مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد مصطÙÙ‰ عبد الغني: مثالاً ÙÙŠ التواضع ÙˆØسن الأخلاق
يا أيها العظماء.. يا أيها السالكون معارج السماء.. لم تغيبوا.. نراكم هنا والصورة ÙÙŠ منتهى النقاء.. أشرقوا من عليائكم وانظروا ألينا نعتمر أكاليل الغار.. وعدوكم ما زال يهوي من انكسار إلى انكسار.
القتل لا الاعتقال
ÙÙŠ الساعة الØادية عشر من ليل الأربعاء كانت الآليات العسكرية تØاصر المكان، ومن صوت جنازيرها وهرتقات الدوريات المراÙقة أدرك الأهالي ان هناك عملية عسكرية لتصÙية Ø£Øدهم مثلما اعتاد الاØتلال أن ÙŠÙعل ÙÙŠ الآونة الأخيرة ÙÙكرة الاعتقال لم تعد ترضيهم ÙالتصÙية ÙÙŠ المكان هو الØÙ„.
كانت منطقة رÙيديا وبالتØديد شارع 15 هو مكان الØدث والهد٠لا Ø£Øد يعرÙÙ‡ إلى الآن...والكل يخمن "لعله بيت Ùلان"ØŒ أو "بيت علان"ØŒ ÙˆÙÙŠ المنزل الذي كان لعائلة "نابلسية معروÙØ©" كان الثلاثة يتØصنون وكان بينهم مصطÙÙ‰ الذي كان يشعر بقرب أجله، وهذا ما سره لشقيقته ÙÙŠ آخر اتصال هاتÙÙŠ معها: "إذا صار لي شيء اصبري وتØملي وادعيلي أنا Øاسس اني Ø±Ø Ø£Ù†ÙˆÙ„ الشهادة إن شاء الله قريبا" قال لها.
وصل لما يريد
واليوم كانت أمنيته ÙÙŠ الشهادة قد تØققت، Øسبما تقول الشقيقة التي بدت أن ما كان يبثه إليها عبر موجات هاتÙÙ‡ النقال من Ø¥Øساسه بقرب أجله قد هون عليها الكثير، Ùبدت وهي تنتظر جثمانة ليصل من نابلس صابرة وهادئة. قالت لنا من خلال المكالمة الهاتÙية التي لم تمتد اكثر من 20 دقيقة" هذا ما كان يريده ذلك الشهيد الغريب الØزين والوØيد...".
لماذا تنعتيه بهذا..ØŸ "كان يهب Ù†Ùسه Ù„Øزن طويل استمر طيلة سنواته الأخيرة...كنت أشعره غريبا عن كل من Øولنا له عالمه الخاص...وكثيرا ما كنت أدرك انه سيكون غريبا عن هذه الدنيا أيضا Ùيمضي منها مسرعا"ØŒ أجابت.
مصطÙÙ‰ عبد الغني 23 عاما، إنسان هادئ دمث الأخلاق، قوي جدا وله أسلوبه ÙˆØجته ÙÙŠ الØديث، ومتدين جدا... وقÙت Øياته العلمية عند Øد الدراسة الثانوية العامة العام الذي لم ينته إلى الآن Ùقد اعتقل أربع مرات منذ Øينها...الأولى أثناء امتØاناته النهائية لدى قوات الاØتلال ثم Ø£Ùرج عنه لتقوم السلطة باعتقاله وبعد الإÙلات من سجون السلطة عاودت قوات الاØتلال الصهيوني باعتقاله مرة أخرى لتÙرج عنه بعد اعتقاله إداريا دام ستة اشهر, بقي بعدها طليقا إلى أن اعتقلته السلطة الÙلسطينية بعد عملية استشهادية قام بها اØد زملائه، ليتيه ثلاثة أشهر مطاردا وينتهي به الØال شهيدا، بتهمة الانتماء Ù„Øركة الجهاد الإسلامي وجناØها العسكري سرايا القدس.
صيدا
بلدته-صيدا- شمال طولكرم، معقل الجهاد الإسلامي وقاده السرايا، اجتمع أهالي القرية لمواساة من بقي من عائلته شقيقته ووالده.. Ùالوالدة توÙت قبل عام ونص٠Ùيما كانت الأخت الأكبر قد انتقلت للسكن ÙÙŠ بلدة علار القريبة بسبب الزواج، واستقر الØال بالابن البكر للعائلة ÙÙŠ معتقل مجدو" أمي ماتت بسكتة قلبية من Øسرتها على "مصطÙÙ‰ وبكر" ÙمصطÙÙ‰ كان مطاردا وبكر ÙÙŠ السجن.
وتابعت :" لم نكن نراه كان Ùقط من وقت لآخر يتصل بي على هاتÙÙŠ المØمول خاصة أيام اعتقاله لدى السلطة ÙÙŠ سجن أريØا، كان ÙŠÙضي إليه همومه وخاصة الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها هناك، قبل ثلاثة أشهر تقريبا علمنا انه أطلق سراØÙ‡ من السجن إلا أننا لم نكن نعلم أين هو بالضبط...كان يؤكد لي أنه لا يزال ÙÙŠ أريØا".
الدنيا ليست له
وعن سماعها خبر استشهاده قالت: "هذه أول مرة اعلم Ùيها أن مصطÙÙ‰ ÙÙŠ نابلس، Ùقد اتصلت بي شقيقتي من علار تقول لي أن هناك نبأ على تلÙزيون المØبة والسلام المØلي يقول أن مصطÙÙ‰ استشهد ÙÙŠ نابلس، لم اصدق الأمر وقلت لها: هو ÙÙŠ أريØا، ورØت Ø£Øاول الاتصال على هاتÙÙ‡ المØمول عبثا". وتتابع :" بعد ذلك اتصلوا بنا من المستشÙÙ‰ ÙعرÙت أن الخبر أكيد لا Ù…Øاله".
"مصطÙÙ‰" Ø£Øد قادة سرايا القدس... رØÙ„ قبل أن يصل إلى يوم 28 من Øزيران ليكمل ال23 عاما على الأرض" هذه الدنيا ليست له...كان دائما ÙˆØيدا عليها عله الآن يلقى Ø£Øبابه وأصدقائه..."ختمت الأخت التي طوت خبأت Øزنها عليه لأيام وربما سنوات قادمة... "هو الأقرب إلى قلبي وعقلي Ùمنذ ÙˆÙاه والدتي وانا بمثابة الأم والأخت والأخ ".
الاستشهاد
المكان: بناية Ù…Øاطة ببستان ÙÙŠ شارع 15 ÙÙŠ رÙيديا ÙÙŠ مدينة نابلس، الزمان: الØادية عشرة ليلا.. تعالت ÙÙŠ تلك المنطقة أصوات الدبابات والآليات التي Øاصرت المبني لم يدرك السكان ÙÙŠ تنلك المنطقة أن عثمان الذي يصعد منذ اقل من نص٠ساعة Øاملا عشاءه ورÙيقيه ايمن عامر من علار ومصطÙÙ‰ عبد الغني من صيدا وتسللت خلÙÙ‡ سيارة إسعا٠لم تكن إلا كمين منصوب للمجاهدين الثلاث وان سيارة الإسعا٠لم تكن تقل المسعÙين كالعادة بل تزخر بعناصر قوة صهيونية خاصة. دقائق قليلة مرت بعد ان وطأت قدم عثمان الشقة وبدأ اطلاق النار صوبها من كل Øدب وصوب. وبسرعة البرق تناول المجاهدون سلاØهم واخذوا يطلقون نيرانهم Ù†ØÙˆ الآليات التي تØاصرهم، تمكن أيمن من النزل إلى مدخل البناية ليستعد لتÙجير Ù†Ùسه قبل ان تنهال عليه الرصاصات وتصيبه إصابة بالغة تلقي به بلا Øراك. وتØصن عثمان خل٠خزان المياه وباشر بإطلاق النار قبل أن يصاب وعلى جدار البناء يخط صدقة بدمه الزكي عبارة " الله اكبر" ثم يلتقط أنÙاسه ويعلو هتاÙÙ‡ بالتكبير وهو يواصل إطلاق النار قبل أن يلقى الله شهيدا مقبلا غير مدبر، يجثو على ركبته اليمنى ويضم الأخرى Ù†ØÙˆ صدره وقد تسمر إصبعه Øول زناد بندقيته.
أما رÙيقه مصطÙÙ‰ عبد الغني Ùيواصل إطلاق النار ويصيب بنيرانه عددا من الجنود الذين تثور ثائرتهم ويهدمون بقايا البيت بالجراÙات على رؤوس المجاهدين ويلقى الله شهيدا ÙÙŠ ليلة دامية.
(المصدر: سرايا القدس، 17/05/2014)