17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد المجاهد محمود يوسف النجار: عشق امتشاق بندقية الجهاد دفاعاً عن الأرض

    آخر تحديث: الأربعاء، 26 مارس 2014 ، 12:02 م

    الميلاد والنشأة
    ولد الشهيد المجاهد محمود يوسف النجار بتاريخ 9/9/1989 بجمهورية ليبيا العربية، حيث هجر أهله من بلدة أم سلمة قضاء يافا عام 1948، واستقر بهم المقام ببلد خزاعة جنوب قطاع غزة. حيث أنهى تعليمه الثانوي فيها.

    صفاته وأخلاقه
    وتؤكد والدته "أم محمود" بقلب مقبوض وعيون تقطر بالدموع: "لازلت لا أصدق أن ابني قد غاب عن الحياة وبشكل أبدي، رغم أنني قبّلت جبهته وجسده المضرج بالدماء". تأملت الأم الثكلى بعد صمت صورة ابنها الشهيد بالبزّة العسكرية وهو يحمل على كتفه قاذف "أر .بي. جي" ، وقالت: "لقد كان شاباً يافعاً مفعماً بالحياة، يرفض الظلم والعدوان، اختار دربه بإرادته، فقد طلب مني إذا منّ الله عليه الشهادة أن لا أبكيه، لأنه كان يعلم جيداً كم كنت أخاف عليه، فهنيئاً له الشهادة التي تمناها دوماً".
    وتضيف "أم محمود": أنها كانت تراقب نجلها دون أن تشعره عند خروجه لمواجهة الاحتلال، وتصلي لأجل أن يوفقه الله وينصره ويعيده إليها سالماً غانماً. هكذا كانت أم الشهيد محمود تسهر الليل الطويل قلقة تتأمل في وجه الله الخير والسلامة لقرة عينها، لطالما طلبت هذه الأم الصابرة من أول فرحتها الهدوء والسكون ريثما تتضح الأمور، لكن لسان حاله كان دوماً يقول: "يا حبذا الجنة واقترابها".
    ورغم الحزن والألم الذي تجرعته "أم محمود"، إلا أنها بدأت وبقلب الأم الحاني تتحدث عن طفولة ابنها وذكرياتها معه وكأن الروح ردت إليها مجددا لتقول: "منذ أن كان طفلا صغيرا وهو يتميز بالتفوق والذكاء والهدوء، أحبه جميع من عرفه لصدق تعامله وطيبته ومساعدته لي في صنع الطعام". وتابعت حديثها بعد أن التقطت أنفاسها للحظات: كان الشهيد مؤمنا بالله، مواظبا على الصلوات الخمس، وصوم النوافل والفروض، وقراءة القرآن والخروج في سبيل الله دائما يدعو برضا الله ثم رضا والديه".
    فيما وصف والده "أبو محمود" نجله الشهيد بالشاب المتدين الخلوق المطيع له المحب للجميع، مؤكداً أن فراقه كان صدمة وفاجعة، ولكنه قدر الله، متمنياً من الله أن يجمعه وإياه وكل المسلمين في جنة الرحمن التي وعد بها عباده الصابرين. وأضاف أبو محمود أن "الشهيد كان لا يتوانى عن مساعدته في كافة الأمور الحياتية، حتى أنه كان يعطي والده راتبه الشهري فور استلامه من عمله في المطاعم، في محاولة منه لتقاسم أعباء ومسئولية أسرتهم بعدما فقد والده العمل في الأرض التي جرفتها الآليات الصهيونية وحالت دون إمكانية وصولهم إليها.  
    عرف الشهيد بالتزامه في إتمام الصلوات الخمس في مسجد "عباد الرحمن" وخاصة صلاة الفجر. هذا وتميز الشهيد محمود بالتفاعل الاجتماعي وحبه للآخرين الذي انعكس على شخصيته وحب الآخرين له، أشاد أصدقاؤه وجيرانه بحسن خلقه وأدبه وعطفه على الصغير والكبير، فترى دوماً الابتسامة لا تفارق شفتيه.

    مشواره الجهادي
    لم تكن مشاهد الظلم والقهر التي عاشها الشهيد المجاهد محمود النجار مع أبناء شعبه المطحون حقيقة واقعة بعد عودته وأسرته من المهجر في الجماهيرية العربية "الليبية"، سوى دافعاً قوياً للالتحاق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في عام 2008م، إيمانا بحقه وحق كل فلسطيني وعربي ومسلم ينتمي لهذا الشعب أو ينتمي لهذه الأمة مهما بعدت المسافات أن يمتشق السلاح ليواجه بثبات وعزيمة الترسانة الصهيونية المدعومة من أمريكا وزبانيتها، ولإيمانه الراسخ بعدالة قضية شعبه ووطنه ولقناعاته أن الاحتلال وبسواعد المجاهدين ـ زائل لا محالة. وانضم الشهيد بعد فترة من الوقت إلى صفوف سرايا القدس، حيث تلقى العديد من الدورات السرية. ثم عمل ضمن وحدات الرصد والمتابعة.
    وشارك الشهيد في صد العديد من الاجتياحات وخاصة في منطقتي بلدة خزاعة وعبسان الكبيرة. ويسجل للشهيد نصب العديد من العبوات وقذف العديد من الآليات الصهيونية بقذائف "أر. بي. جي". وتلقى قبل فترة من استشهاده دورة متخصصة في الوحدة المدفعية.
    وقال العضو المجاهد في سرايا القدس أبو مقداد عن الشهيد: "زاد إقبال الشهيد محمود على الشهادة بعد استشهاد رفيق دربه الشهيد سليمان عميش "قديح" الذي ارتقى إثر عملية اغتيال بصواريخ طائرات الاحتلال خلال العدوان الصهيوني الكبير على قطاع غزة.
    وأشار أبو مقداد إلى أن الشهيد محمود كان لا يتوانى عن المشاركة في كافة فعاليات وأنشطة حركة الجهاد الإسلامي. مضيفاً أن الشهيد استطاع أن يأسر القلوب بتميزه ونشاطه وإقباله على العمل وإصراره على الوصول إلى أكثر المناطق خطورة لمواجهة جنود الاحتلال بقلب المؤمن وبخطى المخلص العارف.
    وعُرف الشهيد المجاهد محمود بالسرية والكتمان، فكان يعمل بصمت مستلهماً حديث رسول الله "استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان". كان شهيدنا المجاهد زاهداً في هذه الدنيا الفانية طامعاً في جنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين.

    استشهاده
    ويشير أبو مقداد إلى أن الشهيد محمود ورفيقه مصعب أبو روك كانا في مهمة جهادية بتاريخ 26/12/2010، حيث زرعا خلالها عبوة ناسفة في طريق تسلكه الوحدات الخاصة قريبا جداً من السياج الأمني، غير أن أجهزة الرصد الصهيونية كشفتهم فأطلقت عدة رصاصات خطاط باتجاههم، إلا أنهما لم يبديا أي حركة، فتقدمت وحدة خاصة من لواء "غولاني" باتجاههم ظناً منها أنهم حظوا بصيد ثمين، مع وصول جنود الاحتلال لنقطة "الصفر"، انقض الشهيدان عليهم مع صيحات الله أكبر، مما أحدث حالة من الإرباك والتخبط في صفوف الجنود، الأمر الذي دفع لتدخل الطائرات الحربية الصهيونية والآليات المدرعة لإنقاذ جنود الاحتلال من نيران محمود ومصعب ووحدة الإسناد التي كانت ترافق الشهيدين.
    ويضيف أبو مقداد أن الشهيد محمود لم يستشهد على الفور، بل أصيب في ساقه إصابة بالغة حالت دون تمكنه من الحركة، ورغم محاولة رفاقه سحبه لأكثر المناطق أمناً إلا أن شدة وكثافة نيران الاحتلال حالت دون ذلك، حيث طلب الشهيد محمود من رفاقه تركه والانسحاب، متهماً جيش الاحتلال بإعدام الشهيد محمود، حيث لم يبق في جسده موضع إصبع إلا واخترقته رصاصة حقد صهيونية أو شظية مدفعية.

    (المصدر: سرايا القدس، 26/12/2010)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين عثمان صدقة ومصطفى عبد الغني من سرايا القدس بعد اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرتهم في مدينة نابلس

17 مايو 2006

استشهاد المجاهد خالد إبراهيم الزق أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة بيت حانون

17 مايو 2003

استشهاد الأسير المحرر ماجد عبد الحميد الداعور نتيجة سنوات السجن الطويلة حيث أمضى ما يقارب 10 سنوات في السجون الصهيونية وهو من مخيم جباليا

17 مايو 1999

ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي ينجحون بتنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن غزة وهم مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، صالح شتيوي، محمد الجمل، عماد الصفطاوي، وياسر صالح

17 مايو 1987

الأرشيف
القائمة البريدية