الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشيخ عزام: حركة الجهاد جاءت لتقوية المطالب الفلسطينية بعد تراجع م.ت.ف

    آخر تحديث: السبت، 10 مارس 2012 ، 00:00 ص

    إنها أول من اتخذت من الإسلام شعاراً لها في مقاومة الاحتلال الصهيوني في الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي تراجعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية والضغوطات التي مورست عليها من دول عربية لتدخل مسيرة التسوية والتنازل للكيان الصهيوني فجاءت الحركة في ظل هذه الظروف لتقوية المطالب الفلسطينية والتمسك بثوابته.. انها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي نشأت في ظروف عصيبة وتعرضت للمؤامرات والابتزازات من الداخل الفلسطيني والاقليمي والدولي، لكنَّ المؤسس الدكتور الشهيد فتحي ابراهيم الشقاقي كان عنيداً امام صحة الرؤية والحقوق الفلسطينية فأبى التنازل والخنوع، ويتجاوز كل المصاعب لترى الحركة نورها وتصبح من أهم الفصائل الفلسطينية وأخطرها على العدو الصهيوني.
    وخلال أيام تحتفل الحركة بالذكرى الـ 31 لانطلاقتها رغم أن تأسيسها جاء قبل انطلاقتها بأعوام وتحديداً في عام 1976 في مصر، التي تعرض فيها المؤسسين وعلى رأسهم الدكتور الشقاقي للسجن لانتمائه للحركة وحرمانهم من استكمال دراستهم.. ولتسليط الضوء على نشأة الحركة ودور الشقاقي في تأسيسها والمراحل التي مرت بها الى يومنا هذا كان لنا هذا الحوار مع أحد مؤسسي الحركة وأحد رفقاء المؤسس الشقاقي عضو المكتب السياسي للحركة الشيخ نافذ عزام.
     Ù†Øµ الحوار:

    س1) بداية – حدثنا عن الدكتور فتحي الشقاقي وأهم الصفات التي كان يتمتع بها؟
    ج1) تشرفت بالاقتراب من الدكتور الشقاقي رحمه الله بالسكن معه في شقة واحدة بالزقازيق في مصر ونحن ندرس الطب وفي نفس الجامعة، وعايشته عن قرب، وبعد العودة لفلسطين كنت أراه بشكل شبه يومي.. وأبرز ما يميز الدكتور الشهيد الشقاقي هو إيمانه الكبير بالله والدين وضرورة مشروع الجهاد.
    ومن سماته الشخصية تواضعه رغم أنه يملك مواصفات القائد، ولا أقول أنه قائد فلسطيني بل هو زعيم من الزعماء التاريخيين للأمة العربية وليس للفلسطينيين فحسب. فكان متواضعا في تعامله مع الشعب والحركة بقياداتها وكوادرها وعناصرها.
    كما أن أهم ما يميزه.. أنه كان خالياً من أي حقد على أي مسلم رغم الأذى الذي تعرض إليه.. فأشهد أن الدكتور الشقاقي لم يحمل ضغينة لأي مسلم ولأي فلسطيني حتى لو اختلف معه.
    ومن صفاته الكبيرة، كان صاحب قلب يشعر بآلام الآخرين حتى لو كان من غير المسلمين.
    وأيضاً كان صبوراً عنيداً طالما يسعى للوصول لهدف واضح .. فكان عنيداً أمام العقبات التي كانت تعترض طريقه.

    س2) ما هي الظروف التي نشأت فيها الحركة وفي أي عام بدأت تبلور في تأسيس نفسها؟
    ج2) نشأة الحركة الأولى كانت في منتصف السبعينات والدكتور فتحي الشقاقي المؤسس بدأ الخطوات الأولى في العام 1976 والظروف التي مرت بها الساحة الفلسطينية والمنطقة العربية كانت تحتم وجود إطار يمثل قوة دفع بالنسبة للساحة الإسلامية، وقوة توازن في الساحة الفلسطينية عموماً، حيث أن غياب نظرية الإسلام ورؤيته في الساحة التي يتمحور فيها أخطر صراع في الأمة، مثَّل مشكلة، وأراد الشقاقي بتأسيسه لحركة الجهاد الاسلامي أن يكون التعويض لهذا الغياب والخلل.
    فالظروف التي نشأت فيها الحركة صعبة جداً، لأن منظمة التحرير الفلسطينية والتي نقدر تضحياتها وما قدمته للقضية الفلسطينية كانت تعيش حالة تراجع، بالإضافة إلى أن الدول العربية كانت تضغط عليها للدخول في عملية التسوية، وفي هذه المرحلة لم يكن للإسلاميين ممثلين، لذلك ولدت حركة الجهاد الإسلامي في هذه المرحلة.

    س3) ما المصاعب التي واجهت الشقاقي ورفاقه في بداية تأسيس الحركة؟
    ج3) عندما تريد تأسيس إطار إسلامي جهادي فلسطيني فأنت بلا شك تختار أصعب الخيارات، وحركة الجهاد الإسلامي وُلدت دون أن تعتمد على أي دعم من أحد إلا الله، ولم تستند لدعم أي دولة أو هيئة ما، وآمنت المجموعة المؤسسة وعلى رأسهم الشهيد د. فتحي الشقاقي بأن مشروع الإسلام المجاهد يجب أن يتقدم ويسجل حضوره ويكون الصرخة لإنهاض الشعب والأمة كلها، وإضافة لعدم وجود دعم، وضعت العراقيل في طريق الحركة من قبل العاملين في الساحة الفلسطينية، إضافة للتضييق الكبير الذي مارسته "دولة العدو الصهيونية" على الحركة منذ الساعة الأولى التي عاد فيها المؤسسون من مصر لقطاع غزة والضفة الغربية.

    س4) تقول أن انطلاقة الحركة بدأت منتصف السبعينات، لكن الحركة اعتمدت عام 1981 عام الانطلاق.. لماذا ؟
    ج4) نعم، انطلاقة الحركة كانت في مصر حيث أن الشهيد الشقاقي المؤسس ورفاقه كانوا أغلبهم في مصر طلاب في الجامعات المصرية بالتالي انطلاقة الحركة جاءت في النصف الثاني من السبعينات، ورأينا الآن الاحتفال بالذكرى 31 للحركة باعتبار عام 1981 هو عام الانطلاقة لأنه العام الذي عادت فيه القيادة المُؤسِسة من مصر للأراضي الفلسطينية. والخمس سنوات السابقة هي التي جرى فيها التأسيس وحملت المشروع برمته ووضعت الأسس لهذا المشروع.

    س5) أشرت بأن الحركة تم ملاحقتها منذ الساعة الأولى لعودة القيادة من مصر للأراضي الفلسطينية.. حدثنا عن أشكال هذه الملاحقة؟
    ج5) كان هناك ملاحقة منذ بداية مجيئنا من مصر، حيث تعرضنا والدكتور فتحي الشقاقي المُؤسس للتضييق والمراقبة، وتقييد عمل الأنشطة، وفي العام 1983 وجهت أول ضربة لحركة الجهاد الإسلامي، فتم اعتقال مجموعة من قيادات وكوادر وعناصر الحركة، فكانت هذه أول مجموعة إسلامية فلسطينية خالصة تدخل السجون "الصهيونية" وعلى رأسهم الدكتور فتحي الشقاقي وأفرج عنه أواخر العام 1984 ، قبل أن يتم اعتقاله مرة أخرى أوائل العام 1986، ومن السجن تم إبعاده للخارج عام 1988.

    س6) المال هو العمود الفقري لأي مشروع، خاصة إذا كان مشروعاً تحرريا.. فكيف تخطت حركة الجهاد الإسلامي هذه المشكلة الكبيرة في ظل عدم وجود أي داعم مالي لها، ومحاربتها من قبل جهات مختلفة؟
    ج6) في السنوات الأولى كانت الإمكانات قليلة جداً ولم تكن هناك أي مصادر دعم من أي جهة كانت.. وتخطينا المشكلة في البداية اعتمادا على الله اولاً، والجهد الذاتي وتبرعات أهل الخير، ورغم المشروع الكبير للحركة لم تكن هناك جهات تدعم الحركة مالياً وتقدم لها ما تحتاجه، وأصرت الحركة على المواصلة والصمود وعدم الخضوع لأي ابتزاز فلسطيني او اقليمي او دولي، وبعد اشتعال الانتفاضة الأولى فتحت آفاق عديدة أمام الحركة وبدأت مشكلة المال تحل جزئياً.

    س7) ما شكل الابتزازات التي تعرضت لها الحركة منذ تأسيسها ؟
    ج7) كانت هناك ضغوط واضحة من منظمة التحرير الفلسطينية للضغط على الحركة لتغيير موقفها بتقديم إغراءات كبيرة لكننا رفضنا، ووضعوا عراقيل كثيرة التاريخ يشهد عليها ولا داعي للحديث عنها لأنها جزءا من التاريخ .. ومن يريد الاستزادة فليرجع للتاريخ. لكننا حاولنا في الحركة أن نتحاشى أي مواجهة فلسطينية فلسطينية.
    على صعيد الابتزاز فالمنظمة مارسته على مدار عدة سنوات، وموقف الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله كان صارماً في رفض أي ضغوط ومساومات على موقف الحركة وسياستها.

    س8) مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 اقتتل الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني وتواجهوا بالأسلحة البيضاء كثيراً، إسلاميين وعلمانيين وشيوعيين وغيرهم.. فكيف نأت حركة الجهاد الإسلامي بنفسها عن الدخول في هذه الدوامة ؟
    ج8) آمنا منذ التأسيس بضرورة العمل على تقوية الجبهة الداخلية والبعد عن أي صدام مع أي من التنظيمات الفلسطينية، وتعرضنا لأذى كبير جداً من قبل البعض في الساحة الفلسطينية، لكننا لم نواجه هذه الأذى بالمثل وكضمنا الغيض لأننا نؤمن بمشروعنا الكبير وقضيته المقدسة.. كما أن حركة الجهاد الإسلامي آمنت أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات في الساحة الفلسطينية ولا يجوز الذهاب للصدام .. وانطلاقا من هذا المبدأ حافظنا على الحركة من الدخول في صدامات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى على الساحة الفلسطينية.

    س9) كان لمدينة القدس .. مكانة خاصة في فكر الشقاقي، من أي منطلق حصلت القدس على هذه المكانة في فكر الشقاقي منذ تأسيسه للحركة؟
    ج9) آمن الدكتور الشقاقي ورفاقه أن وضع القدس يؤشر للوضع الفلسطيني برمته والعربي والاسلامي ، وأن ما تتعرض له القدس يدل على مدى التقصير من قبل الامة بحقها واستمرار الصراع والتحدي الذي فرضته "الصهيونية".. لذلك كانت القدس بالنسبة للشقاقي ورفاقه خارج أي مساومات، وهي عاصمة فلسطين، وهناك عناصر من التاريخ والنصوص القرانية والسنة كلها تتجمع معاً لكي تكون القدس في هذه المكانة المرموقة في فكر حركة الجهاد الإسلامي.

    س10) انطلقت حركة الجهاد في الوقت الذي كانت فيه فصائل فلسطينية عدة ممثلة في منظمة التحرير هدفها تحرير فلسطين.. ما الذي أضافته حركة الجهاد الإسلامي لهذه الحركات؟ وهل كان وجودها حاجة فلسطينية؟
    ج10) أضفت حركة الجهاد للفصائل الأخرى حيوية على الموقف الفلسطيني والرؤية الفلسطينية، ومنظمة التحرير ناضلت من أجل تحقيق أهدافها لكنها تراجعت منذ أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات بعد خروج قواتها من لبنان وتشتتها في بلدان عربية وتعرضت لضغوط كبيرة جداً من قبل دول عربية لتدخل في مسيرة التسوية. لذلك حركة الجهاد الإسلامي أضفت قوة على الموقف الفلسطيني وكانت تشد الفلسطينيين للمقاومة وتحرص على التمسك بالحقوق والثوابت.. فدور الحركة في هذا الموضوع بارز ولم ننظر للمخالفين على أنهم أعداء، بل حرصنا على الاقتراب من كل فرد فلسطيني وحركة فلسطينية طالما تسعى لتحرير الأرض وطرد الغزاة منها.
    وكانت حاجة لأنه لم يكن موجود مقاومة ترفع شعار الإسلام.. وبالتالي فحركة الجهاد ومؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي هي أول حركة فلسطينية اتخذت من الإسلام شعاراً لها في مقاومة الاحتلال الصهيوني.

    س11) ما المصاعب التي تعرض لها الشقاقي ورفاقه خلال مرحلة التأسيس ووضعهم لأسس الحركة وفكرها ومشروعها الكبير في مصر؟
    ج11) منذ البدايات الأولى اعتقلنا أكثر من مرة، والدكتور فتحي الشقاقي اعتقل في السجون المصرية، ونحن أيضاً اعتقلنا بعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات قرابة العام، ومنعنا من استكمال دراستنا في الجامعات المصرية.. بسبب انتماؤنا للحركة وعلاقتنا مع الإسلاميين في الجامعات المصرية.

    س12) منذ تأسيس الشقاقي للحركة باعتماده المقاومة كخيار استيراتيجي لمقاومة الاحتلال في كل المراحل وانتم تحافظون على هذا النهج رغم ما تعرضت لها الحركة من ملاحقات ومضايقات من الساحتين الفلسطينية و"الصهيونية"، خلافاً للعديد من الفصائل التي تخلت عن المقاومة ؟
    ج12) أولاً هذا فضل من الله وتوفيق منه بأن جعلنا نحافظ ونتمسك بمبادئنا وثوابتنا، فالفضل لله ولدماء الشهداء وعلى رأسهم الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، والقيادات الحالية وكل من تشرف وعمل باسم حركة الجهاد الإسلامي. ونحن نؤمن ان مواقفنا ليست طارئة، ولم تكن تحت تأثير عاطفي أو انفعالي .. فنحن نؤمن بحقنا وصوابية خيارنا والمرحلة التي نعيشها تحتاج لوعي وكلمة واعتزاز بالتاريخ.. ولذلك نحن لا نخشى قوى الشر طالما مقتنعون بصوابية ما طرحناه سابقاً.

    (المصدر: سرايا القدس الإعلام الحربى، 03/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية