29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاستشهادي أحمد عاشور: الباحث عن الشهادة

    آخر تحديث: الإثنين، 18 يناير 2016 ، 03:13 ص

    الميلاد والنشأة
    ولد الشهيد المجاهد "أحمد محمود زايد عاشور" "أبو رباح" في "دبي" في التاسع عشر من أبريل عام 1985م، ونشأ في كنف في أسرة بسيطة مؤمنة بالله، تتكون من والديه وأربعة من الأبناء، واثنتين من البنات، وشاء الله له أن يكون ترتيبه الخامس بين إخوته.
    وتمتد جذور أسرته إلى عائلة فلسطينية مجاهدة في سبيل الله والوطن، حيث قدمت العديد من الشهداء خلال انتفاضة الأقصى المباركة أثناء مقاومتهم للمحتل الغاصب، ولا زالت هذه العائلة المرابطة تقدم فلذات أكبادها دفاعاً عن الإسلام وفلسطين، فشب شهيدنا على درب الإيمان ووعي والثورة.
    درس الشهيد "أحمد عاشور" المرحلة الابتدائية في مدارس "دبي" عام 1996Ù…ØŒ وبعد عودة أسرته إلى أرض الوطن استقرارها في مدينة خان يونس الباسلة حيث تسكن عائلتهم، حصل على شهادة المرحلة الإعدادية من مدرسة عبد القادر بخان يونس عام 1999Ù… بتقدير ممتاز، والثانوية من مدرسة خالد الحسن كذلك، ومن ثم التحق الشهيد بجامعة الأقصى ليواصل مشواره التعليمي، غير أن عشقه للجهاد وإيمانه بالله كانا دافعاً قوياً لامتشاق البندقية والدفاع عن أبناء شعبه وكرامة أمته المترامية الأطراف من هذا العدو المتغطرس الذي لا يتوانى عن قتل الأطفال والشيوخ وقتل كل معاني الحياة. 

    صفاته وعلاقاته بالآخرين
    ارتبط شهيدنا المجاهد "أبو رباح" بعلاقات ممتازة مع أسرته، فكان محباً للجميع، ومحبوباً من الجميع. ويقول صديقه جهاد عاشور: "الشهيد أحمد كان إنساناً عظيماً طيب النفس، محباً لأصدقائه، بسيطاً ومتسامحاً، حنوناً ورحيماً بمن هو أصغر منه، وكان دائم الزيارة لأهالي الشهداء والأسرى"، لافتاً الى أن الشهيد كان دائم التفقد لإخوانه ويشعر تجاههم بالمحبة والأخوة الصادقة، وكان يدخل الابتسامة على كل بيت يدخله، الأمر الذي جعله محبوباً من الجميع.
    وعرف الشهيد أحمد ببره بوالديه، حيث كان مطيعاُ لهما ومقرباً منهما. ومتميزاً بعلاقته لهما، يخفض لهما جناح الذل من الرحمة، مما جعله أحب الأبناء إلى قلبهم، بالإضافة إلى أنه اتصف بالزهد في هذه الدنيا الفانية طامعاً في جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين، كما كان يتمتع بروح المرح والدعابة وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه لرضاه التام بما قسمه الله له من خير.

    مشواره الجهادي
    عشق الشهيد "أحمد" فلسطين.. وعشق الجهاد حتى باتت فلسطين وتحريرها كل أمانيه وكل مطلبه في الحياة. فالتحق في بداية الأمر بالرابطة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي) في بداية عام 2001م حيث كان الشهيد يدرس في جامعة الأقصى، وشارك في كثير من النشاطات الطلابية الخاصة بالرابطة " الجماعة الإسلامية سابقاً".
    وما هي إلا فترة وجيزة حتى انتمى إلى الخيار الأمل والركب الطاهر إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 2002م بعد تأثره بأخلاق إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي. فكان حريصاً على المشاركة في كافة الفعاليات والنشاطات والمناسبات الحركية في انتفاضة الأقصى المباركة، فكان أحد الأعضاء الأساسيين في أسرة مسجد الإسلام، حيث يعقد فيه الندوات الدينية التي تتحدث عن فضل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
    واصل الاستشهادي عاشور عمله الجهادي حتى كان انخراطه في صفوف سرايا القدس عام 2003م، ليعمل في وحدة الرصد والاستطلاع لخدمة المجاهدين. حيث شارك في عديد عمليات رصد الأهداف العسكرية الصهيونية لصالح مجاهدي سرايا القدس، كما يسجل له مشاركته الفاعلة في التصدي للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا ومخيماتنا الفلسطينية.
    كان شهيدنا الفارس "أبو رباح" يصر دائماً على أن تكون عمليته الاستشهادية عن طريق حزام ناسف ليتفتت جسده الطاهر في سبيل الله، حيث أعد نفسه كاستشهادي وتم إعداد وصيته على شريط فيديو.
    وجهز الشهيد عاشور نفسه لتنفيذ إحدى العمليات الاستشهادية والتي كانت تحت إشراف القائد المجاهد "محمود جودة" ولكن شاء قدر الله أن يستشهد القائد "محمود" قبل تنفيذ العملية الاستشهادية التي أعدها للشهيد المجاهد "أحمد عاشور".
    وواصل الشهيد المجاهد "أحمد عاشور" إلحاحه لتنفيذ عمليته الاستشهادية فجهز نفسه أكثر لبيعها إلى خالقها، وليعلن للعدو المجرم أن النفس تهون علينا من أجل الكرامة والحرية.
    ولم يدخر شهيدنا البطل أي جهد في الدفاع عن الأرامل واليتامى والثكالى، فقرر أن يبيع نفسه في سبيل الله من أجل أن يرسم البسمة على شفاه المحرومين، حيث تدرب على عملية إطلاق النار والقنص على يد الشهيد القائد "محمد الشيخ خليل"، وقد أتقن شهيدنا الفارس آنذاك عملية القنص وإطلاق النار ببراعة ملحوظة.

    استشهاده
    لقد كان شهيدنا (أحمد) تواقًا للشهادة وإلى لقاء الله ورسوله الأعظم، فأحب الشهادة بصدق وسعى لها سعيها وهو مؤمن، فكان الموعد في فجر يوم الاثنين 17/1/2005م، حيث انطلق شهيدنا الفارس "أبو رباح" إلى صلاة الفجر في المسجد بعد أن حظي بدعوات والدته الحنونة، وانطلق بعد الصلاة ملبياً داعي الجهاد، ليلتقي شهيدنا المجاهد "أحمد عاشور" برفيق دربه الشهيد المجاهد "نضال صادق" لتنفيذ عملية استشهادية في مغتصبة كوسوفيم "الخط الشرقي لقرية القرارة"، للثأر والانتقام من أعداء الله والأمة، وللرد على جرائم العدو بحق أبناء شعبنا، فاشتبكا المجاهدّين مع قوات الاحتلال الصهيوني على حدود الموقع العسكري لمغتصبة كوسوفيم لعدة ساعات، وقد اعترف العدو الصهيوني بالعملية البطولية، ولكنه كعادته أخفى خسائره، فارتقيا إلى العُلا بإذن الله الشهيدين الفارسين "أحمد عاشور" و"نضال صادق" ليلتحقوا بمن سبقوهم من الشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

    وصية الشهيد
    "الحمد Ù„له القائل: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" الحمد لله الذي هدانا إلى طريق الجهاد والاستشهاد...الحمد لله أن جعلنا في الأرض المباركة وزادنا شرفاً بأن جعلنا ندافع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في عداد المرابطين على ساحل الشام وهي كرامة وشرف نستحق أن يحسدنا الناس عليها".
    كانت تلك الكلمات الثورية الجهادية المعبقة بالإيمان وصية الاستشهادي بإذن الله أحمد محمود زايد عاشور ابن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قبل تنفيذه للعملية الثأر والانتقام من أعداء الله والأمة، وللرد على جرائم العدو بحق أبناء شعبنا..
    ويضيف الاستشهادي الثائر: "إن الله سبحانه وتعالى يحب عبده الذي يغمس يده في أعداء الله فلا يرجع من ذلك في شيء، فلماذا نرضى بالقعود ونخلد للخضوع لغيره الله..؟، وكيف نرضى لامتنا أن تهان و نقبل بحياة العاجزين ونحن أولياء الله نستمد قوته منه سبحانه صاحب القوة والجبروت، فطالما نستطيع أن نقدم أرواحنا على اكفنا ونقتحم على أعداء الله أواهم أمنهم وأن نحطم أسطورة جيشهم الذي زعم أنه لا يقهر".
    ويتابع حديثه المغمس بالدم الطهور قائلاً: "لقد قررت أن أقوم بعملي المتواضع هذا لأجل الله سبحانه وتعالى وفي سبيله وطمعاً في جنته والتزاماً بخط الأنبياء صلوات الله عليهم وعلى نهج الشهداء الأبرار، وأرجوا من ربي أن يقبلني في عباده الصالحين وأن يجعل عملي من أجله وله صادقاً، وأن يسدد رميتي وأن يُيسر علّى أمري وأن يشفي صدور إخواني بقتلي لأعدائي، وأن يلهمني كل وسيله لتحقيق ذلك، إنه ولى المجاهدين".
    ويوجه الاستشهادي في نهاية وصيته خطاباً: "أهلي وأحبتي اصبروا وصابروا ورابطوا ولا يفتنكم رحيلي ولا يضعفكم فراقي، فمن أحب لقاء الله أحب لقاءه وإني والله لأحبكم ولكن حبي لربي وديني ومقدساتي أعظم، سامحوني وارضوا عني وادعوا الله لي التوفيق والقبول "داعياً المجاهدين الى مزيداً من التلاحم والشدة مع أعداء الله وما النصر إلا صبر ساعة، فاصبروا وإذا لقيتم عدوكم فاثبتوا واعملوا للجنة، فإن الجنة تحتاج منا الجهد، سامحوني جميعاً وادعوا الله لي الفردوس الأعلى فإنه قريب سميع مجيب.

    و"أسأل الله أن يجمعني في ظلال الجنات وأن يتقبلنا مقبلين غير مدبرين ولعدوه قاهرين وأن نلقاه وهو راضٍ عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه".

    رحمك الله يا "أبو رباح" وأسكنك فسيح جناته.

    (المصدر: سرايا القدس، 17/1/2005)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية