الشيخ عزام: الشقاقي زعيم من الزعماء التاريخيين للأمة العربية

المؤسس الدكتور الشهيد فتحي إبراهيم الشقاقي كان عنيداً أمام صحة الرؤية والحقوق الفلسطينية فأبى التنازل والخنوع، وتجاوز كل المصاعب لترى الحركة نورها وتصبح من أهم الفصائل الفلسطينية وأخطرها على العدو الصهيوني. الشيخ نافذ عزام يتحدث عن الدكتور فتحي الشقاقي.

الدكتور فتحي الشقاقي وأهم صفاته
تشرفت بالاقتراب من الدكتور الشقاقي رحمه الله بالسكن معه في شقة واحدة بالزقازيق في مصر ونحن ندرس الطب وفي نفس الجامعة، وعايشته عن قرب، وبعد العودة لفلسطين كنت أراه بشكل شبه يومي.. وأبرز ما يميز الدكتور الشهيد الشقاقي هو إيمانه الكبير بالله والدين وضرورة مشروع الجهاد.
ومن سماته الشخصية تواضعه رغم أنه يملك مواصفات القائد، ولا أقول أنه قائد فلسطيني بل هو زعيم من الزعماء التاريخيين للأمة العربية وليس للفلسطينيين فحسب. فكان متواضعا في تعامله مع الشعب والحركة بقياداتها وكوادرها وعناصرها.
كما أن أهم ما يميزه.. أنه كان خالياً من أي حقد على أي مسلم رغم الأذى الذي تعرض إليه.. فأشهد أن الدكتور الشقاقي لم يحمل ضغينة لأي مسلم ولأي فلسطيني حتى لو اختلف معه.
ومن صفاته الكبيرة، كان صاحب قلب يشعر بآلام الآخرين حتى لو كان من غير المسلمين.
وأيضاً كان صبوراً عنيداً طالما يسعى للوصول لهدف واضح .. فكان عنيداً أمام العقبات التي كانت تعترض طريقه.

الشقاقي ونشأة حركة الجهاد الإسلامي
نشأة الحركة الأولى كانت في منتصف السبعينات والدكتور فتحي الشقاقي المؤسس بدأ الخطوات الأولى في العام 1976 والظروف التي مرت بها الساحة الفلسطينية والمنطقة العربية كانت تحتم وجود إطار يمثل قوة دفع بالنسبة للساحة الإسلامية، وقوة توازن في الساحة الفلسطينية عموماً، حيث أن غياب نظرية الإسلام ورؤيته في الساحة التي يتمحور فيها أخطر صراع في الأمة، مثَّل مشكلة، وأراد الشقاقي بتأسيسه لحركة الجهاد الإسلامي أن يكون التعويض لهذا الغياب والخلل.
فالظروف التي نشأت فيها الحركة صعبة جداً، لأن منظمة التحرير الفلسطينية والتي نقدر تضحياتها وما قدمته للقضية الفلسطينية كانت تعيش حالة تراجع، بالإضافة إلى أن الدول العربية كانت تضغط عليها للدخول في عملية التسوية، وفي هذه المرحلة لم يكن للإسلاميين ممثلين، لذلك ولدت حركة الجهاد الإسلامي في هذه المرحلة.

المصاعب التي واجهت الشقاقي ورفاقه في بداية تأسيس الحركة
عندما تريد تأسيس إطار إسلامي جهادي فلسطيني فأنت بلا شك تختار أصعب الخيارات، وحركة الجهاد الإسلامي وُلدت دون أن تعتمد على أي دعم من أحد إلا الله، ولم تستند لدعم أي دولة أو هيئة ما، وآمنت المجموعة المؤسسة وعلى رأسهم الشهيد د. فتحي الشقاقي بأن مشروع الإسلام المجاهد يجب أن يتقدم ويسجل حضوره ويكون الصرخة لإنهاض الشعب والأمة كلها، وإضافة لعدم وجود دعم، وضعت العراقيل في طريق الحركة من قبل العاملين في الساحة الفلسطينية، إضافة للتضييق الكبير الذي مارسته "دولة العدو الصهيونية" على الحركة منذ الساعة الأولى التي عاد فيها المؤسسون من مصر لقطاع غزة والضفة الغربية.
منذ البدايات الأولى اعتقلنا أكثر من مرة، والدكتور فتحي الشقاقي اعتقل في السجون المصرية، ونحن أيضاً اعتقلنا بعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات قرابة العام، ومنعنا من استكمال دراستنا في الجامعات المصرية.. بسبب انتماؤنا للحركة وعلاقتنا مع الإسلاميين في الجامعات المصرية.

القدس في فكر الشقاقي
آمن الدكتور الشقاقي ورفاقه أن وضع القدس يؤشر للوضع الفلسطيني برمته والعربي والإسلامي ، وأن ما تتعرض له القدس يدل على مدى التقصير من قبل الأمة بحقها واستمرار الصراع والتحدي الذي فرضته "الصهيونية".. لذلك كانت القدس بالنسبة للشقاقي ورفاقه خارج أي مساومات، وهي عاصمة فلسطين، وهناك عناصر من التاريخ والنصوص القرآنية والسنة كلها تتجمع معاً لكي تكون القدس في هذه المكانة المرموقة في فكر حركة الجهاد الإسلامي.

(المصدر: مؤسسة مهجة القدس)