26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد خالد شحادة: باع الدنيا واشترى الآخرة

    آخر تحديث: السبت، 12 ديسمبر 2015 ، 10:22 ص

    أن تدخل بيوت الناس فهذا الأمر عادي، أما أن تدخل بيوت الشهداء الأكرمين منا فالأمر ليس عاديا لأنك تدخل بيوت الأخيار الأطهار من هذه الأمة، وأن تدخل بيت كبيت شهيدنا البطل، خالد عوض شحادة، فالأمر يعيدك إلى الفترات المضيئة في تاريخنا الإسلامي العريق. 
    كانت خنساء البيت تردد برباطة جأش لا تجدها إلا على وجوه المؤمنين الصادقين "هنيئا لك يا ولدي الشهادة.. ونسأل الله أن يتقبلها منك وأن يكرمنا بها".. هذه هي الحاجة عزيزة أحمد شحادة (60 عام) أم الشهيد خالد التي تستحق لقب الخنساء بكل جدارة واستحقاق.

    الميلاد والنشأة
    ولد الشهيد خالد عوض شحادة في مخيم جباليا غزة بتاريخ 8/1/1969م، وهو ابن من أربعة أولاد (إبراهيم، أحمد، عماد، خليل) للوالد عوض شحادة وله أربع أخوات متزوجات.
    نشأ الشهيد وترعرع في مخيم جباليا، التحق بالمدرسة حتى أنهى الثانوية العامة، وبعدها التحق خالد بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث أنهى سنتين في كلية الشريعة ومع ظروف الانتفاضة لم يكمل دراسته الجامعية وبعدها سافر إلى الجزائر، حيث درس لمدة ثلاث سنوات ثم عاد إلى أرض الوطن في زيارة للأهل وتجديد تصريح الخروج ولكن الاحتلال رفض السماح له بالسفر فمكث في غزة.
    يقول والده: إنه كان هادئا منذ طفولته، وكان ملتزما بالصلوات الخمس في المسجد باستمرار وبصفة دائمة وكان يتحلى بالأخلاق الإسلامية الأمر الذي جعله محبوبا من طرف جميع أصدقائه وكان يداوم على صلاة الجمعة في مسجد الشهيد الشيخ عز الدين القسام.
    يقول شقيقه أحمد: أنه كان يقدمه ليؤمهم في صلاة الجماعة في البيت رغم أنه كان أصغر منه سنا، ويضيف كان من الصعب استفزاز الشهيد خالد وتحديد اتجاهه السياسي، اعتقل أيام مطاردة شقيقه إبراهيم عام 1986م ولقد اعتدى عليه اليهود عدة مرات خلال الانتفاضة وفي إحدى المرات كسرت يده.
    ويضيف شقيقه أحمد: أن شقيقهم المجاهد إبراهيم لعب دورا مهما في بلورة رؤيته واتجاهه السياسي حيث كان الشهيد يزوره في السجن باستمرار، وكانت هذه المرحلة بمثابة تعبئة دائمة للشهيد، ويضيف أن الشهيد كان متسامحا منذ طفولته لا يسيء لأحد بل يقابل الإساءة بإحسان، وأن روح الجهاد كانت واضحة من تصرفاته إذ كان يدرب طفليه "إبراهيم وجهاد" تدريبا عسكريا في البيت ويقول: إن طفليه يرددون الآن أنهم يريدون تقليد عمهم الشهيد والفوز بالشهادة.

    محطات في مسيرتة الطهارة
    تقول والدته: يوم استشهاد البطل معين البرعي جارهم في مخيم جباليا، ذهبت لتعزية أم الشهيد وذويه كما جرت العادة وعدت بعدها إلى البيت باكية، وعندما رآني رحمه الله صاح، لماذا تبكي وقالها مستنكرا ومستغربا، وقال لي: "يا ريت تصح لنا الشهادة مثله"، وتضيف الحاجة عزيزة: إنني حضرت يومها صورة للشهيد معين، فأوصاني بحفظها وعدم جعلها في متناول الأطفال لأنها صورة أحد الشهداء الأطهار.
    محطة ثانية.. يقول والده: عند عاد من الجزائر عرضت عليه الزواج فأجاب: "إنه يريد أن يحصل على الشهادة" وكان ظني حينها مواصلة تعليمه في الجامعة للحصول على شهادة الليسانس، وكان ظني في وادٍ.. وقصد الشهيد في واد آخر ـ فقد كان رحمه الله يقصد الاستشهاد في سبيل الله.
    محطة ثالثة.. يقول شقيق الشهيد: عند استشهاد البطل عماد عقل وبيته لا يبعد أمتارا عن بيتنا لم يصدق الشهيد خالد النبأ عندما أبلغته إياه وعندما تيقن تأثر كثيرا جدا، وقال بخشوع إن شاء الله نلحق به، وبالفعل لحق به وكما كان جاره في السكن كان جاره أيضا في مقبرة الشهداء.

    المعركة والاستشهاد
    تقول والدته قبل استشهاده ذهب إلى أماكن سكن شقيقاته جميعا ودعاهن لتناول طعام الغداء، كان ذلك قبل يوم واحد من استشهاده ودون معرفة والدته وأهل البيت، وتضيف الوالدة: عند وصول شقيقاته للبيت لم نكن قد أعددنا طعاما أو شيئا ودهشنا من موقفه فأجاب طعام واحد يكفي لاثنين والله يبارك لمن يشاء، كان الأمر بالنسبة لي لغزا حللت طلاسمه بعد استشهاده .
    وتضيف الوالدة لقد سهرنا ليلة استشهاده كعادتنا معا وبلغنا سلام أخوه أبو جهاد "إبراهيم" الذي اتصل به وكان الشهيد عاديا ويضحك وينكت، وقال لأخيه أحمد إن عندي امتحان غدا وأرجو أن تنبهوني في الصباح الباكر، كان رحمه الله يخشى أن يغلبه النعاس، ويضيف والده: أنه لم ينم ليلتها وكان يداوم باستمرار على سماع شريط الشهادة للشيخ عبد العزيز عودة، وفي الصباح توضأ وصلى وقبل خروجه تقول والدته: أنه أنهضها من نومها مبكرا وقبل صلاة الفجر ونفس الأمر مع والده ليصلوا الفجر وفي الحقيقة كان يريد توديعهما الوداع الأخير.

    وبتاريخ 5/12/1993م، وفي ذلك اليوم الموعود، خرج الشهيد البطل ممتشقا سلاحه نحو لقاء الله بنفس مؤمنة ومطمئنة ويصل الشهيد موقع العملية المسطرة حاملا لواء القوى الإسلامية المجاهد "قسم" في قلب مدينة حولون يلتقي الشهيد خالد مع صيده - جنود الاحتلال الصهيوني وضباطه - ويفتح الشهيد نيران رشاشه لينطلق رصاص الحق.. رصاصة أولى .. تكسر جدار الصمت، الوهن المتبدد .. رصاصة ثانية .. تخترق الجسد الحرام في الشهر الحرام.. رصاصة ثالثة.. ليبدأ النزال بين مجاهد واحد من رجال "قسم" أمام جحافل الشر من عساكر بني صهيون ليسقط العديد من القتلى والجرحى ملطخين بدمائهم النجسة ليسقط بعدها فارسنا البطل شهيدا مضرجا بدماء الطهر والمسك.
    ويقول شهود عيان أن الشهيد أطلق زخات كثيفة من الرصاص على الباصات الحاملة لجنود العدو على مفترق حولون وتبادل إطلاق النار مع الجنود في المحطة، وأضاف شاهد عيان آخر وهو صحفي صهيوني من أصل عربي كان لحظتها مارا بمنطقة الحادث غنني: رأيت تسعة جثث للصهاينة حملوا في طائرة هيلوكبتر عسكرية إضافة إلى سيارات الإسعاف التي نقلت الجرحى من مكان الحادث.
    ويضيف شقيقه نبيل أنه قرأ وقتها في الصحافة العبرية التي أجرت حوارات مع بعض المتواجدين في منطقة الحادث عند وقوع المعركة بأن الشهيد كان يلبس الزي العسكري للجنود الصهاينة ولم يشك أحد في كونه عربيا.
    يقول والد الشهيد أنه قد علم باستشهاد ولده صباح ذلك اليوم من بعض الأخوة ويضيف أنه لم يبك وقلت "إنا لله وإنا إليه راجعون". ويقول أخوه نبيل: أنه كان يعمل يومه في الكيان الصهيوني مع شقيقه عماد الدين، فأبلغني أحد الأصدقاء بالحادث وبعدها سمعت الأخبار وعلمت أن أخي، ثم صلينا ركعتي شكر لله وعدنا للبيت.
    وتقول والدته أنها سمعت الأخوة يذكرون كلمة استشهاد عند وصولهم البيت صباح يوم الحادث ففهمت الموضوع بسرعة وقلت لهم الحمد لله الذي استشهد في سبيل الله والإسلام والوطن وإن شاء الله يتقبل منه شهادته وجهاده وبعدها بدأت أزغرد.
    ويضيف الوالد بعد استشهاده أرسل الحاكم العسكري لمخيم جباليا فسألني عن ابني خالد وقال لي ابنك مجرم كبير، وقال لي زعلان: فقلت له: "لا مش زعلان إنه شهيد ونحن نفرح للشهداء".

    وهكذا ارتقى شهيدنا البطل في ميدان الجهاد والشرف، طلب الشهادة بصدق فمنحه الله إياها وأسكنه جثته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .

    (المصدر: سرايا القدس، 4/12/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية