المبعدون يشتاقون لمائدة رمضان مع عائلاتهم

للعام الثالث على التوالي، يحل شهر رمضان المبارك على الأسير المحرر مصطفى المسلماني، بعيدا عن جمعة الأهل والعائلة، جراء قرار الاحتلال بإبعاده إلى قطاع غزة، عقب تحرره في صفقة "وفاء الأحرار".
ويقول المسلماني (45 عاما) الذي قضى في سجون الاحتلال أكثر من 20 عاما: "بالرغم من أننا نعيش بين أهلنا في القطاع، وترحيبهم الكبير بنا، إلا أننا ما زالنا نشتاق إلى عائلاتنا في الضفة، ومازالت أحن إلى المشي في أزقة حارة النقار بطوباس مسقط رأسي، والجلوس مع العائلة على مائدة الإفطار هناك".
وأبعدت دولة الاحتلال إلى قطاع غزة 163 أسيرا فلسطينيا من أهالي الضفة الغربية، في إطار صفقة التبادل التي أبرمها في 2011 مع حماس برعاية مصرية، والتي شملت إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي احتجزته حماس منتصف العام 2006 مقابل الإفراج عن 1050 أسيرًا فلسطينيًا.

المحرر المسلماني
ويضيف المسلماني وهو عضو لجنة مركزية بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بحسرة "الإبعاد شيء قاسِ جدا لا يشعر به إلا من ذاقه، رغم نيلنا حريتنا خارج قضبان السجون الصهيونية".
ويتمنى المسلماني أن يعود إلى بلدته في أقرب وقت ممكن لرؤية والديه وأهله وأصدقائه ومشاركتهم موائد الإفطار في شهر رمضان المقبل، معربا عن تفاؤله بقرب موعد العودة إلى دياره.
أما سعيد شلالدة (33 عاما) الأسير المبعد من مدينة الخليل جنوب الضفة، والذي ينتظر مولوده الثاني من زوجته التي اختارها من سكان غزة، فما زال يحلم بأن يعود إلى بيته في الضفة الغربية.
ويقول شلالدة: "ما زلت أتذكر جمال الجلوس حول مائدة الإفطار مع والديّ وعائلتي قبل السجن، وأتمنى أن تعود تلك الأيام الخوالي"، مشيرا إلى أنه دائم التفكير في العودة إلى بلدته الأصلية.

الأسير المبعد سعيد شلالدة (33 عاما)
ولا يخفي شلالدة الذي ينتمي إلى حركة حماس وقضى في السجون الصهيوني نحو خمسة أعوام أنه يشعر بـالقلق حيال هذا الأمر، نظرا لطول فترة إبعاد مبعدي كنيسة المهد عن مدنهم في الضفة إلى غزة.
ولم يتمكن شلالدة من لقاء والديه إلا مرة واحدة منذ الإفراج عنه عام 2011، وذلك أثناء لقائه بهما في مصر بعد الإفراج عنه بشهر تقريبا خلال زيارة قصيرة، ثم منعهم الاحتلال من مغادرة الضفة.
ويُعد شهر رمضان المبارك لهذا العام هو الثالث لإبعاد الأسرى المحررون ضمن صفقة وفاء الأحرار، فيما يعد ال13 على التوالي لمبعدي كنيسة المهد.

شهر الذكريات
وأبعدت سلطات الاحتلال الصهيوني 26 فلسطينيا من كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية إلى قطاع غزة، بعد حصار الكنيسة في العاشر من مايو 2002 إبان عملية السور الواقي.
ومازال المبعد من كنيسة المهد فهمي كنعان يفتقد أهله وأصدقائه في الضفة الغربية، بالرغم من أنه يعيش مع زوجته التي حضرت من مدينة بيت لحم إلى القطاع.
ويقول كنعان لـ"صفا": "كلما اقترب موعد الشهر الفضيل أو الأعياد نتذكر كيف كنا نعيش هذه الأيام برفقة العائلة والأصدقاء والجيران، ونتشارك فرحتها في مدينتنا التي أبعدنا منها منذ 12 عاما"، موضحا أنه يتواصل مع أقاربه هناك عبر الانترنت والجوال فقط.
وناشد القيادة الفلسطينية في رام الله بالعمل الجاد على إنهاء قضية المبعدين عن بلادهم في أقرب وقت ممكن، ووضعه على سلم أولوياتهم ومطالبهم.
وتتفاوت مدة إبعاد هؤلاء الأسرى إلى قطاع غزة ما بين خمس سنوات والإبعاد الدائم.
وتستخدم دولة الاحتلال سياسة الإبعاد ضد الأسرى الفلسطينيين كعقاب لهم، في مخالفة واضحة لاتفاقيات حقوق الإنسان العالمية.
وتنص اتفاقية جنيف الرابعة لحقوق الإنسان على "حظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".