الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد فادي أبو مصطفى: أسطورة المجاهدين وشوكة في حلق الغاصبين

    آخر تحديث: السبت، 01 يونيه 2019 ، 02:04 ص

    للعاشقين الارتحال من دجى الأوهام.. في زمن البكاء.. للمبحرين مع المدى.. خلف أشرعة الفداء.. إن اختزال الروح والريح فناء.. قلب تعطّر بالصفاء.. ودمٌ تسربل كبرياء.
    إنا نحنِّ كفنا بالدّم لحناً للبقاء.. إنّا نقبّل جرحنا.. إن نعانق موتناً.. ثمن الوفاء.. حقا يا له من لا يعرف الشهيد فادي أبو مصطفي.. يا له من لا يعرف بركات السرايا الطلقة الأولى.. المعطاء...الابن البار.. والشيخ المجاهد.. والرجل الداعية.. أنه فادي أبو مصطفي.. إنها بركات السرايا والجهاد.
    لم يكن الشهيد القائد الفتيّ "فادي عبد القادر سلمان أبو مصطفى" 22عاما "بركات الجهاد الإسلامي" كما كان يحب أن يطلق عليه، إلا شابا فلسطينيا يافعا صدق الله في عمله فصدقه الله بأن رزقه الشهادة، لقد استطاع الشهيد في وقت صغير وزمن وجيز أن يقدم لشعبه ما لم تستطع جيوشا بأكملها أن تفعله، لقد صنع لنفسه اسما سيظل حيا في تاريخ هذه الأمة المترامية الأطراف في زمن غابت فيه النخوة والشهامة حل مكانها بيع الذمم وشراء المبادئ.

    مولده ونشأته
    في بيت صغير متواضع من بيوت الأونروا وسط زقاق مخيم خان يونس وبتاريخ 13/2/1985ØŒ كان المخيم المتكدس بالسكان الذي ارتسمت في أحشائه كل ألوان البؤس والقهر العصي على الاحتلال على موعد مع ميلاد الشهيد المجاهد "فادي عبد القادر سليمان أبو مصطفى" قائد شاب يافع أذاق العدو الصهيوني مرارة ظلمه واضطهاده لشعبه المقهور، لأسرة بسيطة فقيرة يعمل والده في النجارة تتكون من ثمانية أفراد كان الشهيد فادي أكبرهم. 
    تميزت طفولة فادي عن غير أقرانه من أطفال العالم فأجواء المخيم المشحون بغصة الاحتلال الذي مارس في حقه أبشع الجرائم والتقتيل، لقد حدثنا صديقه ورفيق عمره أحمد أبو مصطفى عن طفولته قائلا: "لقد أحب فادي كما أطفال المخيم لعبة "مجاهد ويهودي" التي يلعبها الأطفال بين أزقة المخيم الضيقة، وأضاف أن الشهيد كان يحب السباحة وركوب الدراجات والصيد وكان مغرما وماهرا في تصليح الأدوات "الإلكترونية" التي تعتمد على درجة ذكاء عالية ودراية واسعة.

    المراحل التعليمة
    فادي الذي تميز في طفولته بقدراته الخارقة في تصليح الأدوات الكهربائية والآلات وذكاءه الحاد، تميز أيضا في دراسته حتى Ù‚ال له أحد أساتذته أثناء توزيع الشهادات مقسماً له بالله: "لو بالإمكان وضع درجة فوق الدرجة النهائية لأعطيتك إياها".
    مع إرهاصات المرحلة الثانوية بدأ الشهيد فادي يخطب في المنابر ويدعوا الناس إلى الالتزام بتعاليم دينهم وإلى إحياء الركن السادس من أركان الإسلام ألا وهو ركن الجهاد في سبيل الله فكان يؤم في الناس في مساجد قطاع غزة.
    وأوضح أحمد أن الشهيد كان يمتلك موهبة أخرى إضافة إلى سجله الحافل بالمواهب والإبداعات حيث كان لديه مهارة في التمثيل وتقليد الأصوات، مشيرا إلى أنه تلقى دعوة للتمثيل في دبي والمشاركة في مسابقة مقابل جائزة نقدية ثمينة، إلا أنه رفضها رفضا تاما لتعارضه مع دعوته وعمله الدعوي الذي بات شغله الشاغل في تلك المرحلة التي التحق وقتها بصفوف حركة الجهاد الإسلامي.

    انتماءه لحركة الجهاد
    في تلك المرحلة الحرجة من مراحل وحياة الأمة الإسلامية العسيرة مرحلة الترهل والخنوع، انضم الشهيد فادي لحركة الجهاد الإسلامي، وعمل ضمن اللجنة الدعوية وشارك الحركة في كافة فعالياتها وأنشطتها على مستوى محافظات قطاع غزة حتى لاقى استحسان الناس لأسلوبه وطريقة سرده لسيرة الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - ولقصص الصحابة رضوان الله عليهم وأرضاهم.

    درب الجهاد
    مع إرهاصات "انتفاضة الأقصى" تزمجر الشهيد بجعبته وعتاده والتحق بقوافل المجاهدين نحو الجنان، تارك الدنيا وزخرفها الفاني، حيث عمل في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى ضمن مجموعة الرصد والمتابعة، ثم اتسعت دائرة العمل العسكري وقفزت قفزات نوعية من حيث العمل والأداء والإمكانات التي ساهمت وساعدت المجاهدين على تلقين العدو الصهيوني الضربة تلو الضربة. فكان لسان حال الشهيد فادي حسب قول أصدقائه: "إنه ندر روحه لأجل إعلاء كلمة الله راجين الله أن يتقبله
    ويلحقه بإخوانه السابقين مع الشهداء والصديقين.
    وقاد الشهيد فادي سلسلة عمليات كان من أبرزها تفجير ناقلة جند وقتل وجرح من بداخلها حسب اعترافات إذاعة "الاحتلال" وشارك في عملية تفجير جيب عسكري في منطقة "موراج" الذي أسفر عن قتل جنديين صهيونيين وبتر ساق قائد المنطقة
    الجنوبية آنذاك وكان أول من أطلق صواريخ قدس وقذائف الهاون على مستوطنة "نفاد كاليم" التي أزعجت المستوطنين وعجلت في فرارهم من قطاع غزة، وكما سُجل للشهيد قنص ثلاثة جنود صهاينة وإصابتهم إصابات مباشرة، كما ساهم الشهيد في عمليات إنزال الاستشهاديين في عملية بدر الكبرى، و"الفتح المبين" التي تكللت بالنجاح وعاد الشهيد فادي محملا بعتاد جنود المحتل الغاصب الذين سقطوا أمام ضربات المجاهدين.
    في تلك الفترة برز اسم الشهيد فادي، وبات على سلم أولويات قوات الاحتلال لتصفيته أو اغتياله، حيث أكد أبو "أبو جعفر" العضو في سرايا القدس أن الشهيد تعرض للعديد من عمليات الاغتيال كان أبرزها وأكثرها تأثيرا محاولة اغتياله في شارع الوحدة التي أصيب فيها إصابات مباشرة أثرت على عمله الجهادي.
    لفت أبو جعفر إلى أن الشهيد شارك في إعداد وتخريج العديد من الدورات العسكرية، التي كان يشرف عليها مباشرة الشهيد "محمد الشيخ خليل" الذي كانت تربطه علاقة متينة ببركات الجهاد الإسلامي. وكان شهيدنا المجاهد فادي ناطقاً سابقاً باسم سرايا القدس.

    استشهاده
    استقبلت فلسطين كل فلسطين نبأ اغتيال الشهيد القائد "فادي أبو مصطفى" أثناء عودته على طريق خان يونس الغربية بالحزن والأسى، وذلك بتاريخ 1/6/2007م، تقبل الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته وإنا على العهد باقون.

    (المصدر: سرايا القدس، 1/6/2007)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية