الشهيد المجاهد ياسر البنا قارع العدو وحقق ما تمنى

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))

ياسر يوسف مهدي محمد حامد عاشور محمد البنا " ابو يوسف "
حينما نكتب رواية أو نسرد قصة نذهب في خيالنا إلي أبعد الحدود حتى تصبح قصة جميلة تنال اعجاب الجميع..
ولكننا حينما نكتب عن أمجاد العظماء والشهداء الأكرم منا جميعا تجف الأقلام ولا تستطيع أن تكتب أي حرف حتى العقل لا يستطيع أن يتخيل أو يؤلف مثل هذه الحكايات لان كل كلمة بل كل حرف سيكون من مسؤوليات الكاتب.
فنقف اليوم أمام حكاية أحد شهدائنا الأبطال والذين نحتسبهم عم الله تعالى شهداء ولا نزكى على الله أحد فشيهيدنا اليوم هو الشهيد المجاهد " ياسر يوسف مهدي البنا “

• الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا "ياسر" في مدينة خان يونس في الاول من شهر يونيو لعام 1972، متزوج وهو أب لطفل، لديه أربعة من الإخوة وست أخوات يسكن في منطقة موارج شرق المدينة، وهو من مدينة خان يونس الأصل وكان يسخر عملة في خدمة وطنة. ويبلغ من العمر 35 عاما.
ترعرع شهيدنا " ياسر " في أسرة بسيطة محافظة على كتاب الله وسنة نبيه،وكان حسن الخلق وصبور منذ طفولته، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهيد أحمد بن عبد العزيز ثم انتقل إلى المرحلة الإعدادية بمدرسة الشهيد عبد القادر الحسيني، ثم واصل مشواره التعليمي في المرحلة الثانوية بمدرسة الشهيد خالد الحسن وسط المدينة، كان الشهيد رحمه الله من طفولته ينظر إلى قضيته ووطنه، وعاش دور الجهاد في سبيل الله يدافع عن وطنه المسلوب،فقد كان نموذج لشاب الشجاع وقوى الشخصية، وقد كان دوما يقوم بزيارات على مستوى العائلة وكذلك الاصدقاء.
فقد وصفه والده بأنه كان لا يترك جنازة شهيد الا وقد كان يشارك بها، اما والدته قالت كان رحمه الله يضحى بكل شيء من أجل سعادة الأخرين وكان دوماً يتميز عن أخوانه بطيبة قلبه وحسن خلقه، وأكدت زوجته أن كان دوما يقوم بأعمال جهادية هو ورفاقه دون أن يخبرها بشيء فقط كنت أشعر بأنه يحمل هم وطنه خاصة انه كان دوما يغيب عن البيت ويأتي فقط لينام ويسترح قليلا ومن ثم يذهب برفقة أصدقائه.

• مشواره الجهادي
التحق الشهيد ياسر البنا في المجال العسكري بصفوف صقور الفتح ليحمل البندقية وينخرط في الكفاح المسلح ليدافع عن عرض هذه الأمة، وعن أرضه التي اغتصبها المحتل الإسرائيلي، وكان للشهيد الدور الرجولي والبطولي في مقارعة الاحتلال في الانتفاضة الأولى في عام 1987 Ù…. أصيب ياسر خلال الانتفاضة بعيار ناري في قدمه الأيسر أثناء ملاحقة الاحتلال له، هذا ما جعله أكثر إصراراً على المضي قدماً في مواصلة خيار الجهاد المسلح. تعرض أيضاً إلى الاعتقال من قبل قوات الغدر الصهيونية وسُجن في النقب سنة 1990Ù…. وبعد خروجه من المعتقل لم يتوقف عن مواصلة عمله المسلح، وفي بداية انتفاضة الأقصى عمل مع كتائب شهداء الأقصى ليواصل تصديه لقوات الاحتلال، وعمل على تأمين عدد من الاستشهاديين في عدة أماكن بقطاع غزة. انتقل الشهيد ياسر البنا إلى صفوف سرايا القدس ” الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي ” ليكمل مشواره في العمل الجهادي، فكانت عملية “فتح خيبر” التي نفذها ثلاثة استشهاديين وهم محمد العزازي من سرايا القدس Ùˆ عماد ابو سمهدانة من لجان المقاومة الشعبية Ùˆ يوسف عمر من كتائب احمد ابو الريش وكذلك عملية “الفتح المبين” والتي نفذيها الاستشهاديين (علاء الشاعر Ùˆ شاكر جودة ) وشارك في العديد من المهمات الجهادية التي اعترف العدو بتأثيرها ودقتها.

• الموعد مع الشهادة
في الخامس عشر من شهر رمضان الواقع مساء يوم الاربعاء الرابع من شهر اكتوبر لعام 2006م وفي تمام الساعة الحادي عشر مساءً، تم استهداف الشهيد ياسر البنا برفقة الشهيد عمر الزفزوف من قبل طائرات الغدر الصهيونية ادى الى استشهادهم على الفور، وذكر شهود عيان في المنطقة أنه كان يستقل سيارة مدنية فقامت طائرة استطلاع بإطلاق صاروخين على السيارة واصابتها بشكل مباشر أدى ذلك لاستشهادهم على الفور وتم استدعاء سيارة اسعاف لنقلهم الى مستشفى الأوربي.
وفي يوم الخميس شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في محافظة خان يونس من امام المسجد الكبير جثماني الشهيدين ياسر وعمر ليكونا رفاق الدنيا والاخرة بجوار الصدقين والشهداء. واثناء التشييع تحدث القادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي نافذ عزام وندد بالجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني بحق ابناء شعبنا الصابر ووجه رسالة الي المقاومة بالرد الموجع والسريع.
وبعد ذالك اقيم بيت عرس لمدة ثلاث ايام في وسط محافظة خان يونس وشاركت جميع الذرع العسكرية والسياسية بهذا العرس والقاء الكلمات والشعارات التي تنعي الشهيد وتزفه الي الجنان ورحم الله شهدائنا وأسكنهم الفردوس الأعلي مع النبين والصدقين والشهداء.