"شؤون الأسرى": 95 % من الأسرى تعرضوا لاعتداء جنود الاحتلال خلال اعتقالهم

كشف تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى، أن ظاهرة التنكيل والاعتداء على الأسرى منذ لحظة اعتقالهم أصبحت منهجاً راسخاً وأسلوباً ثانياً في تعذيب الأسرى من قبل جهاز المخابرات الصهيوني، وبطريقة غير قانونية وغير شرعية.
وأظهر التقرير من خلال شهادات الأسرى داخل سجون الاحتلال أن تعذيبهم والاعتداء عليهم بطريقة وحشية يتم منذ لحظة اعتقالهم، وخلال اقتيادهم إلى معسكرات قوات الاحتلال، وأثناء نقلهم في السيارات العسكرية الصهيونية وقبل معرفة أسباب اعتقالهم وتوجيه تهم لهم، وقبل وصولهم إلى مراكز اعتقال رسمية.
وجاء في تقرير "شؤون الأسرى" أن 95 % من الأسرى تعرضوا للاعتداء والضرب الوحشي من قبل جنود الاحتلال خلال اعتقالهم، خاصة الأطفال والشبان، وتمارس ضدهم أساليب تعذيب مهنية ولا أخلاقية وبغطاء ومعرفة المسئولين الصهاينة، مبيناً أن التنكيل والتعذيب لدى جهاز المخابرات الصهيونية أصبح سياسة ولا يقتصر على أفراد معينين كما تدعي سلطات الاحتلال دائماً، وأن المحققين والجنود يحظون بغطاء حماية من الحكومة الصهيونية بعدم الملاحقة والمساءلة.
وأوضح التقرير أن 90 % من شكاوى المعتقلين تقيد ضد مجهول بذريعة عدم وجود أدلة وإثباتات ما يسمح بترسيخ ظاهرة الاعتداء على الأسرى دون محاسبة ولا محاكمة.
وذكرت "شؤون الأسرى" في تقريرها أن معظم المعتقلين يتم اقتيادهم إلى مستوطنات أو معسكرات لقوات الاحتلال قبل اقتيادهم إلى مراكز اعتقال رسمية، وهناك يتعرضون للضرب والحرمان من الطعام والإذلال المتواصل.
ولخص التقرير أساليب التنكيل العديدة ضد الأسرى بالضرب والاعتداء على الأسير أمام أطفاله وزوجته وهو معصوب العينين ومقيد القدمين، وإطفاء أعقاب السجائر في جسده، ونقله إلى المستوطنات وحرمانه من الطعام والدواء، والاعتداء عليه بوحشية خلال نقله في السيارة العسكرية، وإطلاق كلاب مسعورة على الأسير، والتهديد الجنسي ضد الأسرى خاصة الأطفال، وممارسة لعبة التعذيب معه وتصوير ذلك من قبل الجنود وسط سخرياتهم وضحكاتهم.
وورد في التقرير أن هناك تعذيباً متوارياً بعيداً عن الرقابة يقوم به جنود الاحتلال وحرس حدوده، ويتم خلال اعتقال المواطنين وقبل وصولهم إلى السجن أو مراكز التحقيق الرسمية، حيث يجري الاعتداء الوحشي على المعتقلين وإذلالهم وإهانتهم ويطلق عليه الاحتلال (تليين المعتقلين).
وقال: إن هذه السياسة ليس الهدف منها، حسب شهادات الأسرى واعترافات جنود الاحتلال، انتزاع اعترافات من الأسرى بقدر ما هي أعمال انتقام وشذوذ وتصرفات سادية ولا أخلاقية يمارسها الجيش الصهيوني وقوات حرس الحدود وهي ليست أكثر من "زعرنة" وبربرية تعبر عن التدني الخلقي في صفوف الجيش الصهيوني.
وكشف التقرير عن أن 85 % من المعتقلين خاصة الأطفال يتعرضون للاعتداء والضرب والإذلال قبل خضوعهم للتحقيق أو الاستجواب في مراكز اعتقال رسمية، كأن يتعرض المعتقل للضرب الوحشي داخل الجيب العسكري بالدوس عليه وضربه بأعقاب البنادق وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين. وأكد التقرير أن محققي جهاز "الشاباك" الصهيوني المشتبه باستخدامهم التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين يتمتعون بالحصانة رغم خرقهم التام للقانون ولتعليمات المحكمة العليا، وأن معظم الشكاوى التي قدمت من قبل الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب لم يتم النظر فيها ولم يحقق حولها، ما يعني أن محققي "الشاباك" أصبحوا محميين من المؤسسة الإسرائيلية وبغطاء القانون، ما يجعل الأسير للخطر ورهينة لمقاييس الواقع تحت التعذيب عرضة رجال "الشاباك" ومعاييرهم الخاصة في آلية استخدام أساليب التعذيب مع الأسرى، حيث من السهل الادعاء أن الأسير يحمل معلومات خطيرة وأنه قنبلة موقوتة كمبرر لاستخدام العنف والتعذيب الجسدي والنفسي ضده.

(المصدر: صحيفة الأيام الفلسطينية، 7/2/2012)