تقرير:الإحتلال يعتقل 250 مواطنا بينهم 35 طفلا و5 فتيات خلال مايو

أفاد الباحث المختص في شؤون الأسرى رياض الأشقر في تقريره الشهري حول الاعتقالات وأوضاع السجون بان الاحتلال واصل خلال الشهر الماضي حملات الاعتقال ضد الفلسطينيين من أنحاء مختلفة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ، واعتقل ما يزيد عن 250 مواطناً فلسطينينا ، بينهم 35 طفلاً، و5 فتيات، واثنان من المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار، بينما أوقف الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام والذي بدأوه في السابع عشر من نيسان ، بعد أن وقعت قيادة الأسرى على اتفاق مع مصلحة السجون يقضى بتلبية مطالبهم التي أعلنوا عنها .
كما اعتقل الاحتلال 7 مواطنين من قطاع غزة 5 منهم صيادين اعتقلوا بينما كانوا يمارسون مهنة الصيد قبالة شواطئ قطاع غزة وهم: محمد العامودي ( 58 عاماً) ، و نور السلطان (49 عاما) وشقيقه حسن (39 عاما)، وجهاد السلطان (38 عاما) وشقيقه زاهر(22 عاما) ، فيما اعتقل قاصران قرب الحدود في المنطقة الوسطى وهما "أيمن عوض الله رباح" و"محمد حسان إسماعيل" وهما طالبان في الثانوية العامة ومن سكان مخيم المغازي .

اعتقال النساء والأطفال.
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال اعتقل خلال الشهر الماضي 5 نساء ،وهن "جميلة حسن الشلالدة" 47عاما من مدينة الخليل بعد اقتحام منزلها واقتيادها إلى مركز شرطة 'جعبرة' بمستوطنة 'كريات أربع' كذلك اعتقل المواطنة "تحرير درويش" من القدس ، والصحفية "أسماء شيوخي" من منطقة باب العامود بالقدس، والطالبة الجامعية " أروى سلامة السويطي " من الخليل، وهى تعانى من أزمة نفسية، وكذلك اعتقل مواطنة خامسة لم يتم التعرف عليها في محافظة بيت لحم ، فيما اختطف 35 طفلاً ما دون الثامنة عشر، بينهم 4 من القدس أصغرهم الطفل نجاتي قواس 14 عاما .
فيما اعتقل الاحتلال اثنين من الأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار وهم : الأسير المحرر "سامر عيساوى" من القدس والأسير المحرر "عارف خالد فاخوري" من جنين .

استشهاد محرر
وقال الأشقر بأنه في أخر يوم من الشهر الماضي ارتقى إلى العلا الشهيد المحرر زهير رشيد لباده 50 عام بعد تحرره من سجون الاحتلال بأسبوع فقط ، بعد إن شعر الاحتلال بأنه سيلقى حتفه داخل السجن فقام بإطلاق سراحه، حيث كان يعانى من مرض الفشل الكلوي الكامل، وهو معتقل أدارى دون تهمة رغم مرضه قام الاحتلال باعاده اعتقاله مرة أخرى في شهر ديسمبر من عام 2011 ، بعد إن كان قد أطلق سراحه في أكتوبر من عام 2010 ، وكان يخضع خلال فترة اعتقاله لغسيل كلى كل يوم ، ورفض الاحتلال إجراء عملية زرع كلى له رغم وجود متبرع، وقد ساءت حالته الصحية في الفترة الأخيرة بشكل كبير ودخلت مرحلة الخطر وبدأ يظهر عليه انتفاخات في البطن نتيجة تجمع الماء وصعوبة تصريفه من الجسم ، إضافة إلى معاناته من انخفاض في ضغط الدم ، ما دفع الاحتلال إلى إطلاق سراحه خوفاً من وفاته دون السجن حتى لا يضطر إلى تقديم تبريرات و إيضاحات واستفسارات، و فتح تحقيق في ظروف استشهاده.

إضراب الكرامة
وبين الأشقر بان الأسرى خلال الشهر الماضي وقعوا اتفاقاً مكتوباً مع إدارة مصلحة السجون هو الأول من نوعه في تاريخ الحركة الأسيرة الذي يكون له رعاية من الخارج ، بحيث يوقف الأسرى إضرابهم الذي بدء في يوم الأسير الفلسطيني 17/4 ، واستمر لمدة 28 يوم متواصلة ، وان تتعهد سلطات الاحتلال بالاستجابة لمطالبهم الإنسانية العادلة والتي تتمثل في إخراج الأسرى المعزولين ، ووقف العمل بقانون شاليط ، وإعادة برنامج زيارات أسرى قطاع غزة ، وإعادة الأوضاع في السجون على ما كانت عليه قبل عام 2000 .
وقام الاحتلال بالفعل بإخراج الأسرى المعزولين من قبور العزل بينما أبقت على الأسيرين ضرار ابوسيسى ، وعوض الصعيدي داخل العزل ، وأبلغت اسري قطاع غزة بأنها ستقوم منذ بداية هذا الشهر بالسماح لهم بزيارة ذويهم بحيث تبدأ بزيارة 100 أسير ومن ثم تستمر على دفعات حتى تنتهي زيارة كافة أسرى القطاع البالغ عددهم 470 أسيرا .
وفيما يتعلق بقانون شاليط لحتى الآن لم يقم الاحتلال باى إجراء يدل على نيته وقف العمل بهذا القانون الجائر ، وكذلك لم يعيد الاحتلال الظروف داخل السجون كما كانت عليه قبل عام 2000 . ولا زالت تمارس سياسة الاعتقال الادارى والتمديد، رغم القيود التي وضعت على التمديد الإدارى خلال الاتفاق ووافق عليها الاحتلال، فبما يهدد الأسرى بالعودة إلى الإضراب مرة أخرى في حال لم تلتزم مصلحة السجون بإخراج المعزولين ووقف الهجمة الشرسة بحقهم .
فيما لا يزال الأسيران محمود السرسك ، وأكرم الرخاوى من مدينة رفح مضربان عن الطعام لليوم 75 على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحهم .

التمديد الادارى
وكشف الأشقر انه على الرغم من موافقة الاحتلال على بند ضمن الاتفاق مع الأسرى على إن يلتزم الاحتلال بعدم التجديد الإداري لاى أسير إلا إذا ادعت المحكمة الإسرائيلية بأن هناك شيء جديد يستحق تمديد اعتقاله ، و استطاع الاحتلال إثبات أدله اتهام للأسير ، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بهذا البند وقام بتمديد الاعتقال الإداري لأكثر من 30 أسيرا بعد الاتفاق ، من بينهم خمسة نواب وهم للنائب عن مدينة الخليل محمد جمال النتشة، لأربعة أشهر، للمرة الرابعة على التوالي و للنائب الشيخ نايف محمود الرجوب لمدة ستة أشهر ، للمرة الرابعة على التوالي والنائب عن محافظة بيت لحم "خالد طافش" لمدة 3 أشهر جديدة للمرة الثانية ، والنائب عن رام الله "حسن يوسف" للمرة الثانية على التوالي ، لمدة ستة أشهر والنائب محمد ماهر بدر، من الخليل، لثلاثة أشهر جديدة، وللنائب السابق حسام خضر لمدة 6 أشهر، وكذلك جددت للشيخ بسام راغب السعدي، احد قيادات الجهاد الإسلامي في جنين ل 6 شهور، للصحفيين وليد خالد علي، مدير مكتب صحيفة فلسطين في الضفة الغربية لمدة 4 شهور، ,نواف إبراهيم العامر، مدير قسم البرامج في فضائية القدس، لمدة 3 شهور .
والقياديان في حركة حماس "عبد الباسط الحاج" من جنين لمدة 6 أشهر، و"حسين أبو كويك" من رام الله لمدة 3 شهور ، وقد هدد الأسرى بالعودة مرة أخرى إلى الإضراب المفتوح في حال استمر الاحتلال في استخدام سياسة الاعتقال الإدارى بحقهم .

استمرار الانتهاكات
وأفاد الأشقر بان إدارة السجون واصلت خلال الشهر الماضي حملات التنكيل بحق الأسرى سواء خلال فترة إضرابهم ، أو بعد انتهاء الإضراب فخلال فترة الإضراب قامت سلطات الاحتلال بعزل العديد من الأسرى في زنازين العزل، وقامت بتنفيذ حملة تنقلات واسعة بين السجون ، ونفت حملات قمع واقتحام للعديد من السجون في مقدمتها سجن عسقلان، وبعد انتهاء الإضراب تواصلت حملات القمع ضد الأسرى ، فقامت الوحدات الخاصة باقتحام قسمي (13،14) في سجن نفحة، وشرعت بتفتيش الأسرى بشكل استفزازي، قبل أن تقوم بإغلاق القسمين، وتمنع الأسرى من الخروج إلى 'الفورة'، كذلك اقتحمت وحدات "النحشون"، قسم 6 في سجن النقب الصحراوي، احتجزوا الأسرى في العراء حتى ساعات الصباح، وأخضعوهم للتفتيش، كما فتشوا القسم وقلبوه راسا على عقب، بدعوى البحث عن أجهزة خلويه وتعمدوا إتلاف إغراض الأسرى .
فيما لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى مما أدى إلى تدهور صحة العديد منهم ومن بينهم الأسير المصاب بالسرطان عامر بحر من القدس ما اضطر الاحتلال لنقله إلى المستشفى، كذلك تدهورت صحة الأسير سامر البرق وهو يحمل الجنسية الأردنية وتم نقله أيضا إلى "مستشفى سجن الرملة" بعد استئنافه الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري، بينما لا يزال العديد من الأسرى الذي اضربوا عن الطعام يقبعون في مستشفى سجن الرملة للعلاج .
ودعا الباحث الأشقر إلى ضرورة استمرار فعاليات التضامن مع الأسرى، وتشكيل ضغط على الاحتلال لتنفيذ ما وقع عليه من اتفاق مع الأسرى لتلبيه مطالبهم حيث إن ممارسات الاحتلال تؤكد بأنه سيخلف بوعوده مع الأسرى .

(المصدر: فلسطين اليوم، 2/6/2012)