أسرى 48 ضحايا عنصرية الصهاينة وجنسيتها

تنسجم مشاهد العنصرية والتمييز التي يتعرض لها أسرى 48 مع نظرة العداء التي تكنها دولة الاحتلال لهم رغم أنهم يحملون Ø§Ù„جنسية الصهيونية وانحازوا للقضية الفلسطينية بمواجهة الاحتلال، علما بأن تعدادهم اليوم بلغ Ù†Ø­Ùˆ 170 أسيرا من أصل قرابة خمسة آلاف أسير فلسطيني بسجون الاحتلال.
ووثق تقرير بعنوان "ظلم مستمر" صادر عن المركز الحقوقي "عدالة" سياسة التمييز والعنصرية التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد الأسرى الأمنيين من فلسطينيي 48 الذين تتم إدانتهم ومقاضاتهم بمحاكم عسكرية.

الردع والعقاب
واستعرضت المحامية فاطمة العجو من مركز عدالة - التي أشرفت على تحضير وإنجاز التقرير - سياسة التمييز والعنصرية التي تعتمدها قوات الاحتلال بحق الأسرى الأمنيين من فلسطينيي 48، حيث تتم مقاضاتهم أمام محاكم احتلال عسكرية ولا يتم التعامل معهم كأسرى حرب مثلما تنص عليه المواثيق والأعراف الدولية، وهذا التعامل ينبع من المشهد العنصري العام والتمييز الذي يتعرض له الداخل الفلسطيني برمته لسلخه عن قضية شعبه.
وترى المحامية أن المؤسسة الصهيونية بأذرعها القضائية والأمنية وظفت العنصرية والتمييز للتعامل مع أسرى 48 الذين يحملون الجنسية الصهيونية، فهذه الجنسية ضاعفت العقوبات ضدهم، وذلك منذ لحظات الاعتقال والتحقيق المصحوب بالتعذيب والتنكيل في أقبية جهاز الأمن العام (الشاباك)، وصولا إلى أروقة المحاكم العسكرية، لتصدر بحقهم عقوبات صارمة ومضاعفة لعقود من السنوات أو دون تحديد فترة المحكومية.

عفو وإفراج
للذكر وليس للحصر ÙØ¥Ù† السجين الصهيوني عامي بوبر - الذي قتل عام 1990 سبعة فلسطينيين وجرح 11- حصل عام 1999 على عفو من رئيس الدولة وخفف حكمه لـ40 عاما بدلا من سبع مؤبدات وعشرين عاما، وسمح له بالزواج وإقامة عائلة والإنجاب وهو بالسجن، وحصل على أكثر من 170 إجازة.
كما أن السجناء اليهود البالغ تعدادهم 29 متهما أعضاء التنظيم الذين خططوا لتفجير Ø§Ù„أقصى عام 1984 ونفذوا تفجيرات بمدن الضفة شملت قيادات فلسطينية قتل فيها ثلاثة طلاب بجامعة الخليل، احتجزوا بظروف ممتازة ومنحت لهم كافة الامتيازات والتسهيلات، وأفرج عن غالبيتهم بعد فرض أحكام مخففة عليهم، وتم الإفراج في العام 1990 بعد أقل من سبع سنوات عن السجناء الثلاثة الذين أدينوا بالقتل.

ازدواجية
يجسد ملف الأسير المحرر مخلص برغال الذي عانق الحرية بموجب صفقة "وفاء الأحرار" بعد أن قضى وراء القضبان 28 عاما، أنموذجا لتعاطي الاحتلال مع أسرى 48 والازدواجية في التعامل Ø¨Ø§Ù„مقارنة Ø¨Ø§Ù„سجناء اليهود.
يذكر أن برغال حوكم بالمؤبد مدى الحياة لمجرد انخراطه في المقاومة الفلسطينية وإدانته بإلقاء قنبلة على حافلة جنود لكنها لم تنفجر ولم تصب أحدا بأذى، حيث منع من الزواج وسمح له بمعانقة والدته لأول مرة بعد 18 عاما من الأسر وحرم من الإجازات حتى في الحالات الإنسانية، ومنع من إلقاء نظرة الوداع على والده ومشاركة العائلة العزاء.
وأوضح برغال أن Ø§ØªÙØ§Ù‚يات أوسلو والمفاوضات السياسية التي أفرج بموجبها عن الآلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب استثنت الأسرى من فلسطينيي 48 الذين ترفض قوات الاحتلال الاعتراف بهم كجزء من الصراع الفلسطيني الصهيوني، واشترطت
على المفاوض الفلسطيني عدم الإفراج عنهم باعتبارهم شأنا داخليا، رغم اعتمادها سياسة التمييز الممنهج ضدهم وسلب حقوقهم والتنكيل بعائلاتهم خلال الزيارات.

(المصدر: الجزيرة نت، 12/5/2013)