19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد مصطفى أبو حسنين: سطر شوقه لربه فلبى مناه

    آخر تحديث: الأحد، 01 ديسمبر 2019 ، 03:35 ص

    ميلاد مجاهد
    في يوم أشرقت فيه الشمس كعادتها على أرض فلسطين الطاهرة ضاحكة مستبشرة، تزف لرمل الأرض ومائها بشرى ميلاد فارس من فرسان الجهاد وأسد من أسود الجهاد والسرايا، نعم هو فارسنا (مصطفى رمضان حسن أبو حسنين) المكنى "أبو عمر"، كان اليوم 17/10/1988.
    ولد شهيدنا الفارس لأسرة طيبة كريمة آمنت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، تحب فلسطين وتعشق المقاومة وتدافع عن عنها وكرامتها بكل ما تملك، هجروا من أراضيهم ببلدة يبنا كباقي أبناء شعبنا العظيم عام 1948م بعد أن تغطرس المحتل عليهم بجبروته العسكري، وهدم منزلهم في انتفاضة الأقصى الحالية عام 2003م.
    درس شهيدنا مرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين بمخيم البريج وسط قطاع غزة ثم التحق شهيدنا الفارس بمدرسة البلعاوي الثانوية بالمخيم ليتخرج منها حاملاً شهادة الثانوية العامة وبعدها شاء القدر ولم يتمكن الشهيد من مواصلة دراسته لبحثه عن العمل لمساعدة أسرته في الوضع المعيشي، وقد أكرمه الله عز وجل بعدها بشهادة أعظم من كل شهادات الحياة الدنيا الفانية فاصطفاه عنده متوشحاً بوشاح الشهادة والبطولة والفداء.
    كان شهيدنا يستمع من أهله وذويه عن غطرسة المحتل وجرائمه، وكان يرى بأم عينه ماذا يفعل هؤلاء الصهاينة في أبناء شعبنا، فعلم منذ نعومة أظفاره أن له أرضاً قد اغتصبها أذل خلق الله وأجرمهم على الإطلاق فكان في نفسه وعقيدته حقداً عليهم ينتظر يوماً يستطيع أن يثأر لدماء الشهداء فبحث عن الجهاد والمقاومة حتى أن الله سبحانه وتعالي  اصطفاه .

    أخلاقه وصفاته
    تمتع شهيدنا بأخلاق الإسلام العظيم, كيف لا وهو أحد أركان ورواد مسجد الرحمن وأحد المساعدين في جمع التبرعات لبناء هذا المسجد الذي دمره الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة، فكان رحمه الله تعالى مثالاً للشباب المسلم في شدة التزامه، وحبه للآخرين فكان محبوب لدى الجميع مطيع لوالديه وإخوانه وأخواته، حيث انه كان شديد البر بأمه فقد كان شديد الحنان عطوفاً كريماً يحسن لها يحاول إكرامها وإراحتها وخدمتها  بكافة الوسائل وبأقصى ما يستطيع عملاً بقوله تعالى "وبالوالدين إحسانا".

    درب الجهاد
    من شدة حبه للجهاد والمقاومة، أخد الشهيد مصطفى بالبحث عن العمل في صفوف المقاومة منذ صغر سنه حيث أنه انتمى للرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي عام 2002م فكان نشيط جداً بين إخوانه، حيث تميز الشهيد في استقطاب الطلاب للرابطة بشكل قوي وكبير.
    فبداً الشهيد أبو عمر في البحث عن الصعود والتدرج من أجل الوصول لما يريد وهو العمل العسكري، بعدها بدأ الشهيد في العمل بين الإخوة في حركة الجهاد عبر النشاطات التنظيمية والمشاركة في المسيرات وتشييع الشهداء وحلقات الذكر والجلسات التنظيمية، حيث أنه أصبح بعدها متشبع بفكر الإسلام والشقاقي الأمين، من هنا بدأ الشهيد في الإلحاح على الإخوة بأن ينظم في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، فالتحق في صفوف مجاهدي سرايا القدس عام 2006م، وبدأ مجاهدو السرايا في إعداد هذا الفارس عبر دورات عسكرية وتثقيفية ليكون مجاهداً صلباً أمام العدو الصهيوني، والدفاع عن أبناء شعبة، فأثبت شهيدنا قدرته وحنكته العسكرية بين المجاهدين عبر عمليات الرصد للعدو شرق البريج، والتزامه بمواعيد الرباط والسهر على راحة إخوانه وكان كذلك في مقدمة الصفوف في جميع المهام الجهادية كان شهيدنا القائد يتمتع بالصبر والشجاعة والإقدام لا يهاب المنايا ولا الردى بل كان يتمنى الشهادة في سبيل الله في كل وقت.
    وكان لهذا النشاط العلي والرفيع والالتزام الشديد الدور الأكبر في وضع الشهيد أمير مجموعه ثم فصيل في صفوف مجاهدي سرايا القدس بالمخيم، ولم يتوقف جهد هذا المجاهد في السعي للعمل والتصدي لقوات الاحتلال التي كانت تتوغل شرق مخيم البريج والمغازي حيث أنه كان دائماً في المقدمة والصفوف الأولى في جميع المهام الجهادية.
    تلقى شهيدنا الفارس العديد من الدورات العسكرية كان من أهمها: دورة إعداد مقاتل ودورة مدفعية وكان رحمه الله تعالى من المتفوقين والمميزين في الدورات حيث أنه حصل على عدة شهادات تقدير لجهده والتزامه وتفوقه في الدورات التي كان يتلقاها، بعد أن أتقن العمل في صفوف الوحدة المدفعية بكتيبة البريج لواء الوسطى حيث شارك الشهيد في عمليات ضرب المغتصبات الصهيونية بقذائف الهاون والصواريخ الجهادية، وكان للشهيد الشرف والعزة في مشاركة إخوانه المجاهدين في سرايا القدس بعملية السماء الزرقاء الصاروخية والتي كان رداً ودفاعاً عن أبناء شعبنا في الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة، فلم يشاء القدر بأن يرتقي شهيدنا في هذه المعركة حيث أنه نجا من عمليات استهداف ميدانية لأكثر من مرة فقد قدر الله وشاء أن يفرح شهيدنا في الانتصار الذي حققته سرايا القدس وفصائل المقاومة على العدو المجرم ويرتقي بعدها بأيام قليلة إلى جنان الخلد بإذن الله.

    رحيل العظماء
    قدر المجاهدين في فلسطين ثلاثة إما نصراً أو اعتقالاً أو شهادة في سبيله، فقوافل الشهداء وتتوالى، ومجاهدي سرايا القدس يواصلون جهادهم واستعداداتهم لمواجه الاحتلال ومقاومته حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، ففي فجر يوم السبت الموافق 1/12/2012م وبعد جهاد طويل وتضحيات ونصراً كان له فيه بصمات لا تنسى من وجداننا ارتقى الشهيد المجاهد مصطفى رمضان أبو حسنين أحد مجاهدي وحدة المدفعية بكتيبة البريج لواء الوسطى، متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء الإعداد والتدريب وسط قطاع عزة، لتغلق حينها صفحة مجاهد من على الدنيا الفانية ويبقى الأجر والكرامة في الآخرة بإذن الله، وتبقى ذكريات أبو عمر الجهادية حاضرةً في قلوبنا ونحن على خطى متواصل في دربه وطريقة الجهادي حتى النصر أو الشهادة.

    (المصدر: سرايا القدس، 25/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية