الأسرى للدراسات: الاحتلال يقلص من إحصائية الأسرى في سجونه

أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال وصل لما يزيد عن 5200 أسير وفق إحصائية حديثة أكدتها وزارة الأسرى ونادى الأسير الفلسطيني بشكل رسمي نتيجة الاعتقالات المكثفة في الفترة الأخيرة في الضفة الغربية.
وبين، أن مصلحة سجون الاحتلال الصهيونية تعمد تقليص تلك الإحصائية لأكثر من 438 معتقل حيث أنها أعلنت عن وجود 4762 معتقل في سجونها، وأضاف حمدونة أن من بين الأسرى يوجد (140) معتقل إداري بملفات سرية وبدون لوائح اتهام، Ùˆ (15) أسيرة أقدمهن لينا الجربوني من فلسطينيي 1948 والمعتقلة منذ  (11) عام، Ùˆ (240) طفل دون سن الثامنة عشر، بالإضافة إلى (14) نائباً وعدد كبير من القيادات والكوادر الفلسطينية.

انتهاكات عامة بحق الأسرى والأسيرات:
أوضاع الأسرى والأسيرات في السجون لا تطاق حيث تم منع الزيارات مع العزل الانفرادي والأحكام الإدارية،  وتواصل التفتيشات العادية Ùˆ منع امتحانات الجامعة والثانوية العامة ومنع إدخال الكتب، وسوء الطعام كما ونوعا، والتفتيشات المتواصلة واقتحامات الغرف ليلا والنقل الجماعي وأماكن الاعتقال التي تفتقر للحد الأدنى من شروط الحياة الآدمية، وسياسة الاستهتار الطبي وخاصة لذوى الأمراض المزمنة ولمن يحتاجون لعمليات في السجون كمرضى السرطان والقلب والكلى والغضروف والضغط والربو والروماتزم والبواسير وزيادة الدهون والقرحة ودون أدنى اهتمام.

المرضى في السجون:
ارتفعت قائمة الأسرى المرضى إلى قرابة (1400) أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية وهؤلاء جميعا لا يتلقون الرعاية اللازمة، والأخطر أن من بينهم عشرات الأسرى ممن يعانون من  إعاقات حركية وذهنية وحسية وأمراض خطيرة وخبيثة ومزمنة كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.
وهنالك (18) أسير مقيمون بشكل دائم في ما يُسمى "مستشفى الرملة "بعضهم غير قادر على الحركة، في ظل استمرار تجاهل معاناتهم من قبل إدارة السجون وعدم تقديم الرعاية الصحية والعلاج اللازم لهم.

التعذيب وشهداء الحركة الوطنية الأسيرة :
كل من دخل السجون الصهيونية مورس بحقه أشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي، ويبدأ التعذيب منذ لحظة الاعتقال وما يصاحبه من إدخال الخوف والرعب في قلوب الأهالي، حيث يتعمد الاحتلال إبراز القسوة والأجرام تجاه الأسير نفسه وأمام أبنائه وأهله، كما يتعمد الاحتلال بتقديم الإهانات واللكمات (الضرب) للأسير وذويه قبل اختطافه من بيته، ويتبع ذلك التهديد بالقتل، أو النفي، أو هدم البيت، أو الاغتصاب، أو اعتقال الزوجة، وتغطية الرأس بكيس ملوث، وعدم النوم، وعدم العلاج، واستخدام الجروح في التحقيق، ووضع المعتقل في ثلاجة، والوقوف لفترات طويلة، وأسلوب العصافير وما ينتج عنه من تداعيات نفسية، واستخدام المربط البلاستيكي لليدين، رش الماء البارد والساخن على الرأس، والموسيقى الصاخبة، ومنع الأسير من القيام بالشعائر الدينية، وتعرية الأسرى، وفى الزنازين يمنع الخروج للمرحاض بشكل طبيعي ويستعوض عنه بسطل (جردل) يقضي الأسير به حاجته تنبعث منه الروائح الكريهة في نفس الزنزانة، واستخدام الضرب المبرح، وربطهم من الخلف إما على كرسي صغير الحجم أو على بلاطة متحركة بهدف إرهاق العامود الفقري للأسير وإعيائه، والشبح لساعات طويلة بل لأيام، إلى جانب استخدامها أساليب الهز العنيف للرأس الذي يؤدي إلى إصابة الأسير بالشلل أو إصابته بعاهة مستديمة أو قد يؤدي للوفاة، والأخطر من كل ذلك، استخدام القوة المبالغ فيها في التحقيق والقمع وفى كثير من الأحيان أدت إلى استشهاد الأسرى في التحقيق.
وما حدث مع الشهيد عرفات جرادات بعد خضوعه للتعذيب البشع خلال التحقيق في معتقل الجلمة، والذي يسميه الأسرى الفلسطينيون "مسلخ الجلمة" هو أكبر دليل على انتهاك الاحتلال واستهتاره بحياة الأسرى الفلسطينيين، وقد راح ضحية هذه المعاملة (204) شهيد من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة، منهم (71) أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب، و (52) أسيراً نتيجة الإهمال الطبي، و (74) أسيراً نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة، و(7) اسرى بعدما أصيبوا بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات.

شهداء مقابر الأرقام:
لا زال لدى الاحتلال 280 جثمانا محتجزا، Ùˆ70 مفقودا، ودولة العدو الصهيونية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتقل الموتى لأكثر من 30 عاما متواصلة كما يحدث برفضها تسليم جثامين شهداء معتقلين في مقابر للأرقام منذ العام 1978 مثل جثمان الشهيدة دلال المغربي والعشرات من الشهداء يواريهم الاحتلال بلا ادنى حرمة وفق كرامة إنسانية تحفظها كل الشرائع السماوية  فيما يسمى بمقابر الأرقام.
وآخر انتهاك في هذا الملف إبلاغ المحكمة الصهيونية العليا عن فقدان جثمان الشهيد أنيس محمود دولة الذي استشهد في سجن "عسقلان" عام 1980 بعد إضرابه عن الطعام 30 يوما، والتنصل من مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة.
ودولة العدو الصهيونية تنتهك القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان الذى يلزم أي دولة احتلال بتسليم الجثامين إلى ذويهم واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن.

المعتقلون الإداريون:
هنالك ما يقارب من 140 معتقل إداري معتقل في السجون الصهيونية بدون تهمه أو محاكمة، يعتمد على ملف سري، وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الصهيونية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات قابلة للتجديد بالاستئناف.
وهنالك موجة من الإضرابات المفتوحة عن الطعام في السجون من الأسرى لكسر قرار إعادة الاعتقال وأنهاء ملف الإداريين.

الأسرى المحررون اللذين تم إعادة اعتقالهم بعد الصفقة:
ولعل آخر انتهاك في هذا الملف  هو قرار 1651ØŒ والذي يسمح للاحتلال بإعادة اعتقال أي أسير محرر حتى نهاية مدة محكوميته الأصلية، في حال ارتكاب الأسير أي مخالفة، من خلال الاستناد إلى أدلة سرية لا يطلع عليها الأسير أو محاموه، وتلفيق تهم لهم كالمسئولية عن خلايا واستئناف أنشطتهم الأمر الذى يثير مخاوف كبيرة باستهدافهم ومحاولات اغتيالهم بحجج واهية.

وقد اعتقلت دولة الاحتلال ما يقارب من 22 أسيراً وأسيرة قد تحرروا في إطار "صفقة شاليط"، وبدون مبررات وبحجج واهية مع التهديد بفرض الأحكام السابقة عليهم أو إبعادهم إلى غزة أو خارج الوطن، وقد أفرجت عن خمسة ممن أعيد اعتقالهم منهم أربعة أبعدوا إلى قطاع غزة.

الأسيرات في السجون:
الأسيرات في سجون الاحتلال 15 أسيرة أقدمهن لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقلة منذ (11) سنة ورفيقاتها في الأسر وهن "الأسيرات منى قعدان، سلوى حسان، آيات محفوظ، آلاء أبو زيتون، دنيا ضرار، ميسر عطياني، لينان أبو غلمة، تحرير القني، نهيل أبو عيشة، انتصار الصياد، إنعام الحسنات، إنعام كانمبو، لما حدايدة من طولكرم، ومنتهى الحيح من الخليل".

انتهاكات ضدهن:
ترتكب دولة الاحتلال عشرات الانتهاكات بحق الأسيرات في السجون أهمها طريقة الاعتقال الوحشية للأسيرة أمام أعين ذويها وأطفالها الصغار , وطرق التحقيق الجسدية والنفسية, والحرمان من الأطفال, والإهمال الطبي للحوامل من الأسيرات , والتكبيل أثناء الولادة , وأشكال العقابات داخل السجن بالغرامة والعزل والقوة , والاحتجاز في أماكن لا تليق بهن "الأسيرات", والتفتيشات الاستفزازية من قبل أدارة السجون , وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن بالقوة عند أي توتر وبالغاز المسيل للدموع , سوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات أو حتى من قسم إلى آخر, والحرمان من الزيارات أحياناً, , وفى العزل يكون سجينات جنائيات يهوديات بالقرب من الأسيرات الأمنيات,  عدم الاهتمام بأطفال الأسيرات الرضع وحاجاتهم.

الأطفال في السجون :
وصل عدد الأسرى الأطفال في السجون إلى240 طفل ويتعرضون لانتهاكات صارخة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حماية هؤلاء القاصرين وتأمين حقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بأهليهم ومرشدين يوجهون حياتهم والتعامل معهم كأطفال وليس كإرهابيين كما تتعامل معهم إدارة السجون .
كما يعانى الأسرى الأشبال من فقدان العناية الصحية والثقافية والنفسية وعدم وجود مرشدين داخل السجن، واحتجازهم بالقرب من أسرى جنائيين يهود في كثير من الأحوال، والتخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال، وأصغر أسير طفل  محمد مهدي سليمان(16 عاماً) من قرية حارس قضاء سلفيت ينتظر حكما بالمؤبد خلال أيام بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال.

العزل الانفرادي:
يعتبر العزل من أقسي أنواع العقوبات التي تلجأ إليها إدارة مصلحة السجون الصهيونية ضد الأسرى، حيث يتم احتجاز الأسير بشكل منفرد في زنزانة معتمة وضيقة لفترات طويلة من الزمن لا يسمح له خلالها الالتقاء بالأسرى.
يعيش الأسرى المعزولون في أقسام العزل ظروفاً جهنمية لا تطاق مسلوبين من أدنى معايير حقوقهم الإنسانية والمعيشية، يتعرضون للضرب والإذلال بشكل يومي، معزولين اجتماعياً عن سائر زملائهم بالسجن وعن العالم الخارجي. و يمكن تشبيه الزنازين التي يعزلون فيها بالقبور، وقضى بعض الأسرى سنوات طويلة في زنازين انفرادية معزولين عن العالم الخارجي كلياً وخرجوا منها مصابين بأمراض نفسية وعضوية خطيرة.

الأسرى القدامى في السجون :
بعد تحرير الدفعة الثانية من الأسرى يتبقى 51 أسير معتقل ما قبل "اتفاق أوسلو "وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار عام 1994ØŒ وهذه القائمة تضم أسرى من كافة المحافظات الفلسطينية وهم ØŒ 1- كريم يوسف فضل يونس 6/1/1983 مناطق 48ØŒ2. ماهر عبداللطيف عبدالقادر يونس 18/1/1983 مناطق 48ØŒ3. احمد فريد محمد شحادة 16/2/1985 رام الله،4. محمد احمد عبدالحميد الطوس 6/10/1985 الخليل،5. إبراهيم نايف حمدان أبومخ 24/3/1986 مناطق 48ØŒ6. رشدي حمدان محمد ابومخ 24/3/1986 مناطق 48ØŒ7. وليد نمر اسعد دقة 25/3/1986 من مناطق 48ØŒ8. إبراهيم عبدالرازق احمد بيادسة 26/3/1986 مناطق 48ØŒ9. احمد على حسين أبو جابر 8/7/1986 مناطق 48ØŒ10. سمير إبراهيم محمود أبو نعمة 20/10/1986 القدس،11. محمد عادل حسن داوود 8/12/1987 قلقيلية،12. ياسين محمد ياسين أبو خضير 27/12/1987 القدس،13. بشير عبدالله كامل الخطيب 1/1/1988 مناطق 48ØŒ14. محمود عثمان إبراهيم جبارين 8/10/1988 مناطق 48ØŒ15. جمعة إبراهيم جمعة ادم 31/10/1988 رام الله،16. محمود سالم سليمان أبو خربيش 3/11/1988 أريحا،17. سمير صالح طه سرساوى 24/11/1988 مناطق 48ØŒ18. بلال احمد يوسف أبو حسين 20/12/1988 القدس،19. إبراهيم لطفى حلمى طقطوق 3/3/1989 نابلس،20. بلال إبراهيم مصطفى ضمرة 20/6/1989 بلدة بروقين سلفيت،21. رائد محمد شريف السعدى 28/8/1989 جنين،22. مخلص صدقي عبدالرزاق صوافطة 9/3/1991 جنين،23. فارس احمد محمد بارود 23/3/1991 قطاع غزة،24. فيصل مصطفى محمود ابوالرب 25/9/1991 جنين،25. جمال خالد إبراهيم أبو محسن 4/10/1991 طوباس،26. محمود عطا محمود معمر 24/2/1992 بيت لحم،27. إبراهيم حسن محمود اغبارية 26/2/1992 مناطق 48ØŒ28. محمد سعيد حسن اغبارية 26/2/1992 مناطق 48ØŒ29. يحيى مصطفى محمد اغبارية 3/3/1992 مناطق 48ØŒ30. محمد توفيق سليمان جبارين 3/3/1992 مناطق 48ØŒ31. نعمان يوسف احمد شلبى 7/5/1992 جنين،32. عدنان محمد يوسف الافندى 13/5/1992 بيت لحم،33. ضياء زكريا شاكر الفالوجى 12/10/1992 قطاع غزة،34. احمد جمعة مصطفى خلف 25/11/1992 القدس،35. محمد فوزى سلامة فلنة 29/11/1992 رام الله،36. ناصر حسن عبدالحميد أبو سرور 4/1/1993 بيت لحم،37. محمود جميل حسن أبو سرور 5/1/1993 بيت لحم،38. أسامة خالد كامل سيلاوى 16/2/1993 جنين،39. محمود نوفل محمد دعاجنة 16/3/1993 القدس،40. محمد مصطفى احمد عفانة 1/4/1993 رام الله،41. رمضان محمد عودة يعقوب 19/4/1993 رام الله،42. أيمن محمد أنيس جرادات 24/4/1993 جنين،43. محمود موسى عيسى عيسى 3/6/1993 القدس،44. نائل رفيق إبراهيم سلهب 27/9/1993 القدس،45. احمد عوض على كميل 29/9/1993 جنين،46. سعيد رشدى محمد التميمى 9/11/1993 رام الله،47. محمد يوسف عبد الجواد شماسنة 12/11/1993 القدس،48. عبدالجواد يوسف عبدالجواد شماسنة 12/12/1993 القدس،49. علاء الدين فهمى فهد الكركى 17/12/1993 الخليل،50. ناصر فوزى مصطفى برهم 22/12/1993 طولكرم،51. إبراهيم خليل صلاح – بيت لحم – 24/2/1992.
في حين أن هنالك أسرى آخرين تزامنت اعتقالاتهم مع التوقيع وقضاياهم قبلها مثل الأسير "محمود محمد رضوان سلمان 6/5/1994 قطاع غزة، رامي جودت زكي بربخ  7/10/1994 من خانيونيس،54. إبراهيم فايز محمود أبو علي  8/10/1994 من خانيونيس، جمال أحمد أبو جمل من القدس 24/5/1994 وغيرهم كثر ممن تطالب السلطة والجانب المفاوض فيها بالإفراج عنهم بالإضافة إلى الأسيرات والمرضى وكبار السن.
ومن المتوقع أن يتم الأفراج عن القدامى ما قبل أوسلو مايو 1994 على دفعات ضمن المفاوضات السياسية الجارية بين السلطة الفلسطينية والجانب الصهيوني.

(المصدر: فلسطين اليوم، 29/10/2013)