محرّرون: رمضان داخل السجون أجواءٌ إيمانية تنغصها الإجراءات الصهيونية

يحتفي كلاً من الأسرى المحررين  فراس أبو زيد وعبد الكريم معمر، ومحمد الطويل  باستقبال شهر رمضان الكريم بين أهلهم وذويهم، بعد أن غيّبتهم سجون الاحتلال الصهيوني لسنوات عديدة عن الأجواء الرمضانية الجميلة وسط العائلة والأصحاب.

يأتي رمضان هذا العام للأسرى المحررين مختلفاً، وإن كان لازال يسكن وجدانهم غصة وقلقاً على أخوة لهم لازال يقبعون خلف قضبان الاحتلال الصهيوني بانتظار الحرية ...

"الإعلام الحربي" شارك المحرّرين فرحتهم باستقبال شهر رمضان الكريم، وخرج بالتقرير التالي ..

المحرّر فراس أبو زيد لم يخفِ فرحته المنقوصة باستقبال شهر رمضان، مؤكداً بالقول :" رمضان وسط الأهل والأحباب له نكهة لا يضاهيها شيء في الكون، ولكن الألم الذي يعتصر وجداني هو شعوري بإخواني وأخواتي الذين لازالوا في سجون الاحتلال يواجهون غطرسته وعنجهيته بصبرهم التليد وبأمعائهم الخاوية".

وأعرب أبو زيد عن فرحته بانتصار الأسرى الذي جاء متزامن مع أول أيام شهر رمضان، مبيناً أن الانتصار الكبير الذي حققه الأسرى كان له الأثر الكبير على نفسيتهم داخل السجون بسبب التفاف شعبهم وفصائله المقاومة وأحرار العالم حول قضيتهم، الأمر الذي منحهم المزيد من الصبر والصمود في مواجهة الإجراءات القمعية التي مارستها  إدارة مصلحة السجون لثنيهم عن مواصلة إضرابهم.

وبينّ أبو زيد إلى أنه حرص منذ بدء الشهر الفضيل الأول له بعد أربعة عشر عاماً قضاها في سجون العدو على زيارة أرحامه ومشاركتهم وجبات الإفطار، وصلاة التراويح في المسجد وقراءة القرآن في المسجد، مؤكداً أنه لا شيء في الكون يوازي الحرية التي يتشوق إليها أكثر من ستة آلاف أسير وأسيرة يتطلعون كل لحظة لتخلص من مرارة السجن وظُلم السجّان.

استقبال المحرّران عبد الكريم معمر و محمد الطويل لشهر رمضان الأول لهم بعد سنوات من الأسر لم يختلف كثيراً عن رفيقهم الأسير المحرّر "أبو زيد"، فالفرحة باستقبال الشهر الفضيل وسط الأهل والأحباب، والحرص على زيارة الأرحام وغيرها من الطقوس الرمضانية واحدةً، كما أن شعورهم وقلقهم على إخوانهم الذين لازالوا داخل السجون واحد.

الأسير المحرّر عبد الكريم معمر تحدث بدوره عن رمضان داخل سجون الاحتلال، وكيف يستقبل الأسرى رمضان في ظل الإجراءات القمعية بحقهم والتي نسمع بها عبر مختلف القنوات الإعلامية ..؟! ، موضحاً أن الأسرى يسعون بشتى الطرق والوسائل التعالي على جراحهم بإحياء الأجواء الرمضانية الإيمانية.

وقال معمر لـ"الإعلام الحربي" :" رمضان شهر طاعات وتقرباً إلى الله، والأسرى ينتظرون هذا الشهر الكريم بكل شغف ليتقربوا إلى الله بالطاعات والإكثار من الدعاء لهم ولشعبهم ولأمتهم بالحرية والانتصار"، منوهاً إلى أن رمضان داخل السجون يختلف تماماً عن أي مكان في العالم، فالأسرى يحرصون على إحياء الأجواء الإيمانية من قراءة قرآن وقيام ليلٍ وتهجد وبكاء في جنح الظلام وإلحاح بالدعاء أن يحقق الله لهم ولامته النصر والفرج القريب.

وتحدث الأسير المحرّر عن المعارك اليومية التي يخوضها الأسرى في مواجهة إدارة مصلحة السجون التي تسعى بشتى الطرق التعكير عليهم وإفساد بهجتهم بالشهر الفضيل عبر ممارسة العديد من الوسائل القمعية التي منها : نقل الأسرى من سجن لأخر، والعزل الانفرادي والمنع من الخروج إلى الفورة وتقليص ساعات الكهرباء، وقطع المياه وقت الصلوات وتقليص الوجبات.

أما الأسير المحرر محمد الطويل فتحدث عن استعداد الأسرى لاستقبال الشهر الفضيل، مؤكداً أن رمضان فرصة يحرص الأسرى على اغتنام أوقاتها بقراءة القرآن في حلقات أو فرادى، كما صلاة الترويح في الفورة إن أمكن أول من داخل الغرف والزنازين، عدا عن صناعة الوجبات الرمضانية والحلوة حسب ما يتوفر لديهم من إمكانات بسيطة ألا أنها تخرج من بين أيديهم بمذاق فريد.

وأكمل المحرر الطويل قائلاً لـ "الإعلام الحربي" :" أجواء رمضان وسط الأهل لها حكاية وفرحة لا توصف , ولكن الفرحة  لن تكتمل إلا  بخروج كل إخواننا الأسرى من السجون , كي يعيشوا هذه اللحظات مع عوائلهم" مؤكداً أن انتصار الأسرى الذي جاء متزامن مع الشهر كريم جاءت منحة من الله لهم  كي يواصلوا ثباتهم وصمودهم  في مواجهة الممارسات العنصرية التي تمارسها إدارة مصلحة السجون.

وشدد الأسير المحرّر على مطلب الأسرى الوحيد من فصائل المقاومة، وهو العمل على تحريرهم وتخليصهم من سجون "الموت الصهيونية" حسب وصفه، لافتاً إلى تزايد إعداد الأسرى المرضى بصورة كبيرة، الأمر الذي يتطلب من الجميع الوقوف عند مسئولياته وفضح حكومة الاحتلال التي تتعمد قتل الأسرى بشتى الطرق والوسائل المعروفة ومجهولة حتى الآن.

ودعا الطويل جماهير شعبنا إلى ضرورة مشاركة عوائل الأسرى والشهداء فرحتهم باستقبال شهر رمضان الكريم، والتخفيف من حزنهم على فراق أبنائهم عبر التواجد والالتفاف حولهم، مؤكداً مدى أهمية تلك الزيارات على نفسية الأسير وشعوره أن إخوانه لازالوا يذكرونه ويقدرون تضحياته من اجل أن نحيا جميعاً حياةً كريمةً.

المصدر/ الاعلام الحربي