بعد 19عاماً.. الشقيقان قعدان ينتزعان شهادة البكالوريس

وأخيراً، ارتدى الشقيقان طارق ومنى قعدان ثوب التخرج، ورفعا سوياً شهادة البكالوريس ولوحا بها معلنان انتصارهما بمعركتهما المستمرة مع الاحتلال، معركة أعاقت تخرجهما منذ 19 عاماً.

ففي عام 1998ØŒ التحق طارق قعدان بجامعة القدس المفتوحة، وقبل أن يتم عامه الدراسي الأول حتى اعتقله الاحتلال وزجه بالسجن،”رحلة دراسة طويلة امتدت 19 عاماً، والسبب الوحيد ما فرضه الاحتلال عليّ من مطاردة مستمرة واعتقال”.

ويبين طارق، أنه قضى في سجون الاحتلال 10 سنوات، منها ثماني سنوات ونصف قضاها في الاعتقال الإداري، “بصبر وإرادة وتصميم استمريت في معركة للحصول على شهادة البكالوريس؛ الشهادة لم تكن الهدف الذي أرنو إليه بالحصيلة المعرفية والعلمية”.

من جانبها، حصلت شقيقته الأسيرة المحررة منى قعدان على شهادة البكالوريس بالتربية الإسلامية من ذات الجامعة، بعد 17 عاماً، تقول منى “التحقت بالجامعة عام 1999 وبسبب الاعتقالات الدائمة والمستمرة حرمت من استكمال دراستي بشكل منتظم، فكنت أدرس فصلاً واحداً ولا أتمكن من التسجيل للفصل الثاني، وبعض السنوات لم أستطع الدراسة فيها”.

وأضافت، “بعد أن تم الإفراج عني عام 2016 قررت أن أكمل دراستي ونلت شهادة البكالوريس هذا العام”ØŒ مبينة أن الحصول على الشهادة كان حلماً لها كحلم أي انسان يطمح لتطوير نفسه من الناحية العلمية.

ويستشهد طارق بمقولة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، “المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر”ØŒ ويستدرك، “هذا إذا أُجيز له أن ينكسر”.

الأسير المحرر طارق (46) عاماً حصل على شهادة البكالوريس باللغة العربية، “حبي وعشقي للغة العربية دفعني لدراستها والتعمق بها، وخاصة أني كرست وقتاً طويلاً خلال سنوات اعتقالي لتقوية لغتي من خلال دراسة القرآن الكريم وكتب التفسير القديمة والحديث وهو ما أعطاني حصيلة وفيرة من المفردات”.

خمسة أبناء لطارق واكبا دراسة والدهما وشجعاه على الإستمرار، “توقعت أن أستمر في الدراسة للعام القادم، وألتقي وابنتي الكبرى كرامة في الجامعة، إلا أنني تخرجت قبل ذلك”.

طارق لم ييأس يوماً من الوصول إلى مراده، رغم أن الاحتلال عرقل مسيرته بشكل مستمر، “رسالتي للأسرى أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة، ويأخذوا الكتب أصدقاء لهم ويبعدوا عن أنفسهم به النقوص والإحباط”.

وتتابع منى،”كنت دائمة طالبة متفوقة بدراستي، وكان ذلك دافعاً آخراً للاستمرار بالدراسة حتى أحصل على الشهادة، والآن سأبدأ مشواراً جديداً بالوصول إلى الشهادة العليا”.

“الإرادة هي مفتاح النجاح”ØŒ هكذا تؤمن قعدان، “الاحتلال يستهدفنا في كل مجالات حياتنا، وعلينا أن نستمر بالمواجهة على كافة الأصعدة وهو ما أثبتته الأسيرات داخل سجون الاحتلال واللواتي يتفوقن دائماً في امتحانات الثانوية، كما تفوقت الأسيرة نورهان عواد مؤخراً”.

الجدير ذكره بأن الأسيرة المحررة منى قعدان من سكان جنين، وقد اعتقلت بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي أكثر من مرة، كانت قد أمضت في سجون الاحتلال 3 سنوات في فترات سابقة وقد تحررت ضمن صفقة وفاء الأحرار، وأعاد الاحتلال اعتقالها في 13/11/2012 بحجة انتماءها للجهاد الإسلامي،، ولا تزال موقوفة منذ ذلك الوقت ، وتعتبر ممثلة الأسيرات في سجن هشارون، و ثاني أقدم أسيرة في سجون الاحتلال، بعد الأسيرة "لينا الجربونى" المعتقلة منذ عام 2002 .

وهي خطيبة الأسير إبراهيم اغبارية المحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات وعشرة أعوام، كما أن لها شقيق أسير محرر وهو طارق قعدان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية.

أما الأسير المجاهد طارق قعدان فقد ولد بتاريخ 27/10/1972م؛ وهو من بلدة عرابة قضاء جنين؛ ومتزوج وأب لأربعة أبناء؛ وقد تعرض للاعتقال عدة مرات، وفي معظم الاعتقالات التي تعرض لها كان يوضع تحت أمر الاعتقال الإداري، ويعتبر هذا الاعتقال رقم 14 منذ العام 1989، علماً بأن الاعتقالات المتكررة التي تعرض لها طارق منعته من أن يكمل دراسته الجامعية، ومن الاستقرار في أي عمل يمارسه.