26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الجعيدي: الشقاقي حمل رؤية للمستقبل سبقت من عاصروه

    آخر تحديث: السبت، 10 مارس 2012 ، 00:00 ص

    لم يتصور "إسحاق مرداخاي" -أحد كبار العسكريين الصهاينة- أن يكون "لست نادما" هو رد المحرر خالد الجعيدي على سؤاله: هل أنت نادم على ذبح اليهود، وذلك بعد ستة أشهر قضاها الجعيدي في غياهب التحقيق تعرض خلالها لأبشع ألوان التعذيب، لينكب عليه وهو مكبل بأصفاد الحديد بالضرب المبرح حتى كسر هاتفه على رأسه من شدة الغيظ الذي يسكنه من هذا المارد الصنديد.
    في الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس حركة الجهاد في فلسطين، والخامسة والعشرين لانطلاقتها المجيدة، أجرينا حواراً صحفياً مع القيادي المجاهد المحرر "خالد الجعيدي"، للحديث معه عن أبرز محطات حياته الجهادية، وعن بدايات حركة الجهاد الإسلامي، وأهم الصعوبات التي واجهت ذلك التنظيم الوليد، وعن علاقته بالشهيد المؤسس د. فتحي الشقاقي، وحول حياته داخل سجون وزنازين الاحتلال، وصولاً إلى تطلعاته المستقبلية.

    نواة محدودة
    وأكد الجعيدي أن بداية حركة الجهاد الإسلامي جاءت في وقت كان فيه الإسلام السياسي مُغيّبا عن الساحة الفلسطينية، وكانت مقاومة الاحتلال مقتصرة على التنظيمات المنضوية تحت إطار منظمة التحرير فقط.
    وقال: الصعوبات لم تقتصر عند ذلك فحسب، فالإسلام في فترة السبعينيات كان يعيش حالة غُربة بمعنى الكلمة، والنواة التي بدأنا معها المشروع الجهادي كانت محدودة وتفتقر لأدنى الإمكانات التي نستطيع بها مقاومة الاحتلال".
    وأضاف القيادي المحرر مفجر ثورة السكاكين الجهادية: بدأنا من مرحلة الصفر، وبسبب الإخلاص وفقنا الله عز وجل في تنفيذ عدة عمليات زلزلت الكيان وأرعبته حتى وصل الأمر في فترة من الفترات أنني لم أجد صهيونيا واحدا في كل قطاع غزة الذي كان ساحة مباحة للاحتلال ومستوطنيه"، مؤكداً أن هروب الاحتلال من غزة كان ثمرة الجهاد في سبيل الله.
    وأشار الجعيدي خلال حديثه إلى أن أحد رجال المخابرات الصهيونية أخبره أثناء التحقيق  معه، أن قتله لليهود بالسكين شيء خارج عن  التصور، لافتاً إلى أن فترة الثمانينيات كانت فيها ثقافة المقاومة محدودة، وكان كثير من أهلنا متأثرين بجو الهزيمة.
    ورداً على سؤال: كيف كنت تنفذ عملياتك الجهادية ضد الصهاينة؟ قال القيادي في الجهاد بمدينة رفح: رغم أن الإمكانات كانت محدودة في ذلك الوقت، إلا أنني كنت أتوق للخروج إلى غزة حتى أنفذ عملياتي، لأنها كانت حلما يداعب خيالي منذ طفولتي، متى سأكبر لأقوم بواجبي الديني وأثأر لأبناء شعبي الذين قتلوا في صبرا وشاتيلا، وتل الزعتر، والتاريخ الفلسطيني والعربي حافل بجرائم بني يهود بحق أمتنا".
    وأكمل حديثه: في تلك الفترة التي نفذت فيها عملياتي، كان "رابين" –وزير الجيش- يطرح قضية القبضة الحديدية ضد الشعب الفلسطيني، حتى أنهم طلبوا في ذلك الوقت من أحد الشباب أن يقبل دبر الحمار ومن آخر أن يُقبل إحدى الفتيات، وغيرها الكثير من ممارسات الإذلال..".
    ونوه الجعيدي إلى أن المجاهدين كانوا في تلك الفترة التي وصفها بـ "العصيبة" يحرصون على أن تكون عملياتهم من تحت الأرض، موضحاً أنه عندما كان يقوم بذبح أحد الجنود الصهاينة لم يكن يكبر، حتى لا تستدل أجهزة مخابرات الاحتلال أن وراء تلك العمليات شخصا مسلما.

    تهيأت لأصعب الاحتمالات
    "منذ تعرفت على حركة الجهاد الإسلامي رفعت شعار الله والجنة، وهيأت نفسي للرضا بأصعب الاحتمالات، الشهادة أو الإعاقة أو السجن، لأنني على يقين أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة "،قال المحرر الجعيدي متحدثا عن بدابة مشواره الجهادي، ليضيف: الثقافة الإيمانية والتعبوية التي اكتسبتها خلال الجلسات الدعوية التي تنظمها حركة الجهاد الإسلامي بشكل سري في ذلك الوقت، ساعدتني بشكل كبير على تحمل جبروت السجان وغطرسته أثناء التحقيق معي، حتى أنني كنت أقول للمحقق أريد الشهادة، وبفضل الله ورغم ضراوة التحقيق إلا أنني كنت ثابتا ومؤمنا لم أعترف لهم حتى على المكان الذي أخبئ فيه السكين".
    وكشف الجعيدي، للمرة الأولى، أن قيادات العمل الجهادي إبان فترة الثمانينيات كانوا على علم بالعمليات الفدائية التي نفذها ضد الاحتلال، ولكن التعليمات بإبقاء الدائرة ضيقة ومغلقة ساهمت في نجاح العمل.
    وذكر أن الأخوة في حركة الجهاد بعد تنفيذه العملية الأولى والثانية، جمعوا له من جيوبهم الخاصة رسوم فصل دراسي، إلا أنه رفض، قائلاً لهم:"إنني أريد الأجر من الله".

    جيل قرآني
    وفي حديث مقتضب، تطرقنا إلى الصفات التي كان يتمتع بها جيل البدايات، حيث أضاف المحرر الجعيدي: جيل الثمانينيات كان جيلا قرآنيا فريدا، معبئا فكرياً وإيمانياً وجهادياً على أعلى المستويات، حتى أنني أذكر عندما كنا في سجن غزة، كان الإخوة يتناوبون على قيام الليل حتى ساعات الفجر".، مؤكداً أن الرعيل الأول الذي قدم روحه في سبيل الله كانت ثقافته قائمة على العطاء دون التفكير في الأخذ.
    وعن علاقته بالدكتور فتحي الشقاقي، قال الجعيدي بعد ابتسامة هادئة: الشهيد الشقاقي رغم موقعه وثقافته العالية، إلا انه كان محباً جداً لإخوانه، يشاركهم أفراحهم ويشاطرهم أحزانهم، أما إذا أردت أن تتحدث عن ثقافة، فقد كان يحمل رؤية صحيحة للمستقبل سبقت من عاصروه بعشرات السنين، فهو بكل حق أحد رواد وقادة الفكر الإسلامي المعاصر، عدا أنه صاحب مشروع وقائد تنظيم، وجسّد مشروعه على أرض الواقع".
    وأضاف: عرفت الشقاقي خارج السجن وفي داخله، وفي يوم اعتقالي كنت جالسا معه لفترة متأخرة من الليل، وفي السجن عشت معه كل المحطات من غزة إلى عسقلان ونفحة، حتى في لحظة إبلاغه بالإبعاد كنت جالسا معه، حيث جاءه خبر الإبعاد الساعة الثانية عشرة ليلا بسجن نفحة، وتم إبعاده لاحقا من سجن عسقلان".
    وأكمل حديثه: رغم حملة التشويه التي قادها البعض ضد الدكتور الشقاقي، إلا أنه كان من أكبر دعاة الوحدة والتقريب بين وجهات النظر لمواجهة العدو الصهيوني، ويكفيه أن الله عز وجل أكرمه بالسجن والإبعاد ثم الاستشهاد"، مؤكداً ان الشقاقي كان أول من استقبله بعد خروجه من أقبية التحقيق، وأطلق عليه اسم "خالد الاستنبولي" تيمناً بقاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.

    داخل السجن
    وعن دوره داخل السجن خلال تلك الفترة الطويلة التي قضاها خلف القضبان، أوضح الجعيدي أن علاقاته في السجن كانت واسعة يسودها الحب والإخاء، عملاً بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، عندما أقام دولته في المدينة وآخى بين الأنصار والمهاجرين".
    أما عن نظرته لحركة الجهاد الإسلامي بعد خروجه من السجن، فقال: اليوم أصبحت الجهاد حركة معروفة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي والجميع يخشاها".
    وفي ختام حديثه أكد خالد الجعيدي، أن مناسبتين جميلتين كانا لهما وقع البلسم على صدره، الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها عندما أفرج عنه من سجون الاحتلال، وخبر حمل زوجته في شهورها الأولى، متمنياً من الله أن يرزقه بيوسف تيمناً بالنبي يوسف عليه السلام.
    تجدر الإشارة إلى أن القيادي المجاهد خالد الجعيدي من مواليد مدينة رفح بتاريخ 19/1/1965Ù… , وهو الابن البكر لوالديه, واعتقلته قوات الاحتلال  الصهيوني بتاريخ 24/12/1986Ù… حيث كان حينها طالبا في السنة الثالثة بقسم الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية.
    وحكم عليه الاحتلال عام 1987م، بالسجن 5 مؤبدات، إلا أن إرادة الله قضت بأن يفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار".

    (المصدر: فلسطين اليوم، 03/10/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية