Error loading files/news_images/(5) الجربوني.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ «عميدة الأسيرات - لينا أحمد الجربوني»

    آخر تحديث: الثلاثاء، 12 يوليو 2016 ، 3:05 م

    مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ «Ø¹Ù…يدة الأسيرات - لينا أحمد الجربوني»

    بقلم: مريم يحيى

    حار العالم فيها فجادت بالكرم كأجود أنواع التمر، وقيل لينا هي شجرة صغيرة كثباتها؛ ونشأتها في عرابة البطوف، بل هي الرفق واللين في غياهب البطش، فغدت نورًا أنار عتمة السجون.

    في الحادي عشر من يناير عام 1974 ولدت في عرابة إحدى القرى الفلسطيني القريبة من مدينة عكا حيث نشأت هناك داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لتحمل الجنسية الإسرائيلية وهي من أسرة فلسطينية مناضلة.
    أبحرت لينا الجربوني في حكايات خالها الأسير المحرر حسن الجربوني والذي بقى 14 عاماً في سجون الاحتلال، أصغت لرواياته بشغف كأنها تقفز من نجمة لأخرى في فضاء الأمل لتنير شمعة البداية.
    أينعت لينا على حب الوطن وأن هذا الدين لن يقوم إلا من الصفوف الأولى، كانت تمضي إلى المواجهات ضد العدو المحتل بجسارةٍ لا يمتلكها الرجال.
    أخذت نصيبًا من العلم حتى إنهاء الثانوية، طمحت أن تنير العالم بنور فكرها لكن ظروف أسرتها الاقتصادية حالت بينها وبين إكمال دراستها الأكاديمية، سلكت سبل العلم والعمل معًا، فعملت في مشغلٍ للخياطة لتساعد أسرتها، كما قامت بحضور دورات تدريبية في مدينة الناصرة المحتلة لتحصل على شهادة «Ø§Ù„سكرتارية الطبية».

    فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ
    في عام 2002 كانت الأسرة الجربوني تتابع أحداث الانتفاضة بغضب «ÙƒÙŠÙ للعالم أن يقف أمام هذا الظلم؟!» لم تقف ناظرةً خالية الوفاض، فقررت دعم المناضلين في مخيم جنين من خلال تقديم شقق سكنية لهم داخل الأراضي المحتلة وتزويدهم بهويات إسرائيلية مزورة تسهّل تنقلهم بعيداً عن أعين الاحتلال.

    «Ù„ا يمكن أن أخضع لهم»
    اجتاح الاحتلال الضفة الغربية في عملية «Ø§Ù„سور الواقي» والي زوّدت المحتل بخيوط تدل على عمل الأسرة الجربوني النضالي.
    اعتقلت الأسرة لينا الجربوني في الثامن عشر من أبريل عام 2002 ØŒ داهم الاحتلال منزلها في الساعة الثانية صباحاً ليعتقلها وشقيقها سعيد الجربوني بعد أن قام بتعصيب عينيهما، لتُنقل إلى سجن «Ø§Ù„جلمة »ØŒ حيث استمر التحقيق معها لأكر من 30 يومًا تخضبت بجميع أصناف الإهانة والتعذيب الجسدي والنفي، من شبْحٍ وعزل وحرمانٍ من النوم، وتم استدعاء شقيقتها لميس أكر من مرة، وفي إحداها تم الحكم على المحررة لميس بالسجن ثلاثة شهور، وكل ذلك بغية الضغط عليها وكسر صمودها.
    عند النطق بالحكم طلب منها المحامي أن تعتذر أمام القاضي، أبت الحرة عندما سألها القاضي عن ندمها إلا الإجابة بصمود «Ù„ا»ØŒ أعلمَها أنه سيُصدرُ حكمًا بحقها، أجابتهُ: «Ø£Ù†Øª لا تصدر حكمًا بحقي، من يصدر حكمًا بحقي هو الله».
    بَتَّ القاضي حكمًا بسجنها 17 عامًا وثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وهو يتلذذ بعنجهيته ضاحكًا، لعلمه أن الحكم في حق الأسرة الجربوني كان ظالمًا ولا يستلزم أكثر من ثلاث سنوات وفق قانون الاحتلال. حين سُئِلَت الحرة عن سبب عدم الإصغاء لمحاميها أجابت: «Ù„Ù… أستطع، لا يمكن أن أخضع لهم».
    حُرمت من جميع الامتيازات الي يتمتع بها السجين الأمني إلا أن صوتها صدح لتحمل لقب «Ø¹Ù…يدة الأسيرات» قدرتها العالية على الحوار مع إجادتها اللغة العبرية خوَّلتها لمناقشة السجان بقوة والتأثر فيه لتحقيق مطالب الأسرات رغم أنفه، لتصبح المتحدثة باسمهن في سجن «Ø§Ù„شارون» منذ اعتقالها حتى هذا اليوم، لم تسمح الأسرة الجربوني بالتعامل المباشر ب Ù† الإدارة والأسرات حتى تحفظهن من مكائد السجان ومكره.
    لم تكتفِ اللينة من تمثيل الأسرات أمام إدارة السجون؛ فقد كانت تعمل على راحتهن داخل الأسر كما الطبيبة تتابع حالتهن المرضية؛ تضمد جراحهن وترافقهن إلى العيادة.
    اعتنت الأسرة الجربوني بالأسيرات القاصرات بشكل خاص، قدمت لإدارة السجون بإلحاح طلبًا لتدريسهن يومين في الأسبوع تعليمًا مدرسيًا، وحولت أقبية السجن لمدرسة حيث تكفلت بتعليمهن دورس الدين والتفسير والسنة النبوية واللغة العبرية وفن التطريز والخياطة.
    المحررة منى قعدان تقول: «ÙƒØ§Ù†Øª لينا تعد الوجبات للأسيرات القاصرات، فتصحو كل يوم في الساعة الثامنة صباحًا تحضر لهن الحليب كما تفعل الأم...».
    اتصفت الأسيرة الجربوني بالعدل ولم تُؤثر أسيرة على أخرى تقول المحررة عطاف عليان: «Ø£Ø±Ø³Ù„نا ثيابا للأسيرات من خارج السجن، وطلبنا من لينا توزيعها على أسماء محددة، فقامت بتوزيع تلك الثياب على الفتيات المحتاجات بغض النظر عن الاسم والانتماء الحزبي، ورفضت التميز بين الأسيرات كعادتها...»ØŒ وتتابع: «Ù„ينا كانت تؤْثر زميلاتها على نفسها، كانت قبل أن تلبس أي ثوب جديد تعطيه للأسرات ليلبسنه قبلها».

    لينا المعينة لأخواتها الأسيرات في الأسر، في لحظات الحزن وترقب الأمل، فمن معينها اليوم؟
    شهد عام 2006 أسر أحد جنود الصهاينة «Ø¬Ù„عاد شاليط» من على دبابته في عملية «Ø§Ù„وهم المتبدد»ØŒ كان هذا الخبر لساكني عتمة الزنازين موعدًا مع الحرية.
    ستة أعوام والأسيرات يرقبن خَطَّ فجرٍ سيُحفر في ذاكرة التاريخ، رسمن فيها أحلامهن من جديد، ورسمت لهن لينا ولنفسها يوم عيدٍ منتظر.

    الأسيرة لينا الجربوني: «Ø¹Ù†Ø¯ خروجي سأقفل على نفسي باب غرفتي وأنام في حضن أمي ليومٍ كامل...».
    دقت ساعة الحرية، إنه الوقت المنتظر، كانت قد أعدت لينا نفسها وشقيقاتها، جمعت أهم ما تملكِ من مقتنيات بغية رسم فصلٍ جديد لا يتخلله زجاجٌ.. قيدٌ.. وقضبان.
    والدةُ لينا الي زرعت في ثنايا الحرة وأشقائها حب الأرض تستذكر تلك اللحظات فتقول: «Ø¹Ù†Ø¯ حضور الصحافين إلى المنزل لسؤالي عن شعوري وانتظار عودة لينا.. أخبرتهم هل حقاً تصدقون كلامهم؟! لن يفرجوا عن ابنتي...».
    لم تكن والدة الحرة فقط من تعي مكر السجان وحقده، أضافت فاطمة الجربوني: «Ù‚ال لي شقيقي حسن كما قضيتُ الأربعة عشر عامًا، ستقضي لينا السبعة عشر عامًا لن ينقصوها يومًا واحدًا...!».
    تصف المحررة قاهرة السعدي: «Ø¹Ù†Ø¯ خروجنا بقيَت لينا وحيدة داخل الغرفة، لم أكن أريد تركها، قام السجّانون بسحبي، كنت أصرخ.. وهي كانت تصرخ.. لم أرد مفارقتها، كان السجانون يقومون بسحبي خارج القسم ولينا تقول لي: «Ø§Ø³Ø£Ù„يهم لماذا؟ لماذا أنا أبقى هنا؟ لماذا نسوني؟ هل لأني من فلسطينيي 1948ØŸ أخبريهم أني أريد أن أرى أمي قبل أن تموت، أخبري القيادات، لا تنسيني يا قاهرة».
    تراجع الاحتلال عن الإفراج عنها وعن غالبية أسرى الداخل المحتل 1948 بحجة أن الصفقة لا تشملهم كونهم يحملون الهوية الإسرائيلية وهم قد خانوا الدولة.
    رغم عدم الإفراج عن سيدة فلسطين؛ إلا أن عائلة الأسرة الجربوني كانت سعيدة بنجاح الصفقة، المحررة لميس -شقيقة الأسرة الجربوني-: «Ø¹Ù†Ø¯ الإفراج عن الأسرى من السجون وذكر أسمائهم -رغم الألم الذي كنا نشعر به- إلا أني قمت بشراء الحلوى وتوزيعها على الناس، فمن خرجوا من المعتقلات هم أبناء عائلات أخرى، كنا نبكي ونشعر بالسعادة في ذات الوقت...».
    قبل خروج الدفعة الثانية من صفقة وفاء الأحرار كانت لينا قد كتبت الكثر من الرسائل عبرّت فيها عن وحدتها وألمها لتركها في السجون، ورغم محاولات كثرة من قبل المفاوضين الفلسطينيين والوسيط المصري والأسيرات المحررات إلا أن حقد الاحتلال طغى على أن يفرج عن الجربوني في الدفعة الثانية، لم يتغلب الحزن الذي عاشته وألم وحدتها عليها، فبإرادتها وعزيمتها القوية لا زالت صامدة.

    الجربوني .. صاحبة أطول اعتقال
    بعد مُضي اثني عشر عامًا في السجون رُفض طلب الأسرة الجربوني بتخفيض مدة حكمها، ففي السادس من يناير من عام 2013 رفضت لينا التعامل مع إدارة مصلحة السجون الصهيونية، احتجاجًا على رفض محاكم الاحتلال استئناف الحكم «Ø«Ù„ÙŠ المدة» والذي قُدم من قبل المحامي، فمن المفرض وفق قانون الاحتلال أن يتم تخفيض حكم لينا للثلث، كونها تحمل الهوية الإسرائيلية، لكن الاحتلال الغاشم ينعق بقول ويبطش بآخر.

    تدافَعَ الألمُ إلى جسدها فانتهز السجان الفرصة تلو الفرصة ليهدم إرادتها الصلبة وأنّى له ..
    عانت الأسيرة الجربوني من حصوات المرارة، ولا زالت تشكو من صداع «Ø§Ù„شقيقة » المتكرر، ومن آلام وانتفاخات في القدمين، رفضت سلطات الاحتلال تقديم العلاج اللازم لها لأكثر من عام ونصف وماطلت في سياسة الإهمال الطبي ضدها.
    عند زيارة الأسرة الجربوني لعيادة السجن كان الطبيب يحتسي القهوة رافضًا توفير العلاج بحجة انشغاله، قدمت الجربوني شكوى ضده مطالبة بتقديم العلاج الازم لها، وعلى إثرها قامت بمقاطعة عيادة السجن لمدة ستة شهور.
    في الخامس من يونيو 2013 هددت الأسيرات بالإضراب، وتدخل عضو الكنيست إبراهيم صرصور لتدهور صحة الأسرة لينا فتقدم موعد عمليتها ستة أشهر، فخضعت لعملية استئصال المرارة في مشفى «ÙƒØ¨Ù„ان-العفولة» وأعيدت بعدها مباشرة إلى سجن «Ø§Ù„شارون».

    لم تتسع الكلمات لعطاء ونبل أخلاق الأسرة لينا الجربوني، امرأة فلسطين الأولى لعام 2015 ، لا زلنا نذكرك ولن ننساك يا شقيقة الرجال.. لكِ الحرية يا عنوان الحرية..

    المصدر/ مجلة سراج الأحرار


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر محمد محمود حسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات في السجون الصهيونية

29 مارس 2001

الاستشهادي أحمد نايف اخزيق من سرايا القدس يقتحم مستوطنة نيتساريم المحررة وسط القطاع فيقتل ويصيب عدداً من الجنود

29 مارس 2002

الاستشهاديان محمود النجار ومحمود المشهراوي يقتحمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع فيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة

29 مارس 2003

قوات الاحتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ باجتياح الضفة الغربية بما سمي عملية السور الواقي

29 مارس 2002

الاستشهادية آيات الأخرس تنفذ عملية استشهادية في محل تجاري في القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة وتجرح 25 آخرين

29 مارس 2002

قوات الاحتلال الصهيوني تغتال محي الدين الشريف مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس

29 مارس 1998

الأرشيف
القائمة البريدية