الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    محررون: الشقاقي كسر عنجهية الاحتلال بمواقفه الصلبة ووعيه المستنير

    آخر تحديث: الأربعاء، 15 أكتوبر 2014 ، 10:33 م

    في حضرة الدكتور المعلم "فتحي الشقاقي" وكأن شيئا ينبع من القلب تجاه هذا الشخص الجليل، الذي حاول أن يصوب البوصلة إلى عدو الأمة وكيانه المصطنع على أرض فلسطين، فمن طفولة صعبة ومرة إلى تهجير وتشريد ثم إلى سجن وإبعاده عن أرضه ووطنه الذي أحبه وعمل كثيراً من أجله.
    يستذكر أسرى محررون رحلتهم مع الدكتور المعلم " فتحي الشقاقي" داخل سجون الاحتلال، مؤكدين على حرصه على قضية الوحدة الوطنية، بين الأسرى من مختلف الفصائل، مشددين على أنه من ضخ الدماء الجديدة في الحركة الإسلامية الفلسطينية وبعثه في اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني، إضافة إلى  مواقفه الصلبة في وجه السجان للحفاظ على الحقوق التي حققها الأسرى على مدار سنين الاعتقال.
    وكان الشهيد "الشقاقي" قد سُجن في معتقل غزة المركزي عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986، وحُكم عليه بالسجن الفعلي لمدة أربع سنوات وخمس سنوات أخرى مع وقف التنفيذ؛ لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى قطاع غزة، وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الصهيونية بإبعاده من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ الأول من أغسطس (آب) 1988م بعد اندلاع انتفاضة الحجارة الأولى.

    شريط من الذكريات
    الأسير المحرر فؤاد الرازم والذي قضى (31 عاماً) في سجون الاحتلال، يستحضر أول لقاء جمعه بالدكتور فتحي الشقاقي والذي كان عام 1973م، عندما كان يعمل مدرساً في مدرسة دار الأيتام الإسلامية، و"لكن حينما ذهب إلى مصر لإكمال دراسته في الطب انقطعت العلاقة والاتصال معه"، لافتاً إلى أن أول لقاء جمعه به بعد ذلك كان في سجن عسقلان في غرفة الانتظار للزيارات.
    ويقول الرازم: "في هذا اليوم عادت بنا الذكريات إلى عام 1973 والحديث عن الأعمال الوطنية التي كانت في ذلك العام، وسؤال عن شخصيات كان يجتمع بها وتعرف عليها في القدس"، مشيراً إلى أن هذا اللقاء كان عبارة عن تناول بعض الأفكار وتطوير حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال وخارج السجون، "لكن هذه الفترة وهذا اللقاء لم يدم طويلاً لأنه تم نقله إلى سجن نفحة الصحراوي".
    ويضيف "كان يتمتع  بشخصية قوية وبفكر عميق بحيث إنه يجذب الآخرين نحوه نتيجة الوعي الفكري والثقافي سواء كان الإسلامي أو الوطني، حيث حاول العديد من الأسرى الذين ينتمون لفصائل أخرى الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي داخل السجون  نتيجة طرحه الفكري للقضية الفلسطينية من منظور إسلامي.

    شخصية جذابة
    ويستدرك الرازم بالقول: " لكنه كان يقول لهم ابقوا الآن في فصائلكم حتى تحين الفرصة الكاملة لإنشاء وبناء التنظيم بشكل كامل، وحتى لا يحدث إشكالات مع هؤلاء الشباب وتنظيماتهم في سجون الاحتلال، لأنه كان يقيم علاقة مبنية على الإخوة والمحبة والاحترام ما بين الجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية الأخرى.
    ويوضح أن قاعدته داخل السجن وخارجه في التعامل مع الآخرين "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان"، مؤكداً أنه كانت لأبي إبراهيم مواقف صلبة وحادة في وجه السجان بحيث لا ينال هذا السجان لا من كرامة الإنسان ولا من شخصية الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال على مدار سنوات الاعتقال".
    ولفت المحرر الرازم الى أن شخصية الشقاقي كانت تعمل على الحفاظ على المنجزات والمكتسبات للأسرى والمعتقلين من خلال المنظور الوطني والإسلامي العام والشامل للوقوف في وجه السجان.

    محطات السجون
    من جهته، يقول الأسير خالد الجعيدي الذي قضى ربع قرن داخل سجون الاحتلال : "عشت مع الدكتور "أبا إبراهيم" في مختلف محطات السجون، ابتداء من الالتقاء في سجن غزة المركزي ثم في عسقلان مرورا بسجن نفحة الصحراوي، حتى جاء له قرار الإبعاد إلى لبنان الساعة الثانية عشرة ليلا وتم تنفيذه عام 1988م"، منوهاً إلى أن أول مرة يسجن فيها كان في استقباله الدكتور فتحي وبعض من الشباب في سجن غزة المركزي.
    ويضيف الجعيدي "أول ما دخلت السجن وبعد فترة التحقيق كان باستقبالي الدكتور أبو إبراهيم ومجموعة من الأصدقاء منهم من استشهد ومنهم من خرج، وبدأ الدكتور يعلمنا الدروس التوعوية والدينية في ذلك الوقت"، لافتاً إلى أن الشقاقي هو من جعل قضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وكانت كلمته المشهورة "أُعيد إلى فلسطين خصوصيتها المنسية".

    اهتمام بالوحدة
    ويشير إلى أنه كان يولي قضية الوحدة الوطنية داخل السجون اهتماماً كبيراً وكان من روادها الأوائل، وداعيا لها في جميع خطاباته ومواقفه، متابعاً :" دائماً كان حريصاً على وحدة الصف الفلسطيني ووحدة الفصائل الفلسطينية داخل سجون الاحتلال، كانت له نظرة عميقة في هذا الاتجاه أنه بالوحدة الوطنية نستطيع أن نواجه الاحتلال ونواجه السجان".
    ويوضح الجعيدي أن موقف الشقاقي من عدم قبول انتقال أسرى من تنظيمات أخرى للجهاد الإسلامي، كان هذا من المنظور الحفاظ على الوحدة الوطنية في سجون الاحتلال، ووحدة الحركة الأسيرة في السجون وهذا أكبر دليل على الوحدة الوطنية التي كان يدعو لها.

    شعبية كبيرة
    ويبيّن أن شعبية الدكتور كانت كبيرة بين جميع الفصائل الفلسطينية أكثر من قيادات التنظيمات نفسها، فكانت شخصيته محبوبة من الجميع داخل السجن، و"كان دوما حريصا على طرح القضايا الوطنية التي تهم المجموع الفلسطيني، والكل يشهد بعلاقاته الوطنية الطيبة مع مختلف الفصائل"، مشيراً إلى أنه كان داخل السجون "بمثابة الأب والأخ والصديق وخير قدوة للجميع.
    يذكر أن الشقاقي اعتقل أكثـر مـن مرة عــــام 1983 و 1986 ثـــم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة المباركة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيـهـــــا .. ومنذ ذاك الوقت كان يتنقل في بعـض عواصم البلدان العربية والإسلامية لمواصلة طريق الجهاد ضـــد العدو الصهيوني، وكانت آخر أبرز تلك المحطــات الجهاديــة مسئوليته عن تنفيذ عمليـــة بيــــت ليـــد الاستشهادية بتاريخ 22/1/1995 حيث أسفرت عن مقتل 22 عسكرياً صهيونياً وسقوط أكثــر مــن 108 جرحـى.
    وكانت أجهزة الموساد الصهيونيــة اغتالت الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا، يـوم الخميس 26/10/1995 وهـو في طريق عودته من ليبيا، بعد جهود قام بها لدى القيادة الليبية بخصوص الأوضــاع المأساويـــة للجاليــــة الفلسطينية في ليبيا.


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية