Error loading files/news_images/فياض.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد محمود فياض: عندما يرتقي العظماء!

    آخر تحديث: الأربعاء، 25 مارس 2015 ، 11:48 ص

    "إن كانوا يهددونا بالموت فيا مرحبا بالشهادة، لكننا نرى توفيق الله لنا في الميدان، فأنعم بقومٍ حوصروا من إخوانهم وعدوهم، فغلقت عليهم الأبواب كلها، إلا باب رب الأسباب، ليأتي النصر من المسبب لا من الأسباب"، كانت تلك الكلمات آخر رسالة كتبها شهيدنا المجاهد محمود محمد فياض ابن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قبل استشهاده صباح يوم الجمعة الموافق 18/7/ 2014م، في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل.

    الطيب الخلوق
    تقول والدته الحاجة أم ماهر لـ"الإعلام الحربي" التي كانت في ضيافتنا بمنزلها في بلدة القرارة شمال شرق محافظة خان يونس:" الله يرضى عليه ويتقبله مع الشهداء والصديقين، كان (رحمه الله) عازف عن الدنيا وعاشق للشهادة في سبيل الله".
    وتضيف بصوت حمل بين نبراته معاني العز والافتخار:" محمد كان ينتظر بفارغ الصبر بدء العدوان البري الاخير ليثأر للأطفال والنساء والشيوخ والشباب وللثكلى والأرامل من هذا العدو المتغطرس الجبان".
    وأكملت حديثها ودموعها ترتسم على محياها قائلةً:" أنا كما كل أم تخاف على أبنائها، وتخشى من تلك اللحظة التي قد تفقدهم فيها، ولكن العدو الصهيوني الذي استشرى في عدوانه وقتله لشعبنا أطفال وشيوخ ونساء ورجال، جعلني كما كل أم فلسطينية لديها مجاهد أن تشد من أزره ليكبح جماح هذا العدو اليهودي المتغطرس"، مؤكدةً أنَّ فلسطين تستحق منَّا جميعاً تقديم الغالي والنفيس من أجل تحريرها، وإنقاذ شعبها من المذبحة الصهيونية التي يتعرضون لها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
    وأشادت الوالدة الصابرة بما كان يتمتع به الشهيد من صفات حميدة ومحبة الجميع له، وتدينه وإخلاصه وطيبة قلبه وهدوئه، وبره لها ولوالده، ووصله لرحمه، ومعاملته الحسنة مع الجيران.
    وتذكرت أم ماهر عديد المواقف والأحاديث التي كانت تدور بينها وبين نجلها محمود ، قائلةً بصوت حزين: " كنت كما كل أم أحدثه عن اللحظة التي سأبحث له عن العروس التي سأزوجه بها، لكن قلبه وروحه كانت متعلقة بالشهادة واللحاق بركب الشهداء من أصدقائه الذين سبقوه"، سائلة عز وجل أن يكرم نزله ويسكنه الفردوس الأعلى ويرزقها ووالده وإخوانه ومحبيه الصبر والسلوان.

    الأخ الحنون
    بدوره تحدث أحمد أخ الشهيد عن الصفات التي كان يتمتع بها "محمود" من أخلاق وطيب معاملة، وعلاقته الطيبة بالجميع، مشيراً إلى عمق العلاقة التي كانت تربطه بشقيقه دون سائر أشقائه، والتي كان عنوانها الود والاحترام المتبادل.
    وأكمل حديثه قائلاً :"كان (رحمه الله) عطوفًا على أهلي وإخوتي يقدم كل ما يملك من أجل أن نعيش عيشة كريمة رغم أنه يصغرنا كثيراً في السن وكان شاب في مقتبل العمر، ويعتمد عليه والدي في عمله "، مؤكداً على أنهم سيفتقدونه كثيراً في المنزل والحارة والمسجد لمكانته العالية بينهم.
    أما شقيقه عرفة فتحدث عن الجانب الإيماني للشهيد، قائلاً :" كان محمود من احرص ما عرفت في حياتي على طاعة الله، فكان إذا حان وقت الصلاة وهو يعمل على سيارتي الأجرة، يوقفها ويدخل إلى اقرب مسجد للصلاة فيه"، لافتاً إلى انه لا زال يشعر بوجود شقيقه محمود بينهم في البيت والمسجد وفي كل مكان كان يجمعهم ببعضهم البعض.

    ميلاده ونشأته
    الجدير ذكره أن ميلاد شهيدنا المجاهد محمود محمد فياض "أبو أسيد" أبصر النور في شهر فبراير لعام 1990م، فكان ميلاده مصدر بشر وسرور لأسرته التي تتكون من والديه وخمسة أشقاء وخمسة شقيقات، وكان ترتيبه الأخير في الأبناء.
    ودرس شهيدنا مراحل تعليمه الأساسي الابتدائي والإعدادي في مدرسة "ابن النفيس"، ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة القرارة للبنين والتي اجتازها بتفوق، ثم التحق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة القدس المفتوحة، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية.

    مشواره الجهادي
    انتمى شهيدنا محمود لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في سن مبكر حيث كان من الشباب الملتزمين الفاعلين في كافة الأنشطة والمجالات الحركية، كما كان من رواد مسجدي "خالد بن الوليد" و"بدر".
    وعُرف عن الشهيد تعمقه في العمل الحركي بدءاً من العمل الطلابي ضمن الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد، وصولاً إلى إمارة الأسر الحركية، ومتابعة عمل الشعب في منطقته، عدا عن عمله في جمع التبرعات لبناء المساجد.
    ثم كان انضمام شهيدنا محمود لصفوف سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في أواخر عام 2006م، حيث تلقى في تلك الفترة دورة عسكرية شاملة، اهلته للجهاد على الثغور مرابطاً حيث عمل ضمن وحدة الكمائن المتقدمة بمنطقة القرارة، ولكن عشق شهيدنا للشهادة دفعه للطلب من قادته ضمه لوحدة المغاوير التابعة لسرايا القدس، وكان له ذلك حيث تلقى عدة دورات ومهارات متخصصة أهلته للعمل ضمن تلك المجموعة العسكرية الموكلة بتنفيذ المهمات الخاصة والصعبة.
    ويسجل لشهيدنا المشاركة في عملية التصدي لقوة صهيونية خاصة حاولت الدخول الى قطاع غزة في 9/4/2008، عبر بوابة "سريج"، فاشتبك شهيدنا وإخوانه المجاهدين من سرايا القدس وكتائب القسام، مع تلك الوحدة، الأمر الذي أدى لوقوع إصابات مؤكدة في صفوف تلك الوحدة الصهيونية، لكن العدو الصهيوني كعادته أخفى خسائره، واعترف بمقتل جندي صهيوني وإصابة آخرين، واستشهاد محمد فايز شامية من كتائب القسام، ويقول احد رفاق الشهيد في سرايا القدس، أبو عبد الله، أن الشهيد أخفى خبر مشاركته في العملية في ذلك الوقت عن الجميع، ولم يكشف هذا الأمر إلا بعد سنوات لعدد محدود من إخوانه المجاهدين، مشيداً بما كان يتمتع به الشهيد من سرية وكتمان ورغبة في ابتغاء الأجر من الله.
    وشارك الشهيد محمود في التصدي للتوغلات الصهيونية شرق القرارة وغيرها من المناطق الفلسطينية، مبيناً أن الشهيد كان يقف على رأس مجموعة ضمن وحدة الإسناد المسئولة عن قصف المغتصبات الصهيونية والمواقع العسكرية المحيطة بغلاف قطاع غزة بصواريخ الـ "107".
    وتميز شهيدنا محمود بشجاعته وجرأته وإقدامه على الشهادة في سبيل الله، حيث كان ينتظرها بفارغ الصبر، حتى كان أمر الله في العشر الأواخر من شهر رمضان وفي فجر يوم الجمعة.

    رحيل الزهور
    وارتقى الشهيد محمود محمد فياض (23) عامًا من سكان بلدة القرارة شمال شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، إثر قصف صهيوني استهدفه فجر يوم الجمعة الموافق 18/7/2014م؛ ومجموعة من المجاهدين أثناء تنفيذهم لمهمة جهادية في معركة "البنيان المرصوص"، أسفر عن استشهاده واحد المارة من سكان منطقته، وإصابة اثنين من المجاهدين.
    وتقول والدته أم ماهر التي اضطرت كما الكثير من العائلات الفلسطينية القاطنة في المناطق القريبة من المناطق الحدودية ترك منازلها والنزوح من شدة القصف العشوائي إلى داخل المحافظة لدى أحد العائلات الفلسطينية :" أنها تلقت خبر استشهاد نجلها كالصاعقة التي هزت كيانها، لكنها كتمت حزنها الشديد، مرددةً كلمات الحمد والثناء لله على فضله ومنته الذي أكرم فلذة كبدها الشهادة التي كان يتمناها ويسعى لها سعيها".
    وأضافت بصوت حزين :" الحمد لله الذي أكرمني برؤية وجهه الذي كان يشع نوراً رغم شظايا الصاروخ الصهيوني لم تدع في جسده مكان إلا اخترقته"، مؤكدةً أن العديد من أصدقاء الشهيد حدثوها عن سماع نجلها ينطق بالشهادة أكثر من مرة قبل استشهاده.

    (المصدر: سرايا القدس)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية