الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أسرتا الشهيدين عودة والأخرس تأملان تسلم جثمانيهما في الدفعة الثانية

    آخر تحديث: الثلاثاء، 06 مارس 2012 ، 00:00 ص

    سيحتاج الحاج أحمد عبد الله عودة البالغ من العمر (87 عاما) مزيدا من الوقت يتخلله شحنات من الأمل في انتظار رفات نجله صلاح المحتجزة منذ 42 سنة في مقبرة الأرقام، حيث لم يدرج اسمه في الدفعة التي قررت حكومة الاحتلال تسليمها للسلطة الفلسطينية والبالغ عدد جثامين الشهداء فيها 91 شهيدا.
    ويقول نجله خالد أن الوالد والوالدة كانا ينتظران على أحر من الجمر إعلان أسماء الشهداء على أمل أن يكون صلاح أحد هؤلاء الشهداء كي يحقق أمنيته الدائمة دفن صلاح بمراسم تليق به حسب العادة والتقاليد والتعاليم الدينية كي يضمن أن يدفن بعد عمر طويل إلى جانبه ولكن المفاجأة بالنسبة لهما ولنا جميعا كانت كبيرة والحزن خيم على أجواء منزلنا كما دائما لأنه باختصار شديد الجرح لا زال مفتوحا منذ 42 سنة.
    وهذا ما يجعل الحاج أبو صلاح يتألم كل يوم وهو يدرك أن ابنه لن يعود إليه حيا ولكنه يريد حتى شيء من رائحته أو ما تبقى من رفاته أن يدفنه حسب الأصول والمعتقدات والعادات الدينية والاجتماعية، وقال إنني وأنا اشق الحياة وأصبحت أدرك أنني في نهايتها بعد هذا العمر كل ما اطلبه أن أدفن إلى جانب ابني.
    وما يلفت النظر لمن يدخل بقالة أبو صلاح المتواضعة والكائنة خلف بلدية بيت لحم يشاهد صورة كبيرة لصلاح إلى جانبها صورة لوالده وضعت في برواز كتب عليها الفاتحة على روح الحاج المرحوم أحمد عبد الله عودة بدون تاريخ وفاة على اعتبار أن الرجل حقيقة لم يمت بعد وعندما سئل عن السبب ضحك بسخرية دون أن يجيب على هذا السؤال الذي لا زال يحير من يشاهده ليتضح أن أبو صلاح اعتبر نفسه قد توفي بعد صلاح أي لم تعد بالنسبة له أي جدوى من الحياة التي تزداد مرارة مع استمرار قيام قوات الاحتلال باحتجاز رفات صلاح في مقبرة الأرقام  ÙÙŠ مقبرة بنات يعقوب بحسب ما يقول الوالد.
    ويقول أن صالح من مواليد العام 1949 في القدس أي بعد النكبة بسنة واحدة وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس بيت لحم وفي العام 1967 حصل على شهادة الثانوية العامة بتفوق ومن ثم ذهب إلى الأردن والتحق بالجامعة الأردنية قسم الأدب الانجليزي وبعد عامين انخرط في صفوف حركة فتح وكان مسؤولا عن مكتب صرف الرواتب في جبل عمان، وبعد عامين من ذلك توجه إلى جنوب لبنان ليصبح أحد المحاربين بعد أن تدرب هناك ليعود إلى الأردن ومن ثم إلى الجزائر حيث استكمل تدريبه العسكري.
    ويضيف أبو صلاح أن اليوم الحاسم والذي لا يمكن أن ينسى هو يوم الخامس من حزيران عام 1970 حينما هرعت أم صالح لزوجها وهو في بقالته لتخبره بالخبر السيئ وهو استشهاد صلاح حسبما تردد من بعض أقاربه في الأردن ولكن الخبر لم يتم التحقق منه إلا بعد أسبوعين عندما ذهب إلى الأردن كي يتقصى حقيقة الخبر وتبين أن إذاعة فلسطين من القاهرة كانت في ذلك اليوم قد أذاعت نبا الاستشهاد بقولها أن مجموعة عسكرية تابعة لقوات الثورة قد تمكنت من تنفيذ عملية جريئة أطلق عليها عملية "الحزام الأخضر" بقيادة الملازم أول بلال بن رباح وهو الاسم الحركي لصالح حيث ذكر نبذة عن تفاصيل حياته ليتضح أن صلاح قد استشهد في العملية، كما تمكن الوالد من مشاهدة أحد المشاركين في هذه العملية الذي شرح له أن المجموعة تسللت إلى فلسطين وكان هدفها مصنعا للمواد الغذائية تابعا لحكومة الاحتلال حيث زرعت المتفجرات حول المصنع وقد تم تفجيرها بنجاح واصطدموا وهم عائدون برتل من السيارات العسكرية وكان بمقدور المجموعة أن تتفادى ذلك لتعود إلى قواعدها سالمة ولكن صلاح أصر على مواجهتها كمبادرة منه وقد وقع الاشتباك في غور بيسان وأدي إلى استشهاد صلاح ومقاوم آخر وهو من سوريا كما قتل عدد من الجنود في تلك المعركة إذ يؤكد الجانب الفلسطيني أن كافة من في الدورية قد قتلوا، فيما تمكن الباقون من النجاة، ومنذ ذلك التاريخ لا زالت سلطات الاحتلال تحتجز صلاح ورفيقه السوري في مقبرة بنات يعقوب بحسب ما ابلغ من مؤسسات حقوقية ومحامين.
    ويكرر أبو صلاح وهو يجهش بالبكاء مناشدته دون ملل أو كلل بالقول: ها أنا وقد بلغت 87 عاما، أناشد كما ناشدت سابقا كافة أصحاب الضمائر الحية والمؤسسات الإنسانية أن يساعدوني لاسترجاع جثة ولدي صلاح حتى أتمكن من مشاهدة حتى لو ذرة تراب من رفاته لأضعه في مقبرة هنا حتى أدفن بجانبه وكي يتمكن إخوته وأخواته وأبناؤهم من زيارته، بعد أن يدفن بشكل لائق، وهذا كل ما أتمناه وأنا أقول ومع ذلك فنحن لن نستسلم وكل هذه الأساليب لن تجعلنا أن نرفع الراية البيضاء.
    خالد يوضح بأنهم توجهوا بالسؤال إلى حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية حول وضع صلاح حيث جرى رفع الاسم للجانب الصهيوني للاستفسار عن وضعه وهم بانتظار الجواب وتأمل العائلة بالفعل أن يكون صلاح من ضمن الدفعة الثانية التي تضم العشرات والتي أعلنت حكومة العدو عن نيتها تسليمهم خلال فترة قادمة يأمل الفلسطينيين ألا تطول.
    إن الجرح مفتوح ليس فقط في منزل عائلة عودة بمدينة بيت لحم ولكن في كافة منازل شهداء مقابر الأرقام البالغ عددهم نحو 300 شهيد وسينخفض العدد الى نحو 210 شهداء بعد تسليم هذه الدفعة، حيث لن يكون جثمان الشهيدة آيات الأخرس من مخيم الدهيشة والتي تطلق عليها حركة فتح لقب "أميرة الكتائب" فهو محتجز منذ أكثر من عشر سنوات. وبهذه المناسبة وجهت عائلة الشهيدة آيات الأخرس نداء مناشدة لكافة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية العمل من أجل استرداد جثمانها والعمل على دفنها في ظروف ملائمة وتتناسب مع الأعراف والعادات وحسب تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ويؤكد أفراد من العائلة أنهم لن يفقدوا الأمل في أن يعود جثمان ابنتهم إليهم لدفنها رغم عدم تضمين اسمها في هذه الدفعة التي إن تدل على شيء فإنما تدل على إن الأمل يصبح كبيرا في المرات القادمة بجهود كافة المخلصين.
    وكان سالم خلة مسؤول الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء قد اعتبر تسليم جثامين الشهداء انجازا كبيرا مشيرا إلى أنه ليس نهاية المطاف وأن الجهود سوف تبذل من أجل إعادة الشهداء جميعا إلى احتضان شعبهم ووطنهم ولا بد من العمل على إغلاقه بالكامل مشيرا إلى أن أسلوب الكيان في احتجاز الشهداء بمقابر الأرقام هو أسلوب عنصري مقيت مستند الى قانون الطوارئ البريطاني البائد والذي يتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية.

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 1/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية