والدة الدحدوح: محمد اختار طريق الأحرار إلى القدس

وسط حالة من الحزن والغضب الشديدين، احتبست دموع والدة الشهيد في عينيها وهي المكلومة بفلذة كبدها محمد الدحدوح، توشحت بالسواد ومن حولها نساء الحي ينتظرن وصول جثمان الشهيد لتلقى عليه والدته نظرة الوداع الأخيرة.

فبعد أن أصيب في الجمعة الأولى للانتفاضة الشعبية التي انطلقت شراراتها عقب إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، استشهد أمس الشاب العشريني محمد الدحدوح متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل عدة أيام شرقي قطاع غزة.

والدة محمد أكدت أن نجلها ليس أول ولا أخر شهيد للقدس وقالت: "كلنا فداء القدس وأن استشهاد محمد هو طريق الأحرار إلى القدس".

أصيب محمد برصاص قناص إسرائيلي في الرقبة فرقد في العناية المركزة منذ ثلاثة أسابيع يصارع الموت، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة كما تقول والدته التي كانت تشعر انه سيفارقها في أي لحظة".

تقول: "كل ما أزوره أحس أنه تعبان وكنت دائما أحاول التحدث فتستجيب لي عيناه، حتى الأمس لم أشعر أنه يستجيب لنداءاتي فحينها ادركت انه ذاهب للقدس شهيدا".

ودعت والدة الشهيد المقاومة بالرد وقالت: "أطالب المقاومة بأن لا تضيع دم الشباب هدرا وان تحمي جميع الشباب المنتفضين لأجل القدس".

رحل محمد وترك والدته وحيدة تفتقد حبه للمرح رحل وترك خلفه من احبه من الأهل والجيران وكأن حبه للقدس فاق حبه لوالدته التي كانت تشعر بالأنس في وجوده بقربها".

وباستشهاد الدحدوح يرتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ 7/12 إلى 24/12 وحتى اللحظة في قطاع غزة 12 شهيدا و666 إصابة منها 487 رجل و164 طفل و15 سيدة.

ووزعت الإصابات حسب المناطق على النحو التالي (183 شمال القطاع 209 غزة 61 الوسطى 136 خان يونس 77 رفح).