19 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    مذبحة "دير ياسين".. الذكرى الأبشع تاريخيا

    آخر تحديث: السبت، 12 إبريل 2014 ، 10:39 ص

    هي أحد حلقات الصراع العربي الإسرائيلي ومن أبشع الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، 66 عاما مرت على مجزرة “دير ياسين” التي ارتكبتها العصابات المسلحة اليهودية بإحدى القرى الفلسطينية الصغيرة؛ بدأت عام 1947 بمذابح قرى “سعسع” التابعة لكفر حسينية، حتى عام 1996 بمجزرة الحرم الإبراهيمي.
    اتبع الاحتلال الصهيوني أسلوب تهجير الفلسطينيين للاستيطان في القرى، فكان ما حدث في دير ياسين سببا رئيسا في الهجرة الفلسطينية لمناطق أخرى ودول أخرى، بعد حالة الرعب التي أصابت سكان القرى، وكانت المذبحة دافعا لحرب 1948 التي أعلنت على إثرها قيام “دولة إسرائيل”.

    ما قبل المجزرة
    قررت بريطانيا سحب قواتها من فلسطين وهو ما أسفر عن حالة عدم استقرار واشتعال للصراعات المسلحة بين العرب واليهود؛ حيث شن متطوعين فلسطينيين وعرب تحت لواء جيش التحرير العربي هجمات على الطرق المؤدية للمستوطنات اليهودية في حرب شوارع تقدم خلالها العرب ونجحوا في قطع الطرق الرئيسية بالقدس.
    حالة الحصار التي شهدتها المستوطنات والغربة في كسر قوة العرب ورفع الروح المعنوية لليهود؛ دفعتهم لتشكيل هجوم مضاد باستخدام العصابات منها “شتيرن والأرجون” والتي شنتا الهجوم على دير ياسين، القرية الصغير الواقعة على بعد كيلومتر تقريبا من الضاحية الغربية للقدس على تل رابط بين القدس ومدينة تل الربيع أو ما عرف فيما بعد بـ”تل أبيب”.

    تاريخ دير ياسين
    دير ياسين قرية بدأ توافد السكان إليها في بداية العهد العثماني ففي عام 1596 كانت قرية خربت عين التوت - كان تقع غرب دير ياسين عام 1948- لا يتجاوز عدد سكانها 39 نسمة، اسم القرية يعود جزء منه إلى ضريح الشيخ ياسين الذي كان قائما بمسجد حمل اسمه، وبجواره أطلال الدير ولم تتوفر معلومات كافية عن الدير والشيخ ياسين.
    كانت القرية تتزود بمياه الشرب من نبعي ماء أحدهما شمال القرية والآخر في الجنوب، وبدأ بناء المستوطنات اليهودية عام 1906 - حسبما أفاد الموقع الرسمي لموسوعة النكبة الفلسطيني- بعد تشييد مستعمرة صهيونية سميت بـ”غفعت شاؤول” أقصى غرب القدس والتي كانت كل الطرق التي تربط دير ياسين بالقدس ويافا تمر عبرها، وتلتها بعد ذلك كل من مستعمرات “مونيفيوري، بيت هكيرم، ويفينوف”.
    بعد سقوط الدولة العثمانية فرضت الحماية البريطانية على فلسطين، ولم يكن بدير ياسين وقتها أية مؤسسة تعليمية، لكن عام 1943 أنشئت بها مدرسة ابتدائية للبنين، تلاها بعامين افتتاح أخرى للبنات بتبرعات أهل القرية الذين كانوا يعملون خارجها في معسكرات الجيش البريطاني.
    كان عدد سكان دير ياسين عام 1948 حوالي 750 نسمة، وكانت علاقتهم باليهود المجاورين غير متوترة لكنها تدهورت مع نمو حلم الوطن القومي اليهودي.

    تعذيب وتفجير وقتل بدم بارد
    اقتحمت جماعتان صهيونيتان – أو بالأحرى عصابتان- أحدهما بقيادة “مناحم بيجين” رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد، القرية فجرا وعاثوا فيها قتلا وسفكا للدماء وتمثيلا بالجثث وإجهازا على كل حي سواء نساء أو أطفال أو شيوخ كبار أو صغار، والتي أسفرت عن مقتل من 250 إلى 160 ضحية وفقا لمصادر فلسطينية، بينما قللت مصادر غربية من الفاجعة قائلة إن عدد الضحايا لم يتجاوز 107 قتلى.
    دخلت قوات “الأرجون” من شرق القرية وجنوبها، ودخلت قوات “شتيرن” من ناحية الشمال محاصرين القرية من جميع الاتجاهات عدا الناحية الغربية، وقوبلوا بمقاومة من أهل دير ياسين أدت إلى مصرع 4 وإصابة 40 من المهاجمين الصهاينة، ثم استعانوا بقوات دعم من أحد المعسكرات المجاورة.
    قصفت القرية بمدافع الهاون وهو ما قضى على كل المقاومة من الداخل، وبعدها لجأت العصابتان المهاجمتان إلى استخدام الديناميت لتفجير القرية بأكملها، ثم أطلقوا النيران على كل من قابلهم من الرجال والنساء والأطفال واستمرت عمليات الإبادة لمدة يومين على التوالي.
    مارس الصهاينة أبشع عمليات التشويه والتعذيب والتمثيل بالجثث، وذبح الحوامل وبقر بطونهن، على مدار أكثر من 48 ساعة، حيث سجلت موسوعة النكبة إلقاء حوالي 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، كما اقتيد 25 من الرجال الأحياء طافوا بهم القرية حتى تم إعدامهم رميا بالرصاص، وبعد إلقائهم في بئر وإغلاق بابه.
    ازدادت الفاجعة بمنع المنظمات العسكرية الصهيونية، مبعوث الصليب الأحمر “جاك دي رينييه” من دخول القرية وحاولوا إخفاء الجثث بتفجيرها.
    دموية مشاهد القتل والذبح لم تنمحِ من ذاكرة التاريخ، فممارسات إسرائيل الإجرامية حولت القرية إلى برك للدماء وجثث في كل جزء منها.

    قادة عصابات الصهاينة
    تزعم عمليات القتل والتعذيب في المذبحة أربعة من قادة الاحتلال عقب حرب 1948ØŒ وهم “ديفيد بن جوريون” قائد عصابات الهجانة وقد أصبح أول رئيس وزراء لإسرائيل المزعومة، Ùˆ”مناحم بيجين” قائد عصابات الأرجون سادس رئيس لوزراء الاحتلال خلال فترة مفاوضات السلام التي أجراها الرئيس الراحل أنور السادات في أعقاب حرب أكتوبر 1973ØŒ وكان بيجين الطرف الثاني في معاهدة السلام.
    كما شارك في تدبير المذبحة “إسحاق شامير” قائد عصابات الشترون الذي تولى رئاسة الوزراء بعد بيجين، Ùˆ”آرئيل شارون” والذي كان عمره وقت تنفيذ المذبحة 20 عاما وكان أحد القياديين الإرهابيين في عصابة الهجانة، والذي شكل مجموعة من الصغار وشاركوا في مذبحة دير ياسين وكانت أول جرائمهم اختطاف فتاتين وتجريدهن من ملابسهن والاعتداء عليهن ثم قطع أعضاء من جسدهن حتى فارقتا الحياة.
    إجرام شارون لم يكن له حدود؛ ففي احتفاله بعامه العشرين أمر بقتل عشرين طفلا فلسطينيا، وقال القنصل الأمريكي “روبرت مكات” في تقريره للخارجية الأمريكية “إن الأطفال كانت تبتر أطرافهم وتكسر ضلوعهم، وإن شارون ارتكب من المجازر ما يفوق ما ارتكبه هتلر بشاعة، بل وجميع الدكتاتوريين الذين عرفتهم الإنسانية، إنه كان يجمع الأعضاء التناسلية للأطفال في جعبته وكان يباهي بها قيادات تنظيم الهجانة”.

    تهجير واستيطان
    تبع المذبحة تزايد الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة خشية التعرض للقتل، حيث أسفرت عن تهجير ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني وتركهم بيوتهم وثرواتهم ومزارعهم، بلداتهم ومدنهم، وما لبثت العصابات اليهودية في الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيون الذين غادروا.
    كما كانت عاملا لا يستهان به في إشعال حرب عام 1948ØŒ كما أدت إلى استيطان اليهود للقرية وطمس آثارها بل وبنوا فوق أنقاضها مباني خاصة بهم وأطلقوا أسماء أفراد عصابة “الأرجون” الذين نفذوا المذبحة على شوارعها.
    وإذا كان الحدث مر عليه أكثر من خمسة وستون عاما وطواه النسيان فتبقى مهمتنا إحياء التاريخ والتذكير بالقضية الفلسطينية وتعريف الأجيال الحالية والقادمة بحقه واسترداد أرضه ومقاومة الاحتلال ونشر مجازره التي لا حصر لها.

    (المصدر: شبكة الإعلام العربية، 08/04/2014)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

بداية الإضراب الكبير في فلسطين

19 إبريل 1936

الاستشهادي أنس عجاوي من سرايا القدس يقتحم مستوطنة (شاكيد) الصهيونية شمال الضفة المحتلة، فيقتل ثلاثة جنود ويصيب عددا آخر

19 إبريل 2003

تأكيد نبأ استشهاد القائد المجاهد محمود أحمد طوالبة قائد سرايا القدس في معركة مخيم جنين

19 إبريل 2002

استشهاد المجاهد عبد الله حسن أبو عودة من سرايا القدس في عملية استشهادية وسط قطاع غزة

19 إبريل 2002

الاستشهاديان سالم حسونة ومحمد ارحيم من سرايا القدس يقتحمان محررة نيتساريم وسط قطاع غزة ويوقعان عددا من القتلى والجرحي في صفوف الجنود الصهاينة

19 إبريل 2002

عصابة الهاغاناه تحتل مدينة طبريا، حيث سهل الجيش البريطاني هذه المهمة وقدم المساعدة على ترحيل السكان العرب، وانسحب منها بعد يومين تماماً

19 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية