Error loading files/news_images/ماهر الساعد.JPG مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المحرر ماهر الساعد يتحدث عن تجربته النضالية داخل وخارج السجون

    آخر تحديث: الأربعاء، 04 مارس 2015 ، 00:00 ص

    ولد الأسير المحرر ماهر ماجد إبراهيم الساعد في الثامن من نيسان عام 1980م؛ في بلدة باقة الشرقية في محافظة طولكرم، شهد منذ طفولته ما واجهته البلدة من ممارسات وانتهاكات عشوائية من قبل قوات الاحتلال التي طالما استهدفت تدمير البلدة.


    درس في مدارسها لكن ظروفا عدة منعته من إكمال دراسته للمرحلة الثانوية؛ اعتقل الأسير المحرر ماهر ابراهيم مرتين، كانت الأولى عام 1999 حيث قضى في سجون الاحتلال أربعة أعوام تمكن خلالها من الحصول على شهادة الثانوية العامة، وأراد الالتحاق بالجامعة، غير أنه لم يتمكن من اكمال تعليمه العالي إذ اعتقل مرة ثانية ليقضي في سجون الاحتلال عشر سنوات أخرى.
    وقد روى لمركز أبو جهاد بعض المراحل من تجربته الاعتقالية فقال: "كنت دائم التساؤل بيني وبين نفسي عن أسباب الانتهاكات المستمرة بحق أهل بلدتي وحالة عدم الارتياح التي يعيشون فيها طوال الوقت، تعايشت مع طفولتي المسلوبة من الحقوق التي ينعم بها باقي أطفال العالم؛ طفولة يسودها الخوف الشديد على نفسي وعائلتي وأصدقائي من المجهول الذي تحدده دولة الاحتلال.

    درست المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور باقة الشرقية، وواصلت تعليمي حتى المرحلة الثانوية في مدرسة عمر بن الخطاب الكائنة أيضًا في بلدتي. لم تخلُ سنوات الدراسة من الانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق أبناء بلدتي وأبناء الشعب الفلسطيني، فكان استقرار التعليم في المدارس شبه معدوم، وقد شاركت أخواني وزملائي في نشاطات الدفاع عن الأرض والعرض بكل ما أتيح لنا من فرص ووسائل، لقد كان وطني الكبير هو همّي وغايتي.
    لم أكمل دراستي بسبب صعوبة الاستقرار في التعليم، رغم أني كنت أحب الدراسة وكنت من بين المتفوقين في المدرسة، بالإضافة إلى ذلك كنت أرغب في مساعدة والدي وأخواني في العمل، وهكذا سارت حياتي ما بين مساعدة أسرتي على الحياة من جانب والقيام بواجبي الضروري تجاه الوطن من جانب اخر.
    تم اعتقالي عام 1999 ووُجّهت إليّ تهم لا أساس لها من الصحة، ولمجرد أنني فلسطيني فقد حُكم علي بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف.
    قضيت تلك الأعوام الاربعة القاسية مع أخواني الأسرى في ظروف صعبة للغاية وفي حالة من التحدي الدائم، وقد حرمت خلال تلك السنوات من زيارة الأهل. وعلى الرغم من كل هذا العناء في ظلمات السجون إلا أنني لم أعرف اليأس أبدًا فأكملت داخل المعتقل الدراسة للمرحلة الثانوية في الفرع العلمي وحصلت على معدل 72 %.
    كان اكمال التعليم الجامعي من أولويات اهتماماتي، وبعد تحرري من المعتقل عام 2003 رأى والدي أن استقرار حياتي يكون بالزواج، وبذلك تزوجت حين كان عمري (٢٣عامًا).
    غير أن شعبنا كان يمر خلال تلك الفترة بظروف قاسية ومأساوية في مواجهة الاحتلال الذي دمر حياة الانسان وكل ما على الأرض وحتى الحجر لم يسلم منه، كانت قوات الاحتلال تدمر كل شيء تراه في طريقها ولم تسلم بلدتنا باقة الشرقية من العدوان، فكان لها نصيب كبير من الشهداء والجرحى، دُمّر الوطن بالكامل ولم يسلم القادة الفلسطينيون من بطش الاحتلال، فكيف لنا بعد كل ذلك أن نأمن انتهاكاتهم.
    كانت زوجتي حامل في الشهر السادس حين اعتقلت للمرة الثانية في الثاني والعشرين من كانون الأول عام 2004. كانت طريقة الاعتقال صعبة جدًا وتفوق في قسوتها تجربة الاعتقال الأول، إذ حضر عدد كبير من الجنود بالكلاب البوليسية والدبابات، وقاموا بإخراج عائلتي من البيت إلى الشارع وذلك بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حققوا معي داخل المنزل وأنا أواجه الضرب المبرح والصراخ والشتائم، وقد شهدت أسرتي الدمار الذي حل ببيتنا جراء التفتيش. بعد اعتقالي لم أر أحدًا من عائلتي، إذ كنت معصوب العينين ومكبّل اليدين فلم أر شيئًا ولم أعلم ما الذي حصل مع أهلي وزوجتي بعد إخراجي من المنزل.
    وجدت نفسي على حاجز باقة الشرقية حيث تم استكمال التحقيق معي لعدة ساعات بعدوان عشوائي ضدي، ثم تم نقلي إلى مركز توقيف "بيتاح تكفا" حيث حقق معي هناك عدة محققين أذكر من بينهم واحدا يدعى "عميت"، محقق عنصري لا يعرف الرحمة كان يهددني دائمًا باعتقال أخوتي وأبي وزوجتي في حال لم أعترف، ويحاول إجباري على الاعتراف
    بأشياء لم أفعلها. ورغم صعوبة وقسوة مرحلة التحقيق فقد صبرت وصمدت في وجه ممارساتهم العدوانية.
    تشتمل مرحلة التحقيق على أساليب لا إنسانية عدة من بينها العرض على جهاز كشف الكذب، وتقديم طعام سيء للأسير، والضرب والتعرية في أجواء البرد، بالإضافة إلى الشبح على الكرسي بتقييد اليدين والقدمين مع بعضهما ولمدة طويلة جدًا في حين يتم تشغيل جهاز التبريد في أيام البرد القارس، لقد أمضيت أيامًا لا تمحى أبدًا من الذاكرة.
    بعد مرور (٤٥ يومًا) تم نقلي إلى معتقل مجدّو حيث أدخلوني إلى قسم العصافير دون علمي بمن يكونون، رغم معرفتي أنه يوجد عملاء مدسوسين من قبل إدارة السجن ويقوم ضابط المخابرات قبل نقل الأسير الى القسم بتزويد العصافير بالمعلومات المطلوبة كاملة لاستدراج الأسير الذي لا يدري بأنهم عملاء بهدف الحصول على أكبر قدر من المعلومات منه، وهناك من الأسرى من ليس لديه خبرة بتجربة العصافير فيقدم اعترافات ومعلومات من حيث لا يشعر ولا يدري.
    وبما أنني مررت بهذه التجربة عام 1999م؛ فلم أمضي وقتًا طويلا في قسم العصافير، ونُقلت إلى قسم الأسرى الأمنين، الذين وجدتهم على الحال ذاته منذ تحررت من الاعتقال الأول، بل كان وضعهم أكثر سوءًا مما كان عليه، ففي كل يوم يخترع الاحتلال أشكالاً من التعذيب الجسدي والنفسي وشغله الشاغل هو تدمير الأسرى وتحويلهم إلى آلات متحركة، لكن سياساتهم تلك تلقى الفشل الدائم بسبب قوة التحدي والصمود من قبل الأسرى.
    لقد كان وضع أخواني الأسرى صعبًا للغاية فالأمراض متفشية بينهم ناهيك عمن اعتقلوا وهم مصابين بجروح مختلفة، ورغم صعوبة حالاتهم الصحية وشدة آلامهم إلا أنهم لا يحصلون على علاج سوى حبوب "الأكمول" المسكّنة للآلام.
    قضيت مدة التوقيف، وقبل الحكم علي، في معتقليْ مجدّو وشطّة، كان الوضع في هذين المعتقل مزعجًا جدًا حيث يقيم فيهما أسرى أمنيين ومدنيين، كان السجين المدني الذي يرتكب كافة الجرائم الإنسانية من اغتصاب وسرقات ونهب وسلب يحصل على كامل الحقوق من قبل إدارة السجن لأنه صهيوني، أما الأسير الفلسطيني الذي اعتقل بسبب الدفاع عن وطنه وحقوقه التي سلبها الاحتلال يُعامل كما لو كان معاذ الله معم لتجارب حيوانية. لكن ورغم كل تلك العقوبات والممارسات كنا نتحداهم بصمودنا والتحامنا ببعضنا، لقد كنا أخوة نشارك بعضنا البعض الأفراح والأحزان كما لو أننا جسد واحد بروح واحدة.
    أما عن الذهاب إلى المحكمة فكان يتم عن طريق عربة نقل تسمى "البوسطة"، وهي سيارة توجد فيها من الخلف غرفة صغيرة معدومة من سبل التهوية سوى فتحات صغيرة لا يستطيع الأسير الاقتراب منها ليحصل على بعض الهواء النقي. يتم نقلنا في "البوسطة" مكبّلي الأيدي والأقدام، نجلس على كرسي لا مسند له، في حين يتحكم تفاوت سرعة العربة بأرواحنا، إذ كثيرًا ما كنا نقع بسبب السرعة. وحتى نصل إلى مقر المحكمة نكون قد مررنا برحلة شاقة، ورغم عتمة السجن كنا ننتظر اللحظة التي يصدر فيها الحكم علينا لنتوقف عن الذهاب الى المحكمة.
    حوكمت في محكمة سالم العسكرية المكونة من ثلاثة قضاة، وكان المحامي الذي ترافع عني هو محمد نعامنة، وقد عرضت على المحكمة تسع مرات، كانت من أصعب الأوقات في حياتي بسبب مشقة وقسوة الذهاب إلى المحكمة. أيضًا يمنع علينا في المحكمة الحديث مع الأهل، بل يمنع أيضا النظر إليهم إلا خلسة.
    في تلك الفترة كانت زوجتي قد أنجبت وأنا بعيد عنها توأمًا، ولدًا وبنتًا، والحمد لله على نعمه فبعد عشرة أيام من ولادتهما توفي ابني وبقيت الطفلة بيسان التي جعلني وجودها أتغلب على عتمة السجن وظلم السجان. بعد مرور تسعة أشهر من العذاب المستمر، سواء داخل المعتقل أو خلال رحلة الذهاب إلى المحاكم، تم الحكم علي بالسجن لمدة عشر سنوات بالإضافة الى خمس سنوات مع وقف التنفيذ، وذلك في أيلول عام 2005 ، ووُجّهت إلي تهم الانتماء الى حركة الجهاد الإسلامي والقيام بنشاط عسكري ضد الجيش والمستوطنين.

    تنقّلت خلال فترة اعتقالي بين معتقلات مجدّو وشطة والنقب وريمون، والنقل الدائم للأسير الفلسطيني هي سياسة يتبعها الاحتلال بهدف سلب الأسير استقراره النفسي. وعدا عن معاناة التنقل، هناك معاناة أخرى داخل الأقسام وهي الاقتحامات المتكررة التي تقودها قوة "نحشون" بالكلاب البوليسية، والتي يتخللها ممارسة الضرب المبرح بحق الأسرى ورشّهم بالماء البارد وبالغاز المسيل للدموع والتسبب بحروق في الوجه واليدين بسبب الغاز، بالإضافة إلى العزل الانفرادي لبعض الأسرى مدة طويلة من الزمن عقابًا لهم بلا أي ذنب يُرتكب، ولمجرد أنهم أسرى فلسطينيون يتم وضعهم في غرف لا تمت للإنسانية بصلة، فهي غرف صغيرة جدًا، وتسكنها الحشرات ورائحة العفن؛ وهناك أيضًا العقاب الجماعي بمصادرة الكانتينة ومصادرة أموالنا التي تأتينا من قبل الأهل، ناهيك عن منع الأهل من زيارتنا لفترات طويلة، وعدم انتظام زيارتهم لنا بسبب المنع الأمني الذي يحول بيننا وبين رؤية آبائنا وامهاتنا وعائلاتنا، ولا ندري ما هو الذنب الذي يرتكبه الآباء والأمهات الذين تراوح أعمارهم بين الستين والسبعين عامًا ليُمنعوا من الزيارة، وما الذي قد يفعلوه ويتسبب بخوف دولة الاحتلال على أمنها، ما هو الجرم الذي يجعلهم يقومون بهذا الأمر التعسفي ضد أهالينا؟
    وفي تلك الحالات لا يسعنا إلا أن نخوض الاضراب عن الطعام لمدة طويلة من أجل نيل حقوقنا المشروعة والتي تسلبنا إياها إدارة السجون. وكم من الأسرى وصلت حالاتهم إلى الموت السريري بسبب الاضراب عن الطعام لمدة طويلة تستمر لأشهر، ولا يوجد أي صوت يساندنا سوى أهلنا في الخارج الذين يقفون ويصمدون إلى جانبنا بل إنهم يشاركوننا الاضراب عن الطعام، إلا أن دولة الاحتلال لا تبالي بكل ذلك، فهناك من يدعمها ويساندها في ممارسة الضغوط علينا. أما أخواتنا الأسيرات فكنا نعرف عن صعوبة أوضاعهن داخل المعتقل ما يجعلنا نحترق ألماً عليهن وننسى مأساتنا أمام صمودهن.
    كانت الزيارات أيضًا مؤلمة، تحضر فيها زوجتي وابنتي اللتان لا أقدر على مصافحتهما من وراء الحاجز البلاستيكي الذي لا نستطيع من خلاله الحديث والاستماع إلى بعضنا، ونستخدم للحديث سماعة هاتف تتحكم فيها إدارة السجن وتفصلها بين الحين والآخر، ويكون الحديث خلال الزيارة مراقبًا ومسج .ًال ومدة الزيارة قصيرة تصل إلى خمس وأربعين دقيقة فقط. كنت في الزيارات أرى ابنتي التي ولدت وأنا في السجن بعيدًا عنها وهي تكبر وتُحرم من رعاية وحنان الأب كما هو حال الكثير من الأطفال من أبناء الأسرى والأسيرات.
    وعن تنظيم حياتنا داخل المعتقل فقد كانت تجري بين الأسرى انتخابات نزيهة لاختيار ممثل المعتقل واللجان التنظيمية والسياسية والتعليمية، وهناك من يحظون بالثقة بيننا لتمثيلنا ونيل مطالبنا قدر المستطاع. ويسود الاحترام والتآخي والمحبة في العلاقات بين الأسرى وبين أبناء الفصائل المختلفة في المعتقل. كنت موجودًا في قسم (9) في سجن مجدّو وكانت علاقتي مع كافة الأسرى تماثل في قوتها علاقتي بأخوتي وعائلتي. وبعد انقضاء محكوميتي البالغة عشر سنوات أُفرج عني في الثاني والعشرين من كانون الاول عام 2014، خرجت تاركًا ورائي أغلى ما في حياتي، أخواني الأسرى الأكرم منا جميعا، من ضحّوا بأعمارهم من أجل قضية تستحق التضحية ووطن يستحق الانحناء، كانت فرحتي بالتحرر ناقصة رغم وجودي بين أحبتي وعائلتي وأمي وأبي وأخواني وزوجتي وابنتي التي ولدت وانا في غياهب السجون، وكم أتمنى أن يحظى جميع الأسرى بتلك الفرحة وبرؤية عائلاتهم، وهناك من الأسرى من فقد والديه وهو داخل السجن.
    لقد نلتُ الحرية لكني أشعر حقيقة إني أقيم الآن في سجن كبير بعد ما تنقلت بني سجون صغرية؛ يعيش شعبنا مقيد الحركة بسبب كثرة الحواجز والمستوطنات، غير ان الامل في حرية شعبي واستقلال وطني يبقى قويًا وحاضرًا. أعيش اليوم بين أهل بلدتي ومع أسرتي وابنتي الغالية بيسان، وكل همّي إكمال دراستي الجامعية، التي أنهيت منها عامين، والعمل والانخراط في المؤسسات الحكومية كي لا أكون عالة على عائلتي وشعبي، وهذا ليس مطلبي وحدي وانما مطلب جميع الأسرى، حتى يتمكنوا من العيش حياةً كريمة وحرة ومستقلة. أدعو ربي أن يطيل في عمر والدي ووالدتي اللذين اعتبرهما أغلى من حياتي. أخيرًا، أتمنى من المسؤولين العمل على تحرير كافة الأسرى والأسيرات من السجون والمعتقلات الصهيونية، فهم بحاجة ماسة وسريعة إلى الوقوف بجانبهم خوفًا على حياتهم من السياسات الصهيونية، وتبقى الوحدة الوطنية المطلب الأهم لنا جميعًا.


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية