مؤسسة مهجة القدس ©
الشهيد المجاهد إبراهيم الØرازين: كلمة السر.. والصاروخ المرعب
Øكايتنا اليوم .. هي Øكاية شهيد صبغ Ù…Øبته ÙÙŠ قلوب كل من عرÙوه Ùترك ÙÙŠ قلوبهم غÙصة على Ùراقه.. إنها Øكاية بطل أبى الركوع والخنوع مردداً أنا لا أستسيغ٠الذلَ أو أرد الردى... Ùالموت٠ÙÙŠ زمن٠الهوان مرادي.. أنا مبدأي أن الهوانَ لغيرنا... والعز٠لي ولأمتي وبلادي .. إنها Øكاية الÙارس "إبراهيم الØرازين" كلمة السرّ ÙÙŠ زمن الضع٠والهوان .. والصاروخ الذي قض مضاجع العدو الصهيوني ÙÙŠ معركتي "بشائر" الانتصار" Ùˆ"السماء الزرقاء".
هكذا هم الشهداء دوماً يكتبون مجدهم بمداد الدم على صÙØات صخور الوطن، يبتغون الÙضل من الله وهم يرددون قوله تعالى "ولا تØسبن الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله أمواتا بل Ø£Øياء عند ربهم يرزقون، ÙرØين بما آتاهم الله من Ùضله ويستبشرون بالذين لم يلØقوا بهم من خلÙهم ألا خو٠عليهم ولا هم ÙŠØزنون".
أتØÙنا بالأوسمة والدروع
بدأ والد الشهيد إبراهيم "أبو Ù…Øمد" يروي Ùصول Øكاية نجله والدموع على أعتاب مقلتيه، وهو يقول: "إبراهيم تميز عن دون أقرانه منذ نعومة أظÙاره بالذكاء وسرعة البديهة، واللباقة والأناقة، والØس المرهÙØŒ والابتسامة الهادئة التي لم تغب عن ثغره الباسم..".
وتابع Øديثه قائلاً: "إبراهيم منذ Ø·Ùولته عر٠طريق المساجد، وتمكن من ØÙظ خمسة وعشرون جزءاً من القرآن الكريم، عدا عن Øصوله على أعلى الدرجات المراتب ÙÙŠ جميع مراØÙ„ دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية"ØŒ مشيراً إلى أن الشهيد "إبراهيم" كثيراً ما كان يتØÙهم بالأوسمة والدروع وشهادات التقدير طوال Ùترة دراسته.
أشار "أبو Ù…Øمد" إلى أن الشهيد "إبراهيم" تمكن بعد Øصوله على شهادة الثانوية العامة بتقدير "ممتاز"ØŒ الالتØاق بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية، إلا أن انشغاله بالعمل الجهادي، وبعد إلØاØÙ‡ المتواصل على والده، انتقل لكلية التربية تخصص "رياضيات" التي Øصل Ùيها على شهادة "البكالوريوس"ØŒ مؤكداً أن العمل الجهادي كان ÙŠØتل المرتبة الأول من اهتمامات الشهيد.
وتØدث "أبو Ù…Øمد" ÙÙŠ خضم Øديثه إلى عمق العلاقة التي كانت تربط الشهيد "إبراهيم" بعمّه الشهيد القائد العام للسرايا ماجد الØرازين، قائلاً: "كان شقيقي يعتبر نجلي "إبراهيم" رغم صغر سنه كلمة السرّ له، والسكرتير الخاص به"ØŒ مؤكداً أن استشهاد "أبو المؤمن" شكل نقطة تØول مهمة ومØورية ÙÙŠ Øياة الشهيد إبراهيم الذي صار على درب عمه Ù†ØÙˆ الجهاد والاستشهاد.
وأكمل Øديثه قائلاً: "بعد استشهاد شقيقي أبو المؤمن زاد قلقنا على إبراهيم، لكن إيماني بالجهاد وقدسية هذه الأرض المجبولة بدماء الصØابة رضوان الله عليهم ومن قبلهم الأنبياء عليهم السلام، لم استطع منعه رغم ما يعتري هذه الطريق من صعاب Ùˆ أشواك..".
رضا الوالدين أهم
وتطرق الوالد الصابر خلال Øديثه إلى Ø£Øد المواق٠التي تنم على مدى تمسك الشهيد "إبراهيم" بطريق الجهاد والمقاومة، مع Øرصه على نيل رضا والديه، قائلاً:" ÙÙŠ Ø£Øد الأيام اجتاØت قوات الاØتلال المنطقة الشرقية Ù„ØÙŠ الشجاعية، وأراد إبراهيم الخروج، لكن والدته أشÙقت عليه، وطلبت مني أن أمره بعدم الخروج، لكنني لم أستطع أمام إلØاØÙ‡ وإصراره بالØجة والدليل أن الخروج واجب ÙˆÙرض عين على كل مسلم يقطن هذه الأرض، Ùقررت والدته الخروج معه، Ùقابل إبراهيم موق٠والدته بالرضا وتقبيل يدها طالباً منها الدعاء"ØŒ مؤكداً أنه ووالدته بقوا طوال تلك الليلة يصلون Ùˆ يدعون الله أن ÙŠØÙظ نجلهم "إبراهيم" ورÙاقه Øتى عاد ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… التالي.
Ùراقه صعب
أما شقيقه Ù…Øمد الذي بدأ صابراً Ù…Øتسباً، Ùأكد أن الكلمات تعجز عن وص٠العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بشقيقه "إبراهيم"ØŒ قائلاً: "منذ Ø·Ùولتنا، كنت وإبراهيم نستيقظ ونذهب إلى المدرسة، ونقوم بواجباتنا المدرسية، ونلعب مع أصدقائنا من أبناء الØÙŠØŒ ونتقاسم كل شيء معاً .."ØŒ مؤكداً أن استشهاد شقيقه شكّل صدمة قوية له، رغم تداركه لخطورة عمله الجهادي ÙÙŠ الوØدة الصاروخية.
وأضاÙ: "كنت وشقيقي "إبراهيم" منذ Ø·Ùولتنا مميزين ÙÙŠ دراستنا، Ùمع نهاية كل سنة دراسية كنّا Ù†Øصل على شهادتين واØدة لرصد الدرجات والأخرى شهادة تقدير"ØŒ مشيراً إلى أن العديد من المدرسين كانوا يتÙاءلون عندما يجدون أياً منهم داخل الÙصل لديهم، نظراً لتÙوقهم وتÙاعلهم داخل الÙصل ÙˆÙÙŠ الأنشطة المدرسية.
ولÙت "Ù…Øمد" إلى أن شقيقه الشهيد "إبراهيم" كان له بصمة واضØØ© ÙÙŠ العديد من المجالات التي عمل Ùيها، وخاصة ÙÙŠ الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي Ù„Øركة الجهاد الإسلامي التي استطاع ÙÙŠ Ùترة وجيزة أن ÙŠØقق Ùيها العديد من الانجازات، عدا عن دوره Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ مسجد الÙضيلة الذي شر٠بإمارته Ù„Ùترة طويلة، عدا عن دوره المميز ÙÙŠ العمل العسكري، والذي Ø£ÙصØت عنه سرايا القدس.
ولم يخ٠"Ù…Øمد" Øجم الألم الذي سببه له Ùراق شقيقه، لكنه استدرك قائلاً: "لكن الØمد لله الذي شرÙنا باستشهاد شقيقنا، Ùما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا".
خلق وإيمان وطاعة
ÙˆÙÙŠ الØÙŠ الذي ترعرع Ùيه شهيدنا وعاش سنوات Ø·Ùولته وشبابه أشاد العديد من سكان منطقته بدماثة أخلاقه وتدينه والتزامه ÙÙŠ رØاب المساجد، Ùكان رØمه الله مطيعاً لوالديه باراً بهما يساعدهم ويخÙ٠عنهم Ø£Øزانهم من خلال إدخال البهجة والسرور إلى Ù†Ùوسهم وإضÙاء جو Ø§Ù„Ù…Ø±Ø Ø¯Ø§Ø®Ù„ بيت عائلته.
ويقول صديق Ø·Ùولته "ماجد Øجاج": "لقد Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ "إبراهيم" الكثير من صÙات النبل والأمانة والاØترام والشجاعة والصبر والإيمان بالله والرضا بما قسمه الله من رزق"ØŒ سائلاً المولى عز وجل أن يلهم أهله وكل من عرÙÙ‡ الصبر والسلوان على Ùقدانه.
وأشاد "Øجاج" بعلاقات الشهيد الكبيرة مع شريØØ© واسعة من قطاعات الشباب من مختل٠الأطيا٠والألوان.
أما صديقه "أبو الØسن" ÙتØدث عن عديد مناقب الشهيد، قائلاً: "إبراهيم كان ÙŠØب Ùعل الخير، ومساعدة أصدقائه، والوقو٠بجانبهم ÙÙŠ ÙرØهم وترØهم.."ØŒ واصÙاً إياه بـ "البلسم".
وذكر أبو الØسن ÙÙŠ خضم Øديثه موق٠للشهيد "إبراهيم" ينم على نبله ÙˆØسن أخلاقه، قائلاً: "ÙÙŠ Ø£Øد الأيام القريبة، توجهت وإبراهيم لتناول كوب من العصير، وهناك طلب من البائع ثلاثة كاسات، Ùقلت له لمن الثالثة ..ØŸØŒ قال لي ستعرÙØŒ ثم أخذها وأعطاها لامرأة عجوز ثم أخرج ما ÙÙŠ جيبه من أموال وأعطاها إياه، ثم غادرنا المكان، لكنه توق٠Ùجأة وسط الطريق، وطلب مني أخرج ما معي من أموال وأعطيها للمرأة العجوز، Ùعدت وأعطيتها ما معي، Ùسألتني تلك العجوز من هذا الشاب..ØŸØŒ Ùقلت لها واØد من الناس، Ùقالت لا والله ..ØŸ!".
مجاهداً Ùريداً
وانضم الشهيد إبراهيم إلى صÙÙˆÙ Øركة الجهاد الإسلامي مع بداية إرهاصات انتÙاضة الأقصى ÙÙŠ الÙترة الواقعة بين عامي 2001/2002ØŒ Øيث تميز الشهيد وقتها بمشاركته الÙعالة ÙÙŠ Øضور مجالس العلم للتعر٠على أدبيات Øركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة ÙÙŠ Øلقات تØÙيظ القرآن الكريم لأبناء منطقته.
ÙˆÙÙŠ عام 2004 انضم إلى صÙو٠سرايا القدس Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ±ÙŠ Ù„Øركة الجهاد الإسلامي، بعد أن تشكلت روØه، كأجمل ما يمكن أن تكون Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù‡Ø¯. ÙˆÙور التØاقه بصÙو٠سرايا القدس اجتاز شهيدنا عدة دورات عسكرية أهلته لخوض المعامع ÙÙŠ ميادين الجهاد والمقاومة مع إخوانه المجاهدين، Ùكان رØمه الله مثالا للجندي المجهول وكان دائم الØديث عن الشهادة والجنة Øاثا إخوانه على الرباط ومواجهة الأعداء والØÙاظ على العبادات والطاعات. كما أنه - وكما يقول القائد الميداني ÙÙŠ سرايا القدس" أبو ØذيÙØ©": "كان مجاهداً ميدانياً Ùريداً من نوعه، شارك إخوانه معظم عمليات التصدي للاجتياØات التي شهدها شرق القطاع، وتعرض خلال عمله ÙÙŠ الوØدة الصاروخية لعملية اغتيال أثناء تنÙيذه لمهمة جهادية لكن الله كتب له النجاة ورÙاقه.
وأشاد القائد الميداني بتواضع الشهيد "إبراهيم" ÙˆØبه للوقو٠إلى جانب إخوانه ÙÙŠ الوØدة الصاروخية ÙÙŠ كاÙØ© مراØÙ„ العمل، رغم أنه كان يختص ÙÙŠ الإØداثيات والوضعية.
كلمة السرّ
ويعتبر الشهيد "إبراهيم" واØداً من Ø£Ùراد الوØدة الصاروخية ÙÙŠ كتيبة "Øطين"ØŒ Øيث شارك ÙÙŠ معركة "بشائر الانتصار" Ùˆ"السماء الزرقاء" وغيرهما من المهمات الجهادية.
وجدير بالذكر أن الشهيد "إبراهيم" هو ابن شقيق الشهيد القائد العام لسرايا القدس "ماجد الØرازين" الذي كان يعتبره كلمة السرّ وسكرتيره الشخصي، ورÙاق دربه الشهداء: Ùايق سعد، وأØمد Øجاج، وعبيد الغرابلى، ومعتصم Øجاج، ومØمد شملخ، وأدهم الØرازين ...
ميلاد Ùارس
الجدير ذكره أن الشهيد القائد إبراهيم جميل يوس٠الØرازين تÙتØت عيناه على الدنيا ÙÙŠ الأول من يونيو/ لعام 1989ØŒ Ùكان ميلاده يوم ÙØ±Ø ÙˆØ³Ø±ÙˆØ± لعائلته وكل Ùلسطين التي كانت تعيش إرهاصات انتÙاضة الØجارة المباركة التي انطلقت شرارتها الأولى بعد معركة الشجاعية المجيدة.
وعاش الشهيد المجاهد Ø·Ùولته وشبابه ÙÙŠ كن٠أسرة Ùلسطينية مجاهدة اتخذت الإسلام منهجاً وسبيل Øياة تقطن ÙÙŠ منطقة "التركمان" بØÙŠ الشجاعية شرق غزة، وشهيدنا "ابراهيم" هو الابن الثاني ÙÙŠ أسرته التي تتكون بالإضاÙØ© إلى والديه من اثنين من الأشقاء وخمسة شقيقات، Øيث عاش معهم أجمل Ù„Øظات الØياة التي كانت تغمرها المØبة والألÙØ© والالتزام بتعاليم الإسلام العظيم، Ùقد كان مطيعا لوالديه ومØبا لإخوانه، Ùترى الابتسامة الجميلة دائما مرسومة على Ù…Øياه البشوش، Ùيجعل المنزل يزدان Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ÙرØØ© والسرور.
الأسرة والمسجد .. عنوانا متلاصق
شكلّت أسرة شهيدنا "إبراهيم" النواة الأولى التي انطلق منها بريق أخلاقه صوب المسجد العظيم بسيرته ورسالته، مسجد (الÙضيلة)ØŒ الذي خرّج عشرات الأÙواج من الشهداء والأسرى والمجاهدين والقادة والمثقÙين ليتÙاعل بهم مع أقدس قضايا الكون قضية Ùلسطين. أمثال أبو المؤمن الØرازين وعبيد الغرابلي، وأØمد Øجاج ومعتصم Øجاج.
وتربى شهيدنا ÙÙŠ هذا المسجد على أرÙع السلوك وأجمل الأخلاق ونهل منه أصوب الأÙكار وأطهر المناهج، Ùمنذ نعومة أظاÙره كان شهيدنا ملتزماً ÙÙŠ رØابه، تزهوه الأخلاق الØسنة وترتسم على ملامØÙ‡ معالم الالتزام والوقار، مما أهله لأن يكون Ø£Øد أبناء الØركة الإسلامية المجاهدة، Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين، Ùكان رØمه الله من الملتزمين بØلقات الذكر ودروس العلم ÙÙŠ باØات المسجد، بل وكان من المثابرين لجمع الشباب على موائد القرآن بعد صلاتي الÙجر والعشاء.
رØلة الخلود
ÙÙŠ مساء يوم الثلاثاء المواÙÙ‚ 15/1/2013Ù…ØŒ كان شهيدنا إبراهيم على موعد مع الشهادة التي كانت ينتظرها بÙارغ من الصبر للالتØاق بعمه "أبو المؤمن" ورÙاق دربه وكل الشهداء العظام، Øيث استشهد ÙÙŠ مهمة جهادية ÙÙŠ مدينة غزة.
لأجل Ùلسطين.. يرخص الغالي
وختم والد الشهيد "إبراهيم" أبو Ù…Øمد Øديثه بالØمد والثناء والرضا بقضاء الله، سائلاً المولى عز وجل أن يتقبل ابنه إبراهيم، وشقيقه أبو المؤمن وأن يجمعه بهم وكل الشهداء ÙÙŠ مستقر رØمته.
وختم Øديثه قائلاً: "Ù†ØÙ† كشعب Ùلسطيني يقطن Ùوق هذه الأرض المقدسة، لا يجب أنّ نتوانى عن بذل الغالي والرخيص من أنÙسنا Ùˆ أبنائنا وأهلنا من أجل تØريرها من دنس اليهود المغتصبين وتطهيرها لتعود إلى Øضن الأمة الإسلامية ..".
(المصدر: سرايا القدس، 2/2/2013)