مؤسسة مهجة القدس ©
دموع أمي Øكاية صبري وأملي وإرادتي ولن Ø£Ùقد الأمل
بتØد وشموخ يستقبل القيادي ÙÙŠ Øركة "ÙتØ" واØد عمداء الØركة الأسيرة هزاع Ù…Øمد السعدي (45 عاما) من مخيم جنين عامه الـ 28 ÙÙŠ رØلة اعتقاله المستمرة منذ 1985-7-28ØŒ وعلى مدار سنوات المعاناة والعذاب التي تجرعتها والدته وشقيقاته الثلاثة رÙضت Øكومة الاØتلال الإÙراج عنه وشطبت اسمه من كل الصÙقات وعمليات التبادل، ورغم ذلك تمسك براية Ùلسطين التي وهبها Øياته واستمر ÙÙŠ تأدية واجبه الوطني والنضالي خل٠القضبان، وإضاÙØ© لدوره ومهامه التنظيمية ومشاركته ÙÙŠ كاÙØ© معارك الØركة الأسيرة خاض مرØلة التØدي بمواصلة تعليمه وتخرج من الجامعة بشهادة الماجستير.
وبين الصمود وآمال الØرية ودموع والدته التي ما زالت تقاوم الأمراض وجهزت مع شقيقاته منزله للاØتÙاء بزواجه ÙˆØريته، وجه الأسير السعدي من سجنه "جلبوع" صرخة للشعب الÙلسطيني والقيادة والقوى والÙصائل وأØرار هذه الأمة العربية والإسلامية والعالمية دعاهم Ùيها للانتصار Ù„Ùرسان الØرية وتكثي٠الجهود لكسر المعايير الصهيونية وتØريرهم جميعا ÙˆÙÙŠ مقدمتهم الأسرى المعتقلون قبل أوسلو عام 1994ØŒ وإنقاذهم من خطر الموت البطيء والإعدام المبرمج الناجم عن أمراض السجون التي تÙتك بالأسرى.
ÙˆÙيما يلي نص المقابلة التي Ø£Ùجريت مع الأسير هزاع السعدي ÙÙŠ ذكرى اعتقاله:
الهوية النضالية
س: عرÙنا أولا على هويتك النضالية؟
ج: أسير Ùلسطيني ولد بتاريخ 2/12/1967 ÙÙŠ مخيم العزة والشر٠مخيم جنين لأب قد توÙÙŠ قبل عدة سنوات ولم استطع المشاركة ÙÙŠ تشييع جثمانه بسبب الأسر والاØتلال، هذا الوالد الذي رÙض الخروج من المخيم Øين اقتØمته قوات الاØتلال وبقي إلى جانبه رغم مرضه عدد من أبطال المخيم المقاتلين الذين كانوا يداÙعون عن المخيم أمام عدوان المØتلين خلال انتÙاضة الأقصى، ÙˆØين اشتد الØصار على المخيم اضطر هؤلاء الأبطال للانسØاب وبقي والدي مريض ÙˆØيدا ÙÙŠ البيت Øيث أصيب بØالة إغماء شديد وبقي ممددا ÙÙŠ ساØØ© البيت إلى أن Øضر لبيتنا بعض هؤلاء الأبطال معتقدين أنه قد استشهد Ùقاموا بتغطيته بشرش٠وقرءوا على روØÙ‡ الطاهرة الÙاتØØ© وأبلغوا أسرتي أن والدي قد استشهد وبسبب الاشتباكات والØصار لم يستطع Ø£Øد التأكد من استشهاده أو إخراجه إلى المستشÙÙ‰ إلى أن تمكن ÙˆÙد من الصليب الأØمر الدخول إلى المخيم وبقي والدي بلا وعي وبØالة الإغماء الشديد عدة أيام ÙÙŠ مستشÙÙ‰ جنين ÙˆØ§ØªØ¶Ø Ø£Ù†Ù‡ مازال على قيد الØياة وعاش Ù„Ùترة وبعد Ùترة من الزمن توÙÙŠ ÙÙŠ بيتنا بالمخيم Øيث أراد له الله وقبره مسجى إلى جانب شهداء وأموات أهلنا من المخيم.
انتمي لعائلة السعدي التي لها الشر٠الكبير أن يكون جدنا الشيخ القائد المجاهد الشهيد ÙرØان السعدي Ø£Øد قادة ثورة الـ 36 الذي Ø£Ùعدم على يد البريطانيين وهذه العائلة الكريمة قدمت كما غيرها من عائلات شعبي الكثير من الشهداء والأسرى والأسيرات كالمجاهدة قاهرة السعدي وتغريد وغيرهن، عشت وترعرعت ÙÙŠ مخيم جنين، وهدم بيتي الثاني ÙÙŠ قرية عربونة قضاء جنين واعتقلت بتهمة مقاومة المØتلين والمستوطنين وأنا ÙÙŠ السابعة عشر من عمري ÙˆØكم علي الاØتلال بالسجن المؤبد.
والدتي تبلغ من العمر 86 عاما ولي 3 أخوات ويسكن أهلي ما بين مخيم جنين ومدينة جنين بعد بناء بيتنا ÙÙŠ المدينة وهم ينتظرون عودتي وموعدي مع الØرية الذي لن Ø£Ùقد الأمل Ùيه أبدا.
الوضع ÙÙŠ الأسر
س: Øدثنا عن وضعك ÙÙŠ الأسر وعلمنا أنك أكملت تعليمك ÙˆØصلت على شهادة جامعية؟
ج: ÙÙŠ الأسر عشت كاÙØ© مراØÙ„ وتجارب الØركة الأسيرة منذ عام 1985 ليومنا هذا، بداية تدرجت ÙÙŠ كاÙØ© المهام والمراكز التنظيمية الÙتØاوية القاعدية والقيادية ومازلت خادما أمينا لشعبي ولقضيتي ولديني الإسلام، وخضت كاÙØ© إضرابات الØركة الأسيرة المطلبية منها والسياسية للمطالبة بØرية الأسرى من السجون خاصة بعد التوقيع على اتÙاقيات أوسلو عام 1994 Øيث يرÙض الاØتلال الإÙراج عني وعن باقي الأسرى القدامى الذين أغلبيتهم العظمى من أسرى منظمة التØرير من أسرى ÙØªØ ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø¨Ù‡ØªÙŠÙ† الشعبية والديمقراطية، ويØضرني هنا القول "تموت الأسود ÙÙŠ الساØات جوعا ولØÙ… الضان تأكله الكلاب"ØŒ ومازال الاØتلال ينعتنا بالأيدي الملطخة بالدماء، عزلت وتنقلت بين عدة سجون وهذه السنين الطويلة من المعاناة ÙÙŠ سبيل ديني وقضيته وشعبي يعانيها معي عائلتي وما تواجهه هذه العائلة وعائلات الأسرى والأسيرات من عذابات على Øواجز التÙتيش Øتى زيارة الأسير وثم العودة.
بعد اعتقالي أكملت تعليمي ÙˆØصلت على شهادة التوجيهي داخل الآسر ثم Ø³Ù…Ø Ù„Ù„Ø£Ø³Ø±Ù‰ مواصلة تعليمهم الجامعي Ùقط بالجامعة العبرية المÙتوØØ© وتعلمت اللغة العبرية والانجليزية ÙˆØصلت على شهادة البكالوريوس علوم سياسية علاقات دولية تخصص بالمجتمع الصهيوني، ومنعت من مواصلة استكمال تØصيلي العلمي ماجستير كباقي الأسرى، أعزب وكأي شاب Ùلسطيني انوي الزواج بعد الإÙراج عني بإذن الله والى يومنا هذا مازلت لا أعر٠من ستكون سعيدة الØظ والتي سأكون Øتما سعيد الØظ بها كما Ùعل رÙاقي وإخواني ممن تØرروا من الأسر بعد طول عذاب بصÙقة التبادل الأخيرة أمثال Ø£Øبائي Øمزة الناي٠وسامر المØروم وهلال جرادات ومØمود أبو السعيد وغيرهم من المØررين الأبطال الذين نبارك لهم الØرية والزواج.
28 عاما بالأسر
س: بمناسبة دخولك عامك الثامن والعشرين بالأسر ما هي رسالتك للقيادة والقوى والشعب الÙلسطيني؟
ج:بداية أقول لشعب Ùلسطين المرابط على هذه الأرض المقدسة، Ù†ØÙ† نؤمن بشكل مطلق بالمقولة الخالدة على هذه الأرض ما يستØÙ‚ الØياة وتستØقون يا شعبنا ما قدمناه ÙÙŠ سبيل الخلاص من الاØتلال ومهما كانت عتمة الليل Ùال بد أن يأتي الصباØØŒ هي دعوة لهذا الشعب الكريم للثبات الثبات على هذه الأرض أرض السلام والديانات Ùˆ الإسراء والمعراج هي Ùلسطين التي لا تØدها Øدود ولا تØدها خرائط،هي الدين والديانة Ùˆ الأب والأم، وأتوجه إلى أبناء شعبي المهجر بالتØية وأطالب كل مساÙر من Ùلسطين إلى الخارج سواء للعمل أو لأي أسباب كانت بأن لا يطيلوا الغياب ويعودوا إلى Ùلسطين لأن الاØتلال يصادر الأرض ويسلب البيوت ويسكن مستوطنيه بها، والأخطر من ذلك أن Øكومة اليمين الصهيونية تدعم الاستيطان بشكل جنوني ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø¹Ø¯Ø¯ المستوطنين على أرض الضÙØ© الغربية والقدس الشري٠أكثر من نص٠مليون مستوطن، وهذا يعني أن Øكومة اليمين المتطر٠تريد قيام دولة الكيان الثانية من المستوطنين وإنهاء Ùكرة قيام دولة Ùلسطين المØتلة Ù„ØªØµØ¨Ø Ø´Ø¹Ø¨ بلا هوية بلا Øدود دولة، وإبقاء الØكم الذاتي إلى ما لانهاية، وهنا لدي تساءل للØكومات الصهيونية التي تقول Ù†ØÙ† على استعداد لاستبدال بعض من الأراضي بأراض أخرى، Ùلماذا لا يواÙقون على إسكان وإعادة أبناء شعبنا من المهجر إلى هذه الأراضي ÙÙŠ الداخل الÙلسطيني وغيرها طالما يوجد أكثر من نص٠مليون مستوطن على أراضي الضÙØ© الغربية والقدس؟، إنها أرضنا ولن يولد الÙلسطيني الذي ÙŠÙرط بذرة من ترابنا الوطني.
س: صمود وتØد وثبات رغم مرور السنوات وشطب اسمك من الصÙقات، ما هي رسالة الأسرى القدامى؟
ج: أقول لشعبنا أن أبنائكم مناضلي الØرية أوضاعهم مأساوية وظلموا كثيرا ÙÙŠ التقصير Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ مسالة تØريرهم خاصة منهم الأسرى القدامى Øتى أن Øركة Øماس لم تطلق Ø³Ø±Ø§Ø Ù…Ø¹Ø¸Ù… القدامى بسبب كونهم ينتمون ÙÙŠ معظمهم Ù„Øركة ÙØªØ ÙˆÙ…Ù†Ø¸Ù…Ø© التØرير الÙلسطينية وأسرى الداخل والقدس وغزة والضÙØ© الغربية، وهم لم يضعوا أسماءنا أصلا واستبدلونا بأسرى من Øماس لم يتبق على إنهاء Ù…Øكومياتهم سوى أشهر قليلة.
ومن Øقنا أن نسال ونØÙ† الذين Øين ناضلنا وأسرنا Øين لم يكن تنظيم Øماس قد Ø£ØµØ¨Ø ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ…Ø§ بعد، لماذا أبقيتم الأسيرات دون Ø¥Ùراج؟، لماذا تركتم للصهاينة مصير المئات من الأسرى لاختيارهم ليÙرجوا عمن تبقى لهم أيام؟، ولماذا لم تطلقوا Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ù‚Ø¯Ù… Ùالأقدم من أسرى ÙØªØ ÙˆØ§Ù„Ø°ÙŠÙ† لا يتجاوز عددهم ال 45 أسيرا، علما أن الأسرى بالسجون غالبيتهم العظمى من Øركة ÙتØØŸØŒ ولماذا لا يكش٠للرأي العام الÙلسطيني عن تÙاصيل الاتÙاق مع الصهاينة؟،لماذا أبقيتم كريم يونس وماهر يونس أسرى الداخل الذين امضوا أكثر من 29 عاما وينتمون Ù„ÙتØØŸØŒ ولماذا أبقيتم الأسير Ù…Øمود نوÙÙ„ دعاجنة 65 عاما ابن القدس وهو يعاني من الامراض؟، لماذا أبقيتم ابناي أبو Øميد من مخيم الأمعري الأربعة المØكومين بالسجن المؤبد ولم تÙرجوا Øتى عن واØد منهم كرد لاستشهاد أخاهم عبد المنعم Øميد Ø£Øد قادة القسام ÙÙŠ رام الله؟، لماذا تÙرجوا عن أسير لم يمضي بالسجن سوى سنتان من Øماس وتتركوا أسرى لهم 30 عاما Ùˆ 20 عاما مثل الأسير عيسى عبد ربه الذي أمضى 29 عام وأØمد Ùريد Ø´Øادة ابن مخيم قلنديا بالقدس المØكوم بالمؤبد وأمضى 29 عاما والقائمة طويلة من ÙØªØ ÙˆØºÙŠØ±Ù‡Ù… من Ùصائل Ù….ت. ÙØŸ
ولكني أقول لهم ولكل من تسبب ÙÙŠ هذه الكارثة الوطنية للأسرى القدامى إذا غاب القانون والمØاسبة Ùان قانون الله وقدرته ورØمته باقية لا تغيب واتعظوا يا أولي الألباب ÙÙ†ØÙ† وأهلنا من أجل ديننا وقضيتنا ماضون. أما لقيادات الشعب الÙلسطيني جمعاء، أقول: "اتقوا الله ÙÙŠ أسراكم وأسيراتكم Ùبعد الله الأسرى والأسيرات يطالبونكم جميعا أن تقÙوا وقÙØ© مسؤولة وأنكم ستسألون عن ذلك عند الله وأن تعملوا على إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø£Ø³Ø±Ø§ÙƒÙ… وأسيراتكم دون تمييز أو تÙرقة لأننا جميعا أبناء شعب واØد، وأقول لكم ÙƒÙÙ‰ هذا التقصير والإهمال والظلم Ùقد قال تعالى " هَلْ جَزَاء الْإÙØْسَان٠إÙلَّا الْإÙØْسَانÙ"صدق الله العظيم.
إن الأسرى بØاجة إلى الغطاء السياسي والقانوني الكامل خاصة أن الأسرى يتجاوز عددهم 4 آلا٠أسير وأسيرة ومعظمهم من أسرى Ù….ت.ÙØŒ ومطالبنا نختصرها ÙÙŠ نقطتان أولا إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø ÙƒØ§ÙØ© الأسرى القدامى دون تجزئة ÙˆÙÙŠ المقدمة أسرى الداخل والقدس، وثانيا المطالبة بجدولة زمنية والسؤال المركزي ما هو مصير أكثر من 400 أسير Ù…Øكومين Ø£Øكام عالية ومؤبدة؟.
س: هل ما زال لديك أمل بالØرية؟
ج: يؤلمني أن والدتي وشقيقاتي يستقبلن رمضان ال 28 وأنا ما زلت خل٠القضبان، لم ولن تنل منا عذابات ومعاناة السجون ولكني أخجل من دمع أمي التي جهزت منزلا خاصا لي للÙØ±Ø Ø¨Ø²ÙاÙÙŠ وأصبØت بسبب المرض عاجزة عن زيارتي، تلك الدموع والدعوات هي Øكاية صبري وأملي وإرادتي، لن اÙقد الأمل ما دامت أمي على قيد الØياة تنتظرني ولكن لن Ø£Ø³Ø§Ù…Ø Ø£Øدا إذا تكرر مصيرها كأبي، ÙÙŠ شهر رمضان الجديد الذي استقبله Ù…Øروما من أمي وشقيقاتي أقول للجميع أكرموا أمهاتنا وانتصروا لصبرهن وتضØياتهن لا نريد أوسمة ونياشين وألقابا أريد أن عانق أمي وأØقق أمنياتها وأعوضها عن سنوات صبرها.
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية،27/7/2012 )