يوم الأسير الفلسطيني القضية ليست قضية موسمية أو دعائية

مر يوم الأسير الفلسطيني هذا اليوم السابع عشر من نيسان على جماهير شعبنا عموما والأسرى وذويهم خصوصا في ظل ظروف مأساوية حيث قرر العديد من الأسرى خوض إضراب عن الطعام ليعلنوا دخول قضية الأسرى مرحلة جديدة.
نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني يعيشون ظروفا مأساوية صعبة في سجون الاحتلال في ظل أداة قمعية للسجون تسعى للتضييق على الأسرى وسحب منجزاتهم بتوجيهات من حكومة يمنية متطرفة ترفض التعامل مع الأسرى بشكل إنساني.
اليوم يمر يوم الأسير الفلسطيني وسط توقعات بفعاليات متعددة ومختلفة لتسليط الضوء على قضية الأسرى لكن هذه القضية تحتاج إلى جهد وفعاليات متواصلة يجب ألا تكون على شكل هبات جماهيرية عند قمع إدارة السجون لهذا السجن أو ذاك القسم.
نقولها بكل صراحة أن هناك تقصيرا رسميا باتجاه قضية الأسرى فمهما عمل القائمون على قضية الأسرى سيبقون مقصرين وما قضايا الأسرى أو الأسرى المحررين إلا أكبر دليل على هذا التقصير كما أن فضيحة الانقسام هي ضربة قاصمة وطعنة سكين في ظهر كل الأسرى بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وعلى طرفي الانقسام الذين يدعون أنهم دعاة قضية الأسرى ورهبانها أن يعلنوا عن توحيد الجهود بعيدا عن السياسة الزائفة .
مهما قال هذا الوزير أو دام ومهما قال السياسي من هنا وهناك أنهم يعملون لقضية الأسرى فإنهم سيبقون مقصرين لأن عذابات الأسرى أكبر من كل محاولات المتاجرة بهم واللعب على معاناتهم وعذابات أهاليهم ولو كان القائمون على قضية الأسرى حريصين عليهم لما سكتوا عن الانقسام وما صمتوا عن تجاهل وثيقة الأسرى لإعادة توحيد الصف لكنهم جميعا ركزوا جهدهم على تثبيت مناصبهم في طرفي الانقسام متذرعين بالسعي لمساندة الأسرى على الشكل التقليدي من خلال تنظيم مسيرات شكلية لم يعد يشارك فيها إلا العشرات من القائمين عليها والمنتفعين من قضية الأسرى يتطلب من الجميع السعي لإعادة دراسة آليات العمل من أجل فضح ممارسات الاحتلال بحق الأسرى حتى لا تكون هذه الفعاليات مرحلية وبالقطعة وعلى شكل مناسبات كمناسبة يوم الأسير أو استشهاد احد الأسرى أو مهاجمة أقسام السجون .
اليوم سنشاهد عبر إيميلاتنا كصحفيين آلاف الإيميلات عن الأنشطة المساندة للأسرى وسنشاهد آلاف التصريحات والمواقف والأرقام عن الأسرى وغدا سيرتاح لكننا اعتدنا أن نرى مدا جماهيريا ضعيفا مما يدفعنا للتساؤول عن سبب هذا الضعف الجماهيري هل هو ناتج عن عدم ثقة جماهيرية فلسطينية عامة وعدم ثقة من أهالي الأسرى بالقائمين على هذه الأنشطة أم هو حالة تعب وكفر بالوضع الفلسطيني القائم الذي وصلت إليه قضية شعبنا الذي تم إشغاله بقضية الراتب والانقسام والمصالحة التي لن تأتي كون طرفي الانقسام لا يريدان المصالحة ويتلاعبان بها لأن عملهما على الأرض أكبر دليل على عدم جديتهم.
اليوم.. سيمر على الأسرى وذويهم بفعاليات وأنشطة وتصريحات لن ترفع عنهم معاناتهم ولن تردع الاحتلال عن جرائمه بحقهم رسالتنا لمن يعملون بقضية الأسرى غيروا في ما تقدمونه للأسرى وجددوا فيما تقومون به لأن تكرار ما تقومون به أثبت بعد عشرات السنيين عدم جدواه مع هذا الاحتلال الغاصب المجرم الذي ينتهك إنسانية الأسرى بشكل يومي .

(المصدر: فلسطين الإخبارية، 17/4/2013)