الشهيد المجاهد شادي محمد نوباني: دافع عن مخيم جنين حتى نال المنى

امتلأ قلبه بالإيمان والوعي والثورة فصار مجاهداً بطلاً مقداماً يدافع عن المخيم ويضرب الاحتلال أينما وجده فكان مقاتلاً عنيداً ومحباً لقائده البطل محمود طوالبة فدافع معه خلال معركة جنين البطلة حتى نال الشهادة مقبلاً غير مدبر.

الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد "شادي محمد توفيق نوباني" بمخيم جنين بتاريخ 30/3/1983Ù…ØŒ وعاش في أسرة مكونة من 12 فرداً، ست Ø¥Ø®ÙˆØ© وثلاث أخوات مع والديه.
نشأ وترعرع في تلك الأسرة البسيطة المتواضعة إلا أنه لم يتم دراسته المدرسية فتلقى تعليمه في مدارس المخيم للاجئين حتى الصف التاسع الأساسي لينتقل إلى تعلم مهنة ميكانيكي سيارات في معهد قلندية، كما أتقن الشهيد شادي مهنة الخياطة كهواية له وعمل بها. 

صفاته وأخلاقه
كان شهيدنا شديد التعلق بقراءة القرآن الكريم وتجويده مع الإتقان وسماع الأشرطة الدينية وأشرطة القرآن فكان كثيراً ما ينام وشريط القرآن إلى جانبه.
كان الشهيد يصوم النوافل، فقد كان يصوم الثلاثة أيام من نصف الشهر وستة من شوال، وأحب كثيراً الاعتكاف في المسجد الذي نشأ وترعرع فيه وهو مسجد المخيم الكبير وسط المخيم فكان يلازمه منذ نعومة أظفاره الأمر الذي جعل شادي مميزاً بعبادته وطاعته لله رب العالمين خشوعاً وحباً لله. 

مواقف إنسانية
في إحدى المرات طلب الشهيد شادي من والدته مبلغا من المال، لأن هناك عائلة فقيرة وبحاجة لبعض النقود، ولم يفصح عن اسمها.
في بدايات الاجتياح الأول نام الشهيد شادي في مستشفى جنين الحكومي لمساعدة الجرحى وكل من يطلب المساعدة.
ومرة نام لمساعدة رجل مسن في المستشفى حيث لم يكن له من يساعده من أقاربه فلما سألته والدته قال لها: "من يساعد الناس يلقى أجره عند الله وييسر الله له من يساعده في كبره".
لم يرد الإشراف على عمليات جمع المساعدات وتوزيعها على المحتاجين خوفا من التقصير ببعض الأسر المحتاجة سهوا ولم يحضر لبيته شيء من ذلك لقناعته بمن هم أحق من أهله بالمساعدة.
وفي اجتياح شهر 3/2002م أصر أهله على مكوثه في البيت حيث خشوا عليه بسبب إقدامه على المقاومة، فجلس شادي مرتبكا يعتريه الحزن لما يجري في الخارج وهو في البيت وإذا برجل مصاب يصرخ ويستنجد، هجم الشهيد بقوة وقفز على الرجل وحمله وذهب به ليسعفه.

بطولات للشهيد
كما شبان المخيم وما عاصروه من خراب ودمار الاحتلال في الاجتياح الأول لمخيم جنين كان الشهيد شادي من المقاومين الأبطال في القتال كما كان له دور بارز في المشاركة في المسيرات الاحتجاجية ومسيرات تشييع جثامين الشهداء.
والدور البارز الذي كان يقوم به في مساعدة الجرحى في الاجتياح فكان لا يهاب الموت فطريق الشهادة أمامه.
عاش فترة الاجتياح الأول للمخيم بكل أحداثها من المقاومة والحراسة والاشتباكات بمساعدة الشبان المقاومين في المخيم.
وفي شهر إبريل/ 2002Ù…  ÙÙŠ اجتياح المخيم الكبير، حيث كان في مقدمة المقاومة والدفاع عن المخيم مع مجموعة الشهيد محمود طوالبة وعبد الرحمن فرج في الوقت الذي كان الشهيدين محمود وعبد الرحمن في معركة حامية واشتباك عنيف مع الجنود، وفتح الشهيد شادي النوافذ وأخذ يطلق الرصاص على الجنود من مختلف الجهات كالنسر في أرض المعركة وفي هذا الوقت كانت معركة دامية بين الشبان الثلاثة والجنود وإذا بطائرة الأباتشي تضرب المكان بالصواريخ من كل جانب مما أدى إلى استشهاد شادي بالشظايا وحرقا
بالصواريخ. 

استشهاده
ارتقى شهيداً فجر يوم الثلاثاء الموافق 8/4/2002م أثناء معركة مخيم جنين وبعد الاشتباك مع جنود الاحتلال واحتمائه داخل أحد البيوت قامت الطائرات الصهيونية بقصف البيت وتدمير عليه مما أدى لاستشهاده وقد كان برفقة الشهيد محمود طوالبة وعدد من إخوانه المجاهدين الذين استشهدوا معه.

كلمة أخيرة للوالدة تقول
افتخر بهم، الحمد لله، أرفع رأسي بهم كما أهنئ ولدي نضال وشادي بشهادتهم الكبرى، أتمنى أن يجمعنا الله بهم في الجنان.

(المصدر: سرايا القدس، 8/4/2002)