- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
ÙلسÙØ© الشهادة
ÙلسÙØ© الشهادة
الشيخ / عبد الله Ø£Øمد الشامي
Ø£Øد قادة Øركة الجهاد الإسلامي ÙÙŠ Ùلسطين
مقدمة:
سطّر الشهداء ÙÙŠ تاريخ أمتنا الØديث والقديم، لوØات زاهية من الشر٠والشجاعة والإقدام، صنعت لأمتنا تاريخا كبيرا من الانتصار ودØر قوى الظلم والضلال إن كانوا مشركين أو صليبيين أو مستعمرين، واليوم اØتل الشهداء المكانة التي تليق بهم ÙÙŠ ذاكرة أمتنا وأجيالنا اللاØقة، وما كان ذلك ليØدث لولا القيمة العليا للشهادة، التي غرستها عقيدتنا الإسلامية ÙÙŠ Ù†Ùوس أبنائها، بØيث أصبØت ثقاÙØ© عامة ÙŠÙهمها الصغار قبل الكبار والعوام قبل العلماء، وأصبØت الشهادة هدÙا عاليا يتسابق أبناء الأمة ÙÙŠ الوصول إليها، لعلهم ÙŠÙوزون بها أو يرتقون إلى مدارجها.
ورغم ÙˆØ¶ÙˆØ Ù…Ø¹Ù†Ù‰ الشهادة ومعالمها، إلا أن هذا ÙŠØتم علينا الØديث عنها وكش٠بعضا من جوانب ÙلسÙتها، خصوصا ونØÙ† نخوض صراعا شرسا مع العدو الصهيوني يشمل ÙÙŠ جوانبه الأرض والإنسان والمعتَقَد، هذا العدو ÙŠØاول بما أوتي من قوة مادية، ومن سيطرة على وسائل الإعلام- Øيث يهيمن على معظم الوسائل العالمية- وتؤثر كثيرا ÙÙŠ تشكيل ثقاÙØ© وقناعات الكثير من الناس، Øاول هذا العدو ولا زال أن يلقي بظلاله التشكيكية Øول العمليات الاستشهادية، معتبرها لونا من ألوان الانتØار، يساعده ÙÙŠ ذلك بعض أدعياء العلم من أمتنا والمأجورين منهم، والذين يتØركون لخدمة مشاريع سياسية هزيلة تروج للمØتل الغاصب وتقبل التعايش معه.
ونØÙ† ÙÙŠ موضعنا هذا Øرصنا على إبراز مكانة المجاهدين ÙˆÙرضية الجهاد ومعنى الشهادة ÙˆÙلسÙتها، ومكانة الشهداء ودورهم ÙÙŠ Ø¥Øياء الأمة، نرجو أن نساهم ÙÙŠ دØض بعض الأراجي٠والضلالات التي يروج لها الاØتلال وأعوانه، وكذلك نساهم ÙÙŠ دÙع أبناء شعبنا للقيام بواجبهم الجهادي والاستشهادي ضد كل الأعداء، وإن تعددت أسماءهم وألوانهم.
تمهيد:
يقول سبØانه وتعالى - ÙÙŠ مطلع سورة البقرة "الم ذلك الكتاب لا ريب Ùيه، هدىً للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينÙقون" (البقرة-2-3) من خلال التأمل ÙÙŠ الآيات السابقة نجد أن الإيمان يقوم على قاعدتين أساسيتين هما:
عالم الشهادة:
وهو العالم المشهود الذي Ù†Øيى Ùيه، ونتقلب ÙÙŠ أرجائه، ونستظل بسمائه ونعيش مع ظواهره الطبيعية ومع كائناته الØية "عالم الغيب والشهادة وهو الØكيم الخبير"(الأنعام-73) هذا العالم لا يستطيع Ø£Øد أن ينكره لأنه ينكر وجوده وبالتالي لا يوجد ØØ« على الإيمان به، والØØ« جاء على وجه الالزام بضرورة التÙكر Ùيه {إن ÙÙŠ خلق السماوات والأرض واختلا٠الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} (آل عمران-190) والقاعدة الأساسية الثانية التي يقوم عليها الإيمان هي:
عالم الغيب:
والذي لا يتم الإيمان إلا به، ومن ينكره لا يعتبر مؤمناً، بل ليس مسلماً من الأساس، لأن الإسلام يقوم على قاعدة شهادة أن لا إله إلا الله وأن Ù…Øمداً رسول الله، والإيمان بالله سبØانه من أركان الإيمان بالغيب، كما جاء ÙÙŠ الØديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام Øين أجاب السائل عن الإيمان بقوله : "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره"هذا النص شمل أركان الإيمان بالغيب، لكن هناك قضايا إيمانية غيبية أخرى Ù†ØÙ† مأمورون بالإيمان بها، ومن يكÙر بها Ùقد ÙƒÙر بما أنزل على Ù…Øمد عليه الصلاة والسلام، لأنها أصبØت مما هو معلوم من الدين بالضرورة، مثل الإيمان بالجنة والنار وكذلك عالم الجن، ومن القضايا الإيمانية التي عالجها القرآن الكريم، قضية الموت، Øيث Øدثنا القرآن بأن كل ما على الأرض من كائنات بما Ùيها الإنسان تجري عليها سنه الموت، لقول الله سبØانه وتعالى: {كل من عليها Ùان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (الرØمن-26).
وأن الموت مقدر للإنسان يأتيه ÙÙŠ الأجل المØدد الذي لا يعلمه إلا الله، {وما كان لنÙس أن تموت إلا بأذن الله كتاباً مؤجلا} (آل عمران-145) ولÙسÙنَّة الموت يخضع الإنسان وهو يشترك Ùيها مع باقي الكائنات ولا يتميز عنها ÙÙŠ شيء، Øيث لا يستطيع هو أن يقدم الموت ساعة أو يأخره، وكذلك الكائنات الأخرى{لكل أمة أجل Ùإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} (الأعرا٠- 34) وهذه الØقيقة الإيمانية (المتعلقة بأجلية الموت وغيبيته)ØŒ تÙعلّÙÙ… الإنسان الشجاعة وتقضي على مظاهر الضع٠والخو٠وتدÙعه إلى الإقدام، لأنه يعلم أن الأمة لو اجتمعت لن تستطيع أن تقدم من عمره أو تأخره شيئاً، Ùلم الخو٠من انقضاء العمر إذاً؟ ولم الجبن عن التصدي للباطل؟ ولم التقاعس عن مقاومة الطغاة والبغاة؟
مشروعية الجهاد:
Ùرض الله سبØانه الجهاد على أمة الإسلام Øتى يقوموا بواجبهم الديني ÙÙŠ نشر الإسلام، وإزالة النظم الطاغوتية، التي تØول بين الناس وبين Øرية الاعتقاد، لأن هذه النظم تعمل للمØاÙظة على وجودها وعلى مصالØها الذاتية، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وبالتالي لن ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙŠÙ† بØرية الدعوة والØركة، وإنما ستضع ÙÙŠ طريقهم العقبات، وستØÙر لهم الأخاديد وستعمل على إرهاب الناس وتمنعهم من الالتØاق بمركب الدين الجديد، الذي Ùيه الØرية الØقيقية والخلاص من كل أشكال العبودية.
ولمواجهة الأنظمة الطاغوتية وشبكة Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù‡Ø°Ù‡ØŒ Ùرض الله سبØانه على المسلمين الجهاد ورغبهم Ùيه، ÙˆØثهم على وجه الالتزام الجماعي بمقاتلة الكÙار والمشركين بقوله {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا ÙŠØرمون ما Øرم الله ورسوله، ولا يدينون دين الØÙ‚ من الذين أوتوا الكتاب Øتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} (التوبة -29 )ØŒ لأن الله بعلمه المطلق يعلم أن العمل السياسي والدبلوماسي "الدعوي" لا يمكن أن يزيل هذه النظم، ولا يمكن أن يؤدي إلى تغير المجتمعات بكاملها Ù†ØÙˆ الإسلام، وأن الإسلام إن لم يكن له شوكة وقوة تردع البÙغاة والجبابرة، Ùلن تنكسر إرادتهم، ولن تتØطم مؤامراتهم ومكائدهم. وبناءً عليه Ùإن هناك منهجين متصارعين: منهج الله ومنهج الطاغوت {الذين آمنوا يقاتلون ÙÙŠ سبيل الله، والذين ÙƒÙروا يقاتلون ÙÙŠ سبيل الطاغوت، Ùقاتلوا أولياء الشيطان، إن كيد الشيطان كان ضعيÙا}.
ومن ناØية ثانية Ùإن ديار الإسلام ستبقى عÙرضة للاعتداء من Ù‚Ùبل الخصوم والأعداء والمتربصين والمرجÙين، وإن هؤلاء الأعداء ÙŠØتاجون إلى قوة تردعهم وتØطم قوتهم Øتى تتمكن ديار الإسلام من العيش ÙÙŠ أمن وسلام، يمارس أبناؤها شعائرهم وعباداتهم بØريه كاملة، ولذلك كان الجهاد ÙÙŠ سبيل الله ÙÙŠ Ø¥Øدى جوانبه يعني الدÙاع عن النÙس وعن الأرض وعن العرض {وقاتلوا ÙÙŠ سبيل الله الذين يقاتلونكم}ØŒ كما أن الله سبØانه شرع الجهاد Ù„Øماية الضعÙاء والÙقراء ÙÙŠ الأرض، الذين يتعرضون للقهر والتسلط والابتزاز والاستخÙا٠{ومالكم لا تقاتلون ÙÙŠ سبيل الله والمستضعÙين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا} (النساء - 75).
وكذلك شرع الله سبØانه وتعالى الجهاد دÙاعا عن المقدسات والمساجد ودور العبادة {ولولا دÙع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر Ùيها اسم الله كثيرا} (الØج/40).
والجهاد Ùيه ردع للخارجين على المجتمع الإسلامي، والمØاربين له {إنما جزاء الذين ÙŠØاربون الله ورسوله ويسعون ÙÙŠ الأرض Ùسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلا٠أو ينÙوا من الأرض، ذلك لهم خزي ÙÙŠ الدنيا ولهم ÙÙŠ الآخرة عذاب عظيم} (المائدة - 33).
ÙˆÙÙŠ الجهاد ÙÙŠ سبيل الله Ø¥Øقاق للØÙ‚ وإبطال للباطل، Øيث ÙŠÙÙهم أن الØÙ‚ "الذي يمثله شرع الله ومنهجه" ÙÙŠ صراع مع الباطل، وأن الØÙ‚ لا ÙŠÙØÙ‚ØŒ وأن انتÙاش الباطل لا ÙŠÙرد إلا من خلال القوة المÙطالب الØÙ‚ بامتلاكها -كما قال الله سبØانه {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ...} ( الأنÙال-60 ) Ùإذن الØÙ‚ مطالب بامتلاك القوة Øتى يرهب الباطل وأعوان الباطل القريبين والبعيدين- {ويريد الله أن ÙŠØÙ‚ الØÙ‚ بكلماته ويقطع دابر الكاÙرين، ليØÙ‚ الØÙ‚ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون} (الأنÙال -7-8 ). وإØقاق الØÙ‚ وإبطال الباطل لا يكون إلا بالمواجهة بين معسكر الØÙ‚ ومعسكر الباطل {وإذ يعدكم الله Ø¥Øدى الطائÙتين أنها لكم، وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} (الأنÙال -7 ). ونØÙ† ÙÙŠ هذا الØديث لم نتطرق إلى مراØÙ„ Ùرضية الجهاد، لأن الذي يعنينا هنا ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„ØºØ§ÙŠØ© من Ùرضيته، وما أعد الله سبØانه المجاهدين من الأجر.
Ùرضية الجهاد:
شرّع الله سبØانه الجهاد، لأنه يدرأ المÙاسد، وبه تصان الØقوق وتØمى المعتقدات والديار، والتي تشكل قاعدة أساسية Ù„Øرية العبادة، إذ ÙÙŠ ظل الديار المØتلة أو ÙÙŠ الديار التي يدين أهلها بغير الإسلام، نجد أن واقع المسلمين صعب، وأنهم لا يستطيعون أن يؤدوا عباداتهم بØرية، وإن أدوها ÙتØت الضغوط والتهديدات، كما شاهدنا ذلك واضØاً ضد أهلنا ÙÙŠ بيت المقدس طوال Ùترة الاØتلال ÙˆØتى الآن، Øيث يتدخل جنود الاØتلال ÙÙŠ تØديد - من ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بالدخول إلى الصلاة ÙÙŠ المسجد الأقصى ومن لا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بذلك - ونجدهم بأنهم قد اغتصبوا مسجد خليل الرØمن ÙÙŠ مدينة الخليل، هذا الاغتصاب وهذا المنع ÙŠØتاج إلى مداÙعة وجهاد من قبل المجاهدين، Øتى يتم تØرير هذه البلاد وهذه الأماكن المقدسة، ليتمكن المسلمون من أداء شعائرهم وعباداتهم بØرية تامة {ولولا دÙع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر Ùيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره} (الØج - 40)ØŒ إذاً بغير قانون التداÙع لا يمكن أن يرتدع الباطل، ولا يمكن أن تخض شوكته، من أجل ذلك ØØ« الله المسلمين على الجهاد وعلى اقتØام ساØات الموت لعلهم يسقطون شهداء ÙيرتÙعون إلى الأعالي ويدخلوا الÙردوس الأعلى من الجنان. والذي يتقاعس عن الجهاد ولا ينويه، يموت ميتةً جاهلية كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " من لم يغز٠ولم تØدثه Ù†Ùسه بالغزو مات ميته جاهلية " ÙˆÙÙŠ رواية أخرى "مات على Ø´Ùعبة من النÙاق"ØŒ من أجل ذلك وجدنا أن أصØاب الرسول عليه الصلاة والسلام يتسابقون على الجهاد، ويستهمون (يقترعون) مع أبنائهم للخروج إلى القتال: كما Øدث مع الصØابي الجليل "خيثمة" Øيث قال مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أخطأتني وقعة بدر وقد كنت والله عليها Øريصاً، Øتى ساهمت ابني ÙÙŠ الخروج، Ùخرج سهمه Ùرزق الشهادة، وقد رأيت البارØØ© ابني ÙÙŠ النوم ÙÙŠ Ø£Øسن صورة، ÙŠØ³Ø±Ø ÙÙŠ ثمارها وأنهارها، يقول: الØÙ‚ بنا تراÙقنا ÙÙŠ الجنة، Ùقد وجدت ما وعدني ربي Øقا. وقد- والله يا رسول الله - أصبØت مشتاقاً إلى مراÙقته ÙÙŠ الجنة، وقد كبرت سني، ورق عظمي، وأØببت لقاء ربي، Ùادع الله يا رسول الله، أن يرزقني الشهادة ومراÙقة سعد ÙÙŠ الجنة، Ùدعا له رسول الله عليه الصلاة والسلام ÙÙ‚Ùتل بأÙØد٠شهيداً"ØŒ واجتهد علماؤنا الأÙاضل ÙÙŠ تØديد مكانة الجهاد ÙÙŠ التشريع الإسلامي، Ùقالوا: أن Øكم الجهاد ÙÙŠ الشرع هو بمثابة Ùرض الكÙاية، إذا قام به مجموعة من الناس سقط عن الآخرين، وينتقل من Ùرضية الكÙاية إلي Ùرضية العين بشروط ثلاث:
1 - إذا نزل العدو بأرض قوم Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¬Ù‡Ø§Ø¯ واجباً عليهم.
2 - إذا استنÙر الإمام جماعة بعينهم من الناس، ÙÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¬Ù‡Ø§Ø¯ عليهم واجباً.
3 - إذا Øضر المجاهدون أرض المعركة لقول الله سبØانه: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين ÙƒÙروا زØÙا Ùلا تولوهم الأدبار}.
ووÙقا لهذه الشروط، نجد أن الجهاد على أهل Ùلسطين هو بمثابة Ùرض عين، واجب على الجميع القيام به، ومن لم يقم بواجبه الجهادي Ùهو آثم، ووÙقا لهذا الØكم ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ù† ØÙ‚ المرأة أن تخرج بدون إذن الزوج، وعلى الابن أن يخرج بدون إذن والديه.
الجهاد على أرض Ùلسطين:
وهذه القضايا كلها مجتمعه على أرض Ùلسطين، Ùشرع الله غائب، وأرض المسلمين مغتصبه، Øيث Øضر Ùيها الأعداء يمارسون الÙساد والإÙساد، يقتلون العباد ويسلبون أموالهم ويهددون الأهل بالقتل والتهجير، إذاً القتال على أرضها ضد الأعداء هو واجب شرعي مدعم بكل الأدلة القرآنية والنبوية مثل قول الله سبØانه وتعالى: {Ø£Ùذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير} (الØج-39) ونØÙ† قوتلنا ونØÙ† مظلومون، "الذين Ø£Ùخرجوا من ديارهم بغير ØÙ‚ إلا أن يقولوا ربنا الله "(الØج-39) ونØÙ† أخرجنا من ديارنا بغير ØÙ‚ ... ويدعم ذلك قول رسول الله عليه الصلاة والسلام Øيث جاءه رجل يسأله يا رسول الله: أرأيت لو أن رجلاً أراد أن يأخذ مالي؟ قال لا تعطه مالك. قال أرأيت لو قاتلني؟ قال: "Ùقاتله" قال أرأيت لو قتلني؟ قال: (Ùأنت ÙÙŠ الجنة ) قال أرأيت لو قتلته. قال "هو ÙÙŠ النار". إذاً من أجل الدÙاع عن النÙس وعن المعتقد، وعن الأرض والعرض، وعن المستضعÙين ÙÙŠ الأرض، ومن أجل دÙع مغتصبي ØÙ‚ الله وسلطانه ÙÙŠ الأرض، ومن أجل إعلاء كلمة الله ونشر دينه Ùيها شرّع سبØانه "الجهاد" وجعله رسول الله عليه الصلاة والسلام ذروة سنام الإسلام، وجعل الله سبØانه أجر المجاهدين أعظم من أن يوصÙØŒ Øيث روى عن أبو هريرة قال: أن رجلاً قال: يا رسول الله علمني عملاً أنال به ثواب المجاهدين ÙÙŠ سبيل الله Ùقال: "هل تستطيع أن تصلي Ùلا تÙتر وتصوم Ùلا تÙطر؟! Ùقال: يا رسول الله أنا أضع٠من أن أستطيع ذلك. Ùقال النبي عليه الصلاة والسلام : " Ùـوالذي Ù†Ùسي بيده لو طوّÙقت ذلك ما بلغت أجر المجاهدين ÙÙŠ سبيل الله". وأن أجر المجاهدين ÙÙŠ سبيل الله أعظم من صلاة سبعين عاماً، وكما جاء ÙÙŠ Øديث الإمام الترمذي. أن رجلاً مالت Ù†Ùسه إلى العزلة، Ùسأل النبي عليه الصلاة والسلام عنها Ùقال: "لا تÙعل، Ùإن مقام Ø£Øدكم ÙÙŠ سبيل الله Ø£Ùضل من صلاته ÙÙŠ بيته سبعين عاماً، ألا تØبون أن يغÙر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اغزوا ÙÙŠ سبيل الله". "من قاتل Ùواق ناقه وجبت له الجنة". وكذلك أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام : أن المجاهدين هم خير الناس كما روى ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بخير الناس... رجل ممسك بعنان Ùرسه ÙÙŠ سبيل الله". ÙˆØين سÙئل النبي عليه الصلاة والسلام: أي الناس Ø£Ùضل؟ قال: " مؤمن يجاهد ÙÙŠ سبيل الله بنÙسه وماله" والجهاد ÙÙŠ سبيل الله ليس نزهه وليس ياÙطة ترÙع أو شعاراً يستظل به، بل هو أبعد من ذلك بكثير، هو مجاهد Ø© للنÙس ولرغباتها وشهواتها وارتباطاتها بالأرض وهو مكروه على النÙس لأن Ùيه هلكة لها وللمال وللولد، وكما أخبر رب العزة بقوله: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تØبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وانتم لا تعلمون} (البقرة - 216)ØŒ وكما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الشيطان يأتي للإنسان وقت الزØ٠يذكره بأهله وولده، يثبط من عزيمته ويهون من أمره.
متى يكون الجهاد ÙÙŠ سبيل الله؟
أراد الله سبØانه من جميع عÙبّاده، أن يعبدوه لذاته ولا يشركوا معه Ø£Øدا من خلقه أو ممن يتصورون بتصوراتهم الخاطئة أنهم آلهة ÙŠÙعبدون من دون الله، أو يتوهمون نتيجة لجهلهم أنهم أنداد لله، ولذلك وجدنا كل التشريعات القرآنية والنصوص العقائدية تنزه الله سبØانه عن الشرك، بدئاً من قوله سبØانه {قل هو الله Ø£Øد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له ÙƒÙوا Ø£Øد"ØŒ ومرورا بدØض ادعاءات اليهود والنصارى Øين زعموا {وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ù† الله ذلك قولهم بأÙواههم يضاهئون قول الذين ÙƒÙروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤÙكون} (التوبة-30)ØŒ وتÙنيدا لادعاءات المشركين بقوله : {أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم، هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الØÙ‚ Ùهم معرضون} (الأنبياء - 24)ØŒ ولذلك جعل الله سبØانه وتعالى أعظم قاعدة لدخول الإسلام "شهادة أن لا إله إلا الله وأن Ù…Øمداً رسول الله"ØŒ ووÙقا للأØاديث الواردة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والتي تØØ« المسلمين على إخلاص أعمالهم ونياتهم لله ÙˆØده، كما جاء ÙÙŠ الØديث القدسي الذي يرويه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ربه قائلا: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل ع ملا أشرك Ùيه غيري تركته وشركه" رواه مسلم.
وعن أبي سعيد بن أبي Ùضالة (وكان من الصØابة رضي الله عنهم) قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب Ùيه نادى مناد٠: من كان أشرك ÙÙŠ عمل عمله لله، Ùليطلب ثوابه من عند غير الله، Ùإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" رواه ابن ماجة.
ووÙقا لهذه المقدمة وبما أن الجهاد عبادة يتقرب بها العبد من الله سبØانه، Ùيجب أن يكون الجهاد ÙÙŠ سبيل الله خالصا من الØظوظ الذاتية أو المكاسب المادية، التي قد يبتغيها المجاهد من وراء جهاده، Ùالمجاهد Ø£Øيانا ÙŠØب أن ÙŠÙرى بين الناس، أو أن ÙŠÙشار إليه بالبنان بأنه مجاهد، وقد يبتغي منصبا أو مكانة من وراء مشاركته الجهادية، وهذا كله ÙŠØبط العمل ويضيع الأجر، ودليلنا ÙÙŠ ذلك سؤال الرجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام Øين قال : يا رسول الله إنني أقاتل ÙÙŠ سبيل الله وأØب أن تÙرى مكانتي بين الناس، Ùقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا Ùهو ÙÙŠ سبيل الله". ويعزز ذلك Øديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي يقول Ùيه: "إن أول الناس ÙŠÙقضى يوم القيامة عليه، رجل استÙشهد ÙØ£Ùتي به ÙعرّÙÙ‡ Ù†Ùعَمَة ÙعرÙها، قال: Ùما عملت Ùيها؟ قال: قاتلت Ùيك Øتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء Ùقد قيل، ثم Ø£Ùمر به ÙسØب على وجهه Øتى ألقي ÙÙŠ النار...".
وبناءً عليه يجب على المجاهد ÙÙŠ سبيل الله أن يروض Ù†Ùسه ترويضا شاقا ويØاسبها Øسابا عسيرا، Øتى تتجرد من كل العوالق الذاتية والمادية، وتØتسب كل Ùعل تقوم به صغيرا أو كبيرا ÙÙŠ سبيل الله، Øتى تنال عليه الأجر كاملا، ولا تشرك Ùيه مع الله شيئا. وإمامنا ÙÙŠ ذلك موق٠الإمام علي رضي الله عنه، Øين تمكن من Ø£Øد المشركين Ùهمّ بقتله، Ùإذا بالمشرك يبصق ÙÙŠ وجهه، Ùيتركه ويعود، ÙˆØين سÙئل لماذا لم تقتله؟ قال خشيت أن أقتله انتقاما لذاتي، Ùيكون ÙÙŠ ذلك شرك مع الله...".
وبهذا الخصوص نشير إلى أن علماءنا الأÙاضل قسّموا الشهداء إلى ثلاث Ùئات:
الأول: شهيد الدنيا والآخرة: وهو الذي ÙŠÙقتل مجاهدا ÙÙŠ سبيل الله، مخلصا ÙÙŠ نيته، وكما وصÙÙ‡ رسول الله عليه الصلاة والسلام بـصابر Ù…Øتسب مقبل غير مدبر Ùهو عند الله شهيد وعند الناس شهيد.
الثاني: شهيد الآخرة: وهو الذي ينطبق عليه Øديث رسول الله عليه الصلاة والسلام Øين سأل أصØابه: "ما تعدّون الشهيد Ùيكم؟ قالوا: يا رسول الله من Ù‚Ùتل ÙÙŠ سبيل الله Ùهو شهيد، قال إن شهداء أمتي إذن لقليل، قالوا Ùمن هم يا رسول الله؟ قال: من Ù‚Ùتل ÙÙŠ سبيل الله Ùهو شهيد، ومن مات ÙÙŠ سبيل الله Ùهو شهيد، ومن مات من الطاعون Ùهو شهيد، ومن مات ÙÙŠ البطن Ùهو شهيد. قال ابن المقسم أشهد على أبيك أنه قال: والغريق شهيد"ØŒ إذن الذي يموت ÙÙŠ سبيل الله ÙÙŠ طلب العلم أو ÙÙŠ الغربة Ùهو شهيد، ومن مات بالطاعون أو بمرض ÙÙŠ بطنه أو غريقا أو ÙÙŠ Øريق ... الخ Ùهو شهيد، وهذا يعتبر عند الله شهيدا ولكن ÙÙŠ مرتبة أدنى من مرتبة الشهداء الذين يسقطون على أرض المعركة، لكن هؤلاء ÙÙŠ Øس الناس ووجدانهم الدنيوي ليسوا بشهداء، أو لا يتعاملون معهم كشهداء المعارك والمقاومة. أي أنهم ÙŠÙغسلون ويÙÙƒÙنون ويÙصلى عليهم.
الثالث: شهيد الدنيا: وهو الذي ÙŠØسبه الناس شهيدا، لأنه سقط ÙÙŠ المعركة، ولكنه كان يقاتل Øمية أو شجاعة أو من قاعد Ùكرية غير قاعدة الإسلام، مثل الأÙكار العلمانية أو الماركسية، إن كان معتقدا بها ويقاتل تØت مظلتها ÙÙŠÙقتل ÙÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ شهيد دنيا، ولا شيء له ÙÙŠ الآخرة لأنه ينطبق عليه الØديث القدسي : "أنا أغنى الشركاء عن الشرك .... ".
وجاء ÙÙŠ الØديث الذي يرويه النسائي ÙÙŠ سننه عن العرباض بن ساريه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يختصم الشهداء والمتوÙون على Ùرشهم إلى ربنا، ÙÙŠ الذين ÙŠÙتوÙون من الطاعون، Ùيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول المتوÙون على Ùرشهم إخواننا ماتوا كما متنا، Ùيقول ربنا انظروا إلى جراØهم Ùإن أشبه جراØهم Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªÙˆÙ„ÙŠÙ†ØŒ Ùإنهم منهم ومعهم، Ùإذا جراØهم قد أشبهت جراØهم ... ".
والمقصود من الØديث أن الشهداء الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله يرجون من الله تعالى أن يكون الذين ÙŠÙتوÙون من الطاعون مثل الشهداء ÙÙŠ نيل الثواب العظيم، الذي أعده الله للشهداء، ويقولون: ربنا إخواننا هؤلاء Ù‚Ùتلوا كما قتلنا ÙÙŠ سبيلك، لأنهم صبروا على قضاء الله Øتى ماتوا بالطاعون، الذي هو من تقدير الله، كما صبر الشهداء ÙÙŠ الØرب وثبتوا، لذلك هم يرجون لهم أجر الشهداء. ويقول الذين ماتوا على Ùرشهم بالطاعون: إخواننا ماتوا مثلما متنا، أي على Ùرشهم، Ùكي٠يÙعطَون أجر الشهداء الذين باعوا أنÙسهم لله، وقتلوا ÙÙŠ سبيل الله؟ Ùيقول الله تعالي لهم جميعا: انظروا الي جراØهم التي مستهم من الطاعون، Ùإن أشبهت جراØهم Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø¯Ø§Ø¡ Ùإنهم الشهداء مع الشهداء، Ùينظرون إلى جراØهم Ùإذا هي مثل Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø¯Ø§Ø¡ØŒ ويÙسمى هؤلاء -كما سبق القول- شهداء الآخرة Ùقط، Ùلا يجري عليهم Øكم الشهيد ÙÙŠ المعركة ÙÙŠ ترك غÙسله والصلاة عليه.
وإننا نرجو لإخواننا المجاهدين أن تكون نيتهم وعزيمتهم متوجهة لله ÙˆØده، أملا ÙÙŠ نيل شهادة الدنيا والآخرة، لينالوا الأجور كاملة من الله، ومن ثم من العباد ÙÙŠ الدنيا بالتمجيد وطيب الذكر.
ØواÙز المجاهدين:
ولا يستطيع الإنسان أن يتغلب على المثبطات الذاتية والشيطانية -المتمثلة ÙÙŠ Øب البقاء، ÙˆØب المال والولد، ÙˆØب الضياع والممتلكات، ÙˆØب النساء {زÙين للناس Øب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والÙضة، والخيل المسومة والأنعام والØرث، ذلك متاع الØياة الدنيا} (آل عمران - 14)ØŒ أما المثبطات الشيطانية Ùتتمثل ÙÙŠ تخوي٠الشيطان للمجاهدين، وتذكيرهم وقت الزØ٠بأموالهم وأولا دهم وزوجاتهم وأنها ستÙÙ†ÙƒØ Ù…Ù† بعدهم ... الخ - ولا يتخلص الإنسان من هذه المثبطات إلا إذا كان ممتلئاً بالإيمان وإلا إذا كانت الØواÙز التي ينتظرها أكبر بكثير من المثبطات، وان أكبر الØواÙز التي أعدها الله للمجاهدين هي الجنة ودرجاتها العليا والتي قال عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام : "إن الله أعد لعبادة ÙÙŠ الجنة ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر" وقال الله عنها مخاطباً نبيه: {وللآخرة خير لك من الأولى ولسو٠يعطيك ربك Ùترضى} (الضØÙ‰-5).
ولما مر رسول الله عليه الصلاة والسلام على آل ياسر (ياسر وزوجته وولده عمار ) رضي الله عنهم وهم ÙŠÙعَذبون، لم يزد على قوله : "صبراً آل ياسر Ùإن موعدكم الجنة" ولما بايع النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين ÙÙŠ بيعة العقبة الثانية على الإسلام وعلى أن يداÙعوا عنه ويØموه مما يداÙعون به عن أنÙسهم وأهليهم وأموالهم، قالوا له: وما لنا إن Ùعلنا ذلك؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام -كلمة واØدة- "الجنة". قالوا Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¨ÙŠØ¹ Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¨ÙŠØ¹ لا نقيل ولا نستقيل". ورÙض الله سبØانه وتعالى أن يساوي بين سقاية الØاج وعمارة المسجد الØرام بالمؤمنين المجاهدين بقولة: {أجعلتم سقاية الØاج وعمارة المسجد الØرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد ÙÙŠ سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ÙÙŠ سبيل الله بأموالهم وأنÙسهم أعظم درجةً عند الله وأولئك هم الÙائزون} (التوبة-19-20)
Ùالعبادة Øتى ولو كانت ÙÙŠ بيت الله الØرام لا تصل إلى أجر المجاهد ÙÙŠ سبيل الله، ونستشهد بقول المجاهد عبد الله بن المبارك للعابد الÙضيل بن عياض:
يا عابد الØرمين لو أبصرتـنا لعلمت أنك ÙÙŠ العبادة تلعــب
من كان يخضب خده بدموعه ÙÙ†Øورنا بدمائنا تتخضـــب
أو كان يتعب خيله ÙÙŠ بـاطل٠Ùخيولنا يوم الصبيØØ© تتعــبÙ
Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ø¨ÙŠØ± لكم ونØÙ† عبيرنـا وهج السنابك والغبار الأطيـب
ولقد أتـانا من مقـال نبينـا قول صØÙŠØ ØµØ§Ø¯Ù‚ لا يكذـب
لا يـستوي غبار أهل الله ÙÙŠ أن٠امرئ ودخان نار لا يكذبÙ
هذا كتاب الله يـنطق بــيننا ليس الشهيد بميت لا يــكذبÙ
ولعلنا نجد من ضمن الØواÙر التي تØØ« المسلمين على الجهاد، ما جاء يسأل عنه Ø£Øد الرجال رسول الله عليه الصلاة والسلام قائلا: ما الذي ÙŠÙضØÙƒ الرب من العبد؟ قال: "أن يغمس يده ÙÙŠ العدو Øاسرا". أي يقاتل ÙÙŠ سبيل الله بلا در وبلا ترس.
معنى الشهادة:
ومن بين القضايا الإيمانية العظيمة المرتبطة بالموت والمتميزة عنه بالØياة، هي "قضية الشهادة". وهي تعني "القتل ÙÙŠ سبيل الله"ØŒ وهي تعني كذلك أن يقتØÙ… المؤمن ساØات الموت من أجل رÙعه دين الله، أو من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا Ùهو ÙÙŠ سبيل الله"ØŒ وكلمة التوØيد هي المنهج الإسلامي، والذي يعني ÙÙŠ جوهرة مقاومة للظلم والطغيان والبغي والإÙساد ÙÙŠ الأرض {اذهب إلى Ùرعون إنه طغى}ØŒ {إن قارون كان من قوم موسى Ùبغى عليهم}ØŒ {إن Ùرعون علا ÙÙŠ الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضع٠طائÙØ© منهم ÙŠØ°Ø¨Ù‘Ø Ø£Ø¨Ù†Ø§Ø¡Ù‡Ù… ويستØيي نساءهم إنه كان من المÙسدين}. وكذلك القتال من أجل إنقاذ المستضعÙين ÙÙŠ الأرض ÙÙŠ ظل التشريع الإلهي Ùهو ÙÙŠ سبيل الله {وما لكم لا تقاتلون ÙÙŠ سبيل الله والمستضعÙين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها} (النساء-75)ØŒ وكذلك هي Øكم الله ÙÙŠ الأرض وتطبيق شريعته، Ùالقتال ÙÙŠ سبيل ذلك هو قتال ÙÙŠ سبيل الله {Ùلا وربك لا يؤمنون Øتى ÙŠØكموك Ùيما شجر بينهم ثم لا يجدوا ÙÙŠ أنÙسهم Øرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء-65)ØŒ وكذلك رد العدوان عن أرض المسلمين إذا ما تعرضت للغزو Ùهو ÙÙŠ سبيل الله، والدÙاع عن النÙس والمال والعرض Ùهو ÙÙŠ سبيل الله كما جاء ÙÙŠ الØديث عن سعيد بن زيد، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "من Ù‚Ùتل دون ماله Ùهو شهيد، ومن Ù‚Ùتل دون دمه Ùهو شهيد، ومن Ù‚Ùتل دون أهله Ùهو شهيد" رواه Ø£Øمد والترمذي.
قيمة الشهادة ومكانة الشهداء:
لا يوجد دين على الإطلاق مجدَّ الشهادة والشهداء كما مجدها الإسلام، بل لا نكاد نجد ديناً أو أية نظرية أيديولوجية تدÙع أبناءها للشهادة ولبذل الدم والنÙس والمال ÙÙŠ سبيل الأهدا٠السامية والأخلاق النبيلة كما شرعها الله سبØانه وتعالى، ÙˆØØ« عليها بجد أصØابها، ومصطÙياً لهم من بين خلقه، Øيث خاطبنا القرآن الكريم ÙÙŠ سورة آل عمران بقوله {ولا تØسبن الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله أمواتاً بل Ø£Øياء عند ربهم يرزقون، ÙرØين بما آتاهم الله من Ùضله ويستبشرون بالذين لم يلØقوا بهم من خلÙهم ألا خو٠عليهم ولا هم ÙŠØزنون، يستبشرون بنعمة من الله ÙˆÙضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} ( 169-171)ØŒ وكذلك قول الله سبØانه ÙÙŠ سورة البقرة ناهياً المسلمين عن مجرد القول عن الشهداء بأنهم أموات إنهم لم يموتوا بل هم Ø£Øياء، بل هم لا زالوا ÙÙŠ الØياة يتÙاعلون Ùيها يؤثرون ويتأثرون {ولا تقولوا لمن يقتل ÙÙŠ سبيل الله أموات بل Ø£Øياء ولكن لا تشعرون} (البقرة-154)ØŒ والله سبØانه وتعالى كما أخبر: بأنه هو الذي يختار الشهداء من بين خلقه ويصطÙيهم، رغم Øرص العديد إن لم يكن جميع المسلمين على طلب الشهادة، Ùهو الذي ينتخب الشهداء من بينهم، كما قال سبØانه ÙÙŠ سورة آل عمران {إن يمسسكم Ù‚Ø±Ø Ùقد مسَّ القوم Ù‚Ø±Ø Ù…Ø«Ù„Ù‡ØŒ وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا ÙŠØب الظالمين} (آل عمران-140)ØŒ Ùهذه الآية تÙيد بأن الله سبØانه يتخذ من المؤمنين شهداء على قدر طهرهم وعلى قدر صدقهم وإخلاصهم، وليس كل من طلب الشهادة نالها، وليس كل من ورد موارد الشهداء قضى شهيدا، Ùها Ù†ØÙ† نرى القائد الÙØ° خالد بن الوليد يروي عن Ù†Ùسه: "لقد خضت مئة معركة أو يزيد، وما بجسدي موضع شبر إلا وبه ضربة سي٠أو طعنة Ø±Ù…Ø Ø£Ùˆ رمية سهم، وها أنا ذا أموت على Ùراشي كما يموت البعير، Ùلا نامت أعين الجبناء"ØŒ وللقائد خالد بن الوليد أجر الشهداء بإذن الله وإن مات على Ùراشه، كي٠لا؟ وهو سي٠الله المسلول.
ÙˆÙÙŠ هذا الدرس العظيم: أنه ليس كل من طلب الشهادة نالها وليس كل من دخل غمار المعارك ونيته أن ÙŠÙقتل شهيدا، يتØصل على الشهادة، Ùإن الله سبØانه هو الذي يجتبي الشهداء ويختارهم باصطÙاء {ويتخذ منكم شهداء}ØŒ لقد كان ÙÙŠ زمان النبي عليه الصلاة والسلام ويوم Øصاره لخيبر أن خرج Ø£Øد رعاة الغنم، وأعلن إسلامه وقاتل مع المسلمين Øتى Ù‚Ùتل، Ùعقب النبي عليه الصلاة والسلام بأنه قتل شهيدا، ولم يصل لله ركعة واØدة، Ùهذا يدلل على اصطÙاء الله للشهداء. وهذا ÙŠØتم علينا أن ندخل غمار الموت وساØات الوغى لعلنا نصل للغاية العظمى، أن نصل إلى مرتبة الشهداء، وهذا بØد ذاته يقضي على كل مظاهر الخو٠والتردد والجبن، لأن الجبن لا يطيل الأعمار، كما أن اقتØام ساØات الموت لا تقصر الآجال {وما كان لنÙس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا…} (آل عمران-145)ØŒ Ùالله سبØانه Øين Ùرض على المسلمين قتال الأعداء، عالم بأن ÙÙŠ القتال قتل سواء ÙÙŠ المسلمين أو ÙÙŠ أعدائهم، بل ØØ« المسلمين على القتال ÙÙŠ سبيله معتبراً إياه تجارة مع الله سبØانه، Øيث قال: {إن الله اشترى من المؤمنين أنÙسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون ÙÙŠ سبيل الله Ùيقتلون ويقتلون وعدا عليه Øقاً ÙÙŠ التوراة والإ نجيل والقرآن، ومن أوÙÙ‰ بعهده من الله Ùاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به..} (التوبة-111)ØŒ إذاً هناك قتل متبادل ÙÙŠ صÙو٠المشركين والأعداء ÙˆÙÙŠ صÙو٠المؤمنين، ولكن القتل ليس سواسية، أو أن المصير للطرÙين متÙاوت ÙÙريق ÙÙŠ النار ÙˆÙريق ÙÙŠ الجنة، هذا ما طالب به رسول الله عليه الصلاة والسلام المسلمين بالرد على أبي سÙيان يوم Ø£ÙØد Øيث علا صوت أبو سÙيان قائلاً: يوم بيوم بدر. Ùقال النبي صلى الله عليه وسلم: ردوا عليه.. ليسوا سواءً قتلانا ÙÙŠ الجنة وقتلاكم ÙÙŠ النار" وكذلك هذا ما Øرص رسول الله عليه الصلاة والسلام على تعليمه للأمة Øاثاً إياهم على الخروج مجاهدين ÙÙŠ سبيل الله، ÙÙŠ الØديث الذي رواه الأمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : "تضمن الله لمن خرج ÙÙŠ سبيل الله لا يخرجه إلا جهاداً ÙÙŠ سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسولي، Ùهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة أو Ø£Ùرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر٠أو غنيمة، والذي Ù†Ùس Ù…Øمد بيده ما من كلم يكلم ÙÙŠ سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته Øين كلم، لونه لون الدم، وريØÙ‡ مسك، والذي Ù†Ùس Ù…Øمد٠بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلا٠سرية تغزو ÙÙŠ سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سَعةً ÙØ£Øملهم ولا يجدون سعةً، ويشق عليهم أن يتخلÙوا عني والذي Ù†Ùس Ù…Øمد٠بيده لوددت أن أغزو ÙÙŠ سبيل الله Ùاقتل ثم أغزو Ùاقتل ثم أغزو Ùاقتل".
أرأيتم يا Ùتية!! الإسلام هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام، يقسم بربه عن رغبته بالقتال ÙÙŠ سبيل الله وعدم رغبته ÙÙŠ القعود خل٠كل سريه متمنياً أن يقتل ÙÙŠ سبيل الله ثم ÙŠØيا ثم يقتل ثلاث مرات لما للشهيد من أجر عند الله سبØانه وتعالى ولما له من كرامة، ولكن ما منعه عن القيام بذلك إلا Ø´Ùقة ورØمةً بالمسلمين، Øيث لا يستطيع أن يوÙر لهم وسائل النقل والتجهيز للقتال، وكذلك هم قد لا يجدون ذلك، Ùيشق عليهم أن يتخلÙوا عن رسول الله .
أسمعتم يا Ùتيه الإسلام ورجاله!!! Øديث أنس ابن مالك رضي الله عنه الذي يرويه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي قال : " ما من Ù†Ùس تموت، لها عند الله خير، يسرها أنها ترجع إلى الدنيا ولا أن لها الدنيا وما Ùيها إلا الشهيد، Ùإنه يتمنى أن يرجع Ùيقتل ÙÙŠ الدنيا لما يرى من Ùضل الشهادة" صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…. وهذا هو الشهيد عبد الله بن Øرام أبا جابر والذي استشهد ÙÙŠ معركة Ø£Øد وترك ولده وبناته خلÙه، Ùرأى النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم ولده جابر مهموماً Ùقال: "يا جابر مالي أراك مهموماً " قال: قلت يا رسول الله: "استشهد أبي وترك ديناً وعيالاً، قال: Ùقال "ألا أخبرك.. ما كلَّم الله Ø£Øداً قط إلا من وراء Øجاب، وإنه كلَّم أباك ÙƒÙاØاً، قال: "سلني أعطك، Ùقال أسألك أن Ø£Ùرد إلى الدنيا Ùاقتل Ùيك ثانيةً، Ùقال الرب عز وجل "إنه سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون". Ùقال إي رب Ùأبلغ من ورائي. Ùأنزل الله سبØانه وتعالى {ولا تØسبن الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله أمواتاً....}.
من خلال سيرة أصØاب رسول الله عليه الصلاة والسلام نجد أنهم كانوا ينتظرون الموت على شوق، كما قال قائلهم Øين Øضرته الوÙاة " مرØباً بالموت Øبيب جاء على Ùاقة" وقال آخر لبنته التي كانت تقول وا كرباه -وقت اØتضاره- Ùقال لها: بل قولي وا طرباه.. غداً ألقى الأØبة Ù…Øمداً وصØبة " وكانوا يشتاقون إلى الموت الذي كان سيجمعهم بأØبائهم وهل هناك Ø£Øب من الله ومن رسوله، ولكن عبد الله بن Øرام أبا جابر، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليقاتل ÙÙŠ سبيل الله من جديد Øباً ÙÙŠ الله ÙˆÙÙŠ رسوله وطمعاً ÙÙŠ مزيد من الأجر الذي وجده ÙÙŠ الجنة.
والإمام الشهيد سيد قطب Øين يعلق على الآية الكريمة {ولا تØسبن الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله أمواتاً ...} (آل عمران-169)ØŒ نجده يقول ÙÙŠ ظلاله ج1/ص143ØŒ "أن هناك قتلى سيخرون شهداء ÙÙŠ معركة الØÙ‚. شهداء ÙÙŠ سبيل الله. قتلى أعزاء Ø£Øياء، قتلى أزكياء Ø£Øباء - Ùالذين يخرجون ÙÙŠ سبيل الله والذين يضØون بأرواØهم ÙÙŠ معركة الØÙ‚ØŒ هم عادة أكرم القلوب وأزكى Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ£Ø·Ù‡Ø± النÙوس - هؤلاء الذين ÙŠÙقتلون ÙÙŠ سبيل الله ليسوا أمواتاً، إنهم Ø£Øياء، Ùلا يجوز أن يقال عنهم "أموات" ولا يجوز أن يعتبروا أمواتاً ÙÙŠ الØس والشعور، ولا أن يقال عنهم أموات بالشÙØ© واللسان، بل إنهم Ø£Øياء بشهادة الله سبØانه، Ùهم لابد Ø£Øياء. إنهم قتلوا ÙÙŠ ظاهر الأمر، Øسبما ترى العين، ولكن Øقيقة الموت ÙˆØقيقة الØياة لا تقررهما هذه النظرية السطØية الظاهرة... إن سمة الØياة الأولى هي الÙاعلية والنمو والامتداد. وسمة الموت هي السلبية والخمود والانقطاع "وهؤلاء الذين يقتلون ÙÙŠ سبيل الله Ùاعليتهم ÙÙŠ نصرة الØÙ‚ الذي قتلوا من أجله Ùاعليه مؤثرة، والÙكرة التي من أجلها قتلوا ترتوي بدمائهم وتمتد، وتأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى ويمتد، Ùهم ما يزالون عنصراً Ùعالاً داÙعاً ÙÙŠ تكيي٠الØياة وتوج يهها، وهذه هي صÙØ© الØياة الأولى Ùهم Ø£Øياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي ÙÙŠ دنيا الناس. ثم هم Ø£Øياء عند ربهم إما بهذا الاعتبار أو باعتبار آخر، لا ندري Ù†ØÙ† كنهه، ÙˆØسبنا إخبار الله تعالى به "Ø£Øياء ولكن لا تشعرون " لأن كنه هذه الØياة Ùوق إدراكنا البشري القاصر المØدود ولكنهم Ø£Øياء".
وقد ورد ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø£Ù…Ø§Ù… مسلم : عن "عبد الله بن مسره" عن مسروق قال: سألت عبد الله عن هذه الآية (ولا تØسبن الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله أمواتاً بل Ø£Øياء عند ربهم يرزقون " (آل عمران-169)ØŒ قال : أما أنا قد سألنا عن ذلك Ùقال : أرواØهم ÙÙŠ جو٠طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ØªØ³Ø±Ø ÙÙŠ الجنة Øيث تشاء ثم تأوي إلى القناديل، Ùاطلع عليهم ربهم اطلاعة، Ùقال : هل تشتهون شيئاً؟ قالوا أي شيء نشتهي ونØÙ† Ù†Ø³Ø±Ø Ù…Ù† الجنة Øيث نشاء ØŸ ÙÙعل ذلك بهم ثلاث مرات، Ùلما رأوا أنهم لن ÙŠÙتركوا من أن يسألوا، قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواØنا ÙÙŠ أجسادنا Øتى Ù†Ùقتل ÙÙŠ سبيلك مرة أخرى، Ùلما رأى أن ليس لهم Øاجه تركوا".
إذن هم Ø£Øياء يسرØون ÙÙŠ الجنة Øيث شاءوا "يرزقون" وهل الرزق إلا للأØياء ØŸ ولكن كيÙية الرزق وماهية الرزق Ù†ØÙ† لا ندريها، لأنها من عالم الغيب المأمورين بالإيمان به ونØÙ† ÙÙŠ عالم الشهادة المأمورين بالسعي Ùيه لطلب الرزق والتÙكر Ùيه لطلب القرب من الله. ورغم أنهم Ù‚Ùتلوا، إلا أن الله سبØانه استخدم ألÙاظا تÙدلل على Ø£Ùعال، هي من خصائص الأØياء، مثل قوله {... ÙرØين بما آتاهم الله من Ùضله... }ØŒ والÙØ±Ø Ø³Ùمة من سمات الأØياء. Ùˆ {... ويستبشرون بالذين لم يلØقوا بهم...}ØŒ أملا ويقينا بÙوزهم طالما هم ÙÙŠ دائرة الإسلام، {... ويستبشرون بنعمة من الله ÙˆÙضل...}ØŒ Ùالإنسان ÙŠÙØ±Ø Ù„Ù„Ø±Ø²Ù‚ØŒ ويÙØ±Ø Ù„Ù„Ù†Ø¹Ù…Ø© الآتية إليه من ربه، ويÙØ±Ø Ù„Ù„Ùضل والزيادة ÙÙŠ النعيم، والله أعلم أن المقصود هنا بالÙضل، النظر لوجه الله الكريم ÙÙŠ الجنة، وهذه كلها سمات من سمات الأØياء.
وهم Ø£Øياء عند ذويهم، بØيث لا ينساهم أهلهم ولا ذويهم ولا أمتهم ويستشهدون بهم ÙÙŠ كثير من المناسبات، ويÙتخرون ببطولتهم، ويعاهدونهم على مواصلة الدرب، بينما الأموات الذين يموتون على جنوبهم ÙˆÙÙŠ بيوتهم، ÙÙŠ الغالب ÙŠÙنسون، إن لم يكن لهم علم ناÙع تركوه خلÙهم ÙŠØيي ذكراهم، أو تاريخ ناصع يؤثر ÙÙŠ مجريات الأØداث Ùلن ÙŠÙذكروا Ùيما بعد. Ùهذا جانب من جوانب الØياة، ونØÙ† نرى الشهداء كي٠يؤثرون ÙÙŠ الواقع الاجتماعي والسياسي للأمة، Ùسقوط كوكبة من شهداء انتÙاضة الأقصى على أرض Ùلسطين Ø£Øيا أمة بأسرها، Øيث هبت من أقصاها إلى أقصاها، تهت٠للشهداء وتهد٠للقدس وتهت٠لÙلسطين.
إن دماء الشهداء Ø£Øيت أمة من الموات، وإن دماء الشهداء صنعت انتصارات مجيدة ضد الأعداء من الصهاينة ÙˆØÙ„Ùائهم سواءً ÙÙŠ لبنان أو ÙÙŠ Ùلسطين، والشهداء Ø£Øياء كما يقول الشهيد سيد قطب ÙÙŠ ظلاله "ج1 - ص 142" "Ø£Øياء Ùلا يشق قتلهم على الأهل والأØباء والأصدقاء، Ø£Øياء يشار كون ÙÙŠ Øياة الأهل والأØباء والأصدقاء، Ø£Øياء Ùلا يصعب Ùراقهم على القلوب الباقية خلÙهم، ولا يتعاظمها الأمر، ولا يهونها عظم الÙداء، ثم هم بعد كونهم Ø£Øياء مكرمون عند الله، مأجورون أكرم الأجر وأوÙاه".
وكثيرا ما تعرض الدكتور الشهيد - ÙتØÙŠ الشقاقي للØديث عن الشهادة والشهداء ÙÙŠ معرض تأبين الشهداء، وهنا نقتط٠بعض العبارات ذات الدلالات المهمة Ù„Øياة الشهداء ÙˆÙاعليتهم Øيث يقول: "الشهادة هي المعادل الموضوعي للØياة، ونØÙ† أمة لا تاريخ لها خارج الدم، وخارج مسيرة الشهادة ..." ويواصل قوله " الشهادة هي المعادل الموضوعي للØياة، والشهداء هم عنوان الØياة، لأنهم لا يموتون بل ينزرعون ÙÙŠ الأرض يورقون ويزهرون، وتخضر بهم Øياتنا"ØŒ ويواصل قائلا :"دمهم شريان الØياة كشجرة المقاومة شجرة الØرية". ÙˆÙÙŠ موضوع آخر يتØدث الشهيد الشقاقي عن الشهادة ودورها قائلا: "ÙÙŠ مهرجان الشهادة يلتقي المجاهدون ليؤكدوا أن الشهيد لا يذهب إلى الموت بل يذهب إلى الاشتباك المستمر، لا ينهي الانÙجار أو الرصاصة دوره ÙÙŠ المقاومة، كل ما ÙŠØدث أن Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ù„Ù‚Ø© الخواÙØ© تتØرر من القلق والخوÙØŒ وتبدأ ÙÙŠ نقر Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…ÙŠØªØ© النائمة والمتقاعسة، لتوقظها وتØررها وتطلقها لتصط٠ÙÙŠ المعركة". ويقول ÙÙŠ Ø£Øد مواطن Øديثه عن الشهادة والشهداء: "الشهداء لا يموتون إنهم Ø£Øياء، يهبون لأمتهم مزيدا من الØياة والقوة، قد يلغي القتل أجسادهم الظاهرة، ولكنه يستØضر معنى وجودهم مكثÙا خالصا من نوازع الجسد وثقله، ومتØررا من قيوده، ويطلق أرواØهم Ø®Ùاقة Øية مؤثرة بØجم المعاني التي Ù‚Ùتلوا لأجلها وهم يداÙعون عنها". (الأعمال الكاملة - للدكتور الشهيد / ÙتØÙŠ الشقاقي- الجزء الثاني - الكلمات والخطب)
هذه بعض من جوانب ÙلسÙØ© الشهادة التي تميزت بها رسالة الإسلام، بل تبدأ مسيرة Øياة جديدة Ù†ØÙ† لا نعرÙها ولا نعر٠تÙاصيلها إلا ÙÙŠ إطار ما أخبر الله سبØانه وما Øدّث عنه نبيه عليه الصلاة والسلام، ÙˆÙÙŠ دلالات أثر الشهداء ÙÙŠ واقع الأمة ÙˆØياة الأÙراد، من Øيث اØتلالهم لمساØات الاقتداء، وتØولهم إلى نماذج خالدة راقية ساطعة ÙÙŠ سماء الأمة، مطهرين من كل عيب مبرئين من كل شائبة، ØªØµØ¨Ø Ø£Ø³Ù…Ø§Ø¦Ù‡Ù… Ù…ØÙ„ إجماع، وتعمل دمائهم Ùعل السØر ÙÙŠ توØيد المختلÙين ولم شملهم، Øيث يختلÙون على أشياء كثيرة، ولكنهم يتوØدون عند دم الشهداء ÙˆÙÙŠ ØÙلات تأبينهم، Øيث تتØول بيوت المواساة والتعزية إلى أماكن ÙØ±Ø ÙŠØªØ¬Ù…Ø¹ Ùيها المهنئون يشارك Ùيها جميع Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ØŒ وكل التوجهات، ÙÙŠ Øين تقتصر مواساة الأموات على أقربائهم وجيرانهم وأصدقائهم، أما الشهداء Ùإنه يسعى لمشاركتهم كاÙØ© Ø£Ùراد المجتمع، وتسعى ÙÙŠ جنائزهم وخلÙها جموع الأمة، وما شهده الشارع الÙلسطيني ولا يزال يشهده من تشييع مواكب الشهداء بمظاهر اØتÙالية عظيمة، إنما تكش٠جانبا من Øياة الشهداء ومن Ùاعليتهم Øتى بعد قتلهم.
أياً من الأديان والشرائع يمتلك رؤيا تأثيرية ÙˆÙاعلة لدم الشهداء، كهذه التي سطرتها شريعتنا السمØØ© الغراء؟؟؟؟
أيا من النظريات الÙلسÙية المادية التي لا تؤمن إلا بالواقع المØسوس تستطيع أن تصنع جيلا بل أجيالا تØب الشهادة كما ÙŠØبون هم الموت؟؟؟؟؟
إن الذي يؤمن بالواقع المØسوس ولا يؤمن بØياة خلÙÙ‡ لا يمكن أن يندÙع خارج Øدوده، بل سيستغرق كل جهده للاستزادة من متاعه والنهم من ملاذّه، أما الانسان الرسالي المؤمن بقيم الإسلام وبØياة الشهادة وخلود الشهداء ÙˆÙاعليتهم وتأثيرهم ÙÙŠ الØياة، وتأثرهم بها Ùإنه يدوس عليها بقدمه ويندÙع طالبا الشهادة، كما Øدث مع Ø£Øد أصØاب رسول الله عليه الصلاة والسلام عÙمير بن الØمام رضي الله عنه Øين التقى جمع المسلمين بالمشركين ÙÙŠ بدر، ÙˆØØ« رسول الله عليه الصلاة والسلام المسلمين بالثبات والصبر ÙÙŠ ملاقاة الأعداء قائلا: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض"ØŒ قال عمير بن الØمام الأنصاري : يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال : نعم، قال عمير : بَخ٠بَخÙØŒ Ùقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ما ÙŠØملك على قول بخ بخ. قال : لا والله إلا رجاء أن أكون من أهلها، Ùقال : "إنك من أهلها، Ùأخرج تمرات من قرنه، Ùجعل يأكل منهن، ثم قال : لإن أنا Øييت Øتى آكل تمراتي هذه، إنها Ù„Øياة طويلة، قال : Ùرمى ما كان معه من التمرات، ثم قاتلهم Øتى Ù‚Ùتل". صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù….
أي ÙلسÙØ© تستطيع أن تدÙع بالناس إلى ساØØ© الموت إلى درجة الاقتØام طلبا للقتل؟ -غير الإسلام- كما روى الإمام مسلم عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال : "سمعت أبي وهو بØضرة العدو يقول : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "إن أبواب الجنة تØت ظلال السيوÙØŒ Ùقام رجل رث الهيئة Ùقال : يا أبا موسى Ø£ أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال : نعم، Ùرجع إلى أصØابه Ùقال : أقرأ عليكم السلام ثم كسر جÙÙ† سيÙÙ‡ (غمده) Ùألقاه ثم مشى بسيÙÙ‡ إلى العدو، Ùضرب به Øتى Ù‚Ùتل"ØŒ أي ÙلسÙØ© تستطيع أن تقضي على التعلق بالدنيا ومغانمها طمعاً ÙÙŠ الآخرة وما أعد الله Ùيها؟ كما Øدث مع ذاك الصØابي، الذي أعطاه الرسول عليه الصلاة والسلام نصيبه من الغنائم كباقي المسلمين، إلا أنه أبى أن يأخذها قائلا ما على هذا بايعتك، إنما بايعتك على أن أضرب بسهم Ùيما ها هنا - مشيرا إلى Ù†Øره - ÙØ£Ùوز Ùأدخل الجنة. ودارت المعركة ووÙجد هذا الصØابي مقتولا بسهم Øيث أشار، وعÙرض على رسول الله عليه الصلاة والسلام Ùقال : أهو هو؟ Ùقال نعم، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : "صدق الله Ùصدقه الله، وأنا على ذلك من الشاهدين".
أي ثقاÙØ© وأي معتقدات تلك التي تدÙع صاØبها وهو يرى الموت ÙŠØدق به، والمغريات تهت٠به على أن ينجو من الموت ويØتل المناصب العليا !!! كما Øدث مع الشهيد عز الدين القسام، Ùيأبى ويخاطب إخوانه قائلا : "موتوا شهداء". وكما Øدث مع الشهيد سيد قطب، وهو تØت Øبل المشنقة، Ù…Ùؤثرا الشهادة على المنصب الرÙيع.
وما الذي دÙع الشهيد أنور سكر وأخاه ØµÙ„Ø§Ø Ø´Ø§ÙƒØ± إلى أن يصبØا رمزين كبيرين وشهيدين عظيمين ÙÙŠ مسيرة جهاد شعب Ùلسطين، إلا الإيمان الذي عمر قلبيهما، ÙˆØب الشهادة طمعا Ùيما أعد الله للمجاهدين والشهداء، Ùكان انÙجارهما الرائع ÙÙŠ الأعداء ÙÙŠ عملية "بيت ليد" الشهيرة، وبجرأة لا تكاد توصÙØŒ ما الذي دÙع الشهيد رائد زكارنة وخالد الخطيب وأنور عزيز وغيرهم كثيرين أن يصبØوا عناوين على مرØلة صاعدة من مراØÙ„ تاريخ شعبنا، ليصبØوا أمثلة تردد على غرار ذكر أصØاب الرسول عليه الصلاة والسلام الطاهرين، إنها قيمة الشهادة والشهداء.
ما الذي دÙع نسيبة بنت كعب المازنية لكي تق٠بسيÙها ÙÙŠ Ø£ÙØد تداÙع عن الرسول عليه الصلاة والسلام وتقاتل الأعداء قتالا شديدا؟ ما الذي دÙع سعد بن ربيع أن يقول بكلمات عظيمة، وهو ÙŠÙارق الØياة الدنيا، تÙسجل بأØر٠من نور، Øيث يروي زيد بن ثابت قائلا : " بعثني رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم Ø£Øد أطلب سعد بن ربيع، Ùجعلت أطو٠بين القتلى، Ùأتيته وهو بآخر رمق، وبه سبعون ضربة، ما بين طعنة برمØØŒ وضربة بسيÙØŒ ورمية بسهم، Ùقلت يا سعد : إن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقرأ عليك السلام ويقول لك أخبرني كي٠تجدك؟ Ùقال وعلى رسول الله السلام، قل له : يا رسول الله أجد Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø©ØŒ وقل لقومي الأنصار : لا عذر لكم عند الله إن خَلÙص إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ÙˆÙيكم عين تطر٠.. ÙˆÙاضت Ù†Ùسه من وقته".
يا شباب الإسلام ÙˆÙتيته، هذا شيخكم الصØابي الجليل "أبو أيوب الأنصاري" الذي رÙع شعاره ÙÙŠ Øياته "انÙروا Ø®ÙاÙا وثقالا"ØŒ مقتبسا إياه من قوله سبØانه وتعالي "انÙروا Ø®ÙاÙا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنÙسكم ÙÙŠ سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" التوبة، ورغم كبر سنه وضع٠بصره إلا أنه خرج مع جيوش المسلمين ÙÙŠ ÙØªØ Ø§Ù„Ù‚Ø³Ø·Ù†Ø·ÙŠÙ†ÙŠØ© ليستشهد هناك ويدÙÙ† هناك ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ø±Ù…Ø²Ø§ بارزا ÙÙŠ تاريخنا، ومعلما مهما من معالم تركيا المسلمة. والنÙير الخÙي٠والثقيل يعني إنÙروا صغارا وكبارا، شبانا وشيوخا.
يا شباب الإسلام ألا تذكرون مصعب بن عمير Øامل لواء المسلمين يوم Ø£Øد؟ Øين جال المسلمون بعد عودة Ùرسان المشركين، ثبت مصعب ÙˆÙÙŠ يده اللواء، وأقبل Ùارس من Ùرسان قريش "بن قميئة" Ùضرب مصعب على يده Ùقطعها، ÙˆØمل مصعب اللواء بيسراه وهو يقول : "وما Ù…Øمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"ØŒ Ùضرب بن قميئة يده اليسرى Ùقطعها، ÙØنا مصعب على اللواء وضمه بعضدية وهو يقول : وما Ù…Øمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، Ùعمد ابن قميئة إلى رمØÙ‡ ÙأنÙذه إلى صدره، ووقع مصعب وسقط اللواء ... ولكنه ارتÙع من جديد ÙÙŠ مسيرة الإسلام الصاعدة... واليوم يا Ùتيه الإسلام اللواء ÙÙŠ أيديكم، Ùهل تدعوه يسقط ØŸ
إنني على يقين كما لم يقبل "مصعب بن عمير" عليه رضوان الله أن يسقط اللواء، بأنكم لن تقبلوا، وإنما ستعملون على النهوض به رغم كثرة الخطوب والأنواء، وإنكم أهل لذلك، وتضØياتكم العظيمة ومواقÙكم الشجاعة تدلل على أهليتكم لذلك.
يا Ùتية الإسلام وشبابه، رسول الله يستنهضكم كما استنهض المسلمين الأوائل لمعركة بدر، Øيث أجابه المقداد بن الأسود "يا رسول الله .. امض لما أراك الله، ÙÙ†ØÙ† معك ... والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل : اذهب أنت وربك Ùقاتلا إنا ها هنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك Ùقاتلا إنا معكما مقاتلون ...!! والذي بعثك بالØÙ‚ لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه Øتى تبلغه، ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك من خلÙك، Øتى ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ لك".
وقد أجاب سعد بن معاذ رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم بدر بقوله : "يا رسول الله ... قد أمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الØÙ‚ØŒ وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا Ùامض يا رسول الله لما أردت ÙÙ†ØÙ† معك، والذي بعثك بالØÙ‚ لو استعرضت بنا هذا البØر Ùخضته لخضناه معك، ما تخل٠منا رجل واØد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبَّر ÙÙŠ الØرب صدَّق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، Ùسر على بركة الله".
وأنتم يا Ùتية الإسلام ألم تؤمنوا برسول الله ØŸ ألم تصدقوا بأن ما جاء به هو الØÙ‚ من ربه؟ ألم تعطوا ر سول الله العهود والمواثيق؟ بلا والله لقد آمنتم وصدقتم وأعطيتم العهود والمواثيق، ورسول الله عليه الصلاة والسلام ÙŠØثكم اليوم لإغاظة الأعداء، وإراقة دمائهم دÙاعا عن معتقداتكم، ودÙاعا عن مقدساتكم، دÙاعا عن ذوي الشهداء والمعتقلين، ودÙاعا عن المستضعÙين ÙÙŠ الأرض، الذين يستغيثون بالله أن ينصرهم ضد الظالمين، Ùكونوا أنتم جنود الله التي تضرب العدو، Ùتزلزل كيانه وتنÙجر Ùيه Ùتهد أركانه.
كونوا أنتم غوث الله الذي يلقي الصبر والطمأنينة على قلوب المستضعÙين ÙÙŠ الأرض، ويشÙÙŠ صدورهم من الغيظ من الأعداء... يا Ùتية الإسلام قاتلوا من بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن خلÙØ© وعن يمينه وعن شماله لتعيدوا أمجاد المقداد بن عمرو وسعد بن معاذ، Ùرسول الله عليه الصلاة والسلام Ù…Øاصر من أنظمة الردة ومن بغي بني إسرائيل، وتسلط الاستكبار العالمي، مسرى ر سول الله يستغيث بكم، Ùجددوا العهد والبيعة مع الله ومع رسوله، كونوا صبَّرا ÙÙŠ الØرب، صدَّقا ÙÙŠ اللقاء ... تجمعكم جنات الله مع النبيين والصديقين والشهداء ÙˆØسن أولئك رÙيقا.
مكارم الشهداء:
خص الله سبØانه الشهداء بكرامات ومزايا تكاÙئ جَلَدَهم وتضØياتهم بأضعا٠مضاعÙØ©ØŒ ومنØهم من العطايا والهبات ما رغبهم ÙÙŠ سلك درب الشهادة Øاثين الخطى، لعلهم يلØقون بركب الشهداء، وإذا ما Øاولنا أن Ù†Øصي أهم هذه الكرامات نجد:
1- الØياة التي ÙŠØيونها بعد قتلهم يعيشون ÙÙŠ الجنات ويتÙيأون الظلال ويأكلون الثمار ويسرØون بين أنهارها {ولا تØسبن الذين قتلوا ÙÙŠ سبيل الله أمواتا بل Ø£Øياء عند ربهم يرزقون} (آل عمران-169)
2- رغم هول الخطوب وبارقة السيو٠ودوي الانÙجارات وتقطع الأوصال إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر: " بأن الشهيد لا يجد من ألم القتل إلا كما يجد Ø£Øدكم من ألم القرصة".
3- إن الله سبØانه يكاÙئ الشهداء بالأمن يوم الÙزع الأكبر تعويضا عما لا قوه من أهوال الØروب، سواءً كانت Øشود الجيوش أو قعقعة السيوÙØŒ أو قص٠المداÙع أو أزيز الرصاص أو ضجيج الطائرات وصوت الانÙجارات، وجاء ÙÙŠ الØديث أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سأل جبريل عليه السلام عن هذه: {ونÙØ® ÙÙŠ الصور Ùصعق من ÙÙŠ السموات والأرض إلا من شاء الله}ØŒ من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم شهداء الله.
4- ÙŠÙغÙر للشهداء مع أول دÙعة دم تخرج من أجسادهم الطاهرة، Øيث تغÙر للشهيد كل ذنوبه وإن كانت كبائر إلا الدين، كما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام ÙÙŠ الØديث الذي يرويه مسلم عن أبي قتادة، أنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يذكرهم بأن الجهاد ÙÙŠ سبيل الله، والإيمان بالله Ø£Ùضل الأعمال، Ùقام رجل Ùقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت ÙÙŠ سبيل الله تكÙر عني خطاياي؟ Ùقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام : نعم إن قتلت ÙÙŠ سبيل الله وأنت صابر Ù…Øتسب مقبل غير مدبر، ثم قال رسول الله عليه الصلاة والسلام كي٠قلت ØŸ قال أرأيت إن قتلت ÙÙŠ سبيل الله أتكÙر عني خطاياي، Ùال رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم وأنت صابر Ù…Øتسب مقبل غير مدبر إلا الدين، Ùإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك.
5- يجار من عذاب القبر، Øيث جاء ÙÙŠ الØديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الناس يعذبون ÙÙŠ قبورهم ويتعرضون لضغطات القبور التي تؤدي إلى تداخل الأضلاع إلا أن الشهيد لا يعذب ÙÙŠ قبره، Øيث جاء ÙÙŠ الØديث: "أن رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام: ما بال المؤمنين ÙŠÙتنون ÙÙŠ قبورهم إلا الشهيد؟ قال : ÙƒÙÙ‰ ببارقة السيو٠على رأسه Ùتنة" رواه النسائي.
6- ÙŠÙكرم الشهيد بأن يلبس تاج الوقار، Øيث أن الياقوتة Ùيه خير من الدنيا وما Ùيها، كي٠لا ØŸ وهو قد تمرد على الدنيا ونعيمها ومتاعها، أملا Ùيما عند الله سبØانه، Ùلذلك منØÙ‡ الله عز وجل هذا التاج، الياقوتة Ùيه خير من الدنيا وما Ùيها.
7- يزوج باثنتين وسبعين من الØور العين، يطو٠عليهم ÙÙŠ ليلة واØدة، Øيث ÙŠÙعطى من القدرة على ذلك، وهن لسن كنساء الدنيا، إنما هن غاية ÙÙŠ الØسن والجمال والنضارة والبهاء، إذا نظرت Ø¥Øداهن إلى الدنيا أنارت وأشرقت من ضياء وجهها.
8- يشÙع الشهيد ÙÙŠ سبعين من أهله وأقاربه كرامة للشهيد، يكرم الله به أقرباءه "أبيه - أمه - إخوانه - أخواته والمقربين"ØŒ Øيث يكون لهم Ø´Ùاعتان Ø´Ùاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام وشÙاعة الشهيد، وجاء ÙÙŠ الØديث الذي يرويه المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "للشهيد عند الله ست خصال : يغÙر له ÙÙŠ أول دÙعة من دمه، يرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الÙزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة Ùيه خير من الدنيا وما Ùيها، ويزوج اثنتين وسبعين من الØور العين، ويشÙع ÙÙŠ سبعين من أقاربه".
العمليات الاستشهادية:
Øدثنا القرآن الكريم عن بني إسرائيل بأنهم لا يقاتلون إلا ÙÙŠ قرىً Ù…Øصنة أو من وراء جدر، Øيث قال تعالى ÙÙŠ سورة الØشر "لا يقاتلونكم جميعا إلا ÙÙŠ قرىً Ù…Øصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تØسبهم جميعا Ùˆ قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " الØشر "14".
ومن خلال دراسة واقعهم العملي ÙÙŠ ظل Øروبهم نجد أنهم يتØصنون بأØصن القلاع، كقلاع خيبر وبني قريظة وبني النضير، وكما كان "خط بارليÙ"ØŒ الذي أقاموه على الضÙØ© الشرقية لقناة السويس، ونجد أنهم اليوم يمتلكون Ø£Øدث الدبابات والطائرات، ويعملون على تزويد جنودهم بالدروع وأØدث الوسائل، لتجنب وقوع القتل والإصابات Ùيهم، لأن العنصر البشري لديهم Ø´ØÙŠØ ÙˆØ¹Ø²ÙŠØ²ØŒ وهم لا يبالون كثيرا بالخسائر المادية كما يتألمون كثيرا للخسائر البشرية، ÙÙŠ ظل هذا التØصين الكبير، ÙˆÙÙŠ ظل مقاومة أبناء شعبنا للاØتلال، كانت خسائرنا دائما أكبر وكانت خسائرهم وبالذات على المستوى البشري كانت قليلة، ÙˆØتى يتم إلØاق أكبر قدر من الخسائر البشرية، ÙˆØتى يتم تجاوز القلاع والØصون والدبابات الصهيونية، ابتكر إخواننا المجاهدون سواء كانوا ÙÙŠ لبنان أو ÙÙŠ Ùلسطين، العمليات الاستشهادية، وهذه تجعل التØكم Ùيها ÙÙŠ يد المجاهد الاستشهادي ÙŠÙجرها وقتما شاء، مما يضمن إسقاط أكبر عدد من القتلى ÙÙŠ صÙو٠قوات الاØتلال ومستوطنيه، ونجØت هذه العمليات نجاØا كبيرا سواء ضد قوات المارينز الأمريكية، ومقر الØاكمية الصهيونية ÙÙŠ صور وصيدا بÙعيد Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„ØµÙ‡ÙŠÙˆÙ†ÙŠ للبنان، وكذلك ضد القوات الصهيونية ÙÙŠ Ùلسط ين، كما Øدث ÙÙŠ عمليات "بيت ليد" الشهيدين أنور سكر ÙˆØµÙ„Ø§Ø Ø´Ø§ÙƒØ±ØŒ أو "ÙƒÙار داروم" الشهيد خالد الخطيب، ونتساريم الشهيد هشام Øمد، أو وسط مستوطنيه ومدنييه مثل عمليات القدس Ùˆ"ديزنغو٠والخضيرة وغيرها".
هذه العمليات كانت لها نتائج عديدة ومهمة جدا:
أولا Ù‹: أن العدو الصهيوني كان يضرب دائما عمقنا العربي والإسلامي بدباباته وطائراته، دون أن تتمكن الجيوش والطائرات العربية من الوصول إلى عمقه لتزعزع أمنه الداخلي، Ùوصلت العمليات الاستشهادية إلى هذا العمق ÙˆÙجرته، مما ساهم ÙÙŠ وجود ما تم تسميته بـ "توازن الرعب" مع العدو الصهيوني.
ثانيا: Øطمت هذه العمليات خراÙØ© الأمن الداخلي للمجتمع الصهيوني، بØيث Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙƒÙŠØ§Ù† الصهيوني عاجزا عن ØÙظ أمنه العسكري أو المدني، وتمكن المجاهدون من اقتØام كل الØواجز العسكرية، وأنظمة المراقبة الإلكترونية وتجاوز قوات الأمن المتØركة، ومن ثم الضرب بقوة ضد الأهدا٠المØددة Ø¨Ù†Ø¬Ø§Ø ÙƒØ¨ÙŠØ±.
ثالثاً: تمكنت هذه العمليات من تØقيق Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø·Ù„ÙˆØ¨ بعد اختيار الأهدا٠بدقة كبيرة، يتم التنÙيذ بإرادة وتØكم كبيرين، مما يجعل أعداد القتلى الصهاينة تكون كبيرة. جعلت العدو يعتر٠بعجزه رغم امتلاكه لأØدث الآليات وأقوى الجيوش، وأØدث التكنولوجيا، وكان Øديث رئيس وزرائه السابق رابين يدلل على ذلك العجز Øين قال: "كي٠نوق٠شخصا يريد أن يموت"ØŸ
رابعا: هذه العمليات جعلت المجتمع الصهيوني يعيش Øالة من الهستيريا والتخو٠من كل شيء والرعب من كل شيء، بل Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙŠØ¯ من أبناء هذا المجتمع ÙŠÙكرون بالهروب منه طلبا للأمن، ÙˆØÙاظا على الØياة مصداقا لقول الله سبØانه {ولتجدنهم Ø£Øرص الناس على Øياة ومن الذين أشركوا} (سورة البقرة-96)ØŒ وتØقق Ùيهم قول الله سبØانه {Ùأتاهم الله من Øيث لم ÙŠØتسبوا وقذ٠ÙÙŠ قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، Ùاعتبروا يا أولي الأبصار} الØشر
خامساً: أشÙت هذه العمليات غليل المؤمنين الذين كانوا يتألمون لكثرة الشهداء الذين يسقطون جراء جرائم الاØتلال، ومن عوامل الدمار التي اقترÙتها أيدي جنوده ومستوطنيه، وشكلت من ناØية أخرى عنصر تØÙيز مهم لأبناء الإسلام بالسير على درب هؤلاء الاستشهاديين وتنÙيذ عمليات مشابهة، بمعنىً آخر Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø¤Ù„Ø§Ø¡ الاستشهاديون نموذجا يقتدي، ومثلا أعلى يسير المجاهدون على خطاهم.
سادساً: شكلت هذه العمليات عنصر ردع للاØتلال، والذي أطلق العنان لأجهزة أمنه وجنوده باغتيال وتصÙية رموز شعبنا ومجاهديه، Ùكانت العمليات الاستشهادية الانتقامية ØªÙƒØ¨Ø Ø¬Ù…Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¯Ùˆ من التمادي ÙÙŠ عملياته وتجعله يتردد أل٠مرة قبل أن يقدم على جرائمه خوÙا من الردود الاستشهادية التي يعتر٠بعجزه عن وقÙها أو التنبؤ بمكانها أو موعدها.
هذا العمل الاستشهادي أوقع دولة الاØتلال وأجهزتها ÙÙŠ Øرج كبير ÙˆÙÙŠ عجز شبه كامل ÙÙŠ كيÙية التعامل معها والتقليل من Øجم أخطارها، Ùلم يجد وسيلة إلا التركيز على التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الÙلسطينية، Øيث تتمكن الأجهزة الأمنية من تÙكيك الكثير من الخلايا العسكرية وضربها قبل أن تصل إلى عمق الاØتلال، هذا من جانب ومن جانب آخر Øاول العدو أن يلقي ظلالا من الشك على منÙذي هذه العمليات، وعلى مصيرهم من Øيث تسميتهم "انتØاريين" وهو يعر٠أن الانتØاريين لا يدخلون الجنة، بل يخلدون ÙÙŠ النار -Øسب معتقدات المسلمين-ØŒ وهو لذلك يريد أن يشكك الآخرين الذين يتØÙزون للقيام بمثل هذه العمليات أو الراغبين ÙÙŠ اللØاق بالمنÙذين، Ùكان العدو الصهيوني يركز على كلمة الانتØار وليس على كلمة الشهادة، وللأس٠جارته ÙÙŠ ذلك وسائل الإعلام العربية وبعض المرتزقة باسم الدين والعلم، معتبرين أن هذا العمل هو من قبيل الانتØار الذي Øرمه الإسلام، وإرجاعهم سبب الإقدام على هذا العمل للÙشل الاقتصادي والاجتماعي لدى المنÙذين، وأكثر استدلالاتهم المغلوطة والتي شكلت نوعا من الخطورة، أن هذه العمليات تستهد٠المدنيين الذين نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام من التعرض لهم وقت الØروب والمعارك. ونØÙ† بدورنا سنناقش هذه الاستدلالات المغلوطة والمضللة لنÙند ادعاءات الصهاينة، ولنكش٠زي٠ادعاءات المتاجرين بالدين، أو وعاظ السلاطين، ونبدأ من النقطة الأخيرة.
استهدا٠المدنيين:
ÙÙŠ البداية يجب أن نقرر Øقيقة ÙŠÙهمها الجميع: أن المجتمع الصهيوني مجتمع عسكري، Ùالذي لا يكون جنديا ÙÙŠ مواقع القتال، Ùهو جندي اØتياط، سواءً كان رجلا أو امرأة يتم استدعاءه وقت الطوارئ، وكذلك أن المجتمع الصهيوني مجتمع مسلØØŒ Øيث ينتشر Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙÙŠ كل بيت تقريبا، Ùهو إذن مجتمع Øربي، ومن ناØية أخرى Ùإن مدنييه قبل عسكرييه هم مغتصÙبون، اغتصبوا ديارنا وبيوتنا ومزارعنا بعد أن هجّروا أهلنا بقوة السلاØØŒ وتØت تهديد Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ø²Ø±ØŒ وكذلك عمليات الاستيطان Øيث يعتدي المدنيون الصهاينة على ما تبقى من أرضنا وبØماية جنود الاØتلال وآلياته، وما يصاØب ذلك من عمليات القتل والتخريب. ألا يستØÙ‚ ذلك ضرب هؤلاء المدنيين إذن من باب رد العدوان بمثله ÙˆÙÙ‚ المنطق القرآني {Ùمن اعتدى عليكم Ùاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ونØÙ† نرد العدوان الصهيوني، إنما نوجه رسالة أخرى لكل من ÙŠÙكر من اليهود الصهاينة بالقدوم إلى دولة الاØتلال للإقامة Ùيها بدلا من شعبنا المهجر - أن مصيره إلى القتل وأن مستقبله ÙÙŠ المجهول، بالإضاÙØ© إلى كون الصهاينة يقتلون أبناءنا وأطÙالنا ونساءنا، ومن Øقنا أن نعاملهم بالمثل.
ادعاء الانتØار:
صØÙŠØ Ø£Ù† الإسلام Øرّم الانتØار، وتهدد المنتØرين بالخلود ÙÙŠ نار جهنم، سواءً كان الانتØار بالسكين أو بالسم أو التردي من Ùوق جبل أو عمارة أو بإطلاق نار أو بتناول الأدوية الكيميائية، والانتØار هو Ù…Øاولة أن يضع المنتØر Øدّاً Ù„Øياته، نتيجة Ù„Ùشله، إما على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، أو نتيجة لعقد Ù†Ùسية، أو نتيجة لليأس والإØباط، Ùهذا يدÙعه إلى الهروب من الØياة لعدم قدرته على مواجهتها ومواجهة Ø¥Øباطاتها، أما المجاهد الاستشهادي، Ùهو من أكثر الناس تÙاؤلا Ù‹Ùيها، ومن أكثر الناس نجاØا على المستوى الإيماني والاجتماعي والاقتصادي، ومن أكثر الناس أخلاقا ومن أطهرهم سلوكا، وهو من Ø£Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ على مستوى العلاقات الاجتماعية، Ùهو بعيد إذا عما يدعونه من الÙشل الاجتماعي والاقتصادي، وهو إذ ÙŠÙقدم على هذا العمل لا يترك الØياة الدنيا، إلا لينتقل إلى الØياة الأخرى والتي Ùيها النعيم والخلود {وللآخرة خير لك من الأولى} (الضØÙ‰-6)ØŒ {كلا بل تØبون العاجلة وتذرون الآخرة} (القيامة-21)ØŒ والتي Ùيها خير الصØب وأطهرهم {ومن يطع الله والرسول Ùأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالØين ÙˆØÙسن أولئك رÙيقا} (النساء 69)
ثم إن هؤلاء الاستشهاديين Øين يقدمون على Ùعلهم الجريء إنما يهدÙون إلى إلØاق أكبر الخسائر ÙÙŠ المجتمع الصهيوني، وإسقاط أكبر عدد من القتلى Ùيهم، Ùهؤلاء إذاً ليسو انتØاريين، ÙˆØرام على المسلمين تداول هذا المصطلØØŒ بل هم استشهاديون يبتغون ما عند الله، يأملون أن يلØقوا بالأنبياء والصالØين والشهداء السابقين ...
{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ... }
ومن بين المقولات المØبطة، والدعايات المثبطة، والتي Øاولت أن تثير بعض الشبهات Øول العمليات الاستشهادية، تلك المقولة "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"ØŒ التي روج لها بعض الجهلاء والعملاء المنتشر ين ÙÙŠ الأوساط والمؤسسات الÙلسطينية، مدعين أن الإقدام على مثل هذه العمليات هو وقوع تØت طائلة النهي الإلهي، خصوصا أن هذه المقولة هي شطر من آية قرآنية وردت ÙÙŠ سورة البقرة "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأØسنوا إن الله ÙŠØب المØسنين" (البقرة - 195)ØŒ وظاهر هذه الآية ÙŠÙيد : أن المسلمين مأمورون بالإنÙاق ÙÙŠ سبيل الله، وأن عدم الإنÙاق استجابة للأمر الإلهي، Ùيه إلقاء بالنÙس إلى التهلكة، خصوصا أن الآية السابقة، قد جاءت بعد آيات تØØ« المسلمين على القتال ÙÙŠ سبيل الله ضد المعتدين والكÙار، والقتال يجب أن يكون شاملا، Øتى لا تكون الÙتنة، لا ÙÙŠ الدين ولا ÙÙŠ النÙس أو المال، والآيات من سورة البقرة (193-195) "وقاتلوهم Øتى لا تكون Ùتنة ويكون الدين لله، Ùإن انتهوا Ùلا عدوان إلا على الظالمين، الشهر الØرام بالشهر الØرام، والØرمات قصاص، Ùمن اعتدى عليكم Ùاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين، وأنÙقوا ÙÙŠ سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ... " إن الإنÙاق هنا يأتي بمعنى الإنÙاق ÙÙŠ سبيل الله، والإنÙاق على رد العدوان والبغاة، والإنÙاق على القتال لتجنب Øدوث الÙتنة، وعدم الإنÙاق يؤدي إلى إلقاء النÙس ÙÙŠ التهلكة.
وإن استخدم الادعاء لهذا الشطر من الآية وبهذا الأسلوب الو ضيع، إنما يلغي Ùرضية الجهاد من الأساس لأن الجهاد قتال ÙˆÙيه قتل والقتل Ùيه تهلكة، إذن يجب عدم قتال المعتدين والظالمين، لأن ÙÙŠ ذلك إلقاء بالنÙس ÙÙŠ التهلكة -Øسب زعم أولئك الجهلاء- ولذلك نقرر أن عدم القتال ÙÙŠ سبيل الله وعدم الإنÙاق على القتال ÙÙŠ سبيل الله هو الذي يؤدي إلى إلقاء النÙس إلى التهلكة، كما تبين الآيات القرآنية السابقة.
الأدلة الشرعية:
ØØ« الله سبØانه المسلمين على الجهاد ÙÙŠ سبيله، وعلى مقاومة البغاة والظالمين، وهو يعلم أن ÙÙŠ تشريع الجهاد قتل سواءً للمسلمين أو لأعدائهم، بل سطّر ذلك صراØØ© ÙÙŠ كتابه العزيز "إن الله اشترى من المؤمنين أنÙسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون ÙÙŠ سبيل الله Ùيقتلون ويقتلون ..." إذن Ùالمسلم الذي يدخل المعركة ليس بضامن أن يخرج منها سالما، بل كان يتمنى على الله سبØانه أن يرزقه الشهادة Ùيها، لما يعلمه من منزلة الشهيد وكرامته عند الله ÙˆØياته المستمرة.
وهذا Ø£Øد صØابة رسول الله "البراء بن مالك" ÙÙŠ معركة "تÙستÙر" ضد الÙرس، Øين Øادثه Ø£Øد أصØابه قائلا: يا براء... أتذكر Øديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي قال Ùيه: "رب أشعث أغبر ذي زبيبتين لو أقسم على الله لأبره... منهم البراء بن مالك... قال نعم. قال: Ùادع الله أن ينصرنا عليهم، Ùقال: اللهم مكنّا من ظهورهم وانصرنا عليهم.. وأÙقسم عليك أن ترزقني اليوم الشهادة ÙÙŠ سبيلك، Ùكان أن قضى شهيدا ÙÙŠ هذه المعركة وقد استجاب الله لدعائه، وليس هو الوØيد الذي يتمنى على الله الشهادة، بل نجد كل المسلمين يدعون الله ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ø³Ø§Ø¡ أن يرزقهم الشهادة ÙÙŠ سبيله.
ويوم بدر وق٠رسول الله عليه الصلاة والسلام ÙŠØرض المسلمين على قتال المشركين ويØثهم على الصبر والثبات قائلا: "والذي Ù†Ùسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل صابر Ù…Øتسب مقبل غير مدبر ÙÙŠÙقتل Ùله الجنة" Ùيسمع هذا الكلام "عÙمير بن الØمام" رضي الله عنه Ùيقول: يا رسول الله.. أليس بيني وبين الجنة سوى أن يقتلني Ø£Øد هؤلاء؟ Ùقال Øد هاؤلاء، Ùيقول الرسول عليه الصلاة والسلا : بلى.. Ùيلقي عÙمير تمرات كانت ÙÙŠ يده ويلتØÙ… بالمشركين وينال الشهادة...
إذن الجهاد ÙÙŠ سبيل الله قائم على قتل المشركين وقتل المسلمين، ووجدنا ÙÙŠ تاريخنا الإسلامي نماذج رائعة من الثبات والصبر ÙÙŠ أرض المعركة، Øيث كان Ø£Øدهم ÙŠØÙر لنÙسه ØÙرةً ينغرس Ùيها Øتى لا يهرب من أرض القتال، وكان بعضهم يعقل قدمه Øتى لا ÙŠÙكر بالهرب أو التراجع ÙˆØتى لا ينطبق عليه التØذير الإلهي من التولي يوم الزØÙ "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين ÙƒÙروا زØÙا Ùلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متØرÙا لقتال أو متØيز إلى Ùئة Ùقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير" (الأنÙال-15-16)
وكذلك نجد ÙÙŠ موق٠الصØابي الجليل البراء بن مالك ÙÙŠ معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب وجنوده ما يدعم أدلتنا هذه، Øيث جاء عنه، بعد انكشا٠مسيلمة وجنوده وهروبهم إلى Øديقة "Øصن" لهم كانت معدّة لذلك الغرض وتØصنوا بها، وأوشكت أن تÙتر عزيمة المسلمين، اندÙع البراء بن مالك طالبا من إخوانه أن ÙŠØملوه على أسنة Øرابهم، ويلقوه إلى داخل الØصن ليÙØªØ Ù„Ù‡Ù… الأبواب، ولم ينتظر منهم ذلك، بل تسلق بنÙسه جدران الØصن وألقى بها وسط الأعداء المداÙعين عن الØصن، وجالدهم بسيÙÙ‡ وبيده الأخرى كان ÙŠØاول ÙØªØ Ø¨Ø§Ø¨ الØصن، Øتى تمكن ÙÙŠ النهاية من ÙØªØ Ø¨Ø§Ø¨ الØصن، ولكن بعد أن أصابته ÙÙŠ جسده الطاهر بضع وثمانون ضربة وطعنة ورمية... هذا الÙعل ربما يصوره بعض الجبناء بأنه تهور طائش، ولكنه جاء من صØابي جليل يتمتع بإيمان كبير وبشجاعة خارقة، Øققت للمسلمين انتصارا عظيما ÙˆÙتØا مجيدا. هذا الصØابي الذي ÙŠÙهم Øقيقة الإسلام، ÙˆØقيقة التضØية، ÙˆØقيقة المتاجرة مع الله سبØانه.
ومما يدعم أدلتنا السابقة، ÙÙعل٠الصØابي الذي سبق ذكره، وكسر غمد سيÙÙ‡ بعد أن أقرأ أصØابه السلام، وقاتل Øتى Ù‚Ùتل. ودليل آخر، Ùعل الصØابي الذي سأل رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الÙعل الذي ÙŠÙضØÙƒ الربّ٠من العبد Ùقال عليه الصلاة والسلام : "أن يغمس يده ÙÙŠ العدو Øاسراً"ØŒ والاستشهاد ÙÙŠ سبيل الله هو من قبيل غمس اليد والعظم والدم ÙÙŠ العدو بلا دروع وبلا تروس، Ùهذه من أعظم الأعمال التي تضØÙƒ الرب.
والنقطة الأهم التي نعتمد عليها ÙÙŠ الاستدلال بشرعية الÙعل الاستشهادي Øديث النبي عليه الصلاة والسلام : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ..." Ùنية هذا الاستشهادي هي إغاظة الأعداء بإلØاق أكبر قدر من الخسائر بهم، استجابة لنداءات الله المتكررة ÙÙŠ القرآن الكريم، ومن أمثلتها "Ùليقاتل ÙÙŠ سبيل الله الذين يشرون الØياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل ÙÙŠ سبيل الله Ùيقتل أو يغلب Ùسو٠نؤتيه أجرا عظيما"ØŒ واستجابة لتوجيهات رسول الله عليه الصلاة والسلام، ودÙاعا عن المستضعÙين ÙÙŠ الأرض من الرجال والنساء والولدان، ودÙاعا عن المقدسات المنتهكة من قبل أعداء الله... Ùإذا كانت هذه نيته، Ùإن له المقابل ÙÙŠ ذلك، Ùإن له الشهادة والجنة، وأن ÙŠØشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالØين ÙˆØسن أولئك رÙيقا.
وقد Ø£Ùتى بذلك كثير من علماء المسلمين المخلصين، وهكذا تØولت الشهادة إلى أمنية يتمناها كل مسلم، ويدعو الله سبØانه أن يرزقه إياها ÙÙŠ كل وقت ÙˆÙÙŠ كل Øين، وكذلك أصبØت الشهادة قيمة متأصلة ÙÙŠ Ù†Ùوس أبنائنا وآبائنا وأمهاتنا، بØيث يندÙع الجميع الى مواطنها، عسى أن ينالوا شرÙها وأجرها، وهذا جعل أبناء شعبنا يشكلون نموذج التضØية والÙداء، ونموذج الأØياء والاقتداء لأمتنا جميعاً.
وبناءً عليه نرجو من الجميع أن لا ÙŠÙرطوا ÙÙŠ هذه القيمة، وأن لا يتنازلوا عن هذه المكانة لأن Ùيها الرÙعة ÙˆÙيها الÙوز ÙÙŠ الدنيا والآخرة، ÙˆÙيها إغاظة الأعداء، وشÙاء لصدور المؤمنين، ÙˆÙÙŠ كل المواقع والأوقات يظللنا قول الله سبØانه {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله Ùليتوكل المؤمنون، قل هل تربصون بنا إلا Ø¥Øدى الØسنيين ونØÙ† نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا، Ùتربصوا إنا معكم متربصون} (التوبة 51-52)ØŒ ÙÙ†ØÙ† نرجو Ø¥Øدى الØسنيين، إما النصر وإما الشهادة، ولا ثالث لهما.
وإذا ما تخلينا عن طلب الشهادة، والاستشهاد ÙÙŠ سبيل الله Ùسنبقى ÙÙŠ دائرة الضع٠والهوان تتكالب علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، لا تقيم لنا وزنا، ولا تذر٠علينا دمعا، لأن الأمم لا تØترم إلا الأقوياء، وأن أول طريق القوة ينبع من عدم الخو٠من الموت بل العمل على اقتØام Øياضه، وهذا ما Øرص على تعليمنا إياه الخليÙØ© الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله : "اØرص على الموت توهب لك الØياة".
تمت بØمد الله ،،،
لتØميل الدراسة كاملة المل٠مرÙÙ‚
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
استشهاد الأسير المØرر Ù…Øمد Ù…Øمود Øسين جودة من مخيم جباليا بغزة بسبب نوبة قلبية وكان الأسير قد أمضى 10 سنوات ÙÙŠ السجون الصهيونية
29 مارس 2001
الاستشهادي Ø£Øمد ناي٠اخزيق من سرايا القدس يقتØÙ… مستوطنة نيتساريم المØررة وسط القطاع Ùيقتل ويصيب عدداً من الجنود
29 مارس 2002
الاستشهاديان Ù…Øمود النجار ومØمود المشهراوي يقتØمان كيبوتس "يد مردخاي" شمال القطاع Ùيقتلا ويصيبا عددا من الجنود الصهاينة
29 مارس 2003
قوات الاØتلال الصهيوني بقيادة شارون تبدأ Ø¨Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الغربية بما سمي عملية السور الواقي
29 مارس 2002
الاستشهادية آيات الأخرس تنÙØ° عملية استشهادية ÙÙŠ Ù…ØÙ„ تجاري ÙÙŠ القدس الغربية وتقتل 6 صهاينة ÙˆØªØ¬Ø±Ø 25 آخرين
29 مارس 2002
قوات الاØتلال الصهيوني تغتال Ù…ØÙŠ الدين الشري٠مهندس العمليات الاستشهادية ÙÙŠ Øركة Øماس
29 مارس 1998