29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: وائل مطلق محمد عساف

    آخر تحديث: السبت، 15 سبتمبر 2018 ، 11:04 ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور حكامنا ومن سيئات رؤسائنا. اللهم صل وسلم على أشرف خلقك، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أبدا، أحمدك اللهم ربي وأسألك أعلى رتب الشهادة، أشهد أن لا إله إلا أنت وأستودعك على هذه الشهادة. أسألك اللهم كما يسرت لي كتابة هذه السطور أول مرة بمداد المجاهد أن تيسر لي كتابتها مرة أخرى بدماء الشهيد.

    أسألك اللهم أن تجعل لكلماتي هذه مذاقًا خاصًا، وتأثيرًا كبيرًا بعد أن أكون قد كتبتها مرتين: مرة بمداد المجاهد ومرة بدماء الشهيد، لأكون بذلك قد جمعت بين الكلام عن الجهاد والممارسة العملية للجهاد التي ستكون عند قراءة هذه السطور قد توجت بالاستشهاد إن شاء الله تعالى.

    اعلموا أيها الناس: أن رتبة الشهادة رتبة عظيمة، ومنزلة سامية لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم، ولا ينالها إلا من سبق له القدر بالفوز المقيم. فقد منَّ الله على الشهداء بنعم عظيمة وخصهم بمآثر جليلة، ومن أعظم هذه النعم والمآثر والمزايا أنه جعلهم أحياء يرزقهم من الجنة حيث شاءوا، فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة: 154]، وقال تعالى: "﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ صدق الله العظيم. [آل عمران: 169-171]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ نَهَرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا). [مسند أحمد بن حنبل]، والشهيد يتمنى أن يرده الله إلى الدنيا مرة أخرى فيقتل مرة أخرى لما يرى من فضل الشهادة وكرامة الشهيد، ففي صحيح البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ: عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ). [صحيح البخاري]

    والدتي العزيزة: لقد كنت دائمًا عندك أعدك بأن أحصل على أفضل وأعلى شهادة عندما كنت تطلبين مني أن أهتم بدراستي، لكي أدخل الجامعة وأحصل على شهادة الدكتوراة وأصبح مثل أخي الدكتور (محمد) حفظه الله تعالى ورعاه، ولكني وجدت شهادة أفضل وأعلى من شهادة الدكتوراة وهي الشهادة التي أسأل الله تعالى أن أكون قد حصلت عليها اليوم استجابة لقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]

    إني أرى أن أفضل شهادة دنيوية هي شهادة الدكتوراة في فقه وأصول الشريعة الإسلامية، ولكني أرى في نفس الوقت أنها لا تساوي شيئًا أمام الشهادة الربانية. لذلك أرجو منك يا (والدتي) كما كنت تطلبين مني أن أهتم بدراستي لأحصل عليها مثل أخي الدكتور (محمد) أن تطلبي من إخوتي وأصدقائي أن يختموا بجهادهم ليحصلوا على الشهادة الربانية التي توجب دخول الجنة لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ*سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ*وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ صدق الله العظيم. [محمد: 4-6]

    واعلمي يا والدتي العزيزة: أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه روي حديثًا صحيحًا قال فيه صلى الله عليه وسلم: (يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ). [سنن أبي داود]، وستكونين أنت يا (والدتي) أول واحدة بإذن الله. كما أريد منك يا (والدتي) أن تعتبري أن هذا اليوم هو يوم عرسي على أجمل نساء الحور العين، فقد روي البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وصف زوجة الشهيد: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ اطَّلَعَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا بِرِيحِهَا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا). [مسند أحمد بن حنبل]

    وفي ختام هذه الكلمات: فإنني أدعو جميع أبناء الأمة إلى الممارسة العملية للجهاد، ومساعدة المجاهدين وعدم الوقوف حجر عثرة في طريقهم. أما بالنسبة إلى من ينتمون إلى الجهاز الذي قام باعتقالي وتعذيبي قبل عام تقريبًا، فإنني أدعوهم إلى ترك هذه الممارسات المعادية للإسلام، وأدعوهم إلى تشجيع المجاهدين بدل اعتقالهم. فمن تاب منهم ونوى ممارسة الجهاد وتشجيع المجاهدين فأسأل الله تعالى أن يتوب عليه ويغفر له، أما من يصرون على الاستمرار في اعتقال المجاهدين فأرجو منهم أن ينسحبوا من جنازتي كي لا يؤذوني وأنا شهيد، كما آذوني وأنا مجاهد. أسأل الله تعالى أن يتقبل مني الشهادة لأكون قد كتبت هذه الكلمات مرة ثانية بدماء الشهيد بعد أن كتبتها أول مرة بمداد المجاهد.

    كما أسأله سبحانه أن يثبت على طريق الجهاد كل من ينتظر الشهادة من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لقوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ صدق الله العظيم. [الأحزاب: 23]

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    وائل مطلق عساف


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية