سير الشهداء احتلت صدارة كلمات وقلب قصائد الشهيد "الشقاقي"

تعجز حروف الأبجدية أن تصطف بكلمات تليق بعظمة وعطاء قادة ومؤسسي المشروع الإسلامي في فلسطين من أمثال المعلم الدكتور فتحي الشقاقي فبحور إنجازاتهم ما زلنا نجنى انتصاراتها في ظل تنامي قوة الأجنحة العسكرية للمقاومة الإسلامية في فلسطين وترؤسها العمل المقاوم ضد الاحتلال.
وتفانى الشهيد الشقاقي في الدمج بين العمل العسكري المقاوم والفكر الإسلامي الواعي واستقطاب الشباب الفلسطيني للفكر الإسلامي المقاوم، متبنيا شعار تغليب الواجب على الإمكان.

رفيق الشهداء
وأكد رفيق الشهيد ياسر صالح أن أبو إبراهيم شكل علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني وإشعال ذروة المقاومة الإسلامية في فلسطين، مضيفا :" كان الشقاقي شديد الالتفاف حول كافة الضالعين في العمل المقاوم ضد الاحتلال, وكانت المرحلة الأهم في حياته هي تكوين مجموعة شبابية وضعت اللبنة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين".
وأوضح صالح أن الدكتور كان دائم الحديث عن فضل الشهادة ومناقب الشهداء؛ لتعزيز الروح المعنوية للشباب وحثهم على الاستبسال في الدفاع عن الوطن، مشيراً إلى تأثره الشديد بفقدان العديد من رفقاء دربه وخاصة شهداء الشجاعية الذين كتب في ثنائهم العديد من القصائد.
وقال: "كان للشهداء مكانة خاصة في حياة الدكتور الشقاقي، ولم يتوان للحظة في التأكيد على أن ارتقاء الشهداء هو ضريبة التحرير التي يجب تسديدها لاستعادة الوطن السليب "، معتبرا أن الفكر الذي روجه الشقاقي ما زال يثبت صوابيته حتى اليوم و"ما انتصارات المقاومة المدعمة بالفكر الإسلامي إلا برهان لصدق أفكار الشقاقي ".
وكان الموساد الصهيوني قد أقدم على اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي في السادس والعشرين من شهر أكتوبر للعام 1995 في شبه جزيرة مالطا، بعد رحلة طويلة من الملاحقة والاعتقال والإبعاد خارج حدود الوطن.
وتبنى المفكر الشهيد فتحي الشقاقي مبدأ العمل لأجل الوطن من خلال الفكر الإسلامي في ظل تواجد حركات وطنية بعيدة عن الإسلام وحركات إسلامية بعيدة عن الوطن، ليؤسس حركة الجهاد الإسلامي مع ثلة من رفاقه بهدف دمج الشباب المسلم في العمليات العسكرية ضد الاحتلال.

تلميذ القسام والحسيني
وأثنى رفيق الشقاقي المستشار يوسف الحساينة على مشوار الشهيد الجهادي المخضب بتقديم التضحيات والصبر على فقدان أحبابه وارتقائهم للعلا شهداء، مضيفا :" حينما كان يستشهد أحد رفقاء الشهيد الشقاقي كانت ترتسم ملامح التأثر على وجه الشهيد، ويصبر نفسه ومن حوله بعظيم الأجر الذي نالوه ".
وأضاف الحساينة:" كان الشقاقي ينظر للشهادة على أنها الشرف الأعظم الذي يمنحه الله لمن يختاره من عباده، ودائما ما يردد أنه عاش أكثر مما ينبغي في إشارة لاستعجاله اللحاق بركب الشهداء "، موضحا أن قصص الشهداء ومناقبهم والثناء على مسيرتهم كانت تحتل صدارة كلمات الشقاقي وقلب قصائده.
وبين الحساينة أن الشقاقي تأثر كثيرا بشخصية الشيخ الشهيد عز الدين القسام والقائد عبد القادر الحسيني، معقبا: "كتب الشقاقي رثاء في الشيخ القسام وتغنى بعملياته وبفكره المقاوم للاحتلال ".
واعتبر أن فكر الشقاقي وعمله كان ينطلق من إيمانه بضرورة ربط العمل بالفكر، مشيراً الى أن مكان الدكتور متفاعلا مع الأفكار الإسلامية في المنطقة ومن خلالها تبنى إستراتيجية العمل المسلح وهو ما جعله مطاردا للاحتلال حتى بعد نفيه.
ووصف الحساينة فكر الشقاقي بالينبوع المتدفق الذي تنهل منه المقاومة حتى الوقت الحالي, معقبا: "بفضل الأفكار والرؤية الصائبة لدى الشقاقي أصبح الإسلام هو القوة الأولى المدافعة عن فلسطين وسطرت انتصارات متلاحقة في انتفاضتي الأقصى ومعركة جنين وحروب غزة الثلاث بالإضافة إلى عملية كسر الصمت".