الخميس 28 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير جمعة التايه.. أنموذج حقيقي لـ" الجهاد مشروع ومنهج ورسالة"

    آخر تحديث: الأحد، 01 أكتوبر 2017 ، 2:33 م

    "إلى كل عشاق الحرية وإلى المتشوقين للعدل، وإلى كل الذين يحلمون بدولة عادلة متقدمة على خطى الإبداع، أهدى هذا الجهد المتواضع وإلى كل الأحرار".. هذه الكلمات كانت الإهداء الذي خطه الأسير جمعة عبد الله التايه من بلدة كفر نعمة برام الله بالضفة المحتلة، من سجن رامون – هداريم بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948ØŒ في استهلال كتابه الأخير "أسئلة ضرورية حول الدولة الإسلامية".

    هذا الكتاب، هو السابع الذي ألفه الأسير خلال فترة اعتقاله التي تكتمل 16 عاماً خلال أكتوبر الحالي، فكان كتابه الأول "إن إبراهيم كان أمة"، "التربية من خلال المواجهة"، "الجهاد مشروع ومنهج ورسالة"، "أوجاع البوسطة"، "خطب منبرية"، "عدة مقالات فكرة وسياسية".

    ويتحدث الكتاب، وهو عبارة عن "دراسة بحثية" عن ماهية الدولة الإسلامية التي يراها دولة العدل والحرية والإبداع والتي تجلت قيمها وتطبيقاتها في فترة الرسول والخلفاء الراشدين، وتطبيقها في الحاضر من خلال ترجمة قيم القرآن والقيم الإنسانية في حياة المسلمين بعيداً عن الشعارات والأمنيات التي "ليس لها رصيد في الواقع وفي حقائق التاريخ".

    وهذه الدراسات والكتب حصيلة دراسة وبحث قضاها الأسير التايه خلال فترة سجنه، واستغلها أفضل استغلال ليجسد فعلاً وممارسة مقولة "السجن ومدرسة" ويزيد عليها السجن "جامعة" وحياة.

    وأُعتقل الأسير التايه (46 عاما) في العام 1991 وأمضى عاماً واحداً، ثم في العام 1992 وأمضى ستة سنوات متواصلة، وفي العام 1998 اعتقل إدارياً، ولكن الأصعب كانت آخر اعتقال في 24 أكتوبر 2001 حيث حكم بالسجن 18 عاماً ونصف، وترك وراءه زوجته وابنه أسامه 11 شهرا، وابنه "نصر الله" جنينا في بطن أمه.

    وخلال لقاء مع عائلته في منزلها الحالي بمدينة البيرة، استذكرت زوجته "أم أسامة" بوجود ولديه "أسامة" 17 عاماً، و"نصر الله" 16عاماً، يوم اعتقاله ومعاناته ومعاناتها وأبناءه خلال سنوات اعتقاله، وبالتوازي قصص النجاح التي حققها والعائلة أيضا حولَت رحلة السنوات العجاف إلى قصة نجاح وتحدي ومقاومة.

    قالت زوجته أم أسامه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "اعتقل من منزلنا في بلدته كفر نعمة، كانت ليلة من الصعب نسيانها، جنود في كل مكان وصوت مكبرات الصوت تطلبه بتسليم نفسه والخروج، وصوت الطائرات في الجو وسيارة الإسعاف التي كانت برفقة الجنود، وكأننا في حرب حقيقة".

    كانت القوات الكبيرة التي اقتحمت البلدة وحاصرت منزل التايه وعائلته انتشرت في كل مكان في البساتين القريبة وعلى أسطح الجيران، وقامت بزراعة المتفجرات حول المنزل بالكامل بالمتفجرات تحسباً لأي اشتباك يمكن أن يقوم به، وطالبته بتسليم نفسه مهددين بتفجير المنزل في حال لم يخرج.

    تقول زوجته: "عندما سمعنا الصوت دخل جمعة ليتوضأ ليصلي ركعتين قبل أن يخرج ولكنهم لم ينتظروا حتى يخرج إليهم فداهموا المنزل ووصلوا إلى الباب الرئيسي وحينما فتحت قال لي الضابط (لديك خمسة دقائق لتخرجي أنت وأبنك)، وبعد خروجي اقتحم عشرات الجنود المنزل وقاموا بتفتيشه بالكامل والعبث بمحتوياته وتدمير الأثاث".

    بقيت "أم أسامة" من الساعة الواحدة وحتى الخامسة فجراً في البرد مع ابنها الرضيع وعائلة جمعة والجيران، دون السماح لهم بالعودة للمنازل، حتى غادروا بالكامل مصطحبين جمعة معهم بعد السماح له بتوديع زوجته وعائلته.

    بعد يوم الاعتقال، بقيت العائلة لا تعرف أي خبر عن جمعة لثلاثين يوماً متواصلة، وبعدها تمكنت من معرفة مكانه في سجن المسكوبية للتحقيق وتمكن المحامي من زيارته هناك بعد 60 يوماً، وفي المحكمة بعد انتهاء التحقيق بعد ثلاثة أشهر تمكنت عائلته وزوجته من رؤيته لأول مرة.

    كان جمعة تعرض لتحقيق قاسي جداً، وجهت له تهماً بالانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والمشاركة في عمليات المقاومة نظمتها الحركة مع بداية انتفاضة الأقصى.

    تقول "أم أسامة": "السنة الأولى من الاعتقال كانت الأصعب بالنسبة لنا وله، فمن جهة لم يكن قد أصدر حكم بحقة، ومن جهة أخرى كنت قد رزقت بابني الثاني نصر الله ولكن يكن التواصل ممكنا بيننا بسبب المنع من الزيارة، ففي البداية كان الحديث يدور على عن 40 عاما في الاعتقال".

    بعد إنجاز صفقة للحكم بـ"18 عاماً ونصف" بعد عام ونصف من الاعتقال، استقرت العائلة وجمعة أيضاً، وبالرغم من منع الزيارة في السنوات التالية وعدم التواصل لأربع سنوات، كان على العائلة أن تتأقلم مع أوضاعها بعد اعتقال جمعة وحكمه، وعن الفترة الماضية 15 عاماً وكيف عاشتها وعائلتها قالت "أم أسامة": رغم الألم والمعاناة كان علينا أن نكمل الطريق هو في داخل السجن ونحن في الخارج، وبالفعل استطاع جمعة أن يكمل تعليمه في السجن حتى تمكن من الحصول على درجة الماجستير من الدراسات "الإسرائيلية" وثقف نفسه وألف العديد من الدراسات والكتب.

    وعن أصعب الأوقات التي كانت تمر على العائلة، تقول " أم أسامة": هي فترة الإضرابات والعقاب والقمع والعزل، حيث تنقطع أخباره بالكامل عنا، نطلب الفرج من ربنا فقط، ونتوقع أي خبر سيء عنه دون التمكن من الاطمئنان عنه.

    وأضرب التايه أربع مرات خلال فترة اعتقاله، منها المشاركة في الإضرابات الجماعية ومنها ما هو تضامني كما الحال في العام 2012م مع مفجر ثورة الإضرابات الفردية في السجون الشيخ خضر عدنان.

    وفي الحديث عن الزيارات والمعاناة تقول "أم أسامة" أنها تفوق معاناة غياب زوجها واعتقاله وعيشها وأطفالها وحيدين دونه، وخاصة التفتيش والإذلال المتعمد الذي يقوم به الجنود خلال الزيارة، إلا أنها تقول إن كل هذه المعاناة " تتلاشى" بالكامل عند لقاءه والحديث معه.

    تتابع: "جمعة إنسان متفائل ومحب للعطاء، وحينما نلتقي به في الزيارة يمنحنا أملاً وتفاؤلاً يجعلنا ننسى كل الألم والمعاناة ويصنع من الألم أمل ويواجه كل الصعاب بمعنوياته العالية والتي انعكست على كل حياتنا".

    وعن حياه العائلة في الخارج حيث تربية الأبناء والاعتناء بهم ومواكبة تفاصيلهم اليومية دون وجود الأب الجسدي، لم يكن التايه غائباً بروحه وفكره فلم لينقطع يومياً عن كل تفاصيل حياتهم بحسب "أم أسامة": "منذ البداية حرصت على توطيد علاقة الأبناء بأبيهم، كنت أطلب منهم أن يكلموه في الصورة، ونرسل له رسائل بشكل دائم خلال الفترة الأولى التي منعنا من الزيارة، وبعد السماح لنا بزيارته كان معنا خطوة بخطوة ويتدخل في كل حياتنا اليومية".

    ما تقوله "أم أسامة" بإشراف التايه على أبناءه وحياتهم بالكامل من داخل سجنه كان واضحاً خلال حديث "أسامة": "أنا افتخر بأبي وما قدمه للوطن والقضية، صحيح أنني كنت بحاجة له ولكنني أعتبر دوره الوطني لا يقل أهمية عن وجوده معنا".

    أسامة الآن يتحضر لاجتياز امتحان الثانوية العامة "الانجاز" وكما يقول، وضع خطة كاملة مع والده خلال الزيارة التي سبقت بدء المدرسة للدراسة والتفوق في سنته كما كان دائما، ويقوم والده بمتابعتها معه بالتفاصيل في كل زيارة ورسالة، وكذا الأمر مع شقيقه الأصغر "نصر الله" المتفوق أيضا في دراسته.

    والآن ينتظر كل من "أسامة" و"نصر الله" ووالدتهم الإفراج عن التايه بعد عامين ونصف فقط، ليكمل معهم الحياة التي بدأها معهم وعاشها بكل تفاصيلها بالرغم من غيابه في السجون، "جمعة سيكمل حياته معنا بعد خروجه من السجن، هو موجود معنا دائما ولم يغب عنا يوما" قالت "أم أسامة".

    المصدر/ وكالة فلسطين اليوم

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية