وصية الشهيد المجاهد: يوسف محمد علي الزغير

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [العنكبوت: 69]

قال تعالي: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 51]

وقال أيضًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [الصف: 10-13]

هذا دمي أقدمه قربانًا في سبيل الله، عسى أن يتقبله ويجعلني من الشهداء الأبرار ويحشرني مع الأنبياء والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

إلى كل العاشقين للشهادة، إلى كل المجاهدين، أقول: إنها ما هي إلا ثوان بين الدنيا والآخرة مجرد ضغطة(*) فتكون من الشهداء، وتفوز بشرف الدنيا والآخرة، فلا تتردد أخي المجاهد واخرج واسع فستجد نفسك، ولتنصر دينك بإذن الله، لا تيأس مما يفعله الظالمون ولا تخف بالله لومة لائم، والله معك ولن يترك أعمالك.

إلى أبي، وإلى أهلي، وإلى جميع الأصدقاء، وإلى جميع أبناء الشعب أقول: أرجو أن لا تحزنوا عليَّ، فأنا شهيد بإذن الله تعالى فالأصل أن تغبطوني على هذا الشرف.

إلى أبي: ستفقدني، فإن شاء الله ورزقك بولد فسمه (يوسف)، فأرجو أن يكون زواجك قريبًا، فلا داعي لتأجيله أكثر، فوالله إني كنت أنتظر زواجك إلا أني في الآونة الأخيرة أصبحت أشك أن المخابرات ستكشف أمري، فأسرعت إلى العمل قبل موعد الزواج بعشرة أيام.

فوصيتي لك يا أبي: لا تترك الصلاة وحافظ عليها واقبض على دينك، كما تقبض على الجمر فهو زادك في هذه الحياة والله يعينك. وإن الله مع الصابرين فاصبر واحتسب فإنما الصبر عند الصدمة الأولى.

هذه وصيتي التي كتبتها على ورقة وأحببت أن أسجلها على هذا الشريط، وأسأل الله أن يكتبها لي شهادة خالصة لوجهه الكريم.

أوصيكم أهلي الأحباء: أن لا تبكوا عليَّ بكاء الحزن، فهذه شهادة وليست الموت، فهذه العزة والكرامة، فهذه كرامة الإنسان أن يموت عزيزًا كريمًا رافعًا رأسه متغطرسًا على جلاديه قاهرًا لهم، مذلهم، مُنزل الرعب في قلوبهم بإذن الله. فيجب عليكم أن تفرحوا أو تبكوا بكاء الفرح، فلا توزعوا قهوة بل اسقوا الناس الشراب والحلوى، فاجعلوه فرحًا عرسًا للشهادة.. وليس عزاء، فقمة فرحي عند لقاء ربي، وتستقبلني ملائكته بالترحاب والتهليل والتبريك.

أبناء شعبي: هذه وصيتي لكم أن تبقوا على الدرب. جاهدوا اليهود، جاهدوا اليهود وأعوانهم ولا تأخذكم بالله لومة لائم، أين طاعتكم لله حين قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 123]

وقال أيضًا: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 14]

ماذا ستقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة؟ هل ستقولون كان هناك من يجاهد عنا ببيت المقدس؟ أم ستقولون أن دعونا الله، دعونا الله أن ينصرنا. والآن الكلام والدعاء وحده لا ينفع ولا يسقط عن ظهرنا الواجب، فقط الجهاد.

نصر أو استشهاد، نصر أو استشهاد، نصر أو استشهاد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أخوكم الشهيد بإذن الله

يوسف محمد الزغير



(*) ضغطة: أي ضغطة على زر التفجير للحزام الناسف الذي يتزنر به المجاهد الاستشهادي.