Error loading files/news_images/معتز قريع.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد معتز قريقع صديق الشهداء وأسد الوحدة الصاروخية

    آخر تحديث: الإثنين، 19 أغسطس 2019 ، 09:51 ص

    هي رحلة العاشقين الممتدة منذ بدرِ واليرموك وحطين، هي رحلة العطاء والبذل في سبيل الله، التي خطها الشقاقي بدمه الطاهر الزكي وتتواصل وتمتد لتأخذ في طياتها ثلةً من العظماء الذين صاغوا بدمهم الطاهر الزكي الكرامة والعزة للأمة.
    فهي كتيبة حطين الشماء، التي قدمت خيرة أبنائها ومجاهديها على درب العزة والكرامة، فكان عادل جندية رمزاً للثبات، وأدهم الحرازين أسطورة للعظماء، وسعدي حلس أسداً يأبى الذل والهوان، إنها مسيرة الدم والشهادة التي تحدث عنها الشقاقي الأمين حينما قال "نحن أمة لا حياة لنا خارج مسيرة الدمِ والشهادة"، فقد صدقت القول سيدي أبا إبراهيم، فنحن أمة الشهداء..أمة الأبطال الذين يتقدمون في ساحات الوغى مستبشرين وواثقين بوعد الله.
    في شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي فتحت فيه أبواب السماء وتزينت الجنان، كان البعض ملهياً بالمسلسلات على الفضائيات، وكان أبناء السرايا الميامين يسطرون أروع صفحات المجد والعزة والفخار والإباء، فكانت غزة تقف لوحدها في وجه الطغيان التي حطمت فوق أغلالها جبروت المحتل الغاصب.
    وكانت السرايا تستبسل في الدفاع عن شعبها وتضرب العمق الصهيوني بنيران الصواريخ اللهابة، لتعلن معادلة جديدة مع هذا العدو المجرم، وهي معادلة "القصف بالقصف والقتل بالقتل والدمار بالدمار".
    فحينما نجالس أسر الشهداء، تلك الأسر العظيمة التي قدمت خير ما تملك قرباناً إلى الله، نجلس خجولين أمام صبرهم وتضحياتهم وعطائهم، نجلس وكنا نود أن نصبرهم ونخفف عليهم ألم الفراق فإذا بهم يصبرونا، وحينما يمعن العقل بالتفكير في هذا الصبر والاحتساب الذي بدا واضحاً في معالم وجه أم الشهداء وأبيهم، ندرك أنهم وحدهم الفائزون، وحدهم المنتصرون، كيف لا يكونون منتصرون وقد باعوا أرواحهم لله في شهرِ فتحت فيه أبواب السماء وتزينت الجنان، رغم ألم الفراق كان الإيمان الذي سكن قلب والدي الشهداء يصبرهم ويدفعهم للثبات في أكثر لحظات الحياة شدة وبلاء.

    طفولة معتز
    تحدثت الحاجة "أم منذر" عن طفولة نجلها الشهيد القائد "معتز قريقع"، حيث قالت "ولد الشهيد "معتز قريقع" في تاريخ 24/9/1982م، و درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشجاعية المشتركة حتى الصف الثالث، ثم انتقل إلى مدرسة الفرات، ثم انتقل لمدرسة جمال عبد الناصر، وكان من الطلاب المجتهدين المتفوقين".
    وأضافت، أن معتز كان في طفولته يحب لعبة الكرة، وبعد الصف السادس الابتدائي أصبح الشهيد معتز يلعب "بالمقلاع" وتفاجئنا أن معتز يذهب دائما يرجم الحجارة على قوات الاحتلال بالمقلاع، وكان يتنقل ما بين الخط الشرقي ومستوطنة نتساريم سابقا وأحيانا معبر بيت حانون.
     ÙˆØ£Ø´Ø§Ø±Øª إلى أن "معتز" كانت ألعابه المفضلة في طفولته إما البارودة أو المقلاع التي كان يرجم به الحجارة على اليهود. وقالت، كان معتز من الشباب المطيعين البارين بوالديهم، وكان دوما يساعدني في الخياطة ولا يقصر بتاتا معنا، كما كان محبوب من الجميع، وتميز بتواضعه وإخلاصه.

    معتز نعم الصديق
    وأشارت الحاجة "أم منذر" إلى أن الشهيد المعتز كان يفدي روحه لصديقه، حتى منذ طفولته كان يعتبر أصدقائه فوق كل شيء بعد أهله وإخوانه.

    "معتز" الابن والأخ والصديق
    تحدث والد الشهيد الحاج "أبو منذر" لمراسل "الإعلام الحربي" بكل صبر واحتساب قائلا: أشهد الله إني كنت أعتبر أبو إسلام أخاً وصديقاً، فكان يخبرني بكل نشطاه العسكري والجهادي ولا يخفي عليا شيئاً، وكان لا يقدم على عمل أي شيء إلا بعد أن يخبرني ويطلب الإذن مني.

    الوالد والمسيرة الجهادية لمعتز
    قال والد الشهيد، في أحد الايام جاء لـ"معتز" مكالمة هاتفية بوجود توغل لقوات الاحتلال شرق حي الشجاعية، فإذا معتز يريد الخروج للمعركة، فقولت له..وين يابا..وين يابا، فقال لي هل تريدني ابقي هنا ولا اقتل من اليهود الذي يرتكبون المجازر.. فقولت له..لله يسهل عليك ويحفظك ويحنن عليك ويقدرك على جهادك وبعمري ما راح أراجعك في مشوارك الجهادي".
    واستذكر الحاج "أبو منذر" حينما غاب الشهيد القائد "معتز" عن المنزل ثلاثة أيام، حيث قال لوالده أريد أن ازور صديق لي في بلدة "بيت لاهيا" شمال القطاع، وحينما مضت الأيام الثلاثة على غياب "أبو إسلام" قلقت عليه جداً، وتوجهت للشمال وسالت عنه وتوصلت لشخص يعرف معتز، وطمئنني وقال لي "اطمئن يا حج معتز بخير وسلامة وهو الآن في الطريق عليك وان شاء الله 10 دقايق بيكون بالبيت عندك".. وحينما وصل معتز للمنزل بعد أن نفذ عملية جهادية وعاد بكل سلامة، قال لي "يابا أنا مش من الرجال الذين أهلهم يبحثون عنهم.. يا أبي أنت هيك بتصغرني فقلت له.. أنا راضي عن مشوارك الجهادي ولكن أخبرني قبل الإقدام على أي عمل.. فقال له "أوعدك بذلك".
    وقال والد الشهيد في أحد الأيام كذلك كان معتز يقف أمام المنزل وكانت طائرات الاستطلاع الصهيونية تحلق بشكل كثيف في الأجواء فقولت لمعتز اقفل جوالك وجهازك الا سلكي، فقال لي ما تخاف من اليهود، أتمنى أن استشهد بعزة وكرامة، والله بعرف ياوالدي أنهم يرصدونني ولكنهم والله جبناء وسنقاتلهم حتى الرمق الأخير بإذن الله.

    آخر موقف بين معتز ووالده
    قال الحاج "أبو منذر" صلينا صلاة الفجر في المسجد أنا والشهيدين معتز ومنذر، ثم توجه "معتز" على سوق السمك واشترى لي السمك الذي أحبه، وأفطرنا مع بعضنا، وصلينا المغرب والعشاء سوياً، وفي صلاة التراويح اكتفيت بصلاة أربع ركع لأنه كان عندي مشوار، فحضر لي "معتز" و "منذر" وقالوا لي ياوالدنا كمل الصلاة والصلاة أهم من المشوار.

    معتز ومنذر تزوجاً معا وارتقيا شهداء معاً
    وقالت الأم الصابرة المحتسبة، لقد تزوج نجلي معا وقدر الله عز وجل أن يستشهداً معاً، وقد رزقهما الله طفلين معاً، الشهيد "معتز" رزقه الله الطفل "إسلام" والذي استشهد معهم بالغارة، والشهيد الدكتور "منذر" رزقه الله بالطفل باسل.
    وأشار ابن عم الشهيد إلى أن اثنين من أبناء عم الشهيد رزقهم الله بطفلين بعد استشهاد معتز وقد أسموه "إسلام" نسبة للشهيد الطفل "إسلام" نجل الشهيد القائد "معتز".

    "إسلام" استشهد بذكرى ميلاده
    وأشارت والدة الشهداء إلى أن الطفل "إسلام" استشهد بنفس يوم ميلاده، حيث بيوم استشهاده قد بلغ عامين.
    وقالت "أم منذر" الطفل "إسلام" كان سابق عمره بكثير، حيث الصحافة تحدثت أن "إسلام" عمره خمس سنوات، ولكن عمره عامين فقط.
    وأشارت إلى أن الطفل "إسلام" كان يشعر أن والده "معتز" يعمل بالمقاومة، فكان دائماً يقول لي. "أنا يا ستي بدي أطخ اليهود بسلاح أبويا.. و أطخ اليهود.. طخ طخ"، وليس ذلك فحسب، بل كان أحيانا يعمل نفسه مستشهد، ويقول لي يا ستي، أنا لسه ما استشهدت، أنا بدي أطخ اليهود مع أبويا..".

    السجل الجهادي المشرف للشهيد "معتز"
    أبو مجاهد أحد القادة الميدانيين في سرايا القدس تحدث عن الرحلة الجهادية المشرفة للشهيد القائد معتز قريقع حيث قال: انتمى شهيدنا القائد "معتز قريقع" لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة مطلع عام 2000م، وكان نعم الاخ المجاهد الصادق والمخلص في مسيرة جهاده المباركة.
    وأكد "أبو مجاهد" أن الشهيد القائد معتز قريقع شارك بالعديد من المهمات والعمليات الجهادية التي كان لها أثراً قاسياً على العدو الصهيوني ومن أبرزها:
    - شارك الشهيد القائد "معتز قريقع" في عملية "الصيف الساخن" البطولية حيث قام بإطلاق قذيفتي R.B.G، على البرج العسكري الصهيوني لإسناد الاستشهاديين الذي اقتحموا موقع كوسوفيم، وكان برفقة الشهيد رفيق دربه "عادل جندية"، وارتقى في هذه العملية البطولية الشهيد المجاهد "محمد الجعبري"، وأدت هذه العملية لمقتل وإصابة عدداً من الجنود الصهاينة.
    - المشاركة في عملية "ميغن" وكان أحد مجاهدي وحدة الإسناد في هذه العملية، وكان قد أوكل له ذلك من قبل الشهيد القائد "ماجد الحرازين". واستشهد في هذه العملية البطولية المجاهد "محمود سلامة" من مجاهدي السرايا بالمحافظة الوسطى.
    - إطلاق أول صاروخ جراد على المغتصبات الصهيونية برفقة الشهيد القائد "محمد الدحدوح".
    - التصدي للاجتياحات الصهيونية في مناطق مختلفة من قطاع غزة الحبيب.
    - المشاركة في إعداد وتجهيز المجاهدين.
    - عمل الشهيد القائد "معتز قريقع" في الوحدة الصاروخية التابعة لـ"سرايا القدس" وكان من أبرز مجاهديها، الذين دكوا حصون المحتل بصواريخ الجراد والقدس.
    وأكد "أبو مجاهد" أن الشهيد القائد معتز قريقع نجا من العديد من محاولات الاغتيال الصهيونية، كان أولها في اجتياح حي الزيتون حيث أصيب برفقة الشهيد القائد "عادل جندية"، وكانت المحاولة الثانية أيضا مع الشهيد "عادل جندية" حيث أصيب الشهيد "أبو إسلام" إصابة متوسطة، أما المحاولة الثالثة هي التي استشهد فيها، حينما أغارت الطائرات الصهيونية على الدراجة النارية التي كان يستقلها في شارع الثلاثيني برفقة شقيقه الدكتور "منذر "وطفله "إسلام".
    وأضاف "أبو مجاهد"، كان الشهيد القائد معتز قريقع صديقاً للشهداء الأطهار "عادل جندية" و"أدهم الحرازين" و"سعدي حلس" و"محمد عطية الحرازين" و"محمد عابد" رحمهم الله جميعا.
    وفي نهاية حديثه عاهد "أبو مجاهد" أن تمضي السرايا على درب ذات الشوكة وعلى درب "معتز" حتى يمن الله علينا بالنصر والتمكين بإذن الله.

    الدكتور "منذر قريقع" في سطور
    وسردت لنا الحاجة "أم منذر" أبرز المقتطفات من حياة الشهيد الدكتور "منذر قريقع" حيث قالت: ولد الشهيد الدكتور "منذر قريقع" في تاريخ 1/6/1979م، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشجاعية المشتركة حتى الصف الرابع الابتدائي، ثم انتقل لمدرسة لمدرسة الفرات ثم لمدرسة جمال عبد الناصر، وكان من المتفوقين والمميزين ومن أوائل الطلبة، وكان دوما يحصل على شهادات التقدير.
    وبعد إنهائه المرحلة الثانوية التحق بجامعة 6 أكتوبر في مصر، وكمل في جامعة عين شمس بالقاهرة وكان تقديره امتياز، وبعد الانتهاء من الدراسة عاد إلى أرض الوطن وعمل عامين تطوعاً لوجه الله تعالى، في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ثم بعد ذلك تم اعتماده، بعد أن حصل على نسبة 85% في اختبار الوظيفة.
    وعمل في قسم العناية المركزة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وكان مخلصاً في عمله، وشهيدنا الدكتور "منذر" متزوج ورزقه الله بولد وبنت.

    التاسع عشر من شهر رمضان تعطر بدماء الشهداء
    روت لنا الحاجة "أم منذر" والدة الشهداء، تفاصيل يوم الاستشهاد، حيث قالت، كان الطفل "إسلام" نجل الشهيد "معتز" يلعب على دراجته الصغيرة فانزلق عنها وأصيب بجراح في رأسه، فاتصلت "أم إسلام" على زوجها "معتز" فجاء معتز مسرعاً بدراجته النارية، وقال الشهيد الدكتور "منذر" لأخيه الشهيد "معتز" احضر لي من الصيدلية "خيط طبي" وأنا سأخيط له الجرح، فرفض "معتز" وقال لا يوجد لدينا "بنج" أي "مسكن"، فسيتوجع "إسلام كثيراً، من الأفضل أن نذهب به للمستشفى.
    وذهب معتز برفقة أخيه الدكتور "منذر" إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وعالجوا إسلام، وقبل العودة، قال أحد الأطباء للشهيد منذر.. ألست خائفاً وأنت تركب دراجة نارية في ظل الوضع الأمني المتدهور في غزة.. فقال إلى كاتبه ربنا بصير.
    وأثناء العودة استهدفت طائرات العدو الصهيوني الدراجة النارية التي كان يستقلونها في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة، مما أدى إلى ارتقاء الشهيد "معتز" وشقيقه الدكتور "منذر" وطفله "إسلام" الذي لم يتجاوز العامين.
    وفي نهاية حديثها قالت والدة الشهداء، الحمد لله أن أبنائي رفعوا رأسي عالياً في الدنيا والآخرة، والحمد لله الذي أكرمني بشهادتهم التي تشفي الصدور وخصوصا استشهادهم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك "أيام العتق من النار".


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية