الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد المجاهد عبد الله بركة: صدق النهج يصنع العطاء

    آخر تحديث: الأحد، 22 فبراير 2015 ، 02:43 ص

    ستظل فلسطين قبلة العاشقين للشهادة في سبيل الله، وستظل وجهتها البوصلة التي تعيد الأمة إلى صوابها مهما ابتعدت عن الطريق، ففلسطين آية من القرآن، وارض الرسالات السماوية، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين الأولى، ومسرى الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماء، وهي ارض المحشر والمنشر، والجهاد على أرضها لا لبث فيه ولا غبار عليه، لأننا نقاتل أعداء الله وأعداء الإسلام والمسلمين، مصداقاً لقوله تعالى "لتَجِدَنَّ أشدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ".
    آمن الشهيد المجاهد عبد الله محمود سلمان بركة كما كل الشهداء أن تحرير فلسطين لن يكون إلا عبر فوهة البنادق، وليس عبر المفاوضات والتسوية، وأن الجهاد على ارض فلسطين لا يضاهيه جهاد، فتقدم الصفوف الأولى لقتال بني صهيون، فكانت الشهادة اصطفاء من الله له في الأيام الأولى من شهر رمضان في معركة "البنيان المرصوص"، لصدق نهجه وصدق جهاده وإخلاصه للعمل الجهادي في سبيل الله.

    بزوغ الفجر
    أبصر الشهيد المجاهد عبد الله محمود سلمان بركة نور ميلاده في بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بتاريخ 17/7/1989م، لأسرة فلسطينية متواضعة مؤمنة بربها اتخذت الإسلام منهجا وسبيل حياة.
    وينتمي شهيدنا عبد الله إلى عائلة فلسطينية ملتزمة بتعاليم الإسلام، اجتمعت المحبة بين أعضائها الحادية عشر، الوالدين وخمسة أخوات وأربعة أخوة وكان ترتيبه الأخير في الإخوة.
    تلقى شهيدنا بركة مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس بلدة عبسان، ومن ثم درس المرحلة الثانوية في مدرسة العودة، ولم يكمل دراسته حيث توجه للعمل في قطاع الزراعة والبناء.

    دماثة الاخلاق
    تميز شهيدنا عبد الله ببره بوالديه وطاعته لهما، وعطفه على اخوانه وزيارة رحمه، والتواصل مع أقاربه وجيرانه في أتراحهم وأفراحهم، ولقد شهد له الكثير من أقاربه وجيرانه بحسن خلقه، كيف لا وهو من تربى منذ نعومة أظافره في بيوت الله وعلى موائد القرآن ودروس الذكر.
    يقول والده الحاج أبو محمد 60 عاماً، لــ "الإعلام الحربي" :" حرصت على تربية أبنائي التربية الإسلامية، فشبوا على ذلك، فكانوا بفضل الله نعم الأبناء في السمع والطاعة، والاحترام"، مؤكداً فخره واعتزازه بالنهج الذي صار عليه نجله، وارتقى من خلاله شهيداً في سبيل الله، نحسبه ولا نزكي على الله احد.
    وأوضح الحاج محمود أن أهله وأقاربه وجيرانه تفاجئوا لحظة سمعهم نبأ استشهاد نجله "عبد الله" في مهمة جهادية، مؤكداً أن الشهيد كان شديد السرية والكتمان فيما يتعلق بعمله الجهادي.
    وأثنى أبو محمد على طيبة قلب ابنه عبد الله، وحبه لأرحامه، وحبه لفعل الخير ومساعدة المحتاجين قائلاً :" لم يكن عبد الله يدخر جهداً لإسعاد أهله وجيرانه وتقديم يد العون لهم، ومشاركتهم أفراحهم ومواساتهم في أحزانهم".
    وأشار إلى أن الأيام الأخيرة من حياة نجله كانت تدلل على قرب رحيله وارتقائه، حيث أنه دعا كافة شقيقاته لرحلة ترفيهية إلى شاطئ البحر قبل قدوم شهر رمضان بثلاثة أيام، مستطرداً في القول " لقد كانت رحلة الوداع"، سائلاً المولى عز وجل أن يغفر لنجله ويتقبله مع الشهداء والصديقين، وان يرزقه وأمه وشقيقاته وأشقائه ومحبيه الصبر والسلوان.

    زيارة رفاقه تدخل السرور
    أما والدته التي لا تزال تذرف دموع الحزن على فراقه، فقالت لـ"الاعلام الحربي":" رحل من كان يساعدني ويلبي لي كافة مطالبي دون تذمر أو تأفف، فكان يدخل السرور على قلبي"، مشيدةً بما كان يتميز به نجلها من أخلاق عالية وحبه للجميع ومحبة الجميع له، نظراً لما كان يتميز به من طيبة قلب وحب للناس.
    وأكدت الوالدة الصابرة أن ما يخفف من حزنها على فراقه، زيارة أصدقائه ورفاقه لها بين الفينة والأخرى، قائلةً:" عندما أرى رفاقه يقومون بزيارتي، اشعر كأن عبد الله معهم، فزيارتهم لي تثلج صدري"، سائلةً المولى عز وجل أن يتغمد نجلها بواسع رحمته ويرزقه الجنة التي سعى لها سعيها، وأن يحفظ إخوانه المجاهدين من أبناء سرايا القدس وكل المقاومين، وان ينصرهم على من يعاديهم".
    وذكرت الوالدة الصابرة إلى أن نجلها كان يرغب بالزواج، وانه جهز كل شيء لإتمام مراسم زواجه ، لكن الله اصطفاه إلى جواره ليزوجه من حور العين في جنات النعيم.

    أطلق على طفله اسم شقيقه
    في حين قال شقيقه بلال:" لقد كان أخي عبد الله رحمه الله يتمتع بشخصية قوية ثابتة واثقة ، مؤمناً تمام الإيمان بأن الرزق في السماء والأجل في الكتاب، لذا كان دائماً مبتسماً لا تفارق الابتسامة شفتاه".
    وتابع :"لقد عاش حياة الزاهدين الطامعين لما وعد الله عباده الصابرين المجاهدين المرابطين على الثغور"، مؤكداً أنه فقد باستشهاد شقيقه عبد الله ركن أساسي كان يساعده ويقف بجانبه، خاصة انه مريض وبحاجة ماسة إلى من يرافقه في رحلة علاجه سواء مستشفيات القطاع أو الخارج.
    وذكر بلال إلى أن أطلق اسم عبد الله على طفله الصغير الذي جاء بعد استشهاد عمه عبد الله تيمناً به، سائلاً المولى عز وجل أن يجعل ابنه عبد الله كما كان عمه مجاهداً صنديداً ضد أعداء الله.

    درب الجهاد
    لم يكن الشهيد عبد الله إلا واحداً من أولئك الذين حملوا على عاتقهم هم أمتهم الإسلامية ورفعتها، ونصرة دين محمد صلى الله عليه وسلم، ورفع الظلم عن المضطهدين من أبناء شعبه ودينه، لذا مضى في طريق ذات الشوكة وكله شوق إلى الجنة ولقاء الله ، فكان اختياره للخيار الأمل خيار الشهداء الأبطال خيار "الوعي والإيمان والثورة"، حيث بدأ مشواره الجهادي من خلال العمل الجماهيري، ومشاركة إخوانه المجاهدين في كافة الفعاليات والأنشطة العامة، غير أنه حرص منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى حركة الجهاد الإسلامي إلى الالتحاق بصفوف سرايا القدس والعمل ضمن إطارها الجهادي المقاوم للاحتلال والانتقام لصرخات الثكلى من الأطفال والنساء والشيوخ، فكان له ما تمنى، حيث التحق بصفوف سرايا القدس مطلع عام 2007، بعد تلقيه العديد من الدورات العسكرية وشارك إخوانه في الرباط على الثغور.
    وعُرف الشهيد عبد الله بصبره التليد على نيل المنى، على الرغم من صغر سنه إلا انه شارك إخوانه في سرايا القدس في صد الاجتياحات لمنطقة عبسان وخزاعة، بالإضافة إلى الرباط على الثغور، كما أن الشهيد كان يعمل ضمن الوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس.
    ويسجل للشهيد مشاركة إخوانه المجاهدين في تجهيز الصواريخ القدسية والـ (107) التي تم بها دك المغتصبات الصهيونية المحيطة بغلاف غزة، في المعارك التي خاضتها سرايا القدس "بشائر الانتصار"، و"السماء الزرقاء"، و"البنيان المرصوص".

    رحيل الزهور
    في ظهر يوم الاثنين الموافق 16 رمضان، الموافق 14/7/2014 م، كان شهيدنا عبد الله بركة على موعد مع الشهادة وهو صائم، ومتوضئ ، حيث تم استهدافه بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع أثناء تنفيذه لمهمة جهادية بمعركة البنيان المرصوص، ليرتقي على إثرها شهيداً، وهو يذود عن شرف الأمة وكرامتها في مواجهة آلة القتل الصهيونية التي تستهدف النيل من عزيمة الأمة وشعبنا المرابط.
    وقال والده "ما زاد من سعادتي هو أن من كان حوله لحظة إسعافه، سمع نجلي ينطق الشهادة أكثر من مرة، وكان أصبع السبابة مرفوعاً".


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية