الشهيد نبيل زينة جهاد وعطاء حتى الاستشهاد

الشهيد المجاهد/ نبيل نصر زينة

موضوعات ذات صلةً

• ملف خاص في ذكرى استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي
• الشهيد رامي أبو لحية: عزيمة لا تلين

نبيل.. يا من أضاء بدمه دروب الأحرار في جوف العتمة.. يا من سطرت بدمك الزكي أشرف ملحمة مدافعا عن كرامة هذه الأمة.. حاملا روحك على راحتيك تحفك ملائكة الرحمة.. ها نحن نستمد اليوم منك الهمة.
اليوم نقف مع الشهيد نبيل نصر زينة.. ذلك الشهيد الفارس الذي صاغت آيات القرآن الكريم حياته، وعشق الجهاد والاستشهاد فأرخص له كل غال ونفيس، حتى صار يبحث عن الشهادة مرردا "وعجلت إليك ربي لترضي" فكان بحق من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم الله..

ميلاد ونشأة
في الرابع عشر من أكتوبر عام 1983م، كانت غزة على موعد مع ميلاد فارس جديد من فرسان هذا الوطن الأغر.. إنه الفارس نبيل نصر العبد زينة "أبا نصر" ليكون شاهدا على جرائم المحتل الصهيوني الغاصب وشهيدا في سبيل الله والوطن.
تربى شهيدنا المجاهد في أسرة كريمة اتخذت من الإسلام دينا ومنهاج حياة، فعرفت واجبها نحو دينها ووطنها، وتتكون أسرة الشهيد بالإضافة إلى والديه من أربع أخوة وثلاث أخوات.
درس شهيدنا المجاهد "نبيل نصر زينة" في مدارس غزة، فحصل على الابتدائية من مدرسة ذكور الشجاعية الابتدائية، وأنهى دراسته الإعدادية في ذكور الشجاعية الإعدادية، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة عبد الفتاح حمود. وعمل الشهيد حتى لحظة استشهاده في أحد المخابز بمدينة غزة.

صفاته وعلاقاته
قال لنا أحد المقربين من الشهيد "أبا نصر": إن الشهيد كان يتسم بصفات حميدة ما جعله محبوبا من قبل الجميع، وتربطه علاقة طيبة ومحبة مع أفراد عائلته وأسرته، حيث كان لا يقطع رحمه. كيف لا ؟! وهو الذي تربى على موائد القرآن وموائد الوعي والإيمان والثورة في مساجد حي التفاح والشجاعية.
كما كانت تربطه بأصدقائه علاقة لا يماثلها علاقة أخرى، حيث كان حريص على صلتهم وزيارتهم والجلوس معهم والتحدث اليهم وعدم شعورهم بالنفور نحوه، حيث كان يحبهم ويحبونه. 

مشوار جهادي
منذ تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني مقاوماً للاحتلال ورافضاً لوجوده واستمراره، فأصيب في انتفاضة العام 1987م على يد القوات الصهيونية.
ومع انطلاق انتفاضة الاقصى المباركة، التحق الشهيد المجاهد بصفوف حركة فتح، إلا أنه سرعان ما التحق بصفوف حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بعدما تعرف على منهاجها ومبادئها السياسية والجهادية تجاه فلسطين الهوية والتاريخ المبنية على أساس من العقيدة الاسلامية السليمة، حيث انخرط بداية في العمل الجماهيري لحركة الجهاد، عبر مشاركاته الفاعلة في الفعاليات التي تنظمها الحركة في المنطقة حتى صار أحد العناصر الأكثر فاعلية في منطقته.
ونظرا لالتزامه اللامحدود اسلاميا وحركيا، ارتأى الأخوة المجاهدون في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أن يجعلوه ضمن صفوفهم وذلك بعد إلحاح وإصرار شديد منه، حيث تم تجنيده في صفوف السرايا قبل استشهاده بثلاثة شهور فقط كان خلالها مثالا للمجاهد الملتزم والمخلص، حيث أبدى رغبة كبيرة للعمل الاستشهادي.
ومن إرهاصات الشهادة التي كانت بادية على شهيدنا المجاهد نبيل أنه كان قبل استشهاده بأسبوعين يردد مقولة "خلاص قربت الشهادة" و"عجلت إليك ربي لترضى".

استشهاده
في السادس والعشرين من تموز 2006، كان شهيدنا الفارس نبيل على موعد مع ميلاد جديد، حيث كانت قوات الاحتلال تتوغل وتنفذ عدوانا جديدا ضد أبناء شعبنا في منطقة الشعف بحي الشجاعية، فإذا بنبيل ينطلق أسوة بالكثير من أبناء شعبنا المجاهد لصد العدوان وردع المعتدين.
وبينما هو كذلك إذ بطائرة استطلاع صهيونية تطلق صاروخا تجاهه ما أدى إلى استشهاده على الفور، حيث لم يتم التعرف عليه نظرا لتمزقه وغياب أي أثر لملامحه.

(المصدر: موقع سرايا القدس، 26/7/2006)

تعليقات الفيسبوك