الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: مراد إبراهيم سلامة الطلاع

    آخر تحديث: السبت، 01 فبراير 2020 ، 10:38 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين، الحمد لله الذي وفقنا لنكون في صفوف المجاهدين، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين وأستاذ المقاومين، وأسوة الشهداء الميامين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واستن بسنته إلى يوم الدين، الحمد لله الذي جعل الجهاد فريضة وكرامة لعباده المتقين، الحمد لله الذي جعل الشهادة مسعى المؤمنين المخلصين، الحمد لله الذي جعل طريق الصعاب براقًا للوصول إلى عليين، الحمد لله الذي جعل تبسم بنادقنا لظى على الغاصبين. أما بعد:

    قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169]

    وقال أيضًا: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 154]

    ويقول: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 14]

    ويقول: ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 41]

    ويقول: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى ﴾ صدق الله العظيم. [الأنفال: 17]

    وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ). [سنن ابن ماجة]

    وقال صلى الله عليه وسلم: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها). [صحيح مسلم]

    وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ). [صحيح مسلم]

    أخي المسلم في كل مكان: والله الذي نفسي بيده إن الحياة الحقيقية هي اتحاد الروح والجسد في سبيل تحقيق هدف واحد هو إعلاء كلمة الله في الأرض، بتمثل الإيمان في النفس، ونشره في ربوع الأرض بين الناس، وإقامة البناء الأخلاقي والإعمار، وقد يتعرض الجسد من أجل ذلك كله للموت إلا أن الموت هنا في حد ذاته بداية لحياة ملؤها السعادة والحب في ظل عرش الله ورعايته.

    يا له من موكب جميل تتنزل فيه كوكبة من ملائكة الرحمن لتحمل روح الشهيد، وتزفها إلى أعالي جنان الخلد ورائحة دمائه الزكية تفوح بالمسك الأذفر، ولا عجب في ذلك أن يستقبل بهذه الحفاوة والتكريم وهو الذي قدم أغلى ما يملك لأعز مالك، ألا وهو رب العرش العظيم.

    يا أبناء الإسلام العظيم: هأنذا أقدم نفسي رخيصة في سبيل الله، وفي سبيل رفع راية الجهاد والمقاومة عالية خفاقة، وأسأل الله تعالى أن يوفقني، راجيًا منه سبحانه أن يغفر لي ويرحمني ويتقبلني شهيدًا عنده، لذا أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل ولزوم طاعته، وأن تمضوا في طريق ذات الشوكة مجاهدين محتسبين، حتى يأذن الله لكم بالنصر أو الشهادة في سبيله.

    إلى أعز من أحبه قلبي أمي المحتسبة، وإلى أعظم رجل رأيته في حياتي أبي المكافح: يا من ربيتماني على حب الله ودفعتماني إلى الخير والجهاد يا أعز وأغلى شيء في الوجود.

    أمي: أيتها المربية الفاضلة الغالية، كنت دومًا (أمًا) حنونة، وجهتني إلى طريق المساجد، وسهرت علي الليالي في مرضي وفي سبيل راحتي، يا من صنعتني جنديًا من جنود الإسلام، استحلفك بالله الأعز منا جميعًا، ألا تبكي عليَّ واحتسبيني عند الله، واستقبلي نبأ استشهادي بالزغاريد، والحمد والشكر لله، وتذكريني عند كل صلاة، وادعي الله أن يغفر لي ويدخلني فسيح جناته.

    أبي الغالي: لا أعرف ماذا أقول لك إلا أن احتسبني عند الله، وادعُ الله أن يتقبلني شهيدًا شفيعًا لك في الجنة وسامحني.

    إخواني الأعزاء: (خالد)، (سليمان)، (خلود)، (محمد) أسأل الله أن يجمعنا على حوض رسول الله، وأوصيكم بطاعة والديكم، ولتكونوا بارين بهما، ولا تنسوا أفضالهم عليكما، وإياكم والتعالي عليهما. وأقول لكم سامحوني إن قصرت في حق أحدكم يومًا أو أخطأت، أنتم وأزواجكم وأبنائكم.

    وإلى أحمد زوج أختي: أوصيك بها خير الوصية، وأدعو الله أن يرزقكم الأبناء الصالحين، وسامحوني.

    أصدقائي، وأحبائي: يا من عشت معكم أحلى حياة في الله، إلى أحبابي في مسجد الشهيد (فتحي الشقاقي) ومسجد (أبي عبيدة)، وإلى أحبابي في العمل وفي كل مكان، سامحوني وسيروا على طريق الأكرم منا جميعًا، وليستمر جهادنا حتى يأذن الله لنا بالنصر أو الشهادة. سامحوني.

    إلى كل من عرفني من قريب أو بعيد: سامحوني فإني والله قد سامحتكم، فسامحوني إن أخطأت بحقكم، وإلى كل إنسان له عليَّ دين بأن يتوجه إلى أهلي فهم مستعدون بإذن الله أن يسدوا هذا الدين، وسامحوني يا كل من تعاملت معهم.

    أوصيكم بالتالي بعد استشهادي بإذن الله:

    1. أن أدفن بثيابي التي استشهدت فيها، وأن تبقوا الدماء كما هي دون تغيير.

    2. أوصيكم بتحكيم شرع الله في كل ما يخصني، كما أبرأ إلى الله عز وجل من كل ما يخالف شرع الله.

    3. أوصيكم بأن يكون عرس شهادتي مختصر بقدر الإمكان، ولتتوفر الأموال للمجاهدين من بعدي.

    4. أوصيكم بأن توزع الحلوى والعصير في عرسي لا القهوة السوداء.

    5. إلى (أبي) و(أمي) أوصيكما أن تمنعوا كل من يبكي عليَّ فإني بريء من ذلك، وليأتوا مهنئين وليس معزيين.

    هذا وبالله المستعان، وإنه لجهاد جهاد.. نصر أو استشهاد.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    مراد إبراهيم الطلاع


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية