المُحرر جعفر عز الدين: رحيل الشقاقي جرح لن يندمل

بقلم الأسير المحرر: جعفر عز الدين

في ذكراك أيها المعلم والمفكر اخط كلماتي هذه علها تبرق أملا متجددا لنا نحو جهاد مستمر على خطا دربك الملهم والمتجدد نحو تحرير الأرض والمقدسات هي فلسطين .. التي كانت تسهر الليالي مع عيونك المحدقة في آية الإسراء وأنت ترتل آياتها وتنثر بشارات النصر في شوارعها وأزقة مخيماتها..
هي فلسطين التي عشت معها الهم والوجع، لتأخذكما البوصلة معاً باتجاه طريق صعب لا يسلكه إلا الرساليون في رحلة جهاد مصحوبة بوجع القلب والعقل إلى رحلة القيد المنتفض في وجه الظلم.. لتبزغ شمس الثورة والتمرد، في صبح يجيد لغة الانتصار. لم تكن مالطا سوى رحلة أخرى للتنقل بوجع العودة إلى ذاكرة الوطن .. فتحي الشقاقي : ستبقى ذكراك ملح جراحنا .. التي تنتفض من أجل فلسطين.
لقد كان السادس والعشرون من أكتوبر، يوم لا مكان فيه للحزن، برغم ما يحمل من وجع للذاكرة، هو يوم لنثبت فيه أن "الشقاقي" أنار لنا الدرب بدمائه الطاهرة فسار فيه المتسربلون بعشقهم الخالد لفلسطين والقدس. يوم يأخذنا على حدود الذاكرة الجميلة، التي ألهبت كل شبر على ثرى الوطن، بدءاً بتشرين البطولة إلى الانتفاضة الجهادية إلى طهر المرحلة التي كنت تصبو إلى المضي قدما نحو تحرير القدس وفلسطين من نهرها إلى بحرها.
لقد كان رحيلك أيها القائد صعقه ضربت فيها ألامه بأكملها وأحدثت جرحا عميقا في قلوبنا لم ولن يدمل إلا بنهضة الأمة وخروجها من سبات عميق قد الم بها ولكن عزائنا الوحيد يا أبا إبراهيم أن هذه الحركة حبلى بطهر المجاهدين ممن اقتبسوا من نور أفكارك وممن تتلمذوا على يديك واختاروا طريق الشهادة التي لطالما كانت نصب عينيك
إننا و نحن نستذكر شهداءنا، لابد أن نستلهم من سيرتهم وعطر جراحاتهم، لحظات العزة والانتصار رغم ما نعيشه من واقع تثقله المؤامرات والدسائس.
واقع أصبح فيه الخيار والمسار السياسي بديلا لنهج المقاومة الذي رسمته لنا وحل محله مسار المتسلقين والمهرولين باتجاه قوى الكفر والطغيان وباتجاه عهر المرحلة التي قادت الكثير منا إلى التخلي عن مبادئنا
إننا متمسكون بخيارنا الذي صاغه دم الشهداء ، خيار الجهاد والمقاومة الذي كما كان دوماً، قولا وفعلا، أولوية مقدمة على كل الأولويات، وهو الخيار الذي يجسد حقيقة الوفاء لفلسطين ولوصايا الشهداء وعذابات الأسرى.
وكما كانت القدس وما زالت وستظل ، مصدر الاستلهام وبوصلة للثوار السائرين على درب الجهاد والمقاومة تلخص الصراع وتحدد الطريق.
فإننا أيها القائد الفذ نعاهدك وكما كنا دوما المؤمنين بنهجك وفكرك الأصيل أن نواصل الطريق عل دربك ونهجك بأجسادنا وبأمعائنا الخاوية التي خضنا من خلالها معركة شرسة مع هذا العدو المجرم نحو حرية وكرامه أبنائك الأسرى الذين اكتووا بنار السجن وعذاباته وكانت تضحياتهم المتواصلة عبر مراكز التحقيق والأحكام الجائرة بحقهم وخاصة ما يسمى بالملف الإداري وقد حققنا النصر المؤزر وانهينا معانات الكثير منهم عبر إضراب لا زال مستمر حتى هذه اللحظة فكانت ثمار التضحية واضحة وجليه عادت على الكثير من أسرانا بالحرية فقد تقلص هذا الملف وخرج المئات من المجاهدين من كل الفصائل والقوى الوطنية وهذا يعود كله لتضحيات أبنائك الذين شربوا ونهلوا من أرثك وتضحياتك ولقد تمت تعريه هذا العدو أمام العالم وإمام المحافل الدولية وخاصة الغربية منها حيث لم نشهد عبر التاريخ تصريحات تندد بوحشية هذا العدو وممارساته إلا على أيدي المجاهدين ابتداء بمفجر ثوره الأمعاء الخاوية خضر عدنان والمجاهدة هناء الشلبي ومن سار على نهجهم بلال وثائر والسرسك وجعفر عزا لدي وتبعهم من كافه الفصائل حسن والريخاوي والبرق وسامر العيسوي والشراونة وأبو شلال والقافلة تطول
وإننا إذ نجدد رفضنا لمسار التسوية العقيم، ونحذر من محاولات استبدال خيار التحرير بوهم الدولة، ونؤكد أن تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها هو هدف لن نحيد عنه مهما بلغت التضحيات والصعاب متسلحين بإيماننا بالله ثم بعدالة قضيتنا، إلى أن يأتي وعد الله الحق بالنصر والتمكين.
في ذكرى استشهاد القائد المؤسس ندعو جماهير شعبنا كافة لتجديد البيعة والوفاء لفلسطين فيا أبناء شعبنا المكلوم والمصاب بأوجاع العدوان والفرقة والحصار يا شعب الجهاد والتضحية والفداء ندعوكم جميعا لمواصلة نهج المقاومة والجهاد درب الشهادة والشهداء درب الطوالبة وأنور حمران درب الصوالحة والحردان والسدر ولؤي السعدي ومحمد الشيخ خليل درب الأسرى والمجاهدين بسام السعدي وثابت مرداوي والصفوري بسام أبو عكر والتايه ورائد السعدي ومن سار على دربك أيا المعلم.

(المصدر: مهجة القدس)