق عليه الصهاينة اسم "شارع المصلين". وقد اضطروا Ø£Øياناً إلى التخÙÙŠ والدخول بين جموع المستوطنين من أجل تØديد أدق لمواقع الØراسة وعددها وطبيعتها ومدى Ùاعليتها ونقاط ضعÙها والأماكن المشرÙØ© عليها، والطريقة التي يتم Ùيها تنÙيذ أسلوب الØراسة المتسلسلة "التتابع" بØيث أن كل قوة Øراسة على امتداد الطريق إلى الØرم الإبراهيمي ÙÙŠ الخليل تتسلم Øراسة المستوطنين ÙÙŠ منطقة Ù…Øددة وتراÙقهم Ùيها لتسلمهم إلى Øرس المنطقة التالية، Ùضلاً عن الØراسة الجوالة المكونة من Øرس الØدود بمساعدة ÙˆØدات من القوات النظامية، وهذه غالباً ما يراÙقها عدد من سيارات الجيب العسكرية المØملة بالجنود.
نجوم ÙÙŠ ليل الخليل
ليل الخليل ÙÙŠ العاشر من رمضان الخامس عشر من تشرين الثاني، كان Ù…Øاطاً ببنادق جنود الصهاينة، وكانت أزقة الخليل مدنسة بظلال الدبابات ÙˆÙوهات مداÙعها.. ÙˆÙÙŠ بيت هنا وبيت هناك كانت رائØØ© آخر شهيد مازالت متعلقة بالجدران وصورته ÙÙŠ الأعين.. الهواء Ù…Øاصر بعربدة المستوطنين والشوارع مطÙأة العيون بالرصاص الذي يأكل Ù„ØÙ… الأطÙال، والخليل تنز٠جراØاً، ولكنها ترÙع صوت الآذان Ùوق كل دنس الغزاة. ÙÙŠ تلك الليلة، السبت الأسود والمرعب كما وصÙÙ‡ الصهاينة أنÙسهم، استعد مجاهدو "سرايا القدس" ÙÙŠ الخليل لتنÙيذ العملية الاستشهادية ضد قوات الجيش الصهيوني ومستوطنيه المسلØين على الطريق، ما بين "كريات أربع" والØرم الإبراهيمي، Øيث اعتادت قطعان المستوطنين التØرك ÙÙŠ مسيرة استÙزازية مشياً على الأقدام من هذه المستوطنة باتجاه الØرم وعلى الشارع الذي يطلقون عليه اسم شارع المصلين للقيام بعربداتهم التي يسمونها "صلاة السبت" ويقتطعون لها جزءاً من Øرم النبي إبراهيم الخليل عليه السلام. ÙÙŠ مكان الانطلاق Ù†ØÙˆ تنÙيذ العملية التقى قبيل Øلول المساء، المجاهدون الاستشهاديون الثلاثة: أكرم عبد المØسن الهنيني (20 عاماً) وولاء هاشم داود سرور (21 عاماً) ومØمد عبد المعطي المØتسب (22 عاماً) Øاملين أمانة الجهاد ÙÙŠ سبيل الله ÙˆÙÙŠ سبيل الوطن التي كتبوها ÙÙŠ وصاياهم وعهد الثأر لدماء الشهداء والجرØÙ‰ الذين تØصدهم آلة الاØتلال يومياً نساءً وأطÙالاً وشيوخاً على امتداد الثرى الÙلسطيني، ÙˆÙÙŠ قلوبهم وعد الانتقام لدم الشهيد إياد صوالØØ© قائد سرايا القدس ÙÙŠ جنين الذي استشهد بعد أن خاض معركة بطولية مع قوات الاØتلال (لواء غولاني) ÙÙŠ جنين ÙÙŠ السادس من رمضان العاشر من تشرين الثاني الماضي واستمرت لعدة ساعات اتخذ Ùيها إياد قرار القتال Øتى الشهادة ومرغ أن٠قوات الاØتلال المهاجمة ولم يستشهد إلا بعد أن أوقع ÙÙŠ صÙÙˆÙها العديد من الإصابات وأسقط جنودها وجنرالاتها ÙÙŠ ذهول لم يصدقوا بعده أنهم كانوا يقاتلون رجلاً واØداً.
نداء شهداء الØرم
وكان ليل الخليل سابØاً ÙÙŠ ظلال الشهداء ÙÙŠ تلك الليلة.. ÙÙÙŠ شهر رمضان يبزغون كقبسات النور ÙÙŠ الØارات الضيقة والبيوت الغاÙية ÙÙŠ ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø§Ø¨ وعلى نواÙØ° أنات الجرØÙ‰ وتنهدات الأمهات الثكالى، لكأنهم يستعيدون ذاكرة المجزرة ليستنهضوا الثأر Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ÙŠÙ† ودمائهم، أولئك الذين غدر بهم رصاص المستوطنين ÙÙŠ مجزرة الØرم الإبراهيمي قبل ثمانية أعوام (عام 1994) عندما تسلل الإرهابي باروخ غولدشتاين إلى جامع إبراهيم الخليل عليه السلام ÙˆÙاجأ المصلين الÙلسطينيين الخاشعين ÙÙŠ صلاة الÙجر بسيل من الرصاص أسÙر عن مذبØØ© رهيبة، قبل أن يتمكن الناجون من قتله، ثم يجعل المستوطنون من قبره مزاراً "مقدساً" لهم ويرمزون إليه بألقاب التعظيم والنبوة.
هذا الدم الشهيد كان ينادي ليلة العاشر من رمضان بأسماء مجاهدي سرايا القدس، أكرم وولاء ومØمد.. وكانوا يسمعون، ويتقدمون Ù†ØÙˆ هدÙهم خطوة إثر خطوة Ùيتعالى وجيب النداء ÙÙŠ قلوبهم وتشتد أيديهم على البنادق وتهزم عيونهم وجه الليل.
Ù„Øظة التأهب
مهما قيل ومهما تعددت الاجتهادات الصهيونية والتØليلات والتوقعات Øول سيناريو العملية وتÙاصيلها، Ùإن الصهاينة لن يعرÙوا أبداً كي٠تØرك المجاهدون وكي٠وصلوا إلى النقطة صÙر للبدء ÙÙŠ الهجوم، وكي٠انÙتØت عليهم بوابات الجØيم لأربع ساعات دون توقÙ.. وسيبقى الكثير من التÙاصيل عقدة ÙÙŠ تاريخ جنرالاتهم العسكري ترÙع ÙÙŠ صدورهم جبال الغضب العاجز وتثير ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت إعجاباً وانبهاراً ÙŠØاولون إخÙاءه.
الساعة السادسة والنص٠مساءً.. يصل المجاهدون الاستشهاديون الثلاثة إلى المنطقة المسماة "بشارع المصلين" وهم ÙŠØملون بنادق من طراز "إم 16" وثمانية مخازن ذخيرة لكل منهم وعدداً من القنابل اليدوية. ولأنهم يرتدون ما تسمى بـ "ملابس السبت" وهي عبارة عن قميص أبيض وبنطال جينز Ù€ Ùقد بدوا على هيئة المستوطنين المسلØين من مستوطنة كريات أربع.. وقد توقعت مصادر صØÙية صهيونية أن Ø£Øد المهاجمين اندس Ù„Ùترة ÙÙŠ قاÙلة المستوطنين القادمين من الØرم الإبراهيمي، قبل أن يعود ليتخذ موقعه Øسب خطة الهجوم.
قرابة الساعة السابعة.. ينتشر المجاهدون الثلاثة ÙÙŠ منطقة الهجوم المØددة مشرÙين تماماً على "شارع المصلين" على بعد ثلاثمائة متر من بوابة مستوطنة كريات أربع، Ùيكمن Ø£Øدهم ÙÙŠ نقطة تطل على موقع عسكري صهيوني يقوم على الجهة الأخرى من الطريق، Ùيما يتخذ المجاهدان الآخران موقعيهما على بعد عشرين متراً بموازاته، ولكن ÙÙŠ منطقة أعلى وعلى بيت يبتعد قليلاً عن الطريق ويشر٠عليه، ويÙصله عنه زقاق ضيق مظلم يقع ما بين سلسلة البيوت المØاذية للطريق مباشرة وبين النسق الثاني من البيوت المØاذية للطريق.
زقاق الجØيم
عاد آخر المستوطنين من منطقة الØرم الإبراهيمي، ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ø¹Ø¸Ù…Ù‡Ù… داخل المستوطنة.. وبينما مازالت Øركة عسكرية نشطة ÙÙŠ الشارع الأشد Øراسة وتدابير أمن ÙÙŠ الكيان الصهيوني، تبدو أمام المجاهدين الثلاثة من مكامنهم، سيارتا جيب Ø¥Øداهما لجنود قوات الاØتياط والثانية لقوة من Øرس الØدود.. أما قوة الØراسة الرئيسية Ùقد تواجدت على بعد ثلاثمائة متر من المجاهدين، أمام بوابات المستوطنة. وبذلك ÙŠØµØ¨Ø Ø£Ù…Ø§Ù… استشهاديي "سرايا القدس" ثلاثة أهدا٠واضØØ©. .. تمام الساعة السابعة وثلاث عشرة دقيقة، ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù‡Ø¯ÙˆÙ† الثلاثة النار على الأهداÙØŒ Ùتصعق كثاÙØ© النيران وعنصر المباغتة جنود العدو ÙÙŠ سيارتي الجيب والموقع العسكري أو الكمين الثابت الذي نصبه جنود الاØتلال ÙÙŠ Øقل زيتون أسÙÙ„ الطريق. ويسقط على الÙور عدد من القتلى والجرØÙ‰ ÙÙŠ صÙو٠الجنود ÙÙŠ Ø¥Øدى الدوريات الراجلة ÙˆÙÙŠ الموقع Ù€ الكمين على الطريق. وتعتر٠المصادر الصهيونية أن جنود الكمين الثابت تلقوا الضربة الأشد، وتشير إلى اØتمال سقوطهم ÙÙŠ اللØظة التي نهضوا Ùيها من الكمين مع نهاية عملية الØراسة، Øيث وقّت المجاهدون ÙØªØ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø± ÙÙŠ هذه اللØظات.
صورة الشارع ÙÙŠ تلك البرهة كانت كما تصÙها المصادر الصهيونية والجنود الناجون على الشكل التالي: جنود قتلى على أطرا٠الكمين بجانب الطريق.. آخرون جرØÙ‰ يصرخون.. عدد آخر من الجنود انبطØوا أرضاً وراØوا يصرخون طالبين النجدة.. هرج ÙˆÙوضى ÙÙŠ نهاية الشارع، وإØدى السيارات الجيب انØرÙت عن الطريق وقÙز منها جنديان ÙØ¬Ø±Ø Ø£Øدهما ÙˆØ§Ù†Ø¨Ø·Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø± أرضاً.
تØت وقع سيل النيران والرصاص والقنابل اليدوية، تعم الÙوضى ÙÙŠ صÙو٠دوريات العدو وجنوده.. وتنتقل المواجهة إلى الزقاق الخلÙÙŠ المظلم على بعد أمتار من الشارع Øيث يتØول الزقاق إلى كوة من اللهب تصرع كل من يقترب منها، ذلك أن مجاهدي سرايا القدس أعادوا تموضعهم ÙÙŠ المكان ليسيطروا على امتداد الزقاق ومخارجه.
وإذ تØاول قوات الجيش الصهيوني أن تدرك Øقيقة ما يدور، Ùإنها تبدأ بمØاولة اقتØام الزقاق.. يقترب جيب Øرس الØدود من طر٠الزقاق ثم ينعط٠Ùجأة ليدخل Ùيه. ÙˆÙÙŠ هذه اللØظة وطبقاً لأقوال شهود العيان الصهاينة من الجنود، يظهر Ø£Øد المجاهدين خارجاً من منزل ÙÙŠ الزقاق ويندÙع Ù†ØÙˆ الجيب ÙÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ الخلÙÙŠ ويرشق الجنود Ùيه بوابل متواصل من الرصاص على بعد متر واØد أو من النقطة صÙر كما تص٠المصادر الصهيونية، Ùيقتل جنود الجيب جميعاً.
ثم تمضي ساعتان من المواجهة يتخللهما Ùترات قصيرة من الهدوء.. وتصل تعزيزات صهيونية إضاÙية.. لكن، ÙÙŠ هذه الأثناء، لم يكن يبدو أن القيادة العسكرية الصهيونية تدرك جيداً طبيعة ما يجري، Ùيما كان الزقاق الذي يكمن Ùيه المجاهدون قد Ø£ØµØ¨Ø Ù…ØµÙŠØ¯Ø© من اللهب.
بعد ذلك، ÙˆÙÙŠ Ù…Øاولة أخرى لاقتØام الزقاق، وصلت سيارة جيب ثانية ÙˆÙيها ضابط عمليات Øرس الØدود ÙÙŠ المنطقة الرائد Ø³Ù…ÙŠØ Ø³ÙˆÙŠØ¯Ø§Ù† ومعه جندي آخر، وما أن أصبØا ÙÙŠ ثغر الزقاق Øتى صرعهما رصاص مجاهدي "سرايا القدس".
مصيدة الجنرالات
ÙÙŠ تلك المرØلة، كانت المنطقة قد تØولت إلى ساØØ© Øرب Øقيقية ÙÙŠ ظل تواصل قدوم التعزيزات العسكرية الصهيونية، لكن ضباط الصهاينة ظلوا غير قادرين على تقدير الموقÙ. وتضاربت تصوراتهم عن Øقيقة ما يجري، Ùكان الاعتقاد أولاً أن المجاهدين دخلوا إلى مستوطنة كريات أربع وأطلقوا النار على المستوطنين القادمين من الصلاة ولاذوا بالÙرار. وسرعان ما تبدد هذا الاØتمال تØت وقع الØدث وتواصله، ثم تØدث ناطق عسكري صهيوني عن قيام المجاهدين الÙلسطينيين باØتلال موقع عسكري إسرائيلي، كما أخÙقت التقارير الصهيونية التي اعتبرت خلال المعركة أن المجاهدين يداÙعون ÙÙŠ زقاق ضيق ÙÙŠ مواجهة الجيش، Ùالمجاهدون كانوا يقومون بتØركات هجومية كثيÙØ© خلال المعركة.
ثم وقع تطور جديد، إذ تقدم قائد لواء الخليل درور Ùاينبرغ (الØاكم العسكري للمنطقة) على رأس قوة وهو يستقل سيارة جيب مدرعة ÙÙŠ Ù…Øاولة لاقتØام الزقاق بمساندة إضاÙية من ÙˆØدة الطوارئ ÙÙŠ مستوطنة كريات أربع. وما إن ظهر على بعد أمتار من مدخل الزقاق Øتى ظهر له Ø£Øد المجاهدين وعاجله بسيل من الطلقات ÙÙŠ صدره، Ùأسرع عدد من جنوده لجره خارج مرمى النيران Ùسقط عدد منهم بين قتلى وجرØى، قبل أن يتمكنوا من إخراجه صريعاً من تØت سي٠اللهب. وتقول المصادر الصهيونية إن Ùاينبرغ، وبعد اجتيازه عشرين متراً بالجيب "ترجل قبل أن يتمكن من ارتداء درعه الواقية" ÙÙŠ Ù…Øاولة منها للتقليل من صورة الهزيمة التي أصابت الجيش الصهيوني ÙÙŠ معركة الخليل.
Øقل للرماية
وتمر ساعة أخرى على المعركة التي وصÙها Ø£Øد الجنود الصهاينة بأنها كانت معركة من طر٠واØد Øيث المقاتلون الÙلسطينيون يطلقون النار "علينا" كأنهم ÙÙŠ Øقل للرماية Ù†ØÙ† Ùيه الدريئات.. ÙˆØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ùوضى والذعر ÙÙŠ صÙو٠الجيش الصهيوني ÙÙŠ المنطقة، العنوان لكل ما يجري، ÙتØاول ÙˆØدات من الجيش اقتØام الزقاق من جديد، Ùيقع مزيد من القتلى الصهاينة، ويتراجع الجنود تكتيكياً ليتقدم بعد ذلك ضابط أمن التجمع الاستيطاني ÙÙŠ قلب المدينة، ÙÙŠ سيارة جيب مدرعة على رأس ثلة من الجنود، Ùيصاب Ø¨Ø¬Ø±ÙˆØ Ø®Ø·ÙŠØ±Ø© ويتمكن مراÙقوه من جره.. ثم يقترب ضابط أمن كريات أربع Ù…Øاولاً السيطرة عن زمام الموق٠بين عدد من الجنود Ùيقتل هو الآخر كما يقتل Ø£Øد الجنود ويرتÙع عدد الجرØÙ‰ بإصابات خطيرة. وتتوالى المØاولات Ùيتقدم نائب قائد سرية الناØال Ù…Øاولاً أن يكون بطل آخرها.. ويقرر الدخول ÙÙŠ قلب الزقاق ÙÙŠ مصÙØØ© عسكرية. لكنه، وما إن يطل برأسه خارجها Øتى يسقط قتيلاً برصاص المجاهدين المتمترسين ÙÙŠ الزقاق.. ÙˆØين تنÙØ° الذخيرة يواصل المجاهدان الاثنان الباقيان القتال بأسلØØ© الجنود القتلى بعد أن استولوا عليها.
النهاية: هزيمة جيش
ساعات قاسية وطويلة مرت على جيش الاØتلال وقادته، قبل أن يقرروا التوق٠لإعادة Øساباتهم... كان منظر طائرات الهيلوكبتر والقنابل الضوئية التي أطلقها Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¬ÙˆØŒ وأعداد الجنرالات ÙÙŠ المنطقة ÙˆØركة الدبابات التي راØت تشدد الطوق Øول المكان تؤكد أن الصهاينة قد أثخنوا Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆØ¨Ø£Ø¹Ø¯Ø§Ø¯ القتلى، وأنهم يبØثون عن مخرج ما من كل هذا الجØيم الذي لم يتوقعوه.. وكانت الخطة الأسلم لهم أن يدخلوا الزقاق كما دخلوا مخيم جنين، أي أن يختبئوا ÙÙŠ كرات الØديد المتØركة (الدبابات والمصÙØات)ØŒ بØيث لا يظهر Ø£Øد بما ÙÙŠ ذلك رامي الرشاش على البرج، Ùيما راØت قوات كبيرة تكث٠وجودها Øول الزقاق. لقد قتل Ø£Øد ضباط الص٠Øين Øاول أن يطل برأسه من برج دبابة.. ولم تتوق٠المعركة عند هذا الØد، ذلك أن المجاهدين الباقيين تØصنا ÙÙŠ المواجهة الأخيرة ÙÙŠ الجيب المدرعة التابعة Ù„Øرس الØدود التي سبق وأن قتلا جنودها، Ùاستعصوا بذلك على قوات الاØتلال التي أظهرت جبناً واضØاً كما ØµØ±Ø Ù…Ø³ØªÙˆØ·Ù†ÙˆÙ† تواجدوا ÙÙŠ منطقة المعركة. وعندها لجأ الصهاينة إلى استخدام الجراÙات المدرعة، وقص٠الزقاق وموقع المجاهدين بصواريخ الطائرات المروØية.. وكتب الله الشهادة لمجاهدي "سرايا القدس" الثلاثة بعد أن مرغوا أن٠جيش العدو بوØÙ„ الخليل، وصرعوا أربعة عشر جندياً ومستوطناً وضابطاً صهيونياً، وأصابوا العشرات Ø¨Ø¬Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ± منهم ÙÙŠ Øال الخطر.
كانت الساعة الثانية عشرة ليلاً Øين توق٠إطلاق الرصاص واستشهد المجاهدون.. ليدرك العدو وسط ذهوله الشامل أن ثلاثة مجاهدين Ùقط قاتلوا قواته المؤللة والمعززة بمختل٠الأسلØØ© على الأرض والجو لخمس ساعات متواصلة، وألØقوا بها العار والهزيمة ÙÙŠ عقر الاستيطان وأعمق مناطقه الأمنية.
الصدمة
أول ما اعتقده الصهاينة تØت لهب مجاهدي سرايا القدس ÙÙŠ الخليل، أنهم يواجهون جيشاً بأكمله لا ثلاثة مجاهدين مع كمية قليلة من الذخيرة وقنابل وبنادق رشاشة.
رعب شامل ÙÙŠ المؤسسة العسكرية الصهيونية من أول Ù„Øظات العملية.. Ùوضى ÙˆÙقدان سيطرة ÙˆØªØ±Ù†Ø ÙƒÙ„ÙŠ لمÙاصل القيادة والتخطيط والمبادرة. والسؤال الكبير الذي يتردد: "ماذا جرى لقدرات جيشنا وكÙاءته" وكي٠استطاعت مجموعة صغيرة مكونة من ثلاثة مقاتلين أن تلØÙ‚ به هذه الخسائر وتلك الهزيمة ÙÙŠ منطقة ÙŠÙترض أنها من أكثر المناطق تشديداً أمنياً وتواجداً لقوات الجيش وتØصيناً ÙÙŠ وجه المÙاجآت.
وقد طرØت العملية علامات استÙهام كبرى Øول ÙƒÙاءة الجيش الصهيوني والمقدرة الاستخبارية ودقتها ÙÙŠ استباق وقوع عمليات بهذا الØجم، وأسلوب الجيش ÙÙŠ إدارة معركة الخليل والثغرات المÙصلية ÙÙŠ السيطرة والاتصال والاستجابة السريعة للطوارئ. ولم تستطع المؤسستين العسكرية والسياسية ÙÙŠ الكيان الصهيوني، تجنب الاعترا٠بالهزيمة والخسائر الÙادØØ© التي تجاوزت 12 قتيلاً بينهم قائد لواء الجيش الصهيوني ÙÙŠ الخليل. واعترÙت الأوساط الصهيونية بأن المجاهدين الثلاثة نجØوا ÙÙŠ تØويل عدم التكاÙؤ ÙÙŠ العديد والأسلØØ© إلى عنصر قوة وتÙوق تكتيكي ÙÙŠ صالØهم. ووصÙت صØÙŠÙØ© يديعوت Ø£Øرونوت العملية بأنها "من أصعب الØوادث التي عرÙها الجيش الإسرائيلي ÙÙŠ الضÙØ© والقطاع، باستثناء معركة جنين، منذ اندلاع الانتÙاضة الØالية".
التخبط الصهيوني.. ثم الاعتراÙ
Øمى الÙوضى وانعدام الوزن والارتباك التي أصابت الكيان الصهيوني جراء العملية تجاوزت ساØØ© المعركة ÙÙŠ الخليل.
ÙÙÙŠ Ù…Øاولة للتعتيم على الØقائق، أبرزها نتائج العملية على المستوى العسكري والعار الذي Ù„ØÙ‚ بقوات الاØتلال ÙÙŠ مواجهة ثلاثة مجاهدين Ùقط من سرايا القدس، سارعت وزارة الخارجية الصهيونية إلى الØديث عن "مجزرة" ضد من وصÙتهم "مصلين أبرياء". وعندما لم يعد ممكنا إخÙاء الصورة الØقيقية من أن معركة الخليل كانت استهدا٠مجاهدين استشهاديين لقوات الاØتلال والمستوطنين المسلØين، تراجعت الأوساط الصهيونية عن وص٠"مجزرة" وتتالت الاعتراÙات، بدءا من أرييل شارون الذي رÙض تسميته مجزرة لسبب إضاÙÙŠ أيضا هو السجال الØزبي الدائر ÙÙŠ أوساط الليكود، ثم الإذاعة العبرية التي أشارت إلى خطأ ÙÙŠ توصي٠المعركة ÙÙŠ التقارير الأولية، ثم الأوساط الصØÙية والØزبية المختلÙØ© ÙÙŠ الكيان الصهيوني.. من ذلك مثلا ما قاله الصØÙÙŠ الصهيوني عوÙÙŠ Ø´ÙŠÙ„Ø ÙÙŠ صØÙŠÙته يديعوت Ø£Øرونوت، بعد يوم من العملية: "لقد Ù†Ùذت خلية الجهاد الإسلامي ÙÙŠ الخليل، هجوماً يعتبر Øرب عصابات بكل ما تعنيه الكلمة، Ùالجهة المستهدÙØ© كانت مسلØØ© ومتوÙقة ÙÙŠ عدد Ø£Ùرادها وعتادها العسكري. وقد Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ù‡Ø¬ÙˆÙ… بسبب القراءة الصØÙŠØØ© لصورة الأوضاع ميدانيا". ÙˆØ£Ø¶Ø§Ù Ø´ÙŠÙ„Ø "لا يقر وعينا بقيام الجانب الثاني بعمليات، يتØتم علينا الاعترا٠بأنها تنطوي على الشجاعة والاستعداد للتضØية". كما سخر الصØÙÙŠ الصهيوني ناØوم برينياع ÙÙŠ ذات الصØÙŠÙØ© من وص٠الØدث بأنه "مذبØØ©" وأشار إلى أن جميع القتلى الـ 12 "من الجنود أو المجندين المسلØين المدربين والجاهزين للقتال".
تلة النيران
أعادت عملية الخليل ومعركتها الاستشهادية إلى أذهان الصهاينة ضربات لم ينسوها منذ قيام كيانهم على أرض Ùلسطين.
قائد كتيبة "الناØال" المقدم عيران الذي تولى إعادة لملمة شراذم القوات الصهيونية المهزومة ÙÙŠ المرØلة الأخيرة ÙÙŠ معركة الخليل، وص٠المعركة بأنها تماثل معركة "تلة الذخيرة" ÙÙŠ العام 1967 ÙÙŠ القدس. وقال كانت تشبه تلك المواجهة بالكثير من تÙاصيلها، إذ كانت تنطلق صلية نيران تتبعها قنبلة يدوية، ثم أعيرة أخرى، ثم قنبلة يدوية...وعندما نظر الضباط إلى ساعاتهم كانت قد مرت أربع ساعات ونص٠منذ بدء المعركة الضارية ÙÙŠ الزقاق.
وص٠آخر هو "زقاق الموت" أطلقه الضباط الصهاينة الذين تواجدوا ÙÙŠ المكان، على المعركة الضارية التي خاضها مجاهدو "سرايا القدس" Ù…Øولين الزقاق الذي تØصنوا Ùيه إلى Ùوهة من اللهب ... وقد شبهوا الزقاق والمعركة Ùيه ÙˆØوله بما يطلقون عليه "زقاق القناص" ÙÙŠ البلدة القديمة ÙÙŠ القدس Øيث استطاع Ø£Øد القناصة من المقاتلين العرب عام 1967 ØŒ أن ÙŠØول ذلك الزقاق إلى مصيدة للموت.
وقالت "يديعوت Ø£Øرونوت" بعد يوم من المعركة إن جنرالات الجيش وجنوده سو٠لن ينسوا ذلك الزقاق الصغير ÙÙŠ الخليل الذي يشبه ما جرى Ùيه ما جرى للجيش الصهيوني ÙÙŠ معركة "الØمام" وهي إشارة إلى الهزيمة القاسية ÙˆØمام الدم الذي غرق Ùيه جيش الاØتلال ÙÙŠ معركة مخيم جنين التي قادها قائد سرايا القدس ÙÙŠ جنين الشهيد الشيخ Ù…Øمود طوالبة.