17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    القائد محمد أبو ناعسة.. فارس ترجل نحو علياء المجد

    آخر تحديث: الخميس، 26 يونيه 2014 ، 10:53 ص

    في خضم الواقع الذي نعيشه، وفي ظل الوهم والتيه وغياب الحق والحقيقة، وفي ظل تشتت الأفكار وغياب الحقيقة الناصعة بدمِ القاني.. نلجأ لسيرة الشهداء لعلنا نقتبس من نور تضحياتهم وعطائهم عزة فقدانها وكرامة لم نمتلك منها إلا النزر القليل، واثقين أننا لن نجد الحقيقة إلا عندهم، ولن نتعلم الرجولة إلا من سيرتهم، وها نحن اليوم نعيش معكم مع سيرة واحد من صناديد الإسلام والجهاد وفلسطين.. شهيد عرفته جبال جنين وأحراشها.. ذاب بين جبالها، فطالما خبأته من عيون المتربصين الأعداء، وطالما ضمته في أحضانها وبعثت في جسده الملتهب نسمات حنانها ليصنع بتضحياته فوق رمالها وصخورها فجرنا التليد.. وليكتب بدمه المراق أسطورة عشق لأرض باركها الله وجعلها مهبط لديانات وأرض الرسالات السماوية.. إنه الشهيد القائد محمد أبو ناعسة.

    الميلاد والنشأة
    أبصر شهيدنا المجاهد نور الحياة في مخيم البطولة والفداء، مخيم جنين أسطورة المجاهدين، في فجر يوم الجمعة الموافق 30/7/1973م، ليعيش طفولته في كنف أسرة فلسطينية متواضعة بسيطة عشقت تراب فلسطين، ملتزمة بتعاليم الإسلام منهجاً ودستوراً، فكان محمد الابن المدلل لوالديه وسط أسرة تتكون من ثلاثة شقاء وأخت واحدة.
    وتعود جذور عائلة محمد إلي قرية زرعين الواقعة شمال فلسطين المحتلة التي تبعد عن مخيم جنين مسافة الخمسة كيلو متر، وتسمي عروس بني عامر، تلقي شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس المخيم، ونظراً لظروف عائلته الصعبة ترك الدراسة وعمل في بلدية جنين، وبعدها انتقل للعمل في مستشفي جنين الحكومي .

    صفاته وأخلاقه
    كان محمد ذلك الشاب الرائع في أخلاقه والمهذب مع الجميع مثالا للتواضع واللين، يحمل في صدره قلباً شجاعا لا يخاف من قول الحق ويصدح به، وكان صادقاً أمينا متسامحاً، لم يتأخر يوماً عن مساعدة الآخرين، كما كان باراً بوالديه كثيرا ما يساعدهم ويقدم لهم كل ما يطلبوه.. ويقول والده: "كان محمد شاباً محبوباً لدى الجميع، كثير العطاء للمحتاجين، ذو وجه بشوش لا تفارق الابتسامة ثغره الباسم".

    مشواره الجهادي
    وتعرض محمد لمحنة الاعتقال كما سيدنا يوسف عليه السلام، حيث اعتقلت قوات الاحتلال في عام ١٩٨٧م، وحكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات، أمضى منها أربع سنوات، حيث أفرج عنه بعد اتفاقية "أوسلو"، ولكن سنوات الاعتقال لم تكسر شوكته بل زادت من عزيمته وإصراره على مواصلة الطريق، حيث تعرف خلال سجنه على حركة الجهاد الإسلامي وآمن بأطروحاتها وفكرها ورؤيتها الجهادية، فكان انضمامه إلى صفوفها في عام ١٩٩٢م.
    عرف عنه خلال فترة عمله التزامه في تنفيذ كل ما يطلب منه دون تردد ووجل، فكان جندياً في كل ميادين المواجه يقدم الغالي والنفيس من أجل ذلك، ومع بداية انتفاضة الأقصى التحق شهيدنا إلى صفوف سرايا القدس، حيث كان مشحون بالنشاط والعزيمة للانتقام لدماء الشهداء فشارك في العديد من العمليات التي كانت تنفذها السرايا لاسيما الاشتباكات في الطرق إلتفافية، فكانت تربطه علاقة حميمة وأخوية مع الشهيدين أشرف السعدي وعلاء بريكة - اللذين كانت تربطه بهم علاقة وطيدة أساسها الانتماء للإسلام دين ومنهاج.. لم يستمر عمل محمد السري ومع رفيقيه أشرف وعلاء ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين طويلاً، فسرعان ما اكتشف أمرهم ليعيشوا بعدها مطاردين للاحتلال الذي لم ينفك عن ملاحقتهم واقتحام منازل وعوائلهم وتهديد والديهم بقتلهم إذا لم يسلموا أنفسهم، ولكن هيهات هيهات أن يسلم محمد وأشرف وعلاء أنفسهم لعدو ماكر.. وهم الذين أقسموا على الثأر لدماء أبناء شعبهم.. أبو أن يسلموا الراية التي حملها بعد استشهاد رفاقهم ..

    استشهاده
    وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 28/2/2007 كان محمد ورفيقاه أشرف السعدي وعلاء بريكة على موعد مع الشهادة عندما حاصرتهم قوات الاحتلال خلال قيادته، وهكذا ارتحل محمد ومن معه إلى علياء المجد، فإلى جنات الخلد يا شهداؤنا الإبرار .

    (المصدر: صحيفة الاستقلال، 14/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين عثمان صدقة ومصطفى عبد الغني من سرايا القدس بعد اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرتهم في مدينة نابلس

17 مايو 2006

استشهاد المجاهد خالد إبراهيم الزق أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة بيت حانون

17 مايو 2003

استشهاد الأسير المحرر ماجد عبد الحميد الداعور نتيجة سنوات السجن الطويلة حيث أمضى ما يقارب 10 سنوات في السجون الصهيونية وهو من مخيم جباليا

17 مايو 1999

ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي ينجحون بتنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن غزة وهم مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، صالح شتيوي، محمد الجمل، عماد الصفطاوي، وياسر صالح

17 مايو 1987

الأرشيف
القائمة البريدية