الشهيد حسن شقورة: لازالت ذكراه حيّة متقدة في قلوب محبيه

تهل عليّنا ذكرى الشهداء العظام، ذكرى من لبوا نداء الواجب فقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله تاركين وراءهم ما طاب واستطاب من ملذات الدنيا وزينتها، وأخذوا يصولون ويجولون في ساحات الجهاد ساحات النزال من أجل رفع راية لا إله إلا الله عالية خفاقة، كان الشهيد القائد الإعلامي حسن شقورة قد مضى بسلاحه يحارب ويقاتل ويفضح إجرام العدو الغاصب لأرضنا ومقدساتنا سائراً Ø¹Ù„Ù‰ خطى الشهداء الأبطال.

رجل صعب على النسيان
رحل الشهيد حسن شقورة Ø¹Ù† الحياة الدنيا ولكن ذكراه باقية في القلوب؛ فقليلون هم الذين يحفرون اسمهم في سجلات الخالدين كما أنت شهيدنا "حسن".
ها نحن نعيش الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الشهيد القائد "حسن شقورة" مسئول الإعلام الحربي بلواء شمال غزة، والذي ارتقى للعلا شهيداً برفقة الشهيدين "محمد الشاعر" و"باسل شابط" من قادة الوحدة الصاروخية التابعة لـ "سرايا القدس" في عملية اغتيال صهيونية شرق مدينة غزة.

الابن البار
"أبو إياد" والد الشهيد المجاهد "حسن" بدأ حديثه عن الصفات التي كان يتحلى بها نجله حسن قائلاً: "نجلي حسن رحمه الله كان منذ صغره ملتزماً بالصلوات الخمس والعبادات في مسجد الشهيد عز الدين القسام الذي تربى فيه، فقد كان نعم الابن البار بوالديه والمطيع لهما، كان محباً للخير للجميع، ومساعدة المحتاجين، كانت تربطه علاقة قوية بالجميع".
وأضاف: "اكتسب حسن خبرة واسعة في مجال عمله الالكتروني بحكم عمله في الإعلام الحربي وإذاعة القدس وصحيفة الاستقلال، فكان عقله فطناً وذكياً، فأبدع في عمله كأحسن ما يكون عليه المرء من عطاء نموذجي في كافة الميادين".
وأكمل والد الشهيد حسن شقورة حديثه: "تمتع حسن بحبه الشديد للجهاد منذ طفولته وكان يكره أعداء الله اليهود لما كان يشاهده ويسمعه عن جرائمهم البشعة بحق الإنسانية جمعاء، كما أنه كانت تربطه علاقة قوية بالشهداء الذين رافقهم منذ نعومة أظفاره أمثال الشهيد Ø£Ù†ÙˆØ± الشبراوي، وعبد الله المدهون، ومعين البرعي، وعلاء الكحلوت، كمال رجب، والكثير من الشهداء الأبرار الذين لا يتسع المقام لذكرهم الذين كانوا يكبرونه في العمر".

تربى على موائد القرآن
وتذكر "أبو إياد" Ù…وقفاً ينم على تعلق الشهيد حسن بالله منذ صغره، قائلاً: "كنت ومنذ طفولة حسن رحمه الله أخذه معي إلى  Ù…سجد الشهيد عز الدين القسام، فكان مؤذن المسجد رحمه الله عندما يرى حسن بجلابيته البيضاء يداعبه ويحتضنه في المسجد فقد كان يحبه كثيراً نظراً لالتزامه منذ طفولته في مسجد القسام الذي تربى فيه على موائده الذكر وقيام الليل".

فخور باستشهاده
وتحدث والد الشهيد حسن عن لحظة تلقيه خبر استشهاد نجله حيث قال: "عندما تلقيت خبر استشهاد حسن تلقيته بصبر واحتساب فانتابني شعور بالفخر والاعتزاز لأنني كنت متوقعاً استشهاده في أي لحظة، فحمدت الله عز وجل وقلت إنا لله وان إليه راجعون".
وتابع حديثه: "عندما علمت بخبر استشهاده كنت في عرس لأحد أقاربنا، فلم أشأ إخبار أحد  Ø­ØªÙ‰ لا أفسد فرحتهم، وبعد دقائق معدودة انتشر الخبر داخل صالة الفرح وتوجهت والدته وأخواته للبيت وتوجهت أنا لمجمع الشفاء الطبي حيث كان جثمانه الطاهر يرقد لأودعه، ولم أكن أعلم بأن معه شهداء فتفاجأت عندما علمت أن محمد الشاعر وباسل شابط أصدقاءه المقربين كثيراً له نالوا شرف الشهادة، كانوا رفقاء دوماً في اغلب مهماتهم الجهادية وكانوا يترددون علينا وغادروا مع حسن في لحظة واحدة".

ذكراه حيّة في الصدور
وفي نهاية حديثه وبعد مرور 5 أعوام على رحيله وجه والد الشهيد "حسن شقورة" كلمة لرجال سرايا القدس وخاصة فرسان الإعلام الحربي قائلاً: "نحبكم في الله يا أبطال السرايا ويا أبناء الإعلام الحربي، ونقدر جهودهم الطيبة من خلال لقاءاتهم مع عائلات الشهداء والأسرى، كما ونقدر جهودهم الطيبة التي تعمل على رفعة المجاهدين أبناء سرايا القدس، كما أوجه التحية لرجال سرايا القدس على عملهم الدؤوب في أرض الميدان مع إخوانهم المجاهدين من كافة فصائل المقاومة، وأقول لهم سيروا على بركة الله وفقكم الله وحفظكم، فبإخلاصكم وصدقكم في عملكم لله سينصركم الله في جميع أعمالكم.

صاحب الابتسامة الهادئة
من جانبها تحدثت "أم إياد" والدة الشهيد المجاهد حسن شقورة، عن العلاقة التي تربطها بحسن قائلةً: "باستشهاد حسن فقدنا الابتسامة الهادئة والضحكة الحلوة التي كانت تملأ حياتنا، كان محباً للأطفال وحنوناً عليهم، كان لا يرفض لي طلباً أطلبه منه، كان رحمه الله يتمتع بشخصية هادئة مهذبة ورائعة..".
وتابعت حديثها قائلةً: "كان يتمتع بعقلية فذة ÙˆÙŠØªÙ…يز بالسرية التامة في عمله حتى Ø£Ù†Ù‡ في إحدى المرات وهو في الصف الثالث الابتدائي أخبره صديقه الاستشهادي معين البرعي أنه ذاهب لتنفيذ عملية استشهادية ÙØ¨Ø§Ù„رغم من صغر سنه لم يبيح لأحد بذلك إلا بعد استشهاده".

"حسن".. يستقبل أهالي الشهداء
وتحدثت الوالدة الصابرة المحتسبة عن رؤية صالحة رأتها بعد استشهاده فلذة كبدها: "رأيت حسن في إحدى المرات جالس في قصر كبير وكان في صالة القصر كراسي كثيرة وكان حسن يجلس على كرسي أمام باب القصر وفجأة وقف يستقبل الزوار فسألته مالك يا ابني حسن واقف شو بتسوي فقال لي أنا بستقبل أهالي الشهداء حتى يفوتوا داخل القصر عند أولادهم، فمن بعدها اطمئن قلبي عليه، فكثيراً ورأيته ما أراه في المنام فينشرح صدري فرحاً". سائلةً المولى عز وجل أن يجمعها وكل أهالي الشهداء بأبنائهن في الفردوس الأعلى.
يشار إلى أن الشهيد القائد "حسن شقورة" مسئول الإعلام الحربي لسرايا القدس بلواء الشمال، قد ارتقى للعلا شهيداً بتاريخ 15-3-2008م برفقة الشهيدين"محمد الشاعر" و"باسل شابط" من قادة الوحدة الصاروخية التابعة لـ "سرايا القدس" في عملية اغتيال
صهيونية شرق مدينة غزة.

(المصدر: سرايا القدس، 17/3/2013)