خلال العام 2013: قوات الاحتلال اعتقلت 4250 مواطن

أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأنه رصد خلال عام 2013 ما يزيد عن 4250 حالة اعتقال لمواطنين من أنحاء الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة، بينهم 83 فتاة وامرأة و760 طفلا لا تتجاوز أعمارهم الـ 18 عام، فيما شملت تلك الاعتقالات عدد من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني وقيادات الفصائل الوطنية والإسلامية والأكاديميين والصحفيين وطلاب الجامعات.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر في تقرير يجمل حالات الاعتقال وأوضاع الأسرى خلال العام المنصرم 2013، بأن أعداد المعتقلين خلال هذا العام لم تختلف كثيرا عن العام الذي سبقه، حيث شهد عام 2012 حوالي 4000 حالة اعتقال، ولكن هذا العام يتميز بتراجع أوضاع الأسرى إلى حد كبير جدا، وخاصة الأسرى المرضى الذين تم اكتشاف حوالي 10 حالات جديدة تعانى من مرض السرطان القاتل، إضافة إلى استشهاد 3 أسرى داخل السجون، وأسير رابع بعد إطلاق سراحه بعد أسابيع، وكذلك تصاعد عمليات اقتحام السجون والاعتداء على الأسرى.

الأسوأ على الأسرى
وأشار الأشقر إلى أن العام 2013 يعتبر من أسوء الأعوام التي تمر على الأسرى في السجون رغم أنه شهد إطلاق سراح 78 من الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، حيث ارتفعت فيه أعداد الأسرى بنسبة 10% عن نهاية العام الماضي، حيث بلغت أعداد الأسرى في نهاية عام 2012 حوالي 4500 أسير بينما الآن يوجد في سجون الاحتلال ما يزيد عن 5000 أسير فلسطيني من مختلف الشرائح.
كذلك شهد هذا العام أعلى نسبة اقتحام وقمع للسجون، حيث نفذت سلطات الاحتلال خلاله ما يزيد عن 170 عملية اقتحام مختلفة للأقسام والغرف في كل السجون بحيث لم يخلو سجن من تنفيذ عدة عمليات مداهمة وتفتيش لغرف خيام الأسرى بشكل عنيف تخلله اعتداء على الأسرى في الكثير من الأحيان، كذلك شهد هذا العام تراجع على الصعيد المعيشي للأسرى من فرض عقوبات قاسية على الأسرى، ومصادرة ممتلكاتهم، وحرمانهم من الزيارة، ورفع أسعار الكنتين.

شهداء ومصابين
وبين الأشقر بأن العام 2013 شهد كان الأكثر دموية بالنسبة للأسرى حيث استشهد خلاله 3 من الأسرى خلف القضبان وأسير رابع استشهد بعد إطلاق سراحه بعدة أسابيع نتيجة الأمراض التي عانى منها خلال فترة اعتقاله وهو الشهيد "اشرف أبو ذريع" بينما لم يستشهد أي أسير خلال العام الماضي، وسقط شهيدين خلال العام 2011، ومثلهم خلال العام 2010.
والشهداء هم الأسير "عرفات جرادات" من الخليل سقط نتيجة التعذيب والإهمال، والشهيد "ميسرة أبو حمدية" من الخليل، نتيجة الإهمال الطبي وقد كان مصابا بالسرطان، والأسير "حسن ترابي" من نابلس نتيجة الإهمال الطبي وقد كان يعانى من مرض السرطان أيضا.
فيما أصيب خلال العام المنصرم (42) أسيرا بجراح ورضوض وكدمات وحالات اختناق نتيجة الاعتداء عليهم خلال عمليات الاقتحام التي نفذتها الوحدات الخاصة للعديد من السجون، والتي كان أبرزها اقتحام سجن عسقلان والاعتداء على الأسرى مما أدى إلى إصابة 11 منهم، كذلك اقتحام سجن مجدو، عقب استشهاد الأسير حسن الترابي وانهالوا على الأسرى بالضرب الشديد، حيث أصيب عشرين أسيراً منهم.
وكذلك اعتدت عناصر شرطة السجون على عدد من قادة الأسرى منهم الأسير القائد "عبد الله البرغوثي" خلال وجوده في مستشفى العفولة مما أدى إلى نزول دم من أسنانه وقد كان وقتها مضربا عن الطعام، واعتدت وحدات المتسادا، في سجن إيشيل الصحراوي، الأسيران القائد محمود عيسى و القائد سليم الجعبة، لتضامنهم مع الأسير المعزول ضرار أبو سيسي، فيما أصيب الأسير محمد زكارنة من قباطية بكسر في الجمجمة أثناء التحقيق في الجلمة خلال التحقيق.

اعتقال الأطفال والنساء
وقال الأشقر بأن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الماضي من استهداف الأطفال الفلسطينيين، حيث اعتقلت ما يزيد عن 760 طفلا ما دون ال18 عام، وعدد كبير منهم لم يتجاوز العاشرة من عمره، وبرز من بينهم الطفل "وديع مسودة" الذي لم يتجاوز الخمسة أعوام، بينما اعتقلت 83 امرأة وفتاة، تم الإفراج عن معظمهم بينما لا يزال عدد منهم معتقل حتى الآن.

اختطاف النواب والقيادات
وقال الأشقر أن سلطات الاحتلال اعتقلت خلال العام الماضي 8 من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني منهم 5 من مدينة الخليل وهم "حاتم رباح قفيشة" و"محمد إسماعيل الطل" و"محمد جمال النتشة" و"محمد ماهر يوسف بدر" و"نزار عبد العزيز رمضان"، ونائبين من القدس وهم "أحمد محمد أحمد عطون" والنائب "محمد محمود أبو طير"، ونائب من رام الله وهو "عبد الجابر مصطفى فقهاء" وجميعهم تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، وتم تجديد الاعتقال لهم لفترات اعتقالية جديدة .
فيما اعتقل العشرات من القيادات والأكاديميين ورجال الإصلاح ومن بينهم القياديان في حماس من مدينة نابلس عدنان عصفور وبكر بلال، والقيادي في مدينة قلقيلية رياض الولويل، والقيادي رأفت ناصيف من رام الله، والقيادي البارز في حركة حماس "عبد الباسط الحاج"، القيادي في حركة حماس الشيخ "جمال حدايدة" 45 عام من محافظة طولكرم، فيما اعتقلت الشيخ جمال الطويل، بعد مداهمه منزله في مدينة البيرة، وكذلك اعتقلت الشيخ "حسين أبو كويك" من منزله في بلدة بيتونيا، والقيادي "فرج رمانة"، من منزله في حي أم الشرايط في المدينة. والمحاضر الجامعي "زين الدين شبانة" من مدينة الخليل، والمحاضرين في جامعة النجاح الدكتور "عصام الأشقر" المحاضر في كلية الفيزياء والدكتور "مصطفى الشنار" المحاضر في كلية الاجتماع، والمحاضر في جامعة القدس المفتوحة في الخليل الدكتور "عدنان أبو تبانة".

إبعاد الأسرى
وأفاد التقرير بأن الاحتلال أبعد خلال العام 2013 ثلاثة أسرى من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد أن خاضوا إضرابات عن الطعام وجميعهم ممن تحرروا ضن صفقة وفاء الأحرار وهم الأسير المحرر "أيمن الشراونة" من الخليل بعد خوضه إضراب مفتوح عن الطعام لمدة 7 أشهر ونصف، والأسير المحرر "إياد أبو فنون" من بيت لحم، والأسير المحرر "أيمن يوسف أحمد أبو داوود" بعد إضراب عن الطعام لمد 40 يوم.

الأسرى المرضى
وقال الأشقر: بأن أعداد الأسرى المرضى ارتفعت خلال العام الماضي من 900 أسير إلى ما يزيد عن 1200 أسير مريض مصابين بأمراض مختلفة بينها عدد من الحالات الخطيرة، فيما تصاعدت إصابة الأسرى بأمراض خطيرة كالسرطان خلال هذا العام، وتراجعت صحة العشرات من الأسرى الذين كانوا يعانوا من أمراض بسيطة نتيجة إهمال علاجهم وعدم تقديم الأدوية المناسبة لهم، أو إجراء عمليات جراحية ضرورية لشفائهم، وكذلك تضاعفت معاناة الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة، الأمر الذي دفعهم للتهديد بالدخول فى إضراب مفتوح عن الطعام إن استمر إهمال وضعهم الصحي، ومن بينهم الأسير "معتصم رداد" والأسير المقعد "منصور موقدة" والأسير المصاب بالسرطان "يسري المصري" والأسير المقعد "ناهض الأقرع" وغيرهم.
وأكد التقرير بأن عام 2013 شهد اكتشاف 10 حالات جديدة مصابة بمرض السرطان، مما رفع أعدادهم إلى 25 أسير مصاب بالسرطان بمختلف أنواعه.

اعتقالات القطاع
وواصل الاحتلال خلال العام الماضي عمليات الاعتقال والاختطاف للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك سواء كانوا من الصيادين خلال ممارسة مهند الصيد في عرض البحر، أو المرضى الراغبين في السفر إلى الداخل الفلسطيني للعلاج عبر معبر بيت حانون، أو خلال الاقتراب من الحدود الشرقية للقطاع، حيث اختطف الاحتلال من القطاع حوالي 72 مواطنا، بينهم 16 مواطنا تم اعتقالهم على معبر بيت حانون/ ايرز، بينهم مرضى وتجار وناشطين، و18 صيادا، بينهم طفلين، والباقي تم اختطافهم قرب الحدود الشرقية، بينهم 25 طفلاً خلال ممارستهم لهواية صيد العصافير أو التنزه قرب الحدود، فيما اختطف مواطن من منطقة سيناء بالأراضي المصرية في عملية أمنية خاصة، وهو الأسير" وائل حسين أبو ريدة" من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وطالب الأشقر بضرورة عقد اجتماع ين كافة القوى الوطنية والإسلامية للخروج بتصور وخطة عمل واضحة من أجل النهوض بقضية الأسرى، ورفعها إلى سلم الأولويات، وجعل عام 2014 هو عاما للأسرى يتم فيه حشد كل الطاقات والإمكانات من أجل دعم الأسرى والبحث عن السبل الكفيلة بتحريرهم من السجون.

(المصدر: أسرى فلسطين، 30/12/2013)