والد الشهيد ضياء يروي لحظات تلقيه خبر استشهاد نجله

"هذا أبني" قال الحاج عبد الحليم والد الشهيد ضياء مخاطبا أحد المسعفين الذي رآه في مستشفى عاليا الحكومي صباح اليوم، قالها مبتسما ومضى يخاطب المتواجدين حوله " هذا ذخر لنا يوم القيامة ...أشفع لي يابا".

عبد الحليم، كان ككل أبناء القرية سمعوا عن انفجار قريب من البلدة الساعة الحادية عشر ليلا، وذهب كما الآخرين ليعرف ما الخبر إلا أنه لم يعرف أن الشاب الذي نقل شهود عيان أنباء عن استشهاده ومنع جنود الاحتلال لأحد الاقتراب منه هو أبنه " ضياء" إلا عند الساعة الثالثة فجرا عندما أقتحم جنود الاحتلال منزله وطلبوا منه التعرف عليه من خلال صورة يحملونها.

"لم أتوقع ولا للحظة أنه سيكون أبني ضياء، بقيت مع أهالي القرية نراقب ما يجري وعندما تم نقله من قبل الجنود عدت إلى البيت كما الأخرين".

ضياء "22" عاما، طالب الهندسة بجامعة القدس أبو ديس، في سنته الرابعة كان قد عاد إلى قريته البارحة ظهرا لقضاء عطلة العيد مع أهله في قرية خرسا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الخليل، وبعد قضاء وقت مع عائلته في البيت توجه إلى نادي القرية حيث أعتاد ممارسة الرياضة هناك.

يقول الوالد أن جنود الاحتلال أعدموا ضياء بعد إصابته، فإلى جانب الإصابة التي لحقت به من الانفجار أصيب بخمس رصاصات برأسه.

وعن مزايا ضياء قال:" لا يوجد أي صفة حسنه إلا تمتع بها، لا يوجد ما يعيبه أبدا ... ضياء كان فخرا لي في الدنيا و فخر لي إن شاء الله يوم القيامة".

ضياء الأبن الخامس في عائلة الحاج عبد الحليم، أبنه الكبير عمر أكمل دراسته الهندسة ولا يزال معتقلا إداريا في سجن النقب، وأبنه الثاني أنهى دراسة المحاماة وكان معتقلا أيضا، وضياء الثالث من الذكور كان قد تلقى عدد من طلبات للمقابلة لدى مخابرات الاحتلال، فيما كان هو نفسه أسيرا محررا لثلاث مرات سابقة.

العائلة لم تكن تتوقع أن يكون ضياء هو الشهيد، إلا أنها تلقت نبأ استشهاده بثبات وإيمان عالي، قال الوالد " ضياء غالي علينا ولكنه لن يكون أغلى من فلسطين في قلوبنا و ضمائرنا... هذا طريقه الذي أختاره ونسأل الله أن يحتسبه شهيدا عنده".

وزخرت صفحة الشهيد على الفيس بوك، وهو أحد كوادر الجماعة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعة، بالأحاديث والآيات التي تحض على الجهاد والصبر و الصمود.

https://www.facebook.com/diea.talahma?fref=photo

 

وكان للأقصى والقدس نصيب الأسد من تعليقاته ومنشوراته أيضا، ولعل أبرزها ما كتبه تعليقا على صوره له في داخل الأقصى بعد تمكنه من دخول القدس عبر تجاوز الجدار الفاصل :" "لا يمكن أن أنسى كم كانت تلك المعاناة التي أوصلتني لأجلس تحت قبة المسجد الأقصى برفقة الأصدقاء... فكيف لي أن لا أتخيل حجم ما يجب أن نتحمله من أجل حرية هذا المسرى الشريف...".

وكان أخر ما كتبه على صفحته أمس عند الساعة التاسعة ليلا تعليقا على مهرجان الغنائي في ساحة الحرم الإبراهيمي الشريف الذي أقامه المستوطنين:" الخليل قبل قليل...الصهاينة يرقصون ويسكرون في مساجدنا... لو كان الاحتلال يتوقع وجود مجاهدين كما مروان القواسمة وعامر أبو عيشة... لما تجرأ على هذا".